بسم الله الرحمان الرحيم :
ﰡ
أحدهما : معناه لا تسلطهم علينا فيفتنونا، قاله ابن عباس.
الثاني : لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك فنصير فتنة لهم فيقولوا لو كانوا على حق ما عذبوا، قاله مجاهد، وهذا من دعاء إبراهيم عليه السلام.
أحدها : أن هذا في أول الأمر عند موادعة المشركين، ثم نسخ بالقتال، قاله ابن زيد.
الثاني : أنهم خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف كان لهم عهد فأمر الله أن يبروهم بالوفاء، قاله مقاتل.
الثالث : أنهم النساء والصبيان لأنهم ممن لم يقاتل، فأذن الله تعالى ببرهم، حكاه بعض المفسرين.
الرابع : ما رواه عامر بن عبد الله بن الزبير١ عن أبيه أن أبا بكر رضي الله عنه طلق امرأته قتيلة في الجاهلية وهي أم أسماء بنت أبي بكر، فقدمت عليهم في المدة التي كانت فيها المهادنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، فأهدت إلى أسماء بنت أبي بكر قرطاً وأشياء، فكرهت أن تقبل منها حتى أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فأنزل الله هذه الآية.
﴿ وتقسطوا إليهم ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني وتعدلوا فيهم، قاله ابن حبان فلا تغلوا في مقاربتهم، ولا تسرفوا في مباعدتهم.
الثاني : معناه أن تعطوهم قسطاً من أموالكم، حكاه ابن عيسى.
ويحتمل ثالثاً : أنه الإنفاق على من وجبت نفقته منهم، ولا يكون اختلاف الدين مانعاً من استحقاقها٢///////.
٢ قال القاضي أبو بكر في كتاب الأحكام له: استدل به بعض من تعقد عليا. الخناصر على وجوب نفقة الابن المسلم على أبيه الكافر، وهذه وهلة عظيمة إذ الإذن في الشيء أو ترك النهي لا يدل على وجوبه، وإنما يعطيك الإباحة خاصة..
وفي المال الذي يرد منه هذا المهر ثلاثة أقاويل :
أحدها : من أموال غنائمهم لاستحقاقها عليهم، قاله ابن عباس.
الثاني : من مال الفيء، قاله الزهري.
الثالث : من صداق من أسلمن منهن عن زوج كافر، وهو مروي عن الزهري أيضاً. وفي قوله تعالى :﴿ فعاقبتم ﴾ ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه غنمتم لأخذه من معاقبة١ الغزو، قاله مجاهد والضحاك.
الثاني : معناه فأصبتم من عاقبة من قتل أو سبي، قاله سفيان.
الثالث : عاقبتم المرتدة بالقتل فلزوجها مهرها من غنائم المسلمين، قاله ابن بحر.
وهذا منسوخ لنسخ الشرط الذي شرطه رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالحديبية، وقال عطاء بل حكمها ثابت.
مدنية في قول الجميع بسم الله الرحمن الرحيم
أحدها : أنهم اليهود، قاله مقاتل.
الثاني : أنهم اليهود والنصارى، قاله ابن مسعود.
الثالث : جميع الكفار، قاله مجاهد.
﴿ قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس الكفار مِنْ بعث مَنْ في القبور، قاله ابن عباس.
الثاني : قد يئسوا من ثواب الآخرة كما يئس أصحاب القبور بعد المعاينة من ثواب الآخرة لأنهم تيقنوا العذاب، قاله مجاهد.
الثالث : قد يئسوا من البعث والرجعة كما يئس منها من مات منهم وقبر.
الرابع : يئسوا أن يكون لهم في الآخرة خير كما يئسوا أن ينالهم من أصحاب القبور خير.