ﰡ
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير في قوله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء ﴾ أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، قال : كتب إلى كفار قريش كتابا ينصح لهم فيه فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فأرسل عليا والزبير، فقال :" اذهبا فإنكما ستدركان امرأة بمكان كذا وكذا فأتياني٢ بكتاب معها، فانطلقا حتى أدركاها، فقالا : الكتاب الذي معك قالت : ما معي كتاب، قالا : والله لا ندع عليك شيئا إلا فتشناه أو تخرجينه، قالت : أو لستما مسلمين ؟ قالا : بلى، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن معك كتابا٣ فقد أيقنت أنفسنا أنه معك، فلما رأت جدهما أخرجت كتابا من قرونها فرمت٤ به فذهبا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى كفار قريش فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : أنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال : نعم. قال : وما حملك على ذلك ؟ قال : أما والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت، ولكني كنت امرأ غريبا فيكم أيها الحي من قريش، وكان لي بمكة مال وبنون فأردت أن أدفع عنهم بذلك، فقال عمر : ائذن لي يا نبي الله فأضرب عنقه، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم : مهلا٥ يا ابن الخطاب إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم " ٦. قال عبد الرزاق : قال معمر : قال الزهري : وفيه نزلت :﴿ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدكم أولياء ﴾ حتى بلغ ﴿ غفور رحيم ﴾.
٢ في (م) فأتيا..
٣ في (م) أن معك كتاب حاطب بن أبي بلتعة. وهو سبق قلم على ما يبدو لأن اسم حاطب لم يذكر في الروايات إلا بعد الاطلاع على الكتاب..
٤ كلمة (فرمت به) من (ق)..
٥ في (ق) مهلا يا عمر بن الخطاب. ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
٦ أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها في المغازي ج ٥ ص ١٠.
ومسلم في فضائل الصحابة ج ٧ ص ١٦٨. وأبو داود في الجهاد ج ٤ ص ٣.
والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٨٣. وغيرهم..
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بايع النساء يمتحنهن إلا بالآية التي قال :﴿ إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ﴾١ ولا ولا. عبد الرزاق قال معمر : وقال قتادة : وكان يحلفهن بالله ما خرجن إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ولرسوله. عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافح النساء على يده الثوب٢.
والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٨٤. وأحمد ج ٦ ص ١٦٣..
٢ أي تكون عملية مقاصة بين الصداقين.
وأخرج قريبا من هذه الرواية ابن سعد عن الزهري وكذلك عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الزهري. انظر الدر ج ٦ ص ٢٠٨..
عبد الرزاق قال معمر : وقال الكلبي : في قوله تعالى :﴿ قد يئسوا من الآخرة ﴾١ يعني اليهود والنصارى يقول : قد يئسوا من ثواب الآخرة وكرامتها، كما يئس الكفار الذين قد ماتوا فهم في القبور أيسوا من الجنة حين رأوا مقاعدهم من النار.