تفسير سورة الزخرف

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٤٣ سورة الزخرف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤)
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (٥)
١- حم:
أي مثل هذين الحرفين اللذين تتكون منها حروف اللغة التي بها تتكلمون كان هذا القرآن المعجز الذي لا تستطيعون الإتيان بمثله.
٢- وَالْكِتابِ الْمُبِينِ:
وَالْكِتابِ أي القرآن.
الْمُبِينِ الذي اشتمل على العقائد والأحكام.
٣- إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ:
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ لكى تستطيعوا إدراك إعجازه، وتدبر معانيه.
٤- وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ:
فِي أُمِّ الْكِتابِ فى اللوح المحفوظ.
لَعَلِيٌّ لرفيع القدر.
حَكِيمٌ محكم النظم.
٥- أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ:
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أفنهملكم فنمنع إنزال القرآن إليكم إعراضا عنكم.
أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ لإسرافكم على أنفسكم فى الكفر.
لا يكون ذلك، لاقتضاء الحكم إلزامكم الحجة.

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٦ الى ٩]

وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٧) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (٨) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٩)
٦- وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ:
أي لقد أرسل كثيرا من الأنبياء فى الأمم السابقة، فليس عجيبا إرسال رسول إليكم.
٧- وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:
وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ وما يجيئهم من رسول يذكرهم بالحق.
إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ إلا استمروا على استهزائهم به.
٨- فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ:
فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً فأهلكنا المكذبين الأولين وكانوا أشد من كفار مكة قوة ومنعة.
وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ وسلف فى القرآن من قصص الأولين العجيب ما جعلهم عبرة لغيرهم.
٩- وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ:
الْعَزِيزُ المتصف بالعزة.
الْعَلِيمُ المحيط علمه بكل شىء.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ١٠ الى ١١]
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١١)
١٠- الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ:
مَهْداً مكانا ممهدا لتستطيعوا الإقامة فيها واستغلالها.
سُبُلًا طرقات تسلكونها.
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ كى تصلوا إلى غاياتكم.
١١- وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ:
بِقَدَرٍ بقدر الحاجة.
فَأَنْشَرْنا بِهِ فأحيينا به.
كَذلِكَ تُخْرَجُونَ تبعثون.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ١٢ الى ١٦]
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (١٢) لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (١٥) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦)
١٢- وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ:
الْأَزْواجَ كُلَّها أصناف المخلوقات كلها.
١٣- لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ:
لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ كى تستقروا فوق ظهورها.
لَهُ لتسخيرها.
مُقْرِنِينَ مطيقين.
١٤- وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ:
أي وإنا إلى خالقنا لراجعون بعد هذه الحياة فيحاسب كل على ما قدمت يداه.
١٥- وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ:
مِنْ عِبادِهِ بعض خلقه.
جُزْءاً ولدا ظنوه جزءا منه.
إِنَّ الْإِنْسانَ بعمله هذا.
لَكَفُورٌ مبالغ فى كفره.
مُبِينٌ واضح فى جحوده.
١٦- أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ:
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ أم تزعمون أنه اتخذ لنفسه من خلقه بنات، يعنون الملائكة.
وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ وآثركم بالذكور.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ١٧ الى ٢٠]
وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧) أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨) وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (١٩) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (٢٠)
١٧- وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ:
بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا بولادة أنثى له.
مُسْوَدًّا كآبة.
وَهُوَ كَظِيمٌ مملوء غيظا.
١٨- أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ:
فِي الْحِلْيَةِ فى الزينة.
فِي الْخِصامِ فى الجدال.
غَيْرُ مُبِينٍ عاجز عن إقامة الحجة.
والمعنى: أتجترئون وتجعلون ولدا لله من شأنه النشأة فى الزينة، وهو فى الجدال وإقامة الحجة عاجز لقصور بيانه.
١٩- وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ:
أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ أرأوا خلقهم رؤية مشاهدة.
سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ سنسجل عليهم هذا الافتراء.
وَيُسْئَلُونَ ويحاسبون عليه يوم القيامة.
٢٠- وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ:
ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ أي ليس لديهم بما قالوا أي علم يستندون إليه.
إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ أي ما هم إلا واهمون يقولون قولا غير مستند إلى دليل.

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٢١ الى ٢٦]

أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١) بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٢٤) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥)
وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦)
٢١- أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ:
كِتاباً يؤيد افتراءهم.
مِنْ قَبْلِهِ من قبل القرآن.
فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ متعلقون.
٢٢- بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ:
عَلى أُمَّةٍ على دين.
مُهْتَدُونَ سائرون.
٢٣- وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ:
وَكَذلِكَ ومثل الحال التي عليها حال هؤلاء حال الأمم السابقة.
مِنْ نَذِيرٍ من رسول ينذرهم.
مُتْرَفُوها المتنعمون فيها الذين أبطرتهم النعمة.
عَلى أُمَّةٍ على دين.
٢٤- قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ:
بِأَهْدى بما هو أدخل فى الهداية.
قالُوا أي المشركون مجيبين للنذير.
كافِرُونَ جاحدون.
٢٥- فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ:
مِنْهُمْ من الذين كذبوا رسلهم.
كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ كيف كان مآلهم ومصيرهم.
٢٦- وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ:
بَراءٌ برىء.
مِمَّا تَعْبُدُونَ من آلهة باطلة.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٢٧ الى ٣٢]
إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧) وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨) بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩) وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ (٣٠) وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢)
٢٧- إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ:
الَّذِي فَطَرَنِي الذي خلقنى.
سَيَهْدِينِ سيرشدنى.
٢٨- وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ:
كَلِمَةً أي كلمة التوحيد.
فِي عَقِبِهِ فى ذريته.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ إليها فيؤمنون بها.
٢٩- بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ:
هؤُلاءِ الحاضرين.
وَآباءَهُمْ من قبلهم.
حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ حتى جاءهم القرآن داعيا إلى الحق.
وَرَسُولٌ مُبِينٌ يدعوهم إليه.
٣٠- وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ:
وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ وحين نزل القرآن داعيا إلى الحق.
٣١- وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ:
وَقالُوا استخفافا بمحمد صلّى الله عليه وسلم، واستعظاما أن ينزل عليه القرآن.
لَوْلا نُزِّلَ هلا نزل.
مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ مكة والطائف.
٣٢- أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ:
يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ يجعلونها بينهم فى أصحاب الجاه.
نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ تولينا تدبير معيشتهم.
وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ وفضلنا بعضهم على بعض فى الرزق.
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ليتخذ بعضهم من بعض أعوانا يسخرونهم فى قضاء حوائجهم.
وَرَحْمَتُ رَبِّكَ أي دين الله وما يتبعه من الفوز فى المآب.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٣٣ الى ٣٦]
وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥) وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦)
٣٣- وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ:
وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً ولولا كراهة أن يكفر الناس جميعا إذا رأوا الكفار فى سعة من الرزق.
لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن.
وَمَعارِجَ ومصاعد.
عَلَيْها يَظْهَرُونَ عليها يرتقون.
٣٤- وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ:
أَبْواباً من فضة.
وَسُرُراً من فضة.
٣٥- وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ:
وَزُخْرُفاً أي جعلنا لهم زخرفا، أي زينة من كل شىء.
وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ وما كل ذلك المتاع الذي وصفناه لك.
لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا إلا متاعا فانيا مقصورا على الحياة الدنيا.
٣٦- وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ:
وَمَنْ يَعْشُ ومن يتعام.
عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ عن القرآن الذي أنزله الرحمن.
نُقَيِّضْ لَهُ نتح له.
شَيْطاناً يتسلط عليه.
فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ فهو معه ملازما يضله ويغويه.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٣٧ الى ٣٩]
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)
٣٧- وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ:
وَإِنَّهُمْ وإن شياطين المتعامين عن القرآن.
وَيَحْسَبُونَ أي المتعامون.
إِنَّهُمْ باتباع قرنائهم.
مُهْتَدُونَ على الهدى.
٣٨- حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ:
حَتَّى إِذا جاءَنا من تعامى عن القرآن يوم القيامة.
قالَ لقرينه بعد أن رأى عاقبة تعاميه.
يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فى الدنيا.
بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ عن المغرب.
فَبِئْسَ الْقَرِينُ فبئس الصاحب كنت لى.
٣٩- وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ:
الْيَوْمَ يوم الحساب.
إِذْ ظَلَمْتُمْ أنفسكم بالكفر.
أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ اشتراككم مع شياطينكم فيه، لأن كلا يعانى من العذاب ما يثقله.

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٤٠ الى ٤٥]

أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٤٠) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (٤١) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (٤٢) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤٣) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ (٤٤)
وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥)
٤٠- أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ:
الصُّمَّ عن الحق.
الْعُمْيَ عن الاعتبار.
مُبِينٍ لا شك فيه.
٤١- فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ:
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فإن قبضناك قبل أن نريك عذابهم.
٤٢- أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ:
الَّذِي وَعَدْناهُمْ من عذاب.
مُقْتَدِرُونَ مسيطرون قاهرون.
٤٣- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ:
بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ بالقرآن.
إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ على طريق الحق القويم.
٤٤- وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ:
وَإِنَّهُ أي القرآن.
لَذِكْرٌ لَكَ لشرف عظيم لك.
وَلِقَوْمِكَ ولأمتك لنزوله بلغتهم.
وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ يوم القيامة عن القيام بحقه.
٤٥- وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ:
وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا وانظر فى شرائع من أرسلنا من قبلك من رسلنا.
أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ أجاءت فيها دعوة الناس إلى عبادة غير الله.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٤٦ الى ٥٠]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٦) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (٤٧) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨) وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠)
٤٦- وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ:
بِآياتِنا بالمعجزات الدالة على صدقه.
وَمَلَائِهِ وقومه.
٤٧- فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ:
مِنْها من الآيات.
يَضْحَكُونَ سخرية واستهزاء.
٤٨- وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ:
هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها أي كل واحدة أعظم مما قبلها.
وقيل: الغرض أنهن كلهن موصوفات بالكبر لا يكدن يتفاوتن فيه، وان اختلفت آراء الناس فى تفضيلها.
بِالْعَذابِ بأنواع البلايا.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ عن كفرهم وغيهم.
٤٩- وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ:
يا أَيُّهَا السَّاحِرُ يعنون موسى عليه السلام، وهو العالم.
بِما عَهِدَ عِنْدَكَ متوسلا بعهده عندك.
إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ لراجعون عن غينا إذا كشف عنا العذاب.
٥٠- فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ:
يَنْكُثُونَ ينقضون ما عاهدوه عليه من إيمان.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٥١ الى ٥٦]
وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (٥٣) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٥٤) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥)
فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (٥٦)
٥١- وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ:
مِنْ تَحْتِي من تحت قصرى.
أَفَلا تُبْصِرُونَ أعميتم عن مشاهدة ذلك.
٥٢- أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ:
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا بل أنا خير من هذا.
الَّذِي هُوَ مَهِينٌ الذي هو ضعيف ذليل.
وَلا يَكادُ يُبِينُ ولا يكاد يفصح عن دعواه.
٥٣- فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ:
فَلَوْلا فهلا.
أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ليلقى إليه بمقاليد الأمور، أي ليس معه من آلات الملك ما يعضد به.
مُقْتَرِنِينَ مؤيدين.
٥٤- فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ:
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فاستفز فرعون قومه بما حاك من قول.
فَأَطاعُوهُ فى ضلاله.
فاسِقِينَ خارجين عن دين الله القويم.
٥٥- فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ:
فَلَمَّا آسَفُونا أغضبونا أشد الغضب بإفراطهم فى الفساد.
٥٦- فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ:
سَلَفاً قدوة للكافرين بعدهم فى استحقاق مثل عقابهم.
وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ وحديثا عجيب الشأن يعتبر به جميع الناس.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٥٧ الى ٦١]
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)
٥٧- وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ:
مَثَلًا فى كونه كآدم خلقه من تراب ثم قال له: كن فيكون.
يَصِدُّونَ يعرضون.
٥٨- وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ:
أَمْ هُوَ أي عيسى.
ما ضَرَبُوهُ لَكَ أي هذا المثل.
إِلَّا جَدَلًا إلا للجدل والغلبة فى القول لا لطلب الحق.
خَصِمُونَ شديد الخصومة.
٥٩- إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ:
إِنْ هُوَ ما هو.
أَنْعَمْنا عَلَيْهِ بالنبوة.
مَثَلًا عبرة عجيبة كالمثل، إذ خلقناه دون أب.
لِبَنِي إِسْرائِيلَ ليستدلوا به على كمال قدرتنا.
٦٠- وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ:
يَخْلُفُونَ أي يخلفونكم فى الأرض كما يخلفكم أولادكم لتعلموا أن الملائكة خاضعون لتصريف قدرة الله.
٦١- وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ:
وَإِنَّهُ أي عيسى عليه السلام، بحدوثه دون أب، وإبرائه الأكمه والأبرص.
لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ لدليل على قيام الساعة.
فَلا تَمْتَرُنَّ بِها فلا تشكن فيها.
وَاتَّبِعُونِ واتبعوا ما أرسلت به إليكم.
هذا أي ما أدعوكم إليه.
صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ طريق قويم موصل إلى النجاة.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٦٢ الى ٦٥]
وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢) وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٦٣) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦٤) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥)
٦٢- وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ:
وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ ولا يمنعنكم الشيطان عن اتباع طريقى المستقيم.
مُبِينٌ ظاهر العداوة.
٦٣- وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ:
بِالْبَيِّناتِ بالمعجزات الواضحات.
بِالْحِكْمَةِ بشريعة حكيمة تدعوكم إلى التوحيد.
وَأَطِيعُونِ فيما أدعوكم إليه.
٦٤- إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ:
إِنَّ اللَّهَ وحده.
هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ هو خالقى وخالقكم.
فَاعْبُدُوهُ دون سواه.
٦٥- فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ:
مِنْ بَيْنِهِمْ من بين النصارى بعد عيسى فرقا فى أمره.
فَوَيْلٌ فهلاك.
لِلَّذِينَ ظَلَمُوا بما قالوه فى عيسى عليه السلام.
أَلِيمٍ شديد الإيلام.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٦٦ الى ٧١]
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٦٦) الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ (٦٧) يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٦٨) الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ (٦٩) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ (٧٠)
يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ (٧١)
٦٦- هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ:
هَلْ يَنْظُرُونَ هل ينتظرون.
بَغْتَةً فجأة.
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ وهم غافلون عنها.
٦٧- الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ:
الْأَخِلَّاءُ الأصدقاء الذين جمعهم الباطل فى الدنيا.
يَوْمَئِذٍ يوم القيامة.
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ يكون بعضهم لبعض عدوا.
إِلَّا الْمُتَّقِينَ إلا المجتنبين أخلاء السوء.
٦٨- يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ:
يا عِبادِ أي المتقين.
الْيَوْمَ يوم الحساب.
٦٩- الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ:
مُسْلِمِينَ منقادين.
٧٠- ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ:
تُحْبَرُونَ تسرون.
٧١- يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ:
بِصِحافٍ بأوان.
وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وتقر به الأعين.

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٧٢ الى ٧٨]

وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٧٢) لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (٧٣) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٤) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦)
وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٨)
٧٢- وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
أُورِثْتُمُوها ظفرتم بها.
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بما قدمتم فى الدنيا من عمل صالح.
٧٣- لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ:
كَثِيرَةٌ الأنواع والمقادير.
مِنْها تَأْكُلُونَ تتمتعون بالأكل منها.
٧٤- إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ:
إِنَّ الْمُجْرِمِينَ الذين أجرموا بالكفر.
٧٥- لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ:
لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ لا يخفف عنهم ولا يسكن.
مُبْلِسُونَ يائسون من النجاة.
٧٦- وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ:
وَما ظَلَمْناهُمْ وما ظلمنا هؤلاء المجرمين بهذا العذاب.
وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ لأنفسهم باختيارهم الضلالة على الهدى.
٧٧- وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ:
يا مالِكُ هو خازن النار.
لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ سل ربك أن يميتنا فنستريح من هول جهنم.
إِنَّكُمْ ماكِثُونَ مقيمون فى العذاب.
٧٨- لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ:
لَقَدْ جِئْناكُمْ أي لقد جاءكم رسولنا، والخطاب لأهل مكة.
بِالْحَقِّ بالدين الحق.

[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٧٩ الى ٨٣]

أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠) قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٨٢) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٨٣)
٧٩- أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ:
أَمْ بل.
أَبْرَمُوا أحكموا.
أَمْراً على تكذيب الرسول صلّى الله عليه وسلم.
فَإِنَّا مُبْرِمُونَ فإنا محكمون أمرا فى مجازاتهم وإظهارك عليهم.
٨٠- أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ:
أَمْ يَحْسَبُونَ بل أيحسب هؤلاء المشركون.
وَنَجْواهُمْ وما يتكلمون به فيما بينهم من تكذيب الحق.
أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ أنا لا نسمع حديث أنفسهم بتدبير الكيد.
بَلى وَرُسُلُنا أي الحفظة من الملائكة.
لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ عندهم يكتبون ذلك.
٨١- قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ:
أَوَّلُ الْعابِدِينَ لهذا الولد إن صح أن لله ولدا.
٨٢- سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ:
سُبْحانَ تنزيها لرب السموات والأرض.
رَبِّ الْعَرْشِ خالق العرش.
عَمَّا يَصِفُونَ عما يصفه به المشركون مما لا يليق بألوهيته.
٨٣- فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ:
فَذَرْهُمْ فدعهم.
يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا ينغمسوا فى أباطيلهم ويلعبوا فى دنياهم.
يَوْمَهُمُ يوم القيامة.
الَّذِي يُوعَدُونَ الذي وعدوا به.
[سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٨٤ الى ٨٨]
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٨٤) وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٥) وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (٨٨)
٨٤- وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ:
فِي السَّماءِ إِلهٌ أي فى السماء الله.
وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ أي وفى الأرض الله.
كأنه ضمن فيهما معنى المعبود أو المالك، أو نحو ذلك.
وَهُوَ الْحَكِيمُ ذو الأحكام البالغ فى أفعاله وتدبيره.
الْعَلِيمُ المحيط علمه بما كان وبما يكون.
٨٥- وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ:
وَتَبارَكَ تعالى وتعظم.
وَعِنْدَهُ وحده.
عِلْمُ السَّاعَةِ علم وقت الساعة.
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فى الآخرة للحساب.
٨٦- وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ:
الشَّفاعَةَ لمن عبدوهم.
إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ بالتوحيد.
وَهُمْ يَعْلَمُونَ أن الله ربهم حقا.
٨٧- وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ:
فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ فكيف يصرفون عن عبادته تعالى إلى عبادة غيره مع إقرارهم بأنه خالقهم.
٨٨- وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ:
وَقِيلِهِ وقول محمد صلّى الله عليه وسلم مستغيثا داعيا.
لا يُؤْمِنُونَ لا ينتظر منهم إيمان لعنادهم.
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ٨٩]
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩)
٨٩- فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ:
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فأعرض عنهم ودعهم.
وَقُلْ لهم.
سَلامٌ أي شأنى متاركتكم بسلامتكم منى وسلامتى منكم.
فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ أي عاقبة عنادهم وهو الخسران المبين.
Icon