تفسير سورة التغابن

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة التغابن من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٦٤ سورة التغابن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤)
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥)
١- يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ينزه الله عما لا يليق بجلاله.
لَهُ الْمُلْكُ التام.
وَلَهُ الْحَمْدُ وله الثناء الجميل.
٢- هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ:
كافِرٌ منكر للألوهية.
مُؤْمِنٌ مصدق بها.
٣- خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ:
بِالْحَقِّ بالحكمة البالغة.
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ حيث جعلكم فى أحسن تقويم.
٤- يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ:
ما تُسِرُّونَ ما تخفون.
٥- أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ:
أَلَمْ يَأْتِكُمْ قد أتاكم.
فَذاقُوا فتجرعوا.
وَبالَ أَمْرِهِمْ سوء عاقبة أمرهم فى الدنيا.
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ٦ الى ٧]
ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧)
٦- ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ:
ذلِكَ الذي أصابهم ويصيبهم من العذاب.
بِأَنَّهُ بسبب أنه.
بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات الظاهرة.
أَبَشَرٌ مثلنا.
يَهْدُونَنا يرشدوننا.
فَكَفَرُوا فأنكروا بعثتهم.
وَتَوَلَّوْا وانصرفوا عن الحق.
وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وأظهر الله غناه عن إيمانهم بإهلاكهم.
غَنِيٌّ عن خلقه.
حَمِيدٌ مستحق للحمد والثناء على جميع نعمه.
٧- زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ:
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا ادعوا باطلا.
أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا بعد الموت.
بَلى ليس الأمر كما زعمتم.
وَرَبِّي قسم.
لَتُبْعَثُنَّ بعد الموت.
ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ ثم لتخبرن.
بِما عَمِلْتُمْ فى الدنيا.
وَذلِكَ البعث والحساب والجزاء.
يَسِيرٌ سهل.
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ٨ الى ٩]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)
٨- فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ:
فَآمِنُوا فصدقوا.
وَالنُّورِ واهتدوا بالنور.
الَّذِي أَنْزَلْنا الذي أنزلناه إذ وضح لكم أن البعث آت لا ريب فيه.
٩- يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ:
يَوْمُ التَّغابُنِ الذي يظهر فيه غبن لانصرافهم عن الإيمان، وغبن المؤمنين المقصرين لتهادنهم فى تحصيل الطاعات.
ذلِكَ الجزاء.
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١٠ الى ١١]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١)
١٠- وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ:
وَالَّذِينَ كَفَرُوا والذين جحدوا بالإيمان.
وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وكذبوا بمعجزاتنا التي أيدنا بها رسلنا.
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وساء المصير الذي صاروا إليه.
١١- ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ:
ما أَصابَ العبد.
مِنْ مُصِيبَةٍ من بلاء.
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ إلا بتقدير الله.
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ ومن يصدق بالله.
يَهْدِ قَلْبَهُ إلى الرضا بما كان.
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١٢ الى ١٦]
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦)
١٢- وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ:
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فيما بلغ عن ربه.
فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فإن أعرضتم عن هذه الطاعة فلن يضره إعراضكم.
فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ إبلاغكم الرسالة.
الْمُبِينُ إبلاغا بينا.
١٣- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ:
وَعَلَى اللَّهِ وحده.
فَلْيَتَوَكَّلِ فليعتمد.
الْمُؤْمِنُونَ فى كل أمورهم.
١٤- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ:
عَدُوًّا لَكُمْ بما يصرفونكم عن طاعة الله لتحقيق رغباتهم.
فَاحْذَرُوهُمْ فكونوا منهم على حذر.
وَإِنْ تَعْفُوا وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم التي تقبل العفو.
وَتَصْفَحُوا وتعرضوا عنها.
وَتَغْفِرُوا وتستروها عليهم يغفر الله لكم.
فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ واسع المغفرة والرحمة.
١٥-نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
ْنَةٌ
ابتلاء وامتحان.
اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
لمن يؤثره طاعته.
١٦- فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فابذلوا فى تقوى الله جهدكم وطاقتكم.
وَاسْمَعُوا مواعظه.
وَأَطِيعُوا أوامره.
وَأَنْفِقُوا مما رزقكم فيما أمر بالإنفاق فيه.
خَيْراً وافعلوا خيرا لأنفسكم.
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ومن يكفه الله بخل نفسه وحرصها على المال.
فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل خير.
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١٧ الى ١٨]
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)
١٧- إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ:
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ إن تنفقوا فى وجوه البر.
قَرْضاً حَسَناً إنفاقا مخلصين فيه.
يُضاعِفْهُ لَكُمْ يضاعف الله ثواب ما أنفقتم.
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ما فرط من ذنوبكم.
وَاللَّهُ شَكُورٌ عظيم الشكر والمكافأة للمحسنين.
حَلِيمٌ فلا يعجل بالعقوبة على من عصاه.
١٨- عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:
عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ كل ما غاب وما حضر.
الْعَزِيزُ القوى القاهر.
الْحَكِيمُ فى تدبير خلقه الذي يضع كل شىء فى موضعه.
Icon