قوله تعالى: (وفَضَّلَ اللَّهُ المُجَاهِدِينَ بِأمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً. .) الآية.
إن قلتَ: كيف قال هنا " درجة " وقال في التي بعدها " درجاتٍ "؟
قلتُ: المرادُ بالأول تفضيلُهم على القاعدين بعذر، لأن لهم أجراً لكونهم من الغزاة بالهمَّة والقصد، ولهذا قال " وكُلَّاَ وَعَدَ اللَّهُ الحُسْنَى " أي الجنَّة.
والمرادُ بالثاني تفضيلُهم على القاعدين بلا عذر، لأنهم مقصِّرون ومسيئون، فكان فضلُ الغزاة عليهم درجات، لانتفاء الفضل لهم.
ﵟ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﵞ سورة النساء - 95