بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الكوثر( ١ ). مكية( ٢ ).٢ في قول ابن عباس والكلبي ومقاتل في تفسير الماوردي ٤/٥٣١ وقول ابن الزبير في الدر: ٨/٦٤٦ وهو قول الجمهور في البحر: ٨/٥١٩..
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الكوثرمكية
قوله تعالى: ﴿إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر﴾ إلى آخرها.
قال [ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما]: الكَوْثَرُ نهرْ في الجنة، حافتاه ذهب وفضة يجري على الدر والياقوت، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العَسَل/.
روى أنس " أن النبي ﷺ قال حين عرج به إلى السماء: رأيت نهراً عجّاجاً مثل السَّهْمِ يطرد، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، حافتاه قباب من در مجوف فقلت: يا جبريل، ما هذا؟ قال: هذا الكَوْثَرُ الذي أعطاكه ربك، (قال): فضربت
وعن أنس بن مالك أنه قال: لما أسري برسول الله ﷺ مضى به جبريل عليه السلام في السماء الثانية فإذاهو بنهر عليه قصر من اللؤلؤ والزبرجد فذهب ليشم ترابه فإذا هو مسك. قال: يا جبريل، ما هذا النُهْر؟ قال: الكوثر الذي خبأ لك وربك. وروى ابن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكَوْثَرُ: " [الخير الكثير] ".
وقال ابن جبير: النهر الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه الله إياه.
وقال عطاء: الكَوْثَرُ " حوض في الجنة أُعطيه النبي ﷺ ".
وروي عن النبي ﷺ أنه قال: " بينما أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر، حافتاه قِباب اللؤلؤ المجوَّف، فقال الملك الذي معي: أتدري ما هذا؟ [هذا] الكوثؤ الذي أعطاك الله، وضرب بيده إلى أرضه فاستخرج من طينه المسك ".
ثم قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر﴾.
أي: [فحافظ] (على الصلوات المكتوبة) في أوقاتها.
وقال أنس: كان النبي ﷺ ينحر يوم الأضحى قبل الصلاة، فأمر أن يصلي ثم ينحر. وهو قول قتادة.
وقال محمد بن كعب القرظي: إن ناساً كانوا يصلون لغير الله، وينحرون لغير الله، فأنزل الله هذه السورة. فالمعنى عنده: إنا أعطيناك الكوثر يا محمد، فلا تكن صلاتك ونحرك إلا لله.
وهذا القول يدل على أن السورة مدنية، وقال الضحاك: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ﴾، أي: ادع ربك وأسأله.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنهـ: معنى ﴿وانحر﴾، ضع اليمين على الشمال في الصلاة.
وروي عنه: ضع اليمنى على الساعد الأيسر على صدرك.
وعنه أيضاً وعن أبي هريرة: يجعل يديه تحت السُّرة. وهذا مذهب الكوفيين.
وقال ابن جبير: معناه فصل لربك المكتوبة، وانحر البدن يمنى. وقاله ابن عباس.
وحكى الفراء ﴿وانحر﴾ استقبل القبلة بنحرك.
ثم قال تعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر﴾ أي: إن مُبغِضك يا محمد وعدوك هو الأبتر، أي هو الذي لا عقب له، عني بذلك العاصي بن وائل السهمي.
وقال قتادة: ﴿هُوَ الأبتر﴾ أي: هو الحقير الذليل. قال ابن زيد: قال رجل: إنما محمد أبتر ليس له - كما ترون - عقب، فأنزل الله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر﴾.
وعن ابن عباس أنها نزلت في أبي جهل قال: والمعنى أن عدوك أبا جهل هو الأبتر.