قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَها وَوَضَعَ المِيزَانَ﴾
قره برفع السَّماءِ، لأنه تعالى عدَّد نِعَمه على عباده، ومن أجَلِّها الميزان، الذي هوالعدلُ، الذي به نظام العالم وقِوامُه. وقيل: هو القرآن، وقيل: هو العقلُ، وقيل: ما يُعرف به المقاديرُ، كالميزان المعروف، والمكيال، والذراع.
إن قلتَ: ما فائدةُ تكرارِ لفظ الميزان ثلاث مرات، مع أن القياس بعد الأولى الِإضمارُ؟
قلتُ: فائدتُه بيانُ أنَّ كلًا من الآياتِ مستقلة بنفسها، أو
أن كلًا من الألفاظ الثلاثة مغايرٌ لكلٍ من الآخريْنِ، إذِ الأول ميزان الدنيا، والثاني ميزان الآخرة، والثالث ميزان العقل.
فإن قلتَ: قولُه " أَلأَ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ " أي لا تجاوزوا فيه العدل، مُغْنٍ عن الجملتين المذكورتين بعده؟!
قلتُ: الطغيانُ فيه: أخذ الزائِد، والِإخسارُ: إعطاء الناقص، والقسطُ: التوسط بين الطرفين المذمومين.
ﵟ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﵞ سورة الرحمن - 7