قوله تعالى: ﴿لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ(28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ(29) عليها تِسْعَةَ عَشَرَ(30)﴾ .
قيل: معناهما واحدٌ، أي لا تُبقي ولا تذرُ للكفَّارِ شيئاً من لحمٍ ولا عَصَب إلّاَ أهلكته، ثم يعودُ كما كان، وقيل: متغايران، أي لا تُبقي لهم لحماً، ولا تذرُ لهم عظماً، أو لا تُبقيهم أحياء، ولا تذرهم أمواتاً.
فإن قلتَ: لأيِّ معنى، خصَّ عدد خزنةِ جهنم بـ " تِسْعَةَ عَشَرَ "؟!
قلتُ: لأنها موافقةٌ لعدد أسباب فساد النفس الِإنسانية، وهي القُوى " الِإنسانيةُ، والطبيعيةُ " إذِ
القُوى الِإنسانيةُ اثنتا عشرة: الخمسةُ الظاهرةُ، والخمسةُ الباطنة، والشهوةُ والغضب.
والقُوى الطبيعيةُ سبعةٌ: الجاذبةُ، والماسكةُ، والهاضمةُ،
والدافعةُ، والغاذيةُ، والنَّامية، والمولِّدة، والمجموعُ تسعة عشرَ.
ﵟ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﵞ سورة المدثر - 29