قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَا. .) .
قال " بعبده " دون نبيِّه أوحبيبه، لئلا تضِلَّ به أمَّتُه،
كما ضلَّت أمَّةُ المسيح، حيث دعته إلهاً.
أو لأن وصفه بالعبودية، المضافةِ إلى الله تعالى أشرف المقامات، وقال " ليلاً " مُنَكَّراً، ليدلَّ على قِصَر زمن الِإسراء، مع أنَّ بين مكة وبيت المقدس، مسيرة أربعين ليلةً، لأن التنكيرَ يدلُّ على البعضيَّة.
والحكمةُ في إسرائه - صلى الله عليه وسلم - من بيت المقدس، دون مكة، لأنه محشرُ الخلائق، فيطؤه بقدمه ليسهل على أمته يوم القيامة، وقوفهم ببركة أثر قدمه.
أو لأنه مجمعُ أرواح الأنبياء، فأراد الله أن يُشرِّفهم بزيارته - صلى الله عليه وسلم -.
أو أُسريَ به منه، ليشاهد من أحواله وصفاته، ما يُخبر به كفار مكة، صبيحة تلك الليلة، فيكون إخباره بذلك مطابقاً لما رأوْا، وشاهداً ودليلاً على صدقه في الإِسراء.
ﵟ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﵞ سورة الإسراء - 1