الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ...

قوله تعالى: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ﴾ . الآية. إن قلتَ: كيف أثبت الخيرية لهنَّ بالصفات المذكورة بقوله " مسلماتٍ " إلى آخره مع اتِّصاف أزواجه - صلى الله عليه وسلم - بها أيضاً؟ قلتُ: المراد " خيراً منكنَّ " في حفظ قلبه، ومتابعة رضاه، مع اتصافهنَّ بهذه الصفات المشتركة بينكنَّ وبينهنَّ. فإن قلتَ: لمَ ذكرَ الواو في " أبكاراً " وحذَفَها في بقية الصفات؟ قلتُ: لأن أبكاراً مباينٌ للثيِّبات، فذكرَ بالواو لامتناع اجتماعهما في ذاتٍ واحدة، بخلاف بقية الصفات، لا تباين فيها فذُكرت بلا واوٍ. فإِن قلتَ: أيُّ مدحٍ في كونهنَّ ثيِّباتٍ؟! قلتُ: الثَّيِّبُ تُمدح من جهة أنها أكثر تجربةً وعقلًا، وأسرعُ حَبَلاً غالباً، والبكرُ تُمدح من جهة أنها أطهرُ وأطيبُ، وأكثر مداعبةً وملاعبةً غالباً.

ﵟ عَسَىٰ رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﵞ سورة التحريم - 5


Icon