تفسير سورة الحشر

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة الحشر من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٥٩ سورة الحشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ١ الى ٢]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (٢)
١- سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:
سَبَّحَ لِلَّهِ نزه الله عما يليق به.
الْعَزِيزُ الغالب الذي لا يعجزه شىء.
الْحَكِيمُ فى تدبيره وأفعاله.
٢- هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ:
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وهم يهود بنى النضير.
مِنْ دِيارِهِمْ عند أول إخراج لهم من جزيرة العرب.
ما ظَنَنْتُمْ أيها المسلمون.
أَنْ يَخْرُجُوا من ديارهم لقوتهم.
مِنَ اللَّهِ من بأس الله.
فَأَتاهُمُ اللَّهُ فأخذهم الله.
مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا من حيث لم يظنوا أن يؤخذوا من جهته.
وَقَذَفَ وألقى.
الرُّعْبَ الفزع الشديد.
يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ليتركوها خاوية.
وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ليقضوا على تحصنهم.
فَاعْتَبِرُوا فاتعظوا بما نزل بهم.
يا أُولِي الْأَبْصارِ يا أولى العقول.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ٣ الى ٦]
وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ (٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٤) ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ (٥) وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٦)
٣- وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ:
الْجَلاءَ الإخراج من ديارهم على هذه الصورة الكريهة.
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا بما هو أشد من الإخراج.
٤- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ:
ذلِكَ الذي أصابهم فى الدنيا وما ينتظرهم فى الآخرة.
بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ عادوا الله ورسوله أشد العداء.
٥- ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ:
ما قَطَعْتُمْ أيها المسلمون.
مِنْ لِينَةٍ من نخلة.
قائِمَةً عَلى أُصُولِها باقية على ما كانت عليه.
فَبِإِذْنِ اللَّهِ فبأمر الله لا حرج عليكم فيه ليعز المؤمنين.
وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ وليهين الفاسقين المنحرفين عن شرائعه.
٦- وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:
وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ ما رده على رسوله.
مِنْهُمْ من أموالهم، أي أموال بنى النضير.
فَما أَوْجَفْتُمْ فما أسرعتم.
عَلَيْهِ فى السير إليه.
مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ بخيل ولا إبل.
عَلى مَنْ يَشاءُ من عباده بلا قتال.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ٧ الى ٩]
ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٧) لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)
٧- ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ:
ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ ما رده الله على رسوله صلّى الله عليه وسلم.
مِنْ أَهْلِ الْقُرى من أموال أهل القرى من غير إيجاف خيل أو ركاب.
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ فهو لله وللرسول صلّى الله عليه وسلم ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
كَيْ لا يَكُونَ هذا المال.
دُولَةً متداولا بين الأغنياء منكم خاصة.
وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ وما جاءكم به الرسول صلّى الله عليه وسلم.
فَخُذُوهُ فتمسكوا به.
فَانْتَهُوا فاتركوه.
٨- لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ:
لِلْفُقَراءِ وكذلك يعطى ما رده الله على رسوله صلّى الله عليه وسلم من أموال أهل القرى للفقراء.
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ يرجون زيادة من الله فى أرزاقهم.
وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بأموالهم وأنفسهم.
٩- وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ:
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ يعنى الذين نزلوا المدينة وأقاموا بها، وهم الأنصار.
وَالْإِيمانَ وأخلصوا الإيمان.
مِنْ قَبْلِهِمْ من قبل نزول المهاجرين بها.
مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ من المسلمين.
وَلا يَجِدُونَ ولا يحسون.
مِمَّا أُوتُوا أي مما أوتى المهاجرون من الفيء.
وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ويقدمون المهاجرين على أنفسهم.
وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ ولو كان بهم حاجة.
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ومن يحفظ من بخل نفسه الشديد.
الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل ما يحبون.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ١٠ الى ١١]
وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٠) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١١)
١٠- وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ:
وَالَّذِينَ جاؤُ والمؤمنون الذين جاءوا.
مِنْ بَعْدِهِمْ من بعد المهاجرين والأنصار.
غِلًّا حقدا.
١١- أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا ألم تنظر متعجبا إلى المنافقين.
مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وهم بنو النضير.
لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لئن أجبرتم على الخروج من المدينة.
وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً ولا نطيع فى شأنكم أحدا مهما طال الزمان.
وَإِنْ قُوتِلْتُمْ وإن قاتلكم المسلمون.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ١٢ الى ١٤]
لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (١٢) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (١٣) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاَّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (١٤)
١٢- لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ:
لَئِنْ أُخْرِجُوا أي اليهود.
لا يَخْرُجُونَ أي المنافقون.
لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ليفرون مدبرين.
١٣- لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ:
لَأَنْتُمْ أيها المسلمون.
أَشَدُّ رَهْبَةً أشد مهابة.
فِي صُدُورِهِمْ فى صدور المنافقين واليهود.
لا يَفْقَهُونَ لا يعلمون حقيقة الإيمان.
١٤- لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ:
لا يُقاتِلُونَكُمْ يعنى اليهود.
جَمِيعاً مجتمعين.
جُدُرٍ جدران يستترون بها.
تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً تظنهم مجتمعين متحدين.
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى مع أن قلوبهم متفرقة.
ذلِكَ أي اتصافهم بهذه الصفات.
بِأَنَّهُمْ لأنهم.
لا يَعْقِلُونَ عواقب الأمور.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ١٥ الى ١٨]
كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٥) كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (١٦) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (١٧) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)
١٥- كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ:
كَمَثَلِ مثل بنى النضير كمثل.
الَّذِينَ كفروا.
مِنْ قَبْلِهِمْ قريبا.
ذاقُوا فى الدنيا.
وَبالَ أَمْرِهِمْ عاقبة كفرهم ونقضهم العهود.
وَلَهُمْ فى الآخرة.
١٦- كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ:
كَمَثَلِ الشَّيْطانِ مثل المنافقين فى إغوائهم بنى النضير بالتردد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم كمثل الشيطان.
إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ حين أغوى الإنسان بترك الإيمان وقال له اكفر.
١٧- فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ:
فَكانَ عاقِبَتَهُما مآل الشيطان ومن أغواه.
وَذلِكَ أي هذا الخلود فى النار.
١٨- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ:
وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ولتدبر كل نفس.
ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ أي شىء قدمت من العمل لغد.
وَاتَّقُوا اللَّهَ والتزموا تقوى الله.

[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ١٩ الى ٢٢]

وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (١٩) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (٢٠) لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (٢٢)
١٩- وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ:
وَلا تَكُونُوا أيها المؤمنون.
نَسُوا اللَّهَ أي نسوا حقوق الله.
فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ بما ابتلاهم من البلايا فصاروا لا يعرفون ما ينفعها مما يضرها.
الْفاسِقُونَ الخارجون عن طاعة الله.
٢٠- لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ:
لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ المعذبون.
وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ المنعمون.
أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ دون غيرهم.
الْفائِزُونَ بكل ما يحبون.
٢١- لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ:
عَلى جَبَلٍ شديد.
لَرَأَيْتَهُ لرأيت هذا الجبل على قوته.
خاشِعاً خاضعا.
مُتَصَدِّعاً متشققا.
نَضْرِبُها لِلنَّاسِ نعرضها للناس.
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ يتدبرون عواقب الأمور.
٢٢- هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ:
إِلَّا هُوَ لا معبود بحق إلا هو وحده.
عالِمُ الْغَيْبِ عالم بما غاب.
وَالشَّهادَةِ وما حضر.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ٢٣ الى ٢٤]
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)
٢٣- هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ:
الْمَلِكُ المالك لكل شىء على الحقيقة.
الْقُدُّوسُ المطهر من كل نقص المبرأ عما لا يليق.
السَّلامُ ذو السلامة من النقائص.
الْمُؤْمِنُ المصدق رسله بما أيدهم به من معجزات.
الْمُهَيْمِنُ الرقيب على كل شىء.
الْعَزِيزُ الغالب فلا يعجزه شىء.
الْجَبَّارُ العظيم الشأن فى القوة والسلطان.
الْمُتَكَبِّرُ المتعظم عما لا يليق بجلاله.
سُبْحانَ اللَّهِ تنزه الله.
٢٤- هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:
الْخالِقُ المبدع للأشياء على غير مثال سابق.
الْبارِئُ الموجد لها بريئة من التفاوت.
الْمُصَوِّرُ لها على هيئاتها كما أراد.
يُسَبِّحُ لَهُ ينزهه عما لا يليق.
الْعَزِيزُ الغالب الذي لا يعجزه شىء.
الْحَكِيمُ فى تدبيره وتشريعه.
Icon