ﰡ
والجواب : قيل : كان قوم إبراهيم عليه السلام يعبدون الله ويعظمونه كما كانت العرب، ولكن تعبد الأصنام معه والكواكب، فلذلك حسن الاستثناء، ويكون متصلا على هذا.
وقيل : لم يكونوا يعترفون بالله أصلا، واستثناء إبراهيم عليه السلام، لأنه تعالى مما يمكن معبودا لهم في المستقبل، فكان الأدب الاحتياط مع الله تعالى لهذا الاحتمال.
وقيل : الاستثناء منقطع. ومعنى الكلام : " لكن الذي فطرني فإنه سيهدي ". ( نفسه : ٣٥٣ ).
١٠٩٦- قوله تعالى :﴿ فإنه سيهدين ﴾ يجوز أن يكون استئنافا، وهو الظاهر. ويجوز أن يكون حالا من ﴿ الذي ﴾ أو من الضمير في ﴿ فطرني ﴾ إن جعلنا الفاء بمعنى الواو، فإنه يجوز : " جاءني زيد وأنه لضاحك " على الحال. والفاء بمعنى الواو قليل. ( الاستغناء : ١٤٢ ).
١١٠٢- إن تعلق إرادة الله تعالى وعلمه بالأشياء قسمان : قسم واقع وقسم مقدر مفروض ليس واقعا، فالواقع هو أزلي لا يمكن جعل الشيء منه شرطا البتة والمقدر هو الذي جعل شرطا، وتقدير الكلام في هذه المواضع : " متى فرض إرادتنا أن نردكم ملائكة كنتم ملائكة ". ( نفسه : ١/٩٤ )
١١٠٣- فجميع المعلق عليه من تعلق صفات الله تعالى إنما هو مفروض مقدر لا أنه واقع والفرض والتقدير أمر متوقع في المستقبل ليس أزليا، فلذلك حسن التعليق فيه على الشرط٢. ( الفروق : ١/٩٤ )
٢ - علق ابن الشاط على هذا الكلام بقوله :"قلت : وهذا الفرض والتقدير الذي زعم لا يخلو أن يرد أن الله تعالى هو فارض ذلك الفرض، أو يرد أن غيره هو فارض ذلك الفرض، فإن أراد الأول فذلك لا يجوز في حق الله تعالى لأنه يستلزم الجهل بالواقع، وإن أراد الثاني فلا يصح تأويل مشيئة الله تعالى بمشيئة غيره. وبالجملة، فكلامه هنا خطأ صراح" ن : حاشية ابن الشاط في كتاب الفروق : ١/٩٤..