مدنية في قول الأكثرين. وقال الضحاك : مكية : وقال الكلبي : هي مكية١ ومدنية.
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
الثاني : فمنكم كافر به وإن أقرّ به، ومنكم مؤمن به.
قال الحسن : وفي الكلام محذوف وتقديره : فمنكم كافر ومنكم مؤمن ومنكم فاسق، فحذفه لما في الكلام من الدليل عليه.
وقال غيره : لا حذف فيه لأن المقصود به ذكر الطرفين.
أحدهما : أن يكون بالقول.
الثاني : بإحكام الصنعة وصحة التقدير.
وذكر الكلبي ثالثاً : أن معناه خلق السموات والأرض للحق.
﴿ وَصَوَّرَكُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني آدم خلقه بيده كرامة له، قاله مقاتل.
الثاني : جميع الخلق لأنهم مخلوقون بأمره وقضائه.
﴿ فأحْسَنَ صُوَرَكم ﴾ أي فأحكمها.
أحدهما : مأخوذ من الإنس.
والثاني : من النسيان.
﴿ فَكَفَروا ﴾ يعني بالرسل ﴿ وَتَوَلَّوْا ﴾ يعني عن البرهان.
﴿ واستغنى اللَّه ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : بسلطانه عن طاعة عباده، قاله مقاتل.
الثاني : واستغنى اللَّه بما أظهره لهم من البرهان وأوضحه لهم من البيان من زيادة تدعو إلى الرشد وتقود إلى الهداية.
﴿ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ في قوله ﴿ غَنِيٌّ ﴾ وجهان :
أحدهما : غني عن صدقاتكم، قاله البراء بن عازب.
الثاني : عن عملكم، قاله مقاتل.
وفي ﴿ حميد ﴾ وجهان :
أحدهما : يعني مستحمداً إلى خلقه بما ينعم به عليهم، وهو معنى قول عليّ.
الثاني : إنه مستحق لحمدهم.
وحكي عن ابن عباس فيه ثالث : معناه يحب من عباده أن يحمدوه.
(وما أَرْتجي بالعيش من دارِ فُرْقةٍ | ألا إنما الراحاتُ يوم التغابنِ) |
(لعمرك ما شيءٌ يفوتُك نيلُه | بغبْنٍ ولكنْ في العقول التغابنُ) |
أحدهما : لأنه يجمع فيه بين كل نبي وأمته.
الثاني : لأنه يجمع فيه بين الظالمين والمظلومين.
ويحتمل ثالثاً : لأنه يجمع فيه بين ثواب أهل الطاعة وعقاب أهل المعاصي.
﴿ ذلك يومُ التغابُنِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه من أسماء يوم القيامة، ومنه قول الشاعر :
وما أَرْتجي بالعيش من دارِ فُرْقةٍ | ألا إنما الراحاتُ يوم التغابنِ |
لعمرك ما شيءٌ يفوتُك نيلُه | بغبْنٍ ولكنْ في العقول التغابنُ |
ويحتمل رابعاً : لأنه اليوم الذي أخفاه اللّهُ عن خَلْقه، والغبن١ الإخفاء ومنه الغبن في البيع لاستخفائه، ولذلك قيل مَغابِن الجسد لما خفي منه.
(لقد فتن الناس في دينهم | وخلّىّ ابنُ عفان شرّاً طويلاً) |
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهما : بلاء، قاله قتادة.
الثاني : محنة، ومنه قول الشاعر :
لقد فتن الناس في دينهم | وخلّى ابنُ عفان شرّاً طويلاً |
أحدهما : لأنه يلهو بهما عن آخرته ويتوفر لأجلهما على دنياه.
الثاني : لأنه يشح لأجل أولاده فيمنع حق اللَّه من ماله، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الولد مبخلة محزنة مجبنة ".
﴿ والله عنده أجْرٌ عظيمٌ ﴾ قال أبو هريرة والحسن وقتادة وابن جبير : هي الجنة.
ويحتمل أن يكون المراد بذلك أن يكون أجرهم في الآخرة أعظم من منفعتهم بأموالهم وأولادهم في الدنيا، فلذلك كان أجره عظيماً.
﴿ فاتّقوا الله ما اسْتطعتم ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني جهدكم، قاله أبو العالية.
الثاني : أن يطاع فلا يعصى، قاله مجاهد.
الثالث : أنه مستعمل فيما يرجونه به من نافلة أو صدقة، فإنه
ويحتمل إن لم يثبت هذا النقل أن المكْرَه على المعصية غير مؤاخذ بها لأنه لا يستطيع اتقاءها١.
﴿ واسْمَعوا ﴾ قال مقاتل : كتاب الله إذا نزل عليكم.
﴿ وأطيعوا ﴾ الرسول فيما أمركم أو نهاكم، قال قتادة : عليها بويع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة.
﴿ وأنفِقوا خيْراً لأنفُسِكم ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدهما : هي نفقة المؤمن لنفسه، قاله الحسن.
الثاني : في الجهاد، قاله الضحاك.
الثالث : الصدقة، قاله ابن عباس.
﴿ ومَن يُوقَ شُحَّ نفسِهِ فأولئك هم المفلِحونَ ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : هوى نفسه، قاله ابن أبي طلحة.
الثاني : الظلم، قاله ابن عيينة.
الثالث : هو منع الزكاة، قال ابن عباس : من أعطى زكاة ماله فقد وقاه الله شح نفسه.
أحدها : النفقة في سبيل اللَّه، قاله عمر رضي اللَّه عنه.
الثاني : النفقة على الأهل، قاله زيد بن أسلم.
الثالث : أنه قول سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، رواه ابن حبان.
وفي قوله ﴿ حَسَناً ﴾ وجهان محتملان :
أحدهما : أن تطيب بها١ النفس.
الثاني : أن لا يكون بها ممتناً.
﴿ يُضاعفْه لكم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : بالحسنة عشر أمثالها، كما قال تعالى في التنزيل.
الثاني : إلى ما لا يحد من تفضله، قاله السدي.
﴿ ويَغْفِرْ لكم ﴾ يعني ذنوبكم.
﴿ واللَّهُ شكورٌ حليمٌ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن يشكر لنا القليل من أعمالنا وحليم لنا في عدم تعجيل المؤاخذة بذنوبنا.
الثاني : شكور على الصدقة حين يضاعفها، حليم في أن لا يعجل بالعقوبة في [ تحريف ] ٢ الزكاة عن موضعها، قاله مقاتل.
٢ يكون ذلك بالمن والأذى والرياء ونحو ذلك مما لا يبطل الثواب..
أحدهما : السر والعلانية.
الثاني : الدنيا والآخرة.