قوله تعالى: ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ(119)﴾ الآية، أي يوم القيامة.
فإن قلتَ: كيف قال ذلك، مع أنَّ الصِّدقَ نافعٌ في الدُّنيا أيضاً؟
قلتُ: نفعُه بالنسبة إلى نفعِ يومِ القيامة، الذي هو الفوزُ بالجنَّة، والنَّجَاةُ من النَّار كالعَدَم.
فإن قلتَ: إن أراد بالصِّدقِ صدقُهم في الآخرة،
فالآخرةُ ليست بدار عمل، أو في الدنيا، فليس مطابقاً لما ورد فيه، وهو الشهادة لعيسى بالصِّدق، بما يُجيب به يوم القيامة؟
قلتُ: أراد به الصِّدق المستمرَّ بالصادقين، في دنياهم وآخرتهم.
ﵟ قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﵞ سورة المائدة - 119