قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ .
كرَّرَ " الصراط " لأنه المكان المهيَّأُ للسّلوك، فذكر في الأول المكان دون السَّالك، فأعاده مع ذكره بقوله ﴿صراطَ الّذينَ أنعَمْتَ عليهم﴾ الخ. . المصرَّح فيه بما يخرج " اليهود " وهم المغضوب عليهم، و " النصارى " وهم الضالُّون.
فإِن قلتَ: المراد " بالصراط المستقيم " الِإسلامُ، أو القرآن، أو طريق الجنة كما قيل. . والمؤمنون مهتدون إلى ذلك، فما معنى طلب الهداية له، إذ فيه تحصيلُ الحاصل؟
قلتُ: معناه ثبِّتْنا وأَدِمْنا عليه مع الاستقامة كما في قوله ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا باللَّهِ﴾ .
فإِن قلتَ: ما فائدةُ دخول " لا " في قوله ﴿وَلَا الضَّالين﴾ مع أن الكلام بدونها كافٍ في المقصود؟
قلتُ: فائدتُه توكيدُ النفي المفاد من " غير "
ﵟ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﵞ سورة الفاتحة - 7