قوله تعالى: ﴿إنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العِقَابِ وَإنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
وقال في الأعراف " إنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العِقَابِ وإنَّه لَغَفُورٌ رحيمٌ "
باللَّام في الجملتين، لأنَّ ما هنا وقع بعد قوله " مَنْ جَاءَ بالحسنة فلهُ عشرُ أمثالها " وقوله " وهو الذي جعلكم خلائف الأرض " فأتى باللَّام المؤكدة في الجملة الثانية فقط، ترجيحاً للغُفران على سرعة العقاب.
وما هناك وقع بعد قوله " وأخذنا الَّذين ظَلَمُوا بعذابٍ بئيس " وقوله " فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين " فأتى باللَّام في الجملة الأولى، لمناسبة ما قبلها، وفي الثانية تَبَعاً للَّام في الأولى.
فإن قلتَ: كيف قال " سريعُ العقابِ " مع أنه حليمٌ، والحليمُ لا يُعَجِّل بالعقوبة على من عصاه؟!
قلتُ: معنى " سريع " شديدٌ، أو المعنى سريعُ العقاب إِذا جاء وقته.
ﵟ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﵞ سورة الأنعام - 165