ﰡ
٤٣
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ
١٨٤٩٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ الْقَلَمُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْكِتَابُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا
١٨٤٩٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن خالد، حدثنا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ رُفِعَ حِينَ رَدَّتْهُ أَوَّائِلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَهَلَكُوا، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَادَ بِعَائِدَتِهِ، وَرَحْمَتِهِ، فَكَرَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَدَعَاهُمْ إِلَيْهِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ كُنتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ
١٨٤٩٦ - حَدَّثَنَا أبي حدثنا هشام بن خالد، حدثنا شُعَيْب، حَدَّثَنَا سَعِيد عن قَتَادَة أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ أي: مشركين «٣».
قوله تعالى: وَمَا كُنَّا لَهُ مقرنين
١٨٤٩٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ قَالَ:
مُطِيقِينَ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا
١٨٤٩٨ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: عِبَادُ الرَّحْمَنِ قُلْتُ: فَإِنَّهَا فِي مُصْحَفِي «عِنْدَ الرَّحْمَنِ» قَالَ: فَامْحُهَا وَاكْتُبُهَا عِبَادُ الرَّحْمَنِ بِالْأَلِفِ وَالْبَاءِ.
وَقَالَ: أَتَانِي رَجُلٌ الْيَوْمَ وَدَدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِنِي فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الحرف
(٢) تغليق التعليق ٤/ ٣٠٩.
(٣) تغليق التعليق ٤/ ٣٠٩.
(٤) الدر ٧/ ٣٦٩.
حدثنا أبي، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا شعيب، حدثنا سعيد عن قتادة ﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحا ﴾ قال : والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله عاد بعائدته، ورحمته، فكرره عليهم، ودعاهم إليه.
قوله تعالى :﴿ أن كنتم قوما مسرفين ﴾
حدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد، حدثنا شعيب، حدثنا سعيد عن قتادة ﴿ أن كنتم قوما مسرفين ﴾ أي : مشركين.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وما كنا له مقرنين ﴾ قال : مطيقين.
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كنت أقرأ هذا الحرف ﴿ الذين هم عباد الرحمن إناثا ﴾ فسألت ابن عباس فقال :﴿ عباد الرحمن ﴾ قلت : فإنها في مصحفي " عند الرحمن " قال : فامحها واكتبها ﴿ عباد الرحمن ﴾ بالألف والباء. وقال : أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني فقال : كيف تقرأ هذا الحرف ﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ﴾ قال : إن أناسا يقرؤون " الذين هم عند الرحمن " فسكت عنه، فقلت : اذهب إلى أهلك !.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ
١٨٤٩٩ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم قَالَ: يَعْنُونَ الْأَوْثَانَ لِأَنَّهُمْ عَبَدُوا الْأَوْثَانَ يَقُولُ اللَّهُ: مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ يَعْنِي الْأَوْثَانَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ قَالَ: يعلمون قدرة الله على ذَلِكَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ
١٨٥٠٠ - عَنْ عِكْرَمَةَ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ قَالَ: فِي الْإِسْلامِ أَوْصَى بِهَا وَلَدَهُ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ
١٨٥٠١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ قَالَ: يَعْنِي بِالْقَرْيَتَيْنِ مَكَّةَ وَالطَّائِفَ وَالْعَظِيمُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ «٤».
١٨٥٠٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ قَالَ: يَعْنُونَ أَشْرَفَ مِنْ مُحَمَّدٍ، الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَمَسْعُودَ بْنَ عَمْرٍو الثَّقَفِيَّ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ «٥».
١٨٥٠٣ - عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: لَوْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا، أُنْزِلَ عَلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ، أَوْ عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ، فَنَزَلَتْ وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
١٨٥٠٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً الْآيَةَ يَقُولُ: لَوْلا أَنْ أَجْعَلَ النَّاسَ كُلَّهُمْ كُفَّارًا، لَجَعَلْتُ لِبُيُوتِ الْكُفَّارِ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ مِنْ فِضَّةٍ وَهِيَ دَرَجٌ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ يَصْعَدُونَ إِلَى الْغُرَفِ وَسُرُرُ فِضَّةٍ وزُخْرُفًا وهو الذهب «٧».
(٢) الدر ٧/ ٣٧١- ٣٧٣. [.....]
(٣) الدر ٧/ ٣٧١- ٣٧٣.
(٤) الدر ٧/ ٣٧١- ٣٧٣.
(٥) الدر ٧/ ٣٧٤- ٣٧٥.
(٦) الدر ٧/ ٣٧٤- ٣٧٥.
(٧) الدر ٧/ ٣٧٤- ٣٧٥.
عن عكرمة ﴿ وجعلها كلمة باقية في عقبه ﴾ قال : في الإسلام أوصى بها ولده.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله :﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : يعني بالقريتين مكة والطائف والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي، وحبيب بن عمير الثقفي.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : يعنون أشرف من محمد، الوليد بن المغيرة من أهل مكة، ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف.
عن قتادة قال : قال الوليد بن المغيرة : لو كان ما يقول محمد حقا، أنزل علي هذا القرآن، أو على عروة بن مسعود الثقفي، فنزلت ﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ لولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ الآية يقول : لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ﴿ ومعارج ﴾ من فضة وهي درج ﴿ عليها يظهرون ﴾ يصعدون إلى الغرف وسرر فضة ﴿ وزخرفا ﴾ وهو الذهب.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ لولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ الآية يقول : لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ﴿ ومعارج ﴾ من فضة وهي درج ﴿ عليها يظهرون ﴾ يصعدون إلى الغرف وسرر فضة ﴿ وزخرفا ﴾ وهو الذهب.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ لولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ الآية يقول : لولا أن أجعل الناس كلهم كفارا، لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة ﴿ ومعارج ﴾ من فضة وهي درج ﴿ عليها يظهرون ﴾ يصعدون إلى الغرف وسرر فضة ﴿ وزخرفا ﴾ وهو الذهب.
١٨٥٠٥ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمَخْرَمِيِّ أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: قَيِّضُوا لِكُلِّ رَجُلٍ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ يَأْخُذُهُ، فَقَيَّضُوا لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلامَ تَدْعُونِي؟ قَالَ: أَدْعُوكَ إِلَى عِبَادَةِ اللاتِ وَالْعُزَّى! قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَا اللاتُ؟ قَالَ: رَبُّنَا قَالَ: وَمَا الْعُزَّى؟ قَالَ: بَنَاتُ اللَّهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَنْ أُمُّهُمْ؟ فَسَكَتَ طَلْحَةُ، فَلَمْ يُجِبْهُ. فَقَالَ طَلْحَةُ لِأَصْحَابِهِ: أَجِيبُوا الرَّجُلَ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ طَلْحَةُ: قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا الْآيَةَ «١».
١٨٥٠٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ قَالَ: يَعْمَى قَالَ: ابْنُ جَرِيرٍ هَذَا عَلَى قِرَاءَةِ فَتْحِ الشِّينِ «٢».
١٨٥٠٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ يَعْشُ الْآيَةَ. قَالَ:
مَنْ جَانَبَ الْحَقَّ، وَأَنْكَرَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الْحَلالَ حَلالٌ وَأَنَّ الْحَرَامَ حَرَامٌ، فَتَرَكَ الْعِلْمَ بِالْحَلالِ وَالْحَقِّ لِهَوَى نَفْسِهِ. وَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ أَرَادَ مِنَ الْحَرَامِ، قُيِّضَ لَهُ شَيْطَانٌ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ
١٨٥٠٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ قال:
للقرآن شرف لك ولقومك «٤».
١٨٥٠٩ - عن مجاهد في قوله: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ قَالَ: يُقَالُ مِمَّنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيُقَالُ: مِنَ الْعَرَبِ، فَيُقَالُ: مِنْ أَيِّ الْعَرَبِ؟ فَيُقَالُ: مِنْ قُرَيْشٍ فَيُقَالُ: مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ؟ فَيُقَالُ: مِنْ بَنِي هَاشِمٍ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ
١٨٥١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ أَخِي بْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(٢) الدر ٧/ ٣٧٦- ٣٧٨.
(٣) الدر ٧/ ٣٧٦- ٣٧٨.
(٤) الدر ٧/ ٣٧٦- ٣٧٨.
(٥) الدر ٧/ ٣٧٦- ٣٧٨.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : للقرآن شرف لك ولقومك.
عن مجاهد في قوله :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : يقال ممن هذا الرجل ؟ فيقال : من العرب، فيقال : من أي العرب ؟ فيقال : من قريش فيقال : من أي قريش ؟ فيقال : من بني هاشم.
حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب، حدثنا عمي، حدثنا ابن لهيعة، عن عقبة بن مسلم التجيبي، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك استدراج منه له "، ثم تلا ﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ﴾.
عن ابن عباس في قوله :﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا وفي قوله :﴿ سلفا ﴾ قال : أهواء مختلفة.
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيت الله يعطي العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك استدراج منه له " ثم تلا :﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ﴾.
عن طارق بن شهاب قال : كنت عند عبد الله فذكر عنده موت الفجأة فقال : تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر ﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم ﴾.
عن ابن عباس في قوله :﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا وفي قوله :﴿ سلفا ﴾ قال : أهواء مختلفة.
١٨٥١١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَلَمَّا آسَفُونَا قَالَ: أَغْضَبُونَا وَفِي قَوْلِهِ:
سَلَفًا قَالَ: أَهْوَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ «٢».
١٨٥١٢ - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مَا شَاءَ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ مِنْهُ لَهُ» ثُمَّ تَلا:
فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ «٣».
١٨٥١٣ - عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَذُكِرَ عِنْدَهُ مَوْتُ الْفَجْأَةِ فَقَالَ: تَخْفِيفٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ
١٨٥١٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الدَّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِيهِ خَيْرٌ» فَقَالُوا لَهُ: أَلَسْتَ تَزْعَمُ أَنَّ عِيسَى كَانَ نَبِيًّا وَعَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ صَالِحًا، فَقَدْ كَانَ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ
١٨٥١٥ - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مَخْزُومٍ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَدْرِي رَفَعَهُ أَمْ لَا؟ قَالَ: مَا ضَلَّتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلا كَانَ أَوَّلُ ضَلالِهَا التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ، وَمَا ضَلَّتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلا أُعْطُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ قَرَأَ: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ
١٨٥١٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ
(٢) الدر ٧/ ٣٨٤.
(٣) الدر ٧/ ٣٨٤.
(٤) الدر ٧/ ٣٨٤. [.....]
(٥) ابن كثير ٧/ ٢٢١.
(٦) ابن كثير ٧/ ٢٢٢.
حدثنا حميد بن عياش الرملي، حدثنا مؤمل، حدثنا حماد، أخبرنا ابن مخزوم عن القاسم أبي عبد الرحمن الشامي عن أبي أمامة قال حماد : لا أدري رفعه أم لا ؟ قال : ما ضلت أمة بعد نبيها إلا كان أول ضلالها التكذيب بالقدر، وما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل، ثم قرأ :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ﴾.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل، ثم قرأ ﴿ ما ضربوه لك إلا جدلا ﴾.
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش : " إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير " فقالوا : ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحا وقد عبدته النصارى ؟ فإن كنت صادقا، فإنه كآلهتهم، فأنزل الله :﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ﴾ قال : يضجون ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : هو خروج عيسى بن مريم قبيل يوم القيامة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : خروج عيسى قبل يوم القيامة.
١٨٥١٧ - عَنِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا ضَلَّتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلا أُعْطُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ قَرَأَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلًا
١٨٥١٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ قَالَ:
خُرُوجُ عِيسَى قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
١٨٥١٩ - أَخْبَرَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ، قَالَ: خَلِيلانِ مُؤْمِنَانِ، وَخَلِيلانِ كَافِرَانِ، فَتُوُّفِّيَ أَحْدُ الْمُؤْمِنِينِ وَبُشِّرَ بِالْجَنَّةِ فذكر خليله، فيقال: اللَّهُمَّ، إِنَّ فُلانًا خَلِيلِي كَانَ يَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، وَيَأْمُرُنِي بِالْخَيْرِ وَيَنْهَانِي عَنِ الشَّرِّ، وَيُنَبِّئُنِي أَنَّي مُلاقِيكَ، اللَّهُمَّ فَلا تُضِلَّهُ بَعْدِي حَتَّى تُرِيَهُ مِثْلَ مَا أَرَيْتَنِي، وَتَرْضَى عَنْهُ كَمَا رَضِيتُ عَنِّي فَيُقَالُ لَهُ: اذْهَبْ فَلَوْ تَعْلَمُ مَالَهُ عِنْدِي لَضَحِكْتَ كَثِيرًا وَبَكَيْتَ قَلِيلًا.
قَالَ: ثُمَّ يَمُوتُ الْآخَرُ فَتَجْتَمِعُ أَرْوَاحُهُمَا، فَيُقَالُ: لِيُثْنِ أَحَدُكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَيَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ: نِعْمَ الْأَخُ، وَنِعْمَ الصَّاحِبُ وَنِعْمَ الْخَلِيلُ. وَإِذَا مَاتَ أَحَدُ الْكَافِرَيْنِ وَبُشِّرَ بِالنَّارِ ذَكَرَ خَلَيلَهُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ خَلِيلِي فُلانًا كَانَ يَأْمُرُنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِكَ، وَيَأْمُرُنِي بِالشَّرِّ وَيَنْهَانِي عَنِ الْخَيْرِ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي غَيْرُ مُلاقِيكَ، اللَّهُمَّ فَلا تَهْدِهِ بَعْدِي حَتَّى تُرِيَهُ مِثْلَ مَا أَرَيْتَنِي وَتَسْخَطَ عَلَيْهِ كَمَا سَخِطْتَ عَلَيَّ. قَالَ:
فَيَمُوتُ الْكَافِرُ الْآخَرُ، فَيُجْمَعُ بَيْنَ أَرْوَاحِهِمَا فَيُقَالُ: لِيُثْنِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ. فَيَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ: بِئْسَ الْأَخُ، وَبِئْسَ الصَّاحِبُ وَبِئْسَ الْخَلِيلُ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: تُحْبَرُونَ
١٨٥٢٠ - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: تحبرون قال:
تكرمون «٤».
(٢) الدر ٧/ ٣٨٦.
(٣) ابن كثير ٧/ ٢٤٢.
(٤) الدر ٧/ ٣٩٠.
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ تحبرون ﴾ قال : تكرمون.
١٨٥٢١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا سِوَادٌ السَّرَحِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ وَذَكَرَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْخُذَنَّ أَحَدُكُمُ اللُّقْمَةَ فَيَجْعَلُهَا فِي فِيهِ، ثُمَّ يَخْطُرُ عَلَى بَالِهِ طَعَامٌ آخَرُ فَيَتَحَوَّلُ الطَّعَامُ الَّذِي فِي فِيهِ عَلَى الَّذِي اشْتَهَى» ثُمَّ قَرَأَ: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأعين وأنتم فيها خَالِدُونَ «١».
١٨٥٢٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخَسُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلا لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ مَعَ كُلِّ خَادِمٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ لَوْ نَزَلَ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِيعًا لاوْصَلَهُمْ لَا يَسْتَعِينُ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ مِنْ عِنْدِ غَيْرِهِ. وَذَلِكَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ «٢».
١٨٥٢٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ فِي الْجَنَّةِ وُلْدٌ؟ قَالَ: إِنْ شاؤوا «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
١٨٥٢٤ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن ّرَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ، فَالْكَافِرُ يَرِثُ الْمُؤْمِنَ مَنْزِلَهُ فِي النَّارِ، وَالْمُؤْمِنُ يَرِثُ الْكَافِرَ مَنْزِلَهُ فِي الْجَنَّةِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ
١٨٥٢٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ قَالَ: مَكَثَ عَنْهُمْ أَلْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يُجِيبُهُمْ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ
١٨٥٢٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ قَالَ: الشاهدين «٦».
(٢) الدر ٧/ ٣٩٤.
(٣) الدر ٧/ ٣٩٤.
(٤) الدر ٧/ ٣٩٥
(٥) الدر ٧/ ٣٩٥
(٦) الدر ٧/ ٣٩٥
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فالكافر يرث المؤمن منزله في النار، والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة وذلك قوله :﴿ وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾.
عن ابن عباس ﴿ ونادوا يا مالك ﴾ قال : مكث عنهم ألف سنة، ثم يجيبهم :﴿ إنكم ماكثون ﴾.
عن ابن عباس في قوله :﴿ قل إن كان للرحمن ولد ﴾ يقول : لم يكن للرحمن ولد ﴿ فأنا أول العابدين ﴾ قال : الشاهدين.