الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إلَّا كتِبَ...

قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إلَّا كتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَل صَالِحٌ(120)﴾ الآية. قال ذلك هنا، وقال بعد: ﴿إلَّا كتِبَ لَهُمْ﴾ بدون " عمل صالح "!! لأنَّ ما هنا مشتمل على ما هو من عملهم وهو قوله: ﴿ولا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغيظُ الكُفَّارَ﴾ إلى آخره، وعلى ما ليس من عملهم وهو قوله ﴿ذَلِكَ بأنَّهُمْ لا يُصيبهُمْ ظمَأٌ﴾ إلى آخره، فتفضَّل اللهُ بإجرائه مجرى عملهم في الثواب، فناسبَ ذلك زيادةُ قوله " به عملٌ صالحٌ " ولهذا عمَّ عقِبَه في قوله ﴿إنَّ اللهَ لا يضيع أجرَ المحسنينَ﴾ . وما ذُكرَ في الآية الثانية، مختصٌّ بما هو من عملهم وهو قوله ﴿ولا يُنْفِقُونَ نفقةً صغيرةً﴾ إلى آخره، ليُكتب لهم ذلك بعينه، ولهذا خصَّهم عقِبه في قوله: ﴿ليَجْزِيَهُمُ الله أحسنَ ما كانوا يعملونَ﴾ . وقولُه " أحسن " أي بأحسن، والمراد بحَسَن عملهم، إذ لا يختصُّ جزاؤهم بأحسن عملهم. . أو المراد ليجزيهم أحسن من الذي كانوا يعملون.

ﵟ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﵞ سورة التوبة - 120


Icon