ﰡ
٧١٢- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : خرج سليمان إلى اصطخر١ فمر على قصر أراه بناحية العراق فإذا على القصر مكتوب. ٢
خرجنا من قرى اصطخر إلى القصر فقلنا ١١٥/ فمن سأل عن القصر فمبينا وجدناه. فإذا على القصر نسر فدعاه سليمان فقال له : كم لك بهذا القصر ؟ فقال : تسع مائة عام وهكذا وجدته. قال مالك : فذلك قول الله عز وجل :﴿ علمنا منطق الطير ﴾.
٢ - القبس: ٣/١٠٧٨ كتاب التفسير. وأورد ابن العربي هذه القصة في أحكام القرآن مع خلاف يسير قال: "روى ابن وهب عن مالك أن سليمان الذي مر على قصر العراق، فإذا فيه كتاب:
خرجنا من قرى اصطخر *** إلى القصر فقلناه
فمن سال عن القصــر *** فمبنيا وجدنــاه
وعلى القصر نسر، فنداه سليمان، فأقبل إليه، فقال: مذكم أنت هاهنا؟ قال: من تسعمائة سنة. ووجدت القصر على هيئته". قال القاضي: قرأت بمدينة السلام على أبي بكر النجيب بن الأسعد قال أنبأنا محمد الرصافي. أنبأنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه بأصبهان أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أسيد، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا عبيد الله بن علي بن يحيى الأفريقي، حدثنا عبد الملك بن حبيب، عن مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب: كان سليمان بن داود يركب الريح من اصطخر فيتغذى بيت المقدس، ثم يعود فيتعشى باصطخر. فقال: إن ابن حبيب أدرك مالكا وما أراه ولا هذا الحديث إلا مقطوعا والله أعلم.
وروى مالك وغيره في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر ببيتها فأحرق. فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة.
خرجنا من قرى اصطخر *** إلى القصر فقلناه
فمن سأل عن القصــر *** فمبنيا وجدنـاه.
٧١٣- ابن العربي : روى أشهب قال : قال عثمان : ما يزع الناس السلطان أكثر مما يزعهم القرآن. قال مالك : يعني يكفهم. ١
قال ابن وهب مثله، وزاد ثم تلا مالك :﴿ فهم يوزعون ﴾ أي يكفون.
٧١٤- القرطبي : ذكر ابن القاسم قال : حدثتنا مالك، أن عثمان بن عفان كان يقول : ما يزع الإمام أكثر مما يزع القرآن، أي من الناس قال ابن القاسم : قلت لمالك : ما يزع ؟ قال : يكف. ٢
قال ابن العربي: "وقد جهل قوم المراد بهذا الكلام، فظنوا أن المعنى فيه أن قدرة السلطان تردع الناس أكثر مما تردعهم حدود القرآن. وهذا جهل بالله وحكمه وحكمته ووضعه لخلقه فإن الله ما وضع الحدود إلا مصلحة عامة كافة قائمة بقوام الحق، لا زيادة عليها ولا نقصان معها، ولا يصلح سواها، ولكن الظلمة خاسوا بها، وقصروا عنها، وأتوا ما أتوا بغير نية منها، ولم يقصدوا وجه الله في القضاء بها، فلذلك لم يرتدع الخلق بها. ولو حكموا بالعدل؟ وأخلصوا النية، لاستقامت الأمور، وصلح الجمهور، وقد شاهدتم منا إقامة العدل والقضاء- والحمد لله- بالحق والكف للناس بالقسط، وانتشرت الأمنة، وعظمت المنة، واتصلت في البيضة الهدنة، حتى غلب قضاء الله بفساد الحسدة، واستيلاء الظلمة" ينظر: الجامع: ١٣/١٦٨-١٦٩، والجواهر الحسان: ١٣/١٥٨..
٢ - الجامع: ١٣/١٦٨..
٧١٥- ابن العربي : قال ابن وهب : حدثني مالك في هذه الآية :﴿ قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ﴾ قال : كانت باليمن١، وسليمان عليه السلام بالشام. ٢
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٤٦٢ وعقب ابن العربي على تفسير مالك قائلا: "أراد مالك أن هذه معجزة، لأن قطع المسافة البعيدة بالعرش في المدة القصيرة لا يكون إلا بأحد الوجهين: إما أن تعدم المسافة بين الشام واليمن، وإما أن يعدم العرش باليمن، ويوجد بالشام، والكل لله سبحانه مقدور عليه هين، وهو عندنا غير متعين" ينظر: الجامع: ١٣/٢٠٦..
٧١٦- ابن كثير : قال الإمام مالك : عن يحيى بن سعيد وعن سعيد بن المسيب أنه قال : قطع الذهب والورق من الفساد في الأرض. ١
الأول: "قال مالك: يعاقبه السلطان على ذلك هكذا مطلقا من غير تحديد للعقوبة"..