ﰡ
﴿وظاهروا على إخراجكم﴾ وهم سائرُ أهلِها ﴿أَن تَوَلَّوْهُمْ﴾ بدل اشتمال من الوصول أي إنما ينهاكُم عن تتولهم ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون﴾ لوضعهم الولايةَ في موضعِ العداوةِ أو هم الظالمونَ لأنفسِهِم بتعريضِها للعذابِ
التاءين من تتمسكوا {واسألوا مَّآ أَنفَقْتُمْ﴾ من مهورِ نسائكم للاحقات بالكفار ﴿وليسألوا مَآ أَنفَقُواْ﴾ من مهورِ أزوزاجهم المهاجراتِ ﴿ذلكم﴾ الذي ذُكِرَ ﴿حُكْمُ الله﴾ وقولُه تعالَى ﴿يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ كلامٌ مستأنفٌ أو حالٌ من حكمِ الله على حذفِ الضميرِ أي يحكمُه الله أو جعل لكم حاكماً على المبالغةِ ﴿والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ يشرعُ ما تقتضيهِ الحكمةُ البالغةُ رُوي أنَّه لمَّا نزلتْ الآية أدَّى المؤمنونَ ما أُمروا بهِ من مهورِ المهاجراتِ إلى أزواجهنَّ المشركينَ وأبى المشركونَ أنْ يؤدُوا شيئاً من مهورِ الكوافرِ إلى أزواجِهنَّ المسلمينَ فنزلَ قولُه تعالى
وتخصيص الأمر المعدودةِ بالذكرِ في حَقِّهنَّ لكثرةِ وقوعِها فيمَا بينهنَّ معَ اختصاصِ بعضها بهنَّ {فَبَايِعْهُنَّ﴾ أي على ما ذُكر وما لم يُذكر لوضوحِ أمرِهِ وظهورِ أصالتِهِ في المبايعةِ من الصلاةِ والزكاةِ وسائرِ أركانَ الدِّينِ وشعائرِ الإسلامِ وتقييد مبايعتهنَّ بِما ذُكِرَ من مجيئهنَّ لحثن على المسارعةِ إليها مع كمالِ الرغبةِ فيهَا من غيرِ دعوةٍ لهنَّ إليها ﴿واستغفر لَهُنَّ الله﴾ زيادةٍ على ما في ضمنِ المبايعةِ فإنها عبارةٌ عن ضمانِ الثوابِ من قبلِهِ عليهِ الصَّلاة والسَّلام بمقابلةِ الوفاءِ بالأمورِ المذكورةِ من قبلهنَّ ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ أي مبالِغٌ في المغفرةِ والرحمةِ فيغفرُ لهنَّ ويرحمهنَّ إذا وفَّينَ بما بايعنَ عليهِ واختلفَ في كيفيةِ مبايعتِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ لهن يومئذٍ فَرُوِيَ أنه عليه الصلاةُ والسلام لما فرغَ من بَيعةِ الرجالِ جلسَ على الصَّفا ومعه عمرُ رضيَ الله عنْهُ أسفلَ منْهُ فجعلَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ يشترطُ عليهن البيعةَ وعمرُ يصافحهنَّ ورُوِيَ أنَّه كلفَ امرأةٍ وقفتْ على الصَّفا فبايعتهنَّ وقيلَ دَعا بقدحٍ من ماءٍ فغمسَ فيهِ يدَهُ ثم غمسنَ أيديهنَّ ورُوي أنَّه عليه الصلاةُ والسلام بايعهنَّ وبين يديهِ وأيديهِنَّ ثوبٌ قطريٌّ والأظهرُ الأشهرُ ما قالتْ عائشةَ رضيَ الله عنها والله ما أخذ رسول الله ﷺ على النساءِ قطُّ إلا بما أمرَ الله تعالَى وما مستْ كفُّ رسولِ الله ﷺ كفَّ امرأةٍ قَط وكانَ يقولُ إذا أخذَ عليهنَّ قَدْ بايعتكنَّ كلاماً وكانَ المؤمناتُ إذَا هاجرنَ إلى رسول الله ﷺ يمتحنهن يقولُ الله عزَّ وجلَّ يأَيُّهَا النبى إِذَا جَاءكَ المؤمنات إلى آخرِ الآيةِ فإذا أقررنَ بذلكَ من قولِهِنَّ قالَ لهنَّ انطلقنَ فقد بايعتكن
{بسم الله الرحمن الرحيم﴾