الوقفات التدبرية

برنامج لمسات بيانية قال تعالى:﴿وَتِلۡكَ حُجَّتُنَآ...

برنامج لمسات بيانية قال تعالى:﴿وَتِلۡكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيۡنَٰهَآ إِبۡرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ٨٣ وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ٨٤ وَزَكَرِيَّا وَيَحۡيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلۡيَاسَۖ كُلّٞ مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ٨٥ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَٱلۡيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطٗاۚ وَكُلّٗا فَضَّلۡنَا عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 83-86] سؤال: لماذا ختم الآيات بما ختم فقال في مجموعة من الأنبياء: ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾، وقال في قسم آخر: ﴿كُلّٞ مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾، وقال في الآخرين: ﴿وَكُلّٗا فَضَّلۡنَا عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ الجواب: إن خاتمة كل آية لمن ذكر فيها من الأنبياء، وإن كانت كل فاصلة تصح على جميع الأنبياء. فقوله تعالى: ﴿وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۚ كُلًّا هَدَيۡنَاۚ وَنُوحًا هَدَيۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِۦ دَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَٰرُونَۚ وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ ذكر فيه إسحاق ويعقوب، وقد أنعم الله عليهما بالهداية، فقال ﴿كُلًّا هَدَيۡنَاۚ﴾ ويعقوب أنعم الله عليه بلقب ﴿إسرائيل﴾ وقيل معناه في لسانهم صفوة الله، وقيل: عبد الله، وقيل: رجل الله، وقيل غير ذلك. وأنعم عليه بعد فقد ولده بأنه أعاد إليه ولده وجعله عزيز مصر ورفعه ابنه على العرش، وجعل أولاده أنبياء وهم الأسباط، وذريته من بعده ينتسبون إليه اعتزازًا به فيقال: ﴿بنو إسرائيل﴾. وداود صار قائدًا وصار ملكًا، وسليمان ملك وهب الله له مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده، وأيوب أغناه الله بعد الابتلاء وآتاه أهله ومثلهم معهم وآتاه مالًا وفيرًا، وموسى وهارون أكرمهما الله بالرسالة والآيات العظيمة، والنصر على فرعون الذي أغرقه الله وجنوده في اليم في آية عظيمة من آيات الله. فكلًا جزاه بإحسانه، فناسب ذلك قوله: ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ وأما قوله: ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحۡيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلۡيَاسَۖ كُلّٞ مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾، فإن زكريا قتل بعد قتل ولده، ويحيى قتل، وعيسى أُريد قتله فرفعه الله إليه، فلا يناسب ذلك أن يقول فيهم: ﴿وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ لأن معناه أنه يجازي المحسنين بالقتل والخوف ومحاولة القتل. وأما إسماعيل واليسع ويونس ولوط فقد أكرمهم الله بالرسالة والتفضيل على عالمي زمانهم، ولم يعطهم ما أعطى الأولين من الملك ونحوه. ولم يصبهم ما أصاب من ذكرهم بعد الأولين من القتل والخوف، فذكر أنه فضلهم على العالمين، وهو أعلى وسام.

ﵟ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﵞ سورة الأنعام - 84


Icon