تفسير سورة الفتح

جهود الإمام الغزالي في التفسير
تفسير سورة سورة الفتح من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير .
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

٩٩٨- الفتاح : هو الذي بعنايته بفتح كل منغلق، وبهدايته ينكشف كل مشكل، فتارة بفتح الممالك لأنبيائه ويخرجها من أيدي أعدائه. ( المقصد الأسني : ٨٠ )
﴿ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ﴾( ٢٦ )
٩٩٩- ذم الكفار بما تظاهروا به من الحمية الصادرة عن الغضب بالباطل، ومدح المؤمنين بما أنزل عليهم من السكينة. ( الإحياء : ٣/١٧٦ )
﴿ لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق ﴾( ٢٧ )
١٠٠٠- انكشف دخول مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم حتى نزول قوله تعالى :﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ﴾١ ( نفسه : ٤/٥٣٧ )
١ - قال الحافظ العراقي: أخرجه بن أبي حاتم في تفسيره من رواية مجاهد مرسلا، ن المغني بهامش الإحياء: ٤/٥٣٧..
﴿ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ﴾( ٢٩ )
١٠٠١- ﴿ أشداء على الكفار رحماء بينهم ﴾ وصفهم بالشدة، وإنما تصدر الشدة عن الغضب، ولو بطل الغضب لبطل الجهاد. ( نفسه : ٣/٦٢ )
١٠٠٢- وصف الله تعالى الصحابة فقال :﴿ أشداء على الكفار رحماء بينهم ﴾ إشارة إلى أن للشدة موضعها وللرحمة موضعها، فليس الكمال في الشدة بكل حال، ولا في الرحمة بكل حال. ( الإحياء : ٣/٦٠ )
١٠٠٣- من الشجاعة يصدر الإقدام والإحجام حيث تجب وكما يجب، وهو الخلق الحسن المحمود، وإياه أراد بقوله تعالى :﴿ أشداء على الكفار رحماء بينهم ﴾ فلا الشدة في كل مقام محمودة ولا الرحمة، بل المحمود ما يوافق معيار العقل والشرع. ( ميزان العمل : ٢٦٧ ومعراج القدس في مدارج معرفة النفس : ٨٧ )
١٠٠٤- قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى :﴿ رحماء بينهم ﴾ قال : يدعو صالحهم لطالحهم وطالحهم لصالحهم، فإذا نظر الطالح إلى الصالح من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال : اللهم بارك له فيما قسمت له من الخير وثبته عليه وانفعنا به، وإذا نظر الصالح قال : اللهم اهده وتب عليه واغفر له عثرته. ( الإحياء : ٢/٢١١ )
١٠٠٥- ﴿ رحماء بينهم ﴾ إشارة إلى الشفقة والإكرام. ( نفسه : ٢/١٩١ )
١٠٠٦- ﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ﴾ قيل : هو ما يلتصق بوجوههم من الأرض عند السجود. ( نفسه : ١/١٧٧ )
١٠٠٧- إذا كانت النفس متصفة بالأخلاق المحمودة منزهة عن الصفات المذمومة، مشتغلة بالله فارغة مما سواه، ظهرت ثمارها على الجثة، فأنابت وخضعت وحقت لها الطمأنينة، فسكنت وبانت عليها الأنوار، وتجللتها الهيبة، والوقار، وهو المراد بقوله تعالى :﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ﴾. ( مدخل السلوك إلى منازل الملوك : ٤٤ )
Icon