تفسير سورة الفتح

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة الفتح من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٤٨ سورة الفتح

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (٣) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤)
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥)
١- إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً:
مُبِيناً بانتصار الحق على الباطل.
٢- لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً:
مِنْ ذَنْبِكَ مما يعد لمثل مقامك ذنبا.
وَما تَأَخَّرَ منه.
وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ بانتشار دعوتك.
وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ويثبتك على طريق الله المستقيم.
٣- وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً:
وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ على أعداء رسالتك.
نَصْراً عَزِيزاً قويا غالبا.
٤- هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً:
السَّكِينَةَ الطمأنينة.
لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ يقينا مع يقينهم.
عَلِيماً محيطا علمه بكل شىء.
حَكِيماً ذا حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.
٥- لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً:
وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ويمحو عنهم سيئاتهم.
وَكانَ ذلك الجزاء.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٦ الى ٩]
وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً (٦) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (٧) إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩)
٦- وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً:
ظَنَّ السَّوْءِ ظنا فاسدا، وهو أنه لا ينصر رسوله.
دائِرَةُ السَّوْءِ لا يفلتون منها.
وَلَعَنَهُمْ وطردهم من رحمته.
مَصِيراً نهاية لهم.
٧- وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً:
عَزِيزاً غالبا على كل شىء.
حَكِيماً ذا حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.
٨- إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً:
شاهِداً على أمتك وعلى من قبلها من الأمم.
وَمُبَشِّراً المتقين بحسن الثواب.
وَنَذِيراً للعصاة بسوء العذاب.
٩- لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا:
لِتُؤْمِنُوا أيها المرسل إليكم.
وَتُعَزِّرُوهُ وتنصروا الله بنصر دينه.
وَتُوَقِّرُوهُ وتعظموه مع الإجلال والإكبار.
وَتُسَبِّحُوهُ وتنزهوه عما لا يليق به.
بُكْرَةً غدوة.
وَأَصِيلًا وعشيا.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٠ الى ١٢]
إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (١١) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (١٢)
١٠- إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً:
يُبايِعُونَكَ يعاهدونك على بذل الطاقة لنصرتك.
إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ إنما يعاهدون الله.
يَدُ اللَّهِ قوة الله.
فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فوق قوتهم.
فَمَنْ نَكَثَ فمن نقض عهدك بعد ميثاقه.
فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ فلا يعود ضرر ذلك إلا على نفسه.
وَمَنْ أَوْفى ومن وفى.
بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ بالعهد الذي عاهد الله عليه بإتمام بيعتك.
١١- سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً:
الْمُخَلَّفُونَ من خلفهم النفاق.
مِنَ الْأَعْرابِ من سكان البادية، إذا رجعت من سفرك.
شَغَلَتْنا عن الخروج معك.
ضَرًّا ما يضركم.
نَفْعاً ما ينفعكم.
١٢- بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً:
أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ أن لن يرجع الرسول صلّى الله عليه وسلم والمؤمنون من غزوهم.
وَزُيِّنَ ذلِكَ الظن.
ظَنَّ السَّوْءِ الظن الفاسد.
بُوراً هالكين.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٣ الى ١٥]
وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً (١٣) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٤) سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٥)
١٣- وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً:
أَعْتَدْنا هيأنا.
سَعِيراً نارا موقدة ذات لهب.
١٤- وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً:
وَلِلَّهِ وحده.
يَغْفِرُ الذنوب.
وَيُعَذِّبُ بحكمته.
غَفُوراً عظيم المغفرة.
رَحِيماً واسع الرحمة.
١٥- سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا:
الْمُخَلَّفُونَ هؤلاء الذين خلفهم النفاق عن الخروج معك من سكان البادية.
لِتَأْخُذُوها وعدكم الله بها لتأخذوها.
ذَرُونا دعونا.
نَتَّبِعْكُمْ إليها.
يُرِيدُونَ بذلك.
أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ أن يغيروا وعد الله بتلك الغنائم لمن خرج مع الرسول إلى الحديبية.
كَذلِكُمْ مثل ذلك الحكم بعدم اتباعهم.
قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ حكم الله من قبل ذلك بتلك الغنائم لم خرج إلى الغزو مع رسوله صلّى الله عليه وسلم.
بَلْ تَحْسُدُونَنا لم يأمركم الله بذلك بل تحسدوننا أن نشارككم.
لا يَفْقَهُونَ لا يفهمون من تشريع الله.
إِلَّا قَلِيلًا إلا فهما قليلا.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٦ الى ١٨]
قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧) لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨)
١٦- قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً:
سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ إلى قتال قوم.
أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ذوى شدة قوية فى الحرب.
فَإِنْ تُطِيعُوا فإن تستجيبوا لهذه الدعوة.
وَإِنْ تَتَوَلَّوْا وإن تعرضوا عنها.
كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ كما أعرضتم من قبل.
١٧- لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً:
حَرَجٌ إثم فى التخلف عن قتال الكفار.
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى كل أمر ونهى.
وَمَنْ يَتَوَلَّ ومن يعرض عن طاعة الله ورسوله صلّى الله عليه وسلم.
١٨- لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً:
إِذْ يُبايِعُونَكَ حين يعاهدونك.
فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ من الإخلاص والوفاء لرسالتك.
السَّكِينَةَ الطمأنينة.
وَأَثابَهُمْ وأعطاهم بصدقهم.
فَتْحاً قَرِيباً عزا عاجلا.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٩ الى ٢٢]
وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢٠) وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢١) وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢)
١٩- وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً:
عَزِيزاً غالبا على كل شىء.
حَكِيماً ذا حكمة بالغة فى كل ما قضاه.
٢٠- وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً:
تَأْخُذُونَها فى الوقت المقدر لها.
فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وهو ما وعدكم به من الغنائم.
وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ ومنع أذى الناس عنكم.
وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ على صدق وعد الله لهم.
وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً بطاعته واتباع رسوله صلّى الله عليه وسلم.
٢١- وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً:
وَأُخْرى ومغانم أخرى.
قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها قد حفظها الله لكم فأظفركم بها.
قَدِيراً تام القدرة.
٢٢- وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً:
الَّذِينَ كَفَرُوا من أهل مكة.
لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ لفروا منهزمين.
وَلِيًّا يلى أمرهم.
وَلا نَصِيراً ينصرهم.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٣ الى ٢٥]
سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً (٢٣) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (٢٤) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥)
٢٣- سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا:
سُنَّةَ اللَّهِ سن الله سنة أن تكون العاقبة لرسله والمؤمنين.
قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ قد مضت من قبل فى خلقه.
تَبْدِيلًا تغييرا.
٢٤- وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً:
وَهُوَ الله وحده.
كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ منع أيدى الكفار من إيذائكم.
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ ومنع أيديكم من قتالهم.
بِبَطْنِ مَكَّةَ بوسط مكة.
مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ من بعد أن أقدركم عليهم.
بِما تَعْمَلُونَ بكل ما تعملون.
٢٥- هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً:
هُمُ أهل مكة.
وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ومنعوكم من دخول المسجد الحرام.
وَالْهَدْيَ ومنعوا الهدى.
مَعْكُوفاً الذي سقتموه محبوسا معكم على التقرب به.
أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ من بلوغ مكانه الذي ينحر فيه.
وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ بين الكفار بمكة.
لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ لم تعلموهم فتقتلوهم بغير علم بهم.
فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ فيلحقكم من أجل قتلهم عار وخزى.
ولولا هذا لسلطناكم عليهم.
لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ ليدخل الله فى حفظه من كان بينهم من المؤمنين، ومن أسلم من الكافرين.
لَوْ تَزَيَّلُوا لو تميز المؤمنون.
لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ لعاقبنا الذين كفروا منهم.
عَذاباً أَلِيماً عقابا أليما شديد الألم.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٦ الى ٢٧]
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٢٦) لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (٢٧)
٢٦- إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً:
إِذْ جَعَلَ حين جعل.
الْحَمِيَّةَ الأنفة.
حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ أنفة الجاهلية.
سَكِينَتَهُ طمأنينته.
وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى كلمة الوقاية من الشرك والعذاب.
وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وكانوا أحق بها وأهلا لها.
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً محيطا علمه بكل شىء.
٢٧- لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ
إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً
الرُّؤْيا بِالْحَقِّ رؤياه دخول المسجد الحرام بتحققها.
لا تَخافُونَ غير خائفين.
فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فعلم سبحانه الخير الذي لم تعلموه فى تأخير دخول المسجد الحرام.
فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فجعل من قبل دخولكم.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ٢٨ الى ٢٩]
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (٢٨) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩)
٢٨- هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً:
بِالْهُدى بالإرشاد الواضح.
وَدِينِ الْحَقِّ ودين الإسلام.
لِيُظْهِرَهُ ليعليه.
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ على الأديان كلها.
وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً على ذلك.
٢٩- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً:
وَالَّذِينَ مَعَهُ وأصحابه الذين معه.
أَشِدَّاءُ أقوياء.
رُحَماءُ بَيْنَهُمْ متراحمون متعاطفون فيما بينهم.
تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً تبصرهم راكعين ساجدين.
211
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ يطلبون بذلك ثوابا من الله عظيما ورضوانا عميما.
سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ علامتهم خشوع ظاهر فى وجوههم.
ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ذلك هو وصفهم فى التوراة.
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ وصفتهم فى الإنجيل.
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ كصفة زرع أخرج أول ما ينشق عنه.
فَآزَرَهُ فعاونه.
فَاسْتَغْلَظَ فتحول من الدقة إلى الغلظ.
فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ فاستقام على أصوله.
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ بقوته، وكان المؤمنون كذلك.
لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ليغيظ الله بقوتهم الكفار.
مَغْفِرَةً تمحو جميع ذنوبهم.
وَأَجْراً وثوابا.
عَظِيماً بلغ الغاية فى العظم.
212
Icon