تفسير سورة التحريم

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة التحريم من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم ﴾ [ التحريم : ١ ].
٩٠٩- ابن العربي : روى ابن وهب، عن مالك، عن زيد بن أسلم، قال : حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أم ولده إبراهيم فقال : " أنت علي حرام، والله لا أتيتك ". فأنزل الله في ذلك :﴿ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك ﴾. ١
وروى مثله ابن القاسم عنه.
وروى أشهب، عن مالك، قال : راجعت عمر بن الخطاب امرأة من الأنصار في شيء فاقشعر من ذلك، وقال : ما كان النساء هكذا. قالت : بلى. وقد كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه فاحتزم ثوبه، فخرج إلى حفصة، فقال لها : أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : نعم، ولو أعلم أنك تكره ما فعلت، فلما بلغ عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هجر نساءه قال : رغم أنف حفصة.
٩١٠- ابن كثير : قال ابن جرير : حدثنا يونس، حدثنا ابن وهب عن مالك عن زيد بن أسلم قال : قال لها : أنت علي حرام والله لا أطؤك. ٢
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٨٤٥. وعقب ابن العربي على تفسير مالك قائلا: "وإنما الصحيح أنه كان في العسل". وأنه شربه عند زينب وتظاهرت عليه عائشة وحفصة فيه، وجرى ما جرى، فحلف ألا يشربه، وأسر ذلك، ونزلت الآية في الجميع ينظر: الجامع: ١٨/١٧٩. وقال الألوسي في روح المعاني: وقد نقل عن مالك- في المدونة- عن زيد بن أسلم أنه عليه الصلاة والسلام أعطى الكفارة في تحريمه أم ولده حيث حلف أن لا يقربها": م١٠ ج٢٨/١٤٨..
٢ - تفسير القرآن العظيم: ٤/٣٨٧.
.

الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ﴾ [ التحريم : ٤ ].
٩١١- السيوطي : أخرج ابن عساكر من طريق مالك بن أنس رضي الله عنه عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله :﴿ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ﴾ قال : مالت. وفي قوله :﴿ وصالح المؤمنين ﴾ قال : الأنبياء عليهم السلام. ١
١ - الدر: ٨/٢٢٣.
.

Icon