تفسير سورة الفتح

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الفتح من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سور الفتح ( وهي مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ﴾ قال : قضينا لك قضاء مبينا. عبد الرزاق عن ابن التيمي عن مغيرة عن الشعبي في قوله :﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا ﴾ قال : نزلت بعد الحديبية، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبايعوه مبايعة الرضوان، وأطعموا نخل خيبر، وظهرت الروم على فارس، وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله، وظهر أهل الكتاب على المجوس.
١ قوله (وهي مدنية، والبسملة) من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال : نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم :﴿ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾ مرجعه من الحديبية، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم :" لقد نزلت علي آية أحب إلي مما على الأرض "، ثم قرأها عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : هنيئا مريئا قد بين الله لك ماذا يفعل بك فما يفعل بنا ؟ ١، فنزلت عليه :﴿ ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار ﴾ حتى ﴿ فوزا عظيما ﴾٢.
١ سقطت (فما يفعل بنا) من (م)..
٢ أخرجه البخاري في المغازي مختصرا ج ٥ ص ٦٦.
وفي التفسير ج ٦ ص ٤٤ روى جزءا آخر منه.
والترمذي بنصه في التفسير ج ٥ ص ٦٢..

عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وتعزروه وتوقروه ﴾ قال : أي يعظموه.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : وفي بعض الحروف وتسبحوا الله بكرة وعشيا.
عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عم مقسم قال : لما وعدهم الله أن يفتح عليهم خيبر، وكان قد وعدها من شهد الحديبية، لم يعط أحدا غيرهم منها شيئا، فلما علم المنافقون أنها الغنيمة قالوا :﴿ ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله ﴾.
يقول : ما كان وعدهم، إلى قوله :﴿ أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ﴾. قال عبد الرزاق قال : معمر : أخبرني الزهري عن أبي هريرة قال : لم تأت هذه الآية بعد.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن : هم فارس والروم. قال عبد الرزاق وقال معمر وقال الكلبي : هم بنو حنيفة. قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة : هم هوازن وغطفان وثقيف يوم حنين.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ليس على الأعمى حرج ولا ﴾ ولا، قال : هذا كله في الجهاد.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ﴾ قال : بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على ألا يفروا يومئذ وهم ألف وأربع مائة، وبايعوه على ألا يفروا، قال معمر في قوله :﴿ وأثابهم فتحا قريبا ﴾ إن مقسما أو قتادة أو كلاهما قالا : هو خيبر.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ﴾ قال : كف أيدي الناس عن عيالهم بالمدينة، وقال :﴿ ولتكون آية للمؤمنين ﴾ يقول : ذلك آية للمؤمنين كف أيدي الناس عن عيالهم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ﴿ وأخرى لم تقدروا عليها ﴾ قال : بلغنا أنها مكة.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليم ﴾. قال : القتل والسباء.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن المقداد١ بن الأسود قال يوم الحديبية، لما حال المشركون بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين البيت قال : يا رسول الله والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل :﴿ فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ﴾ ولكن نقول : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون٢.
١ سقط اسم (قتادة) من (م)..
٢ من المعلوم أن هذه المقالة قالها المقداد يوم بدر انظر البخاري في المغازي ج ٥ ص ٤..
عبد الرزاق قال : أنا عبد الله بن كثير عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت عبادة يقول : سمعت عليا يقول في هذه الآية :﴿ وألزمهم كلمة التقوى ﴾ لا إله إلا الله وحده. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى :﴿ وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ﴾ قالا : شهادة أن لا إله إلا الله.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الزهري قال : بسم الله الرحمن الرحيم. عبد الرزاق قال : أن هشيم عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي في قوله تعالى :﴿ وألزمهم كلمة التقوى ﴾ قال : لا إله إلا الله١ قال : وأحسبه قال : والله أكبر. عبد الرزاق قال : أخبرني ابن عيينة عن شيخ مؤذن كان لأهل مكة عن علي الأسدي، قال : سمعهم ابن عمر يقولون : لا إله إلا الله والله أكبر. فقال ابن عمر : هي هي قال قلت ما هي هي يا أبا عبد الرحمن ؟ قال :﴿ وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ﴾.
١ في حاشية (ق): عبد الرزاق أرنا هشيم عن العوام عن إبراهيم التيمي قال: قالوا: يستحب للصبي أول ما يتكلم أن يلقن لا إله إلا الله لتكون فاتحة كلمة لا إله إلا الله..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق ﴾ قال : أري في المنام أنهم يدخلون المسجد وهم آمنون محلقين رؤوسهم ومقصرين. عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الحديبية :" اللهم اغفر للمحلقين " فقال رجل : وللمقصرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" اللهم اغفر للمحلقين "، حتى قالها ثلاثا أو أربعا ثم قال :" وللمقصرين " ١.
قال عبد الرزاق : قال معمر : قال قتادة : قال بعد الثالثة، قال :" وللمقصرين ".
١ رواه البخاري في الحج ج ٢ ص ١٨٩، ومسلم في الحج ج ٤ ص ٨١.
وأبو داود في المناسك ج ٢ ص ٤١٨، والترمذي في الحج ج ٢ ص ١٩٨..

عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله :﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ﴾ قال : التخشع.
عبد الرزاق عن الثوري عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال : التخشع والتواضع١. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سيماهم في وجوههم من أثر السجود ﴾ قال : علامتهم الصلاة، فذلك مثلهم في التوراة، وذكر مثلا آخر في الإنجيل فقال : كزرع أخرج شطأه. قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة، والزهري : أخرج نباته فآزره، يقولون فتلاحق، قال :﴿ يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ﴾ يقولان : ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكفار.
١ في حاشية (ق): قيل في قوله تعالى: ﴿محمد رسول الله والذين معه﴾ أبو بكر الصديق ﴿أشداد على الكفار﴾ عمر بن الخطاب ﴿رحماء بينهم﴾ عثمان بن عفان ﴿تراهم ركعا سجدا﴾ علي بن أبي طالب ﴿سيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾ عبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص. ا هـ وهذا قول لا دليل عليه..
Icon