ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ١ الى ٤]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (٢) وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (٤)١- قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً:
قُلْ يا محمد صلّى الله عليه وسلم لأمتك.
أُوحِيَ إِلَيَّ أوحى الله إلى.
أَنَّهُ اسْتَمَعَ إلى قراءتى.
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ جماعة من الجن.
فَقالُوا لقومهم.
قُرْآناً عَجَباً بديعا لم نسمع مثله من قبل.
٢- يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً:
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ إلى الهدى والصواب.
فَآمَنَّا بِهِ بالقرآن الذي سمعناه.
وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا مع ربنا الذي خلقنا.
أَحَداً فى عبادته.
٣- وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً:
جَدُّ رَبِّنا قدر ربنا وعظمته.
مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً زوجة.
٤- وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً:
سَفِيهُنا جاهلنا.
شَطَطاً قولا بعيدا عن الحق والصواب.
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ٥ الى ٩]
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (٥) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (٦) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (٧) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (٨) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (٩)٥- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً:
أَنْ لَنْ تَقُولَ أن لن تنسب.
عَلَى اللَّهِ كَذِباً إلى الله ما لم يكن ويصفوه بما لا يليق به.
٦- وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً:
يَعُوذُونَ يستجيرون.
فَزادُوهُمْ فزاد رجال الإنس رجال الجن.
رَهَقاً طغيانا وسفها وجرأة.
٧- وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً:
وَأَنَّهُمْ وأن الجن.
ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ يا معشر الإنس.
أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً بعد الموت.
٨- وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً:
وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ وأنا طلبنا بلوغ السماء.
حَرَساً شَدِيداً قويا من الملائكة.
وَشُهُباً محرقة من جهتها.
٩- وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً:
وَأَنَّا كُنَّا قبل اليوم.
نَقْعُدُ مِنْها من السماء.
مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ مقاعد لاستراق أخبار السماء.
فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ فمن يرد الاستماع الآن.
رَصَداً مترصدا ينقض عليه فيهلكه.
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ١٠ الى ١٤]
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (١٠) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (١١) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (١٢) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (١٣) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (١٤)١٠- وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً:
وَأَنَّا لا نَدْرِي وأنا لا نعلم.
أَشَرٌّ أعذاب.
بِمَنْ فِي الْأَرْضِ من حراسة السماء لمنع الاستماع.
رَشَداً خيرا وهدى.
١١- وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً:
وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ الأبرار المتقون.
وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ مقتصدون فى الصلاح.
كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً كنا مذاهب متفرقة.
١٢- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً:
وَأَنَّا ظَنَنَّا وأنا أيقنا.
أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ أينما كنا فى الأرض.
وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً هاربين من قضائه نحو السماء.
١٣- وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً:
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى القرآن.
فَلا يَخافُ بَخْساً نقصا من حسنة.
وَلا رَهَقاً ولا ظلما يلحقه بزيادة فى سيئاته.
١٤- وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً:
وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ المقرون بالحق.
وَمِنَّا الْقاسِطُونَ الحائدون عن طريق الهدى.
فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً قصدوا سبيل الحق مجتهدين فى اختياره.
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ١٥ الى ٢٠]
وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (١٥) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (١٦) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (١٨) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩)قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (٢٠)
١٥- أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
أَمَّا الْقاسِطُونَ
وأما الجائرون عن طريق الإسلام.
انُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
وقودا.
١٦- وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً:
وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ وأنه لو سار الإنس والجن على طريقة الإسلام ولم يحيدوا عنها.
لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ماء كثيرا يعم أوقات الحاجة.
١٧- لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً:
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ لنختبرهم فيه كيف يشكرون لله نعمه.
وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ومن يعرض عن عبادة ربه.
يَسْلُكْهُ يدخله.
عَذاباً صَعَداً عذابا شاقا لا يطيقه.
١٨- وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً:
وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ وأوحى إلى أن المساجد لله وحده.
فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً فلا تعبدوا مع الله أحدا.
١٩- وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً:
وَأَنَّهُ وأوحى إلى أنه.
لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ محمد صلّى الله عليه وسلم فى صلاته.
يَدْعُوهُ بعبد الله.
كادُوا أي الجن.
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً جماعات ملتفة تعجبا مما رأوه وسمعوه.
٢٠- قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً:
إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي أعبد ربى وحده.
وَلا أُشْرِكُ بِهِ فى العبادة.
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ٢١ الى ٢٦]
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (٢٣) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (٢٤) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (٢٥)عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (٢٦)
٢١- قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً:
ضَرًّا دفع ضر.
وَلا رَشَداً ولا تحصيل هداية ونفع.
٢٢- قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً:
لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ لن يدفع عنى عذاب الله أحد إن عصيته.
وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ولن أجد من دونه ملجأ أفر إليه من عذابه.
٢٣- إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً:
إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ لكن أملك تبليغا عن الله.
وَرِسالاتِهِ التي يعتنى بها.
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فأعرض عن دين الله.
٢٤- حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً:
حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ حتى إذا أبصروا ما يوعدونه من العذاب.
فَسَيَعْلَمُونَ عند حلوله بهم.
٢٥- قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً:
قُلْ إِنْ أَدْرِي قل ما أدرى أيها الكافرون.
أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ من العذاب.
أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً غاية بعيدة.
٢٦- عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً:
عالِمُ الْغَيْبِ هو عالم الغيب.
فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً فلا يطلع على غيبه أحدا من خلقه.
[سورة الجن (٧٢) : الآيات ٢٧ الى ٢٨]
إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (٢٧) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (٢٨)٢٧- إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً:
إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ إلا رسولا ارتضاه ليعلم بعض الغيب.
فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ فإنه يدخل من بين يدى الرسول ومن خلفه.
رَصَداً حفظة من الملائكة تحول بينه وبين الوساوس.
٢٨- لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً:
لِيَعْلَمَ الله ذلك واقعا موافقا لما قدره.
أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ أن الأنبياء قد أبلغوا رسالات ربهم.
وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وقد علم تفصيلا بما عندهم.
وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً وعلم هذه الموجودات كلها لا يغيب عنه شىء منها.