الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ. .) . الآية قاله هنا في قصة...

قوله تعالى: ﴿قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ(59)﴾ . الآية قاله هنا في قصة " نوح " و " هود " بلا فاء، لأنه خرج مخرج الابتداء وإن تضمَّن الجواب، كما في قوله تعالى ﴿قالوا نحنُ أعلمُ بمنْ فيها﴾ بعد قوله ﴿قال إن فيها لوطاً﴾ . وقاله في " هود " و " المؤمنين " بالفاء، لأنه وقع جواباً لما قبله، فناسبتْه الفاء. فإن قلتَ: كيف وصفَ الملَأ ب " الذين كفروا " في قصة هود، دون قصة نوحٍ عليهما الصلاة والسَّلام؟! قلت: لأنه كان قد آمنَ بهودٍ بعضُهم، فلم يكونوا كلهم قائلين له " إنا لنراكَ في سفاهة " بخلاف قوم نوحٍ، فإنه لم يكن فيهم من آمن به إذ ذاك. وَنُقِضَ بأنه تعالى، وصف أيضاً الملأ من قوم نوحٍ بالكفر في سورة هود. وأُجيب بجواز كون هذا القول وقع مرتين، المرة الثانية بعد إيمان بعضهم، بخلاف المرة الأولى.

ﵟ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﵞ سورة الأعراف - 60


Icon