ﰡ
قوله: (بتقدير هو) أي بعد الفاء، فهو اسمية، ولولا ذلك لحذفت الفاء وجزم جواباً للشرط. قوله: ﴿ وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ ﴾ أي وأنا بعد سماعنا القرآن مختلفون، فمنا من أسلم، ومنا من كفر. قوله: (الجائرون) أي فالقاسط الجائر، وأما المقسط فهو من أقسط بمعنى عدل، واعاد هاتين الجملتين مع ذكرهما أولا، ليصرح بمجازاة المسلم وضده. قوله: ﴿ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً ﴾ إن قلت: الجن مخلوقون من النار، فكيف يعذبون بها؟ أجيب: بأنهم وإن خلقوا منها، لكن هم ضعاف، والنار قوية، وقوي النار يأكل ضعيفها. قوله: (وإنا وإنهم وإنه) للمبتدأ، وقوله: (في اثني عشر موضعاً) خبر أول، وقوله: (بكسر الهمزة) خبر ثان، وقوله: (هي) مبتدأ، و(إنه تعالى) الخ خبر، والجملة اعتراضية لبيان الاثني عشر، وقوله: (وإنا) أي في ثمان مواضع، وإنا ظننا؛ وإنا لمسنا الخ، وقوله: (وإنهم) أي في موضع واحد، وإنهم ظنوا، وقوله: (وإنه) أي في ثلاثة مواضع، وإنه تعالى، وإنه كان يقول، وإنه كان رجال، فصح قوله في اثني عشر موضعاً، وقوله: (وإنه تعالى) أي وهي أولها وآخرها، (وإنا منا المسلمون وما بينهما) أي بين الأول والآخر، وهو عشرة مواضع، وقيل هذه الاثني عشر موضعاً، أحدهما بالفتح لا غير أنه استمع نفر، وثانيهما بالكسر لا غير إنا سمعنا قرآناً عجباً وبعدها موضعان أحدهما بالفتح لا غير، وأن المساجد لله، وثانيهما فيه الوجهان وإنه لم قام عبد الله، فالجملة ستة عشر علم تفصيلها فتدبر. قوله: (بما يوجه به) أي بأن يؤول بمصدر يعطف على المصدر. قوله: (قال تعالى في كفار مكة) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ ﴾ إلى آخره ليس متعلقاً بالجن، بل هو من جملة الموحى به. قوله: (وهو معطوف على أنه استمع) اي والتقدير: أوحي إلي استماع نفر، وكونهم لو استقاموا الخ. قوله: ﴿ وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ ﴾ أي لو آمن من هؤلاء الكفار، لبسطنا لهم الرزق، ووسعنا عليهم في الدنيا، زيادة على ما يحصل لهم في الآخرة من النعيم الدائم، فيحوزون عز الدنيا والآخرة، والعامة على كسر واو ﴿ لَّوِ ﴾ على الأصل، وقرئ شذوذاً بضمها تشبيهاً بواو الضمير. قوله: (أي طريقة الإسلام) أي بالعمل بها، وهو امتثال المأمورات، واجتناب المنهيات. قوله: ﴿ لأَسْقَيْنَاهُم ﴾ الخ ليس المراد خصوص السقيا، بل المراد التوسعة عليهم في الدنيا وبسط الرزق، وإنما اقتصر على ذكر الماء، لأن الخير والرزق كله في الماء، فهو أصل الأرزاق، قال عمر: أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة. قوله: ﴿ غَدَقاً ﴾ بفتحتين في السبع، وقرئ شذوذاً بفتح الغين وكسر الدال، وهو مصدر غدق من باب تعب، يقال غدقت عينه تغدق، أي هطل دمعها، وغدقت العين غدقاً كثير ماؤها. قوله: (وذلك) اسم الإشارة عائد على معلوم من السياق، والتقدير: ونزول الآية كان بعدما رفع الخ.
قوله: (بكسر اللام وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (جمع لبدة) أي بكسر اللام، كسدرة وسدر، على قراءة الكسر أو ضمها، كغرفة وغرف على قراءة الضم. قوله: ﴿ قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّي ﴾ الخ، سبب نزولها: أن كفار قريش قالوا له: إنك جئت بأمر عظيم، قد عاديت الناس كلهم، فارجع عن هذا ونحن نجيرك وننصرك. قوله: (وفي قراءة) أي سبعية أيضاً، وعليها ففي الكلام التفات من الغيبة للخطاب. قوله: (إلهاً) قدره إشارة إلى أن أدعو بمعنى اعتقد، فتتعدى لمفعولين، ولو فسرها بأعبد، لا ستغنى عن هذا التقدير. قوله: (غياً) أشار بذلك إلى أن المراد بالضر الغي؛ فأطلق المسبب وأريد السبب، فإن الضر سببه الغنى فهو مجاز مرسل، وكذا يقال في قوله: ﴿ وَلاَ رَشَداً ﴾.
قوله: ﴿ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي ﴾ الخ، بيان لعجزه عن شؤون نفسه، بعد بيان عجزه عن شؤون غيره. قوله: (استثناء من مفعول أملك) أي مجموع الأمرين وهما قوله: ﴿ ضَرّاً ﴾ و ﴿ وَلاَ رَشَداً ﴾ بعد تأويلهما بـ شيئاً، كأنه قال: لا أملك لكم شيئاً إلا بلاغاً، فهو استثناء متصل، وجملة ﴿ قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي ﴾ الخ، معترضة بين المستثنى والمستثنى منه، أتى بها لتأكيد نفي الاستطاعة. قوله: (عطف على بلاغاً) أي كأنه قال: لا أملك لكم إلا التبليغ والرسالة، والمعنى: إلا أن أبلغ عن الله فأقول: وقال الله كذا، وأن أبلغ رسالاته، أي أحكامه التي أرسلني بها، من غير زيادة ولا نقصان. قوله: (في التوحيد) أخذ ذلك من قوله: ﴿ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ﴾ لأن الخلود قرينة كون المراد بالعاصي الكافر. قوله: ﴿ إِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ ﴾ العامة على كسر إن لوقوعها بعد فاء الجزاء، وقرئ شذوذاً بفتحها، على أنها ما في حيزها تأويل مصدر خبر محذوف، والتقدير فجزاؤه أن له نار جهنم. قوله: (في له) أي حال من الهاء المجرورة باللام. قوله: ﴿ فَسَيَعْلَمُونَ ﴾ جواب ﴿ إِذَا ﴾ والسين لمجرد التأكيد لا للاستقبال، لأن وقت رؤية العذاب، يحصل العلم المذكور، قوله: ﴿ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً ﴾ ﴿ مَنْ ﴾ إما استفهامية مبتدأ، و ﴿ أَضْعَفُ ﴾ خبره، أو موصولة، و ﴿ أَضْعَفُ ﴾ خبر لمحذوف أي هو أضعف، والجملة صلة الموصول، و ﴿ نَاصِراً ﴾ و ﴿ عَدَداً ﴾ تمييزان محولان عن المبتدأ على حد: أنا أكثر منك مالاً. قوله: (أو أنا) الضمير للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا التوزيع تكلف لا داعي له، بل يصلح كل المعنيين لكل من القولين. قوله: (فقال بعضهم) هو النضر بن الحرث وقال هذا استهزاء به صلى الله عليه وسلم وإنكاراً للعذاب. قوله: ﴿ قَرِيبٌ ﴾ مبتدأ، و ﴿ مَّا تُوعَدُونَ ﴾ فاعل سد مسد الخبر، و ﴿ مَا ﴾ موصولة، وعائدها محذوف أو مصدرية. قوله: (من العذاب) بيان لما. قوله: (لا يعلمه إلا هو) صفة لأجلاً.
قوله: ﴿ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ ﴾ الضمير عائد على الرسل والملائكة، والمعنى: أحاط علمه بما عند الرسل والملائكة. قوله: ﴿ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ﴾ أي من القطر والرمل وورق الأشجار وزبد البحار، وجميع الأشياء جليلها وحقيرها، وهذا كالتعليل لقوله: ﴿ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ ﴾.