الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية آية (٥٩) : (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ...

برنامج لمسات بيانية آية (٥٩) : ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ * ﴿وَتِلْكَ﴾ إشارة إلى قبورهم وآثارهم حتى تكون فيها عبرة انظروها، * (جَحَدُواْ .. وَعَصَوْاْ .. وَاتَّبَعُواْ ..) هذا الترتيب بالذات هل له دلالة معينة؟ ألا تكفي ﴿جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ والباقي مستنبط؟ العصيان مرحلة بعد الجحود، الجحود أمر لساني أن يقر المرء بقلبه ولا يقر بلسانه، إنكار ما تعلم من الحق، أما العصيان مرتبة أخرى أقوى من الجحود، هذا سلوك وعمل، الاتّباع هذه مرحلة أخرى غير العصيان لأن العصيان عكس الاتّباع، هم ليس فقط عصوا رسله بل اتبعوا الجبابرة. إذن هم لم يكتفوا بالجحود وإنما عصوا رسله ولم يكتفوا بهذا واتبعوا أمر كل جبار عنيد هذه مراحل. * قال ﴿وَاتَّبَعُواْ﴾ وليس تبعوا للمبالغة لأن افتعل تدل على المبالغة والكثرة فيها مبالغة في الاتباع. اتّبع اشد اتباعًا،. * ﴿كُلِّ جَبَّارٍ﴾ استغرق الاتباع لكل جبار ليس لجبار واحد ولا مجموعة من الجبابرة وإنما كل جبار. * وصف الجبار بأنه عنيد هذا مناسب للجحد لأن الجاحد ما الذي يجعله لا يقرّ ما في قلبه؟ غير عناده، هذا معاند وذاك جبار، اتبعوا من نفس الصفة هو جبار عنيد وهؤلاء جاحدين. * الآية تبيّن مقدار عنادهم وعتوّهم من أكثر من جهة: - قال ﴿جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ مع علمهم أنها حق. - قال ﴿بِآيَاتِ﴾ ليست آية واحدة ارسل الله لهم آيات كثيرة. - قال ﴿بِآيَاتِ رَبِّهِمْ﴾ هذا أسوأ الجحود ربهم الذي أنعم عليهم وتفضل عليهم وأحسن إليهم، لم يجحدوا مع شخص مثلهم. - قال ﴿وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ﴾ ما قال وعصوا الرسل، رسل الله ربهم الذي تفضل عليهم الرسول يختلف بحسب المرسِل، هذا عصيان مضاعف. - قال ﴿رُسُلَهُ﴾ مجموعة. - قال ﴿وَاتَّبَعُواْ﴾ ولم يقل تبعوا. - قال ﴿كُلِّ جَبَّارٍ﴾ وليس جباراً واحداً أو مجموعة قليلة. - قال ﴿عَنِيدٍ﴾ ولم يقل معاند وعنيد صيغة مبالغة.

ﵟ وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﵞ سورة هود - 59


Icon