قوله تعالى: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَاّ تَسْجُدَ إذْ أَمَرْتُكَ﴾ الآية،
قال ذلك هنا، وقال في الحِجْر: " قال يا إبليسُ مالكَ أَلَّا تكونَ مع الساجدينَ ".
وفي (ص) : " قال يا إبليسُ ما منعَكَ أن تسجدَ لما خلقت بيديَّ " بزيادة " يا إبليسُ " فيهما.
لأن خطابه هنا قَرُبَ من ذكره، فحسن حذفُ ذلك،
وفي تيْنِك لم يقرب منه قربه هنا، فحسُن ذكره.
وأما قولُه هنا وفي (ص) " مَنَعَكَ " وفي الحِجْر
" مَالَكَ " فتفنُّنٌ، جرياً على عادة العرب في تفنّنهم في الكلام.
وقولُه " أَلَّا تسجد " قال ذلك بزيادة " لا " كما في قوله تعالى " لِئَلاَّ يعلمَ أهْلُ الكِتابِ " وقال في " ص " بحذفها، وهو الأصلُ، فزيادتها هنا لتأكيد معنى النَّفي في " مَنَعَكَ ".
أو لتضمين " مَنَعَك " حَمَلَك، وهي على الثاني ليست زائدةً في المعنى.
ﵟ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﵞ سورة الأعراف - 12