ﰡ
مكية وآياتها ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)شرح الكلمات:
إنا أعطيناك الكوثر: أي إنا رب العزة والجلال وهبناك يا نبينا الكوثر أي نهراً في الجنة.
فصل لربك وانحر: أي فاشكر ذلك بصلاتك لربك المنعم عليك وحده وانحر له وحده.
إن شانئك: أي مبغضك.
هو الأبتر: أي الأقل الأذل المنقطع عقبه.
معنى الآيات:
قوله تعالى ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ٢ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ هذه الآيات الثلاث
٢ روى مسلم عن أنس بن مالك قال بينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يومٍ بين أظهرنا إذا أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه وقال أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ٢ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾، ثم قال أتدرون من الكوثر؟ قلنا الله ورسوله أعلم فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة" وظاهر هذه الرواية أن سورة الكوثر مدنية ولا مانع من نزولها مرتين مرة بمكة وأخرى بالمدينة.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- بيان إكرام لله تعالى لرسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
٢- تأكيد أحاديث الكوثر وأنه نهر في الجنة.
٣- وجوب الإخلاص في العبادات كلها لاسيما الصلاة والنحر.
٤- مشروعية الدعاء على الظالم.
٢ في الحديث البخاري دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء فإذا مسك أظفر قلت ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل.
٣ في الآية دليل على وجوب تقديم صلاة العيد على النحر وهو ما عليه جمهور الفقهاء وجائز أن يكون المراد من صل لربك وانحر أي صل صلاة الصبح بمزدلفة وانحر هديك بمنى.
٤ الأبتر حقيقته: المقطوع بعضه وغلب على المقطوع ذنبه من الدواب ويستعار لمن نقص منه ما هو من الخير في نظر الناس تشبيه بالدواب المقطوع أذنابها ومنه الخبطة البتراء التي لم يحمد فيها الله ولم يصل فيها على نبيه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.