تفسير سورة الكوثر

التفسير الحديث
تفسير سورة سورة الكوثر من كتاب التفسير الحديث .
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الكوثر
في السورة بشرى وتطمين للنبي صلى الله عليه وسلم وتنديد بمبغضيه، وقد روي أنها مدنية، ومضمونها وأسلوبها يلهمان مكيتها، وهو ما عليه الجمهور.

( ١ ) الكوثر : على وزن فوعل : الكثير جدا. وقيل إنه نهر في الجنة. وأول ابن عباس الكلمة بالخير الكثير١.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إنا أعطيناك الكوثر( ١ )١ فصل لربك وانحر٢( ٢ ) إن شانئك٣ هو الأبتر٤( ٣ ) ﴾ [ ١-٣ ]
الخطاب في الآيات موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسبيل البشرى والتطمين. فقد أعطاه الله الكوثر، فعليه أن يصلي لربه ويقرب إليه القرابين شكرا. ويتأكد أن عدوه ومبغضه هو الأبتر.
وقد روي المفسرون٢ أن وائل بن العاص أو عقبة بن معيط قال على أثر وفاة عبد الله ابن النبي صلى الله عليه وسلم : إن محمدا أبتر، فإذا مات انقطع ذكره واسترحنا منه، فأنزل الله السورة.
ومضمون الآيات وروحها يلهمان صحة الرواية، ويلهمان أن قول الكافر ونعته النبي صلى الله عليه وسلم بالنعت المؤذي قد أثارا في نفسه أزمة، فأنزل الله السورة ترد عليه، وتحمل البشرى والتطمين للنبي صلى الله عليه وسلم بالأسلوب القوي الذي جاءت به ؛ حيث تقول له : إن الله قد أعطاه الكوثر، ومن أعطي الكوثر فلن يكون أبتر، وأن مبغضه المقطوع من رحمة الله لهو الحري بهذا النعت، وعليه أن يشكر الله بالصلاة وذبح القرابين تقربا إليه.
ومما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستغرقا في النوم، فأفاق ضاحكا مستبشرا ثم قال :" نزلت علي هذه السورة " ٣. وهذه الرواية لم ترد في كتب الصحاح. وإن صحت ففيها صورة من صور الوحي القرآني. وهناك رواية تذكر أن السورة نزلت يوم الحديبية بسبيل التنويه بما تم للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك اليوم من الفتح وبشرى وأمر بالصلاة ونحر الهدي في الحديبية٤. وكان إذ ذاك عيد الفطر، ولم ترد هذه الرواية في كتب الصحاح ولا في كتب السيرة القديمة التي روت تفاصيل يوم الحديبية. على أن جمهور الرواة والمفسرين على أن السورة مكية، ومن السور المبكرة جدا في النزول.
وقد تعددت الأقوال في معنى الكوثر، وفي المقصود من الصلاة والنحر. ففي صدد الكوثر روى البخاري والترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لما عُرج بي إلى السماء أتيتُ على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر ". وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قوله تعالى :﴿ انا أعطيناك الكوثر ﴾ الكوثر [ ١ ] فقالت :" نهرا أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم ). وروى الترمذي وأبو داود عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" بينا أنا أسير في الجنة إذا عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ. قلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله، ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما ". وروى الترمذي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج " ٥، وإلى جانب هذه الأحاديث التي رواها الطبري بنصوصها أو نصوص مقاربة، أورد هذا المفسر أقوالا رواها عن رواة عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير من علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم تذكر أن معنى الكلمة الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه والنبوة والحكمة والقرآن. ومما أورده الطبري أن سائلا سأل سعيد بن جبير عن معناها، فلما قال له : الخير الكثير. قال السائل : كنا نسمع أنه نهر في الجنة ؟ فقال : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه، وفي رواية أخرى أنه نهر وغيره... ٦.
فيمكن والحالة هذه أن يقال : إن ابن عباس وتلامذته لم يثبت عندهم تلك الأحاديث، ففسروا الكلمة بهذه التفسيرات الوجيهة المتسقة مع ظروف الدعوة الأولى التي كان يلقي النبي فيها المواقف الشديدة، فتقتضي حكمة التنزيل تثبيته وتطمينه وتذكيره بما أنعم الله عليه من نعم عظمى، وحثه على التقرب إليه بالصلاة والشكر مما تكرر في السورة السابقة.
ومما يلحظ أن ترتيب هذه السورة سابق على سورة النجم التي تروي مشاهد الإسراء والمعراج في سياق آياتها الأولى. وقد يكون في هذا تدعيم لذلك التفسير والتوجيه. ولقد جمع سعيد بن جبير مع ذلك في جوابه بين القولين. وقد يكون في هذا توفيق موفق. والله تعالى أعلم.
وأما الصلاة والنحر فليس فيهما حديث صحيح. وقد قيل : إن الصلاة هي صلاة الفجر يوم عيد النحر، كما قيل : إنها صلاة ذلك العيد، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر في الآية بنحر القربان عقب الصلاة على اختلاف الوقتين المرويين. وهناك من قال : إنهما أمران مطلقان للنبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والتقرب إليه بالقرابين شكرا على نعمه الكثيرة التي والاها عليه. كما أن هناك من قال : إنها تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تكون صلاته ونحره لله وحده إذا كان قومه يصلون وينحرون لغيره، وقد أعطاه الخير الكثير٧. ونحن نميل إلى ترجيح أحد القولين الأخيرين. والله أعلم.
١ - انظر تفسير السورة في الطبري..
( ٢ ) انحر : اذبح الضحية، وقيل : ارفع يدك إلى نحرك١. والمعنى الأول أوجه وعليه الجمهور.
﴿ إنا أعطيناك الكوثر( ١ )١ فصل لربك وانحر٢( ٢ ) إن شانئك٣ هو الأبتر٤( ٣ ) ﴾ [ ١-٣ ]
الخطاب في الآيات موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسبيل البشرى والتطمين. فقد أعطاه الله الكوثر، فعليه أن يصلي لربه ويقرب إليه القرابين شكرا. ويتأكد أن عدوه ومبغضه هو الأبتر.
وقد روي المفسرون٢ أن وائل بن العاص أو عقبة بن معيط قال على أثر وفاة عبد الله ابن النبي صلى الله عليه وسلم : إن محمدا أبتر، فإذا مات انقطع ذكره واسترحنا منه، فأنزل الله السورة.
ومضمون الآيات وروحها يلهمان صحة الرواية، ويلهمان أن قول الكافر ونعته النبي صلى الله عليه وسلم بالنعت المؤذي قد أثارا في نفسه أزمة، فأنزل الله السورة ترد عليه، وتحمل البشرى والتطمين للنبي صلى الله عليه وسلم بالأسلوب القوي الذي جاءت به ؛ حيث تقول له : إن الله قد أعطاه الكوثر، ومن أعطي الكوثر فلن يكون أبتر، وأن مبغضه المقطوع من رحمة الله لهو الحري بهذا النعت، وعليه أن يشكر الله بالصلاة وذبح القرابين تقربا إليه.
ومما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستغرقا في النوم، فأفاق ضاحكا مستبشرا ثم قال :" نزلت علي هذه السورة " ٣. وهذه الرواية لم ترد في كتب الصحاح. وإن صحت ففيها صورة من صور الوحي القرآني. وهناك رواية تذكر أن السورة نزلت يوم الحديبية بسبيل التنويه بما تم للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك اليوم من الفتح وبشرى وأمر بالصلاة ونحر الهدي في الحديبية٤. وكان إذ ذاك عيد الفطر، ولم ترد هذه الرواية في كتب الصحاح ولا في كتب السيرة القديمة التي روت تفاصيل يوم الحديبية. على أن جمهور الرواة والمفسرين على أن السورة مكية، ومن السور المبكرة جدا في النزول.
وقد تعددت الأقوال في معنى الكوثر، وفي المقصود من الصلاة والنحر. ففي صدد الكوثر روى البخاري والترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لما عُرج بي إلى السماء أتيتُ على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر ". وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قوله تعالى :﴿ انا أعطيناك الكوثر ﴾ الكوثر [ ١ ] فقالت :" نهرا أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم ). وروى الترمذي وأبو داود عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" بينا أنا أسير في الجنة إذا عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ. قلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله، ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما ". وروى الترمذي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج " ٥، وإلى جانب هذه الأحاديث التي رواها الطبري بنصوصها أو نصوص مقاربة، أورد هذا المفسر أقوالا رواها عن رواة عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير من علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم تذكر أن معنى الكلمة الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه والنبوة والحكمة والقرآن. ومما أورده الطبري أن سائلا سأل سعيد بن جبير عن معناها، فلما قال له : الخير الكثير. قال السائل : كنا نسمع أنه نهر في الجنة ؟ فقال : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه، وفي رواية أخرى أنه نهر وغيره... ٦.
فيمكن والحالة هذه أن يقال : إن ابن عباس وتلامذته لم يثبت عندهم تلك الأحاديث، ففسروا الكلمة بهذه التفسيرات الوجيهة المتسقة مع ظروف الدعوة الأولى التي كان يلقي النبي فيها المواقف الشديدة، فتقتضي حكمة التنزيل تثبيته وتطمينه وتذكيره بما أنعم الله عليه من نعم عظمى، وحثه على التقرب إليه بالصلاة والشكر مما تكرر في السورة السابقة.
ومما يلحظ أن ترتيب هذه السورة سابق على سورة النجم التي تروي مشاهد الإسراء والمعراج في سياق آياتها الأولى. وقد يكون في هذا تدعيم لذلك التفسير والتوجيه. ولقد جمع سعيد بن جبير مع ذلك في جوابه بين القولين. وقد يكون في هذا توفيق موفق. والله تعالى أعلم.
وأما الصلاة والنحر فليس فيهما حديث صحيح. وقد قيل : إن الصلاة هي صلاة الفجر يوم عيد النحر، كما قيل : إنها صلاة ذلك العيد، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر في الآية بنحر القربان عقب الصلاة على اختلاف الوقتين المرويين. وهناك من قال : إنهما أمران مطلقان للنبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والتقرب إليه بالقرابين شكرا على نعمه الكثيرة التي والاها عليه. كما أن هناك من قال : إنها تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تكون صلاته ونحره لله وحده إذا كان قومه يصلون وينحرون لغيره، وقد أعطاه الخير الكثير٧. ونحن نميل إلى ترجيح أحد القولين الأخيرين. والله أعلم.
١ - المصدر نفسه..
( ٣ ) الشانئ : المبغض أو العدو.
( ٤ ) الأبتر : المقطوع، وهنا بمعنى مقطوع النسل.
﴿ إنا أعطيناك الكوثر( ١ )١ فصل لربك وانحر٢( ٢ ) إن شانئك٣ هو الأبتر٤( ٣ ) ﴾ [ ١-٣ ]
الخطاب في الآيات موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسبيل البشرى والتطمين. فقد أعطاه الله الكوثر، فعليه أن يصلي لربه ويقرب إليه القرابين شكرا. ويتأكد أن عدوه ومبغضه هو الأبتر.
وقد روي المفسرون٢ أن وائل بن العاص أو عقبة بن معيط قال على أثر وفاة عبد الله ابن النبي صلى الله عليه وسلم : إن محمدا أبتر، فإذا مات انقطع ذكره واسترحنا منه، فأنزل الله السورة.
ومضمون الآيات وروحها يلهمان صحة الرواية، ويلهمان أن قول الكافر ونعته النبي صلى الله عليه وسلم بالنعت المؤذي قد أثارا في نفسه أزمة، فأنزل الله السورة ترد عليه، وتحمل البشرى والتطمين للنبي صلى الله عليه وسلم بالأسلوب القوي الذي جاءت به ؛ حيث تقول له : إن الله قد أعطاه الكوثر، ومن أعطي الكوثر فلن يكون أبتر، وأن مبغضه المقطوع من رحمة الله لهو الحري بهذا النعت، وعليه أن يشكر الله بالصلاة وذبح القرابين تقربا إليه.
ومما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستغرقا في النوم، فأفاق ضاحكا مستبشرا ثم قال :" نزلت علي هذه السورة " ٣. وهذه الرواية لم ترد في كتب الصحاح. وإن صحت ففيها صورة من صور الوحي القرآني. وهناك رواية تذكر أن السورة نزلت يوم الحديبية بسبيل التنويه بما تم للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في ذلك اليوم من الفتح وبشرى وأمر بالصلاة ونحر الهدي في الحديبية٤. وكان إذ ذاك عيد الفطر، ولم ترد هذه الرواية في كتب الصحاح ولا في كتب السيرة القديمة التي روت تفاصيل يوم الحديبية. على أن جمهور الرواة والمفسرين على أن السورة مكية، ومن السور المبكرة جدا في النزول.
وقد تعددت الأقوال في معنى الكوثر، وفي المقصود من الصلاة والنحر. ففي صدد الكوثر روى البخاري والترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لما عُرج بي إلى السماء أتيتُ على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوفا فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر ". وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قوله تعالى :﴿ انا أعطيناك الكوثر ﴾ الكوثر [ ١ ] فقالت :" نهرا أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم شاطئاه عليه در مجوف، آنيته كعدد النجوم ). وروى الترمذي وأبو داود عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" بينا أنا أسير في الجنة إذا عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ. قلت للملك : ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله، ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا، ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما ". وروى الترمذي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج " ٥، وإلى جانب هذه الأحاديث التي رواها الطبري بنصوصها أو نصوص مقاربة، أورد هذا المفسر أقوالا رواها عن رواة عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير من علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم تذكر أن معنى الكلمة الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه والنبوة والحكمة والقرآن. ومما أورده الطبري أن سائلا سأل سعيد بن جبير عن معناها، فلما قال له : الخير الكثير. قال السائل : كنا نسمع أنه نهر في الجنة ؟ فقال : هو الخير الكثير الذي أعطاه الله لنبيه، وفي رواية أخرى أنه نهر وغيره... ٦.
فيمكن والحالة هذه أن يقال : إن ابن عباس وتلامذته لم يثبت عندهم تلك الأحاديث، ففسروا الكلمة بهذه التفسيرات الوجيهة المتسقة مع ظروف الدعوة الأولى التي كان يلقي النبي فيها المواقف الشديدة، فتقتضي حكمة التنزيل تثبيته وتطمينه وتذكيره بما أنعم الله عليه من نعم عظمى، وحثه على التقرب إليه بالصلاة والشكر مما تكرر في السورة السابقة.
ومما يلحظ أن ترتيب هذه السورة سابق على سورة النجم التي تروي مشاهد الإسراء والمعراج في سياق آياتها الأولى. وقد يكون في هذا تدعيم لذلك التفسير والتوجيه. ولقد جمع سعيد بن جبير مع ذلك في جوابه بين القولين. وقد يكون في هذا توفيق موفق. والله تعالى أعلم.
وأما الصلاة والنحر فليس فيهما حديث صحيح. وقد قيل : إن الصلاة هي صلاة الفجر يوم عيد النحر، كما قيل : إنها صلاة ذلك العيد، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر في الآية بنحر القربان عقب الصلاة على اختلاف الوقتين المرويين. وهناك من قال : إنهما أمران مطلقان للنبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة والتقرب إليه بالقرابين شكرا على نعمه الكثيرة التي والاها عليه. كما أن هناك من قال : إنها تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن تكون صلاته ونحره لله وحده إذا كان قومه يصلون وينحرون لغيره، وقد أعطاه الخير الكثير٧. ونحن نميل إلى ترجيح أحد القولين الأخيرين. والله أعلم.
Icon