تفسير سورة الكوثر

تفسير البغوي
تفسير سورة سورة الكوثر من كتاب معالم التنزيل المعروف بـتفسير البغوي .
لمؤلفه البغوي . المتوفي سنة 516 هـ

وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: الْمَاعُونُ الْفَأْسُ وَالدَّلْوُ وَالْقِدْرُ وَأَشْبَاهُ ذَلِكَ، وَهِيَ رِوَايَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: الْمَاعُونُ الْعَارِيَةُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَعْلَاهَا الزَّكَاةُ الْمَعْرُوفَةُ، وَأَدْنَاهَا عَارِيَةُ الْمَتَاعِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَالْكَلْبِيُّ: الْمَاعُونُ الْمَعْرُوفُ الَّذِي يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ.
قَالَ قُطْرُبٌ: أَصْلُ الْمَاعُونِ مِنَ الْقِلَّةِ، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا لَهُ سَعَةٌ وَلَا مَنَعَةٌ، أَيْ شَيْءٌ قَلِيلٌ، فَسَمَّى الزَّكَاةَ وَالصَّدَقَةَ وَالْمَعْرُوفَ مَاعُونًا لِأَنَّهُ قَلِيلٌ مِنْ كَثِيرٍ.
وَقِيلَ: الْمَاعُونُ مَا لَا يَحِلُّ مَنْعُهُ مِثْلُ الْمَاءِ وَالْمِلْحِ والنار.
سورة الكوثر
مكية [وهي ثلاث آيات] [١]
[سورة الكوثر (١٠٨) : الآيات ١ الى ٣]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١).
«٢٤٠٣» أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنِ عِيسَى الْجُلُودِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ يَعْنِي ابْنَ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بين أظهرنا إذا أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ متبسما، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ الله؟ قال: نزلت عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ، فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣). ثُمَّ قَالَ: «تدرون مَا الْكَوْثَرُ» ؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهَرَ وَعَدَنِيهِ ربي فيه خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عدد
٢٤٠٣- إسناده صحيح على شرط مسلم، حيث تفرد عن المختار، وباقي الإسناد على شرطهما.
- أبو بكر هو عبد الله بن محمد.
- وهو في «صحيح مُسْلِمٌ»
٤٠٠ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي شيبة بهذا الإسناد.
- وأخرجه أبو يعلى ٣٩٥١ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٣٢٥ والواحدي في «الوسيط» ٤/ ٥٦٠- ٥٦١ من طريق ابن أبي شيبة به.
- وأخرجه النسائي ٢/ ١٣٣- ١٣٤ وأبو عوانة ٢/ ١٢١ من طريق علي بن مسهر به.
- وأخرجه مسلم بإثر ٤٠٠ وأبو داود ٤٧٤٧ و٧٨٤ ومن طريق ابن فضيل وأبو عوانة ٢/ ١٢١ من طريق سفيان كلاهما عن مختار بن فلفل به.
(١) زيد في المطبوع.
313
نجوم [السماء] [١] فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ إِنَّهُ مِنِّي، فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ».
«٢٤٠٤» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ [بْنُ أَحْمَدَ] الْمَلِيحِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا محمد بن إسماعيل ثنا عمرو بن محمد ثنا هشيم ثنا أَبُو بِشْرٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: النَّهْرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.
قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الْقُرْآنُ [الْعَظِيمُ] [٢] قَالَ عِكْرِمَةُ: النُّبُوَّةُ وَالْكِتَابُ. وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْكَوْثَرُ فَوْعَلٌ مِنَ الْكَثْرَةِ، كَنَوْفَلٍ فَوْعَلٌ مِنَ النَّفْلِ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ شَيْءٍ كَثِيرٍ فِي الْعَدَدِ أَوْ كَثِيرٍ فِي الْقَدْرِ وَالْخَطَرِ:
كَوْثَرًا. وَالْمَعْرُوفُ: أَنَّهُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ أَعْطَاهُ الله رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
«٢٤٠٥» أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنِ الْفَضْلِ الْخَرَقِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّيْسَفُونِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر الجوهري ثنا أحمد بن علي الكشميهني ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ يَجْرِي بَيَاضُهُ بَيَاضُ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَحَافَّتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَإِذَا الثَّرَى مِسْكٌ أَذْفَرُ، فَقُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
«٢٤٠٦» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُدِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن موسى [بن] [٣] الصلت
٢٤٠٤- إسناده صحيح على شرط البخاري، عطاء روى له البخاري متابعة، وقد توبع هاهنا، تابعه أبو بشر، وهو ثقة روى له الستة، وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير.
- هشيم هو ابن بشير، أبو بشر، هو جعفر بن إياس.
- وهو في «صحيح البخاري» ٦٥٧٨ عن عمرو بن محمد بهذا الإسناد.
- وأخرجه البخاري ٤٩٦٦ والنسائي في «التفسير» ٧٢٤ والبيهقي في «البعث» ١٣٩ من طريق هشيم به.
- وأخرجه الطبري ٣٨١٨١ من طريق عطاء بن السائب قال: قال لي محارب بن دثار، ما قال سعيد بن جبير: حدثنا ابن عباس.... فذكره. وكذا أخرجه أحمد ٢/ ١١٢ من هذا الوجه.
٢٤٠٥- إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
- حميد هو الطويل، اختلف في اسم أبيه على عشرة أقوال.
- وهو في «شرح السنة» ٤٢٣٩ بهذا الإسناد.
- وأخرجه ابن حبان ٦٤٧٣ من طريق إسماعيل بن جعفر به.
- وأخرجه أحمد ٣/ ١٠٣ وابن المبارك في «الزهد» ١٦١٢ والطبري ٣٨١٧٢ من طريق ابن أبي عدي عن حميد به.
- وأخرجه النسائي في «التفسير» ٧٢٦ وأحمد ٣/ ١١٥ و٢٦٣ والآجري في «الشريعة» ٩٤٩ و٩٥٠ وابن أبي شيبة ١١/ ٤٣٧ و١٣/ ١٤٧ وابن حبان ٦٤٧٢ وأبو نعيم في «صفة الجنة» من طرق عن حميد به.
- وأخرجه البخاري ٦٥٨١ وأحمد ٣/ ١٩١ و٢٨٩ وأبو يعلى ٢٨٧٦ والطبري ٣٨١٧٣ والطيالسي ٢٨١٣ من طرق عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةُ عَنْ أنس به.
- وأخرجه البخاري ٤٩٦٤ وأبو داود ٤٧٤٨ والترمذي ٣٣٥٦ و٣٣٥٧ وأحمد ٣/ ١٦٤ و٢٠٧ وابن ماجه ٤٣٠٥ والطبري ٣٨١٧٠ و٣٨١٧١ من طرق عن قتادة به.
٢٤٠٦- حسن، رجاله ثقات سوى عطاء بن السائب، فإنه صدوق، وقد اختلط، لكن هو عند أحمد من رواية حماد بن زيد،
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) زيادة عن المخطوط.
314
ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصمد الهاشمي أنا أبو سعيد الأشج ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ الذَّهَبُ مَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ».
«٢٤٠٧» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ [بْنُ أَحْمَدَ] الْمَلِيحِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:
قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ يَشْرَبْ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا».
«٢٤٠٨» أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطَّاهِرِيُّ أَنَا جَدِّي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الرحمن البزاز أنا
وقد سمع منه قبل الاختلاط، وللحديث شواهد.
- وهو في «شرح السنة» ٤٢٣٧ بهذا الإسناد.
- وأخرجه الترمذي ٣٣٥٨ وابن ماجه ٤٣٣٤ وأبو نعيم في «صفة الجنة» ٣٢٦ من طرق عن محمد بن فضيل بهذا الإسناد.
- وأخرجه الطيالسي ١٩٣٣ والدارمي ٢/ ٣٣٧ والبيهقي في «البعث» ١٤١- ١٤٢ من طريق أبي عوانة عن عطاء بن السائب به وذكر فيه خبر ابن عباس المتقدم قبل حديث واحد.
- وأخرجه أحمد ٢/ ١١٢ والبيهقي في «البعث» ١٤٠ من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عطاء بن السائب به.
- الخلاصة هو حديث حسن، وله شواهد تقويه، انظر «الكشاف» ١٣٥٢. [.....]
٢٤٠٧- إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
- أبو مريم اسمه الحكم، ابن أبي مليكة، هو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ.
- وهو في «شرح السنة» ٤٢٣٦ بهذا الإسناد.
- وهو في «صحيح البخاري» ٦٥٧٩ عن سعيد بن أبي مريم بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ٢٢٩٢ وابن أبي عاصم في «السنة» ٧٢٨ وابن حبان ٦٤٥٢ وابن مندة في «الإيمان» ١٠٦٧ و١٠٧٦ والبيهقي في «البعث» ١٥٤ من طرق عن نافع بن عمر به.
٢٤٠٨- إسناده صحيح، إسحاق الدبري ثقة، وقد توبع ومن دونه، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم سوى معدان، فإنه من رجال مسلم.
- وهو في «شرح السنة» ٤٢٣٨ بهذا الإسناد.
- وهو في «مصنف عبد الرزاق» ٢٠٨٥٣ عن معمر بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ٢٣٠١ وأحمد ٥/ ٢٨٠ و٢٨١ و٢٨٢ و٢٨٣ وابن أبي عاصم في «السنة» ٧٠٨ و٧٠٩ والآجري في «الشريعة» ٨٣٦ وابن حبان ٦٤٥٥ و٦٤٥٦ وابن مندة في «الإيمان» ١٠٧٥ والبيهقي في «البعث» ١٤٤ و١٤٥ من طرق عن قتادة به.
- وأخرجه ابن أبي عاصم ٧٠٦ والطبراني ١٤٣٧ من طريق عن أبي سلام عن ثوبان بنحوه.
- وأخرجه الترمذي ٢٤٤٤ وابن ماجه ٤٣٠٣ وأحمد ٥/ ٢٧٥- ٢٧٦ والحاكم ٤/ ١٨٤ وابن أبي عاصم ٧٠٧ والطيالسي ٩٩٥ والبيهقي في «البعث» ١٤٨ و١٤٩ من طرق عن محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم الدمشقي أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى ابن سلام الحبشي فحمل إليه على البريد ليسأله عن الحوض، فقدم عليه فسأله، فقال:
سمعت ثوبان يقول:.... فذكره.
- وأخرجه الآجري في «الشريعة» ٨٣٧ من طريق عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان مرفوعا دون ذكر «معدان» وهذا إسناد منقطع.
- الخلاصة: الحديث صحيح.
315
مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعُذَافِرِيُّ أَنَا إسحاق بن إبراهيم الدَّبْرِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عِنْدَ عُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لِأَهْلِ الْيَمَنِ، إِنِّي لَأَضْرِبُهُمْ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضُّوا عَنْهُ، وَإِنَّهُ لَيَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ وَرِقٍ وَالْآخَرُ مِنْ ذَهَبَ، طُولُهُ مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ، أَوْ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمَكَّةَ، أَوْ مِنْ مَقَامِي هَذَا إِلَى عمان».
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ: إِنْ أُنَاسًا كَانُوا يُصَلُّونَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَيَنْحَرُونَ لِغَيْرِ اللَّهِ، فَأَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ وَيَنْحَرَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَعَطَاءٌ وَقَتَادَةُ: فَصَلِّ لِرَبِّكَ صَلَاةَ الْعِيدِ يَوْمَ النَّحْرِ وَانْحَرْ نَسُكَكَ. [وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٌ: فَصَلِّ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ بِجَمْعٍ وَانْحَرَ الْبُدْنَ بِمِنًى وَرُوِيَ] [١] عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) قَالَ وَضْعُ الْيَمِينِ عَلَى الشِّمَالِ فِي الصَّلَاةِ عِنْدَ النحر.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ شانِئَكَ، عَدُوَّكَ وَمُبْغِضُكَ، هُوَ الْأَبْتَرُ، هُوَ الْأَقَلُّ الْأَذَلُّ الْمُنْقَطِعُ دَابِرُهُ.
«٢٤٠٩» نَزَلَتْ فِي الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يخرج من الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَدْخُلُ فَالْتَقَيَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَتَحَدَّثَا، وَأُنَاسٌ مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ فِي المسجد فَلَمَّا دَخَلَ الْعَاصُ قَالُوا لَهُ:
من [ذا] [٢] الَّذِي كُنْتَ تَتَحَدَّثُ مَعَهُ؟ قَالَ ذَلِكَ الْأَبْتَرُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ تُوُفِّيَ ابْنٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
«٢٤١٠» وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: كَانَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ إِذَا ذُكِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دعوه لنا فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَبْتَرُ، لَا عَقِبَ لَهُ فَإِذَا هَلَكَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ السُّورَةَ.
«٢٤١١» وَقَالَ عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَزَلَتْ فِي كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَجَمَاعَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لما
٢٤٠٩- لم أره مسندا. وذكره الواحدي في «أسباب النزول» ٨٧٢ عن ابن عباس بدون إسناد. وورد بنحوه من طريق الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابن عباس. ذكره الشوكاني في «فتح القدير» ٤/ ٦١٧ وهذا إسناد ساقط. وكون الآية نزلت في العاص بدون هذه القصة.
- أخرجه الطبري ٣٨٢١٦ من مرسل سعيد بن جبير، و٣٨٢١٧ من مرسل مجاهد و٣٨٢١٨ من مرسل قتادة.
- وهو الراجح، وانظر ما بعده.
٢٤١٠- مرسل. أخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٨٧٣ وفي «الوسيط» ٤/ ٥٦٣ من طريق يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان مرسلا.
- وهذا مرسل، وإذا انضم إلى ما قبله ترجح كون الآية نزلت في العاص.
٢٤١١- حسن. أخرجه النسائي في «التفسير» ٧٢٧ والطبري ٣٨٢٢٤ وابن حبان ٦٥٧٢ من طرق عن ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به، ورجاله ثقات.
- وأخرجه البزار ٢٢٩٣ من طريق يحيى بن راشد عن داود بن أبي هند عن عكرمة به.
- وصحح ابن كثير ٤/ ٦٧٤ إسناد البزار.
وأخرجه الطبراني ١١٦٤٥ من طريق يونس بن سليمان الحمال عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ به.
- وذكره الهيثمي في «المجمع» ٧/ ٥- ٦ وقال: فيه يونس بن سليمان الحمال، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.-
(١) سقط من المخطوط.
(٢) زيادة من المخطوط.
316
Icon