الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ...

قوله تعالى: ﴿قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ(61)﴾ الآية. عدَّى الِإيمان إلى الله بالباء، لتضمُّنه معنى التصديق، ولموافقته ضدَّه وهو الكفر، في قوله تعالى ﴿مَنْ كفَرَ بِاللهِ﴾ . وعدَّاه إلى المؤمنين باللام، لتضمُّنه معنى الِإنقياد، وموافقةً لكَثير من الآيات، كقوله تعالى ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمنٍ لنا﴾ وقوله ﴿أفتطمعون أن يؤمنوا لكم﴾ وقوله ﴿أنؤمن لك واتبعك الأرذلون﴾ ؟ وأما قوله تعالى في موضع ﴿قال آمنتم لَهُ قبلَ أن آذن لَكُمْ﴾ وفي آخر ﴿آمنتم به﴾ فمشتركٌ الدلالة، بين الِإيمان بموسى والِإيمان بالله، لأن من آمنَ بموسى حقيقةً آمن بالله كعكسه.

ﵟ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ۚ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ۚ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﵞ سورة التوبة - 61


Icon