ﰡ
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والشعبي في قوله تعالى :﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ﴾ قالا : حرم النبي صلى الله عليه وسلم جاريته، قال الشعبي : حلف النبي صلى الله عليه وسلم بيمين٢ مع التحريم فعاتبه الله في التحريم وجعل له كفارة اليمين٣. قال عبد الرزاق : قال معمر : وأما٤ قتادة فقال حرمها فكانت يمينا. معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح دخل على أزواجه امرأة امرأة فسلم عليهن، وكانت حفصة قد أهدي لها عسل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها خاضت٥ له من ذلك العسل فسقته منه فيجلس عندها، فغارت عائشة فجمعتهن فقالت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة أمرأة : إذا دخل عليكن فقولي : ما هذه الريح التي أجدها منك يا رسول الله ؟ أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول : سقتني حفصة عسلا فقولي : جرست٦ نحله العرفط، قال : فدخل على سودة، قالت : فأردت أن أقول له قبل أن يدخل فرقا من عائشة، قالت : فلما دخل قلت : ما هذه الريح التي أجد منك يا رسول الله ؟ أأكلت مغافير ؟ قال : لا، ولكن حفصة سقتني عسلا، فقالت : جرست نحله العرفط، ثم دخل عليهن امرأة امرأة وهن يقلن له ذلك ثم دخل على عائشة فقالت له أيضا ذلك، فلما كان الغد دخل على حفصة فسقته فأبى أن يشرب وحرمه عليه، فأنزل الله تعالى :﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم ﴾٧.
٢ في النسختين بيمين وفي الدر يمينا. وكلا التعبيرين يصح من حيث اللغة..
٣ أخرجه عبد بن حميد عن الشعبي وقتادة، وروى ما في معناه النسائي في كتاب عشرة النساء ج ٧ ص ٧١..
٤ في (م) وقال معمر قال قتادة..
٥ في (م) وجعلت له. ومعنى خاضت: أي خلطته بالماء وحركته..
٦ معنى جرست نحله العرفط: أي أكلت ورعت من شجر العرفط. والعرفط بالضم شجر من العضاه. وقيل هو شجر الطلح وله صمغ كريه الرائحة فإذا أكلته النحل حصل في عسلها من ريحه. والصمغ الذي يسيل من شجر العرفط يسمى المغافير وهو حو المذاق إلا أن رائحته ليست بطيبة. ا هـ باختصار من لسان العرب ج ٦ ص ٣٦ وج ٧ ص ٣٥..
٧ رواه البخاري في مواضع كثيرة من صحيحه ومنها الطلاق ج ٦ ص ١٦٧ وقد جاء في بعض الروايات أن التي سقته عسلا هي زينب بنت جحش، وتؤيده روايات ابن عباس عن عمر بن الخطاب أن اللتين تظاهرتا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حفصة وعائشة رضي الله عنهم جميعا. ورواه مسلم في الطلاق ج ٤ ص ١٨٥ وفيه الروايات المختلفة أيضا.
وأبو داود في الأشربة ج ٥ ص ٢٨٠ والنسائي في الطلاق ج ٦ ص ١٥١..
عبد الرزاق عن الثوري قال : بلغني عن الربيع بن خيثم في قوله :﴿ من يتق الله جعل له مخرجا ﴾١ قال من كل شيء ضاق على الناس.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وصالح المؤمنين ﴾ قال : هم الأنبياء.