تفسير سورة النّمل

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة النمل من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سورة النمل
٢٧
قوله عز وجل: طس
[الوجه الأول]
١٦٠٨٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: طس فَإِنَّهُ قَسَمٌ أَقْسَمَهُ اللَّهُ وَهِيَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ.
١٦٠٨٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ، عَنْ قَوْلِهِ: طس قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ.
١٦٠٨٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، عَنْ رَجُلٌ سَمَّاهُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ طس قَالَ: الطَّاءُ مِنَ الطَّوْلِ، وَالسِّينُ مِنَ الْقُدُّوسِ-
قَالَ السُّدِّيُّ: هَذِهِ حُرُوفٌ مِنَ الْهِجَاءِ مِنَ الأَسْمَاءِ الْمُقَطَّعَةِ
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ هِجَاءٌ مَقْطُوعٌ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٠٨٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ قَصَرَ، عَنِ التَّفْسِيرِ حِينَ قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْبَصْرَةَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ يَوْمًا فِي مَنْزِلِهِ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَقَعَدْتُ مَعَ ابْنِهِ حَتَّى قَضَى صَلاتَهُ، فَلَمَّا قَضَاهَا أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ:
طس قَالَ: فَوَاتِحُ افْتَتَحَ اللَّهُ بِهَا كِتَابَهُ أَوِ الْقُرْآنَ.
١٦٠٩٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: طس قَالَ: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ أَقْسَمَ بِهِ ربك قَوْلُهُ تَعَالَى: تِلْكَ
١٦٠٩١ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَبْصَارِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَوْلُهُ: تِلْكَ يَعْنِي هَذِهِ.
قَوْلُهُ: تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ
١٦٠٩٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: آيَاتُ الْقُرْآنِ قَالَ: الْكُتُبُ الَّتِي خَلَتْ، قَبْلَ الْقُرْآنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: هُدًى
١٦٠٩٤ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: هُدًى قَالَ: مِنَ الضَّلالَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَبُشْرَى
١٦٠٩٥ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَبُو الْجُمَاهِرِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ يَعْنِي: هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ أَيْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمُبِينٌ، هَدَاهُ، وَبَرَكَتُهُ وَرُشْدُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِلْمُؤْمِنِينَ
١٦٠٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: لِلْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي:
لِلْمُصَدِّقِينَ.
قَوْلُهُ: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
١٦٠٩٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فِيمَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٌ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ أَيْ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ بِفَرْضِهَا.
١٦٠٩٨ - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، أَنْبَأَ بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلُهُ:
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَإِقَامَتُهَا الْمُحَافَظَةُ عَلَى مَوَاقِيتِهَا، وَإِسْبَاغُ الطُّهُورِ فِيهَا، وَتَمَامُ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا، وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ فِيهَا، وَالتَّشَهُّدُ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا إِقَامَتُهَا.
2839
قوله تعالى: ويؤتون الزكاة
[الوجه الأول]
١٦٠٩٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ قَالَ: يَعْنِي بِالزَّكَاةِ طَاعَةَ اللَّهِ وَالإِخْلاصَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦١٠٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ وَعُثْمَانُ، أنبأ أَبِي شَيْبَةَ قَالا، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ قَالَ:
مَا يُوجِبُ الزَّكَاةَ، مائتين فَصَاعِدًا.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦١٠١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ يَعْنِي قَوْلَهُ: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ قَالَ: صَدَقَةَ الْفِطْرِ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٦١٠٢ - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلُهُ: وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ أَمَرَهُمْ أَنْ يُؤْتُوا الزكاة، ويدفعونها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
١٦١٠٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فِيمَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ بِالْغَيْبِ وَالْقِيَامَةِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ. أَيْ لَيْسَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا كَانَ قَبْلَكَ وَيَكْفُرُونَ بِمَا جَاءَكَ مِنْ رَبِّكَ.
١٦١٠٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ هَؤُلاءِ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.
2840
قوله :﴿ الذين يقيمون الصلاة ﴾ آية ٣
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، محمد بن عمرو زنيج، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فيما، حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس يقول الله عز وجل سبحانه وبحمده الذين يقيمون الصلاة أي يقيمون الصلاة بفرضها.
قرأت على محمد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي بن الحسن، ثنا محمد بن مزاحم، أنبأ بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان قوله : يقيمون الصلاة وإقامتها المحافظة على مواقيتها وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن فيها، والتشهد، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا إقامتها.
قوله تعالى :﴿ ويؤتون الزكاة ﴾
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن أبي صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ ويؤتون الزكاة ﴾ قال : يعني بالزكاة طاعة الله والإخلاص.
الوجه الثاني :
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبي بكر وعثمان، أنبأ أبو شيبة قالا، ثنا وكيع، عن أبي جناب، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله :﴿ ويؤتون الزكاة ﴾ قال : ما يوجب الزكاة، مائتين فصاعدا.
الوجه الثالث :
حدثنا أبو زرعة، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن أبي حيان التيمي، عن الحارث العكلي يعني قوله :﴿ ويؤتون الزكاة ﴾ قال : صدقة الفطر.
الوجه الرابع :
قرأت على محمد بن الفضل، ثنا محمد بن علي، ثنا محمد بن مزاحم، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان قوله : ويؤتون الزكاة أمرهم أن يؤتوا الزكاة، ويدفعونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :﴿ وهم بالآخرة هم يوقنون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان محمد بن عمرو، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال : فيما حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ وهم بالآخرة هم يوقنون ﴾ بالغيب والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان. أي ليس هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما كان قبلك ويكفرون بما جاءك من ربك. حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ وهم بالآخرة هم يوقنون ﴾ هؤلاء المؤمنون من أهل الكتاب.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ
١٦١٠٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قَالَ: لَا يُقِرُّونَ بِهَا وَلا يُؤْمِنُونَ بِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَهُمْ يَعْمَهُونَ
١٦١٠٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يَعْمَهُونَ قَالَ: فِي كُفْرِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أُولَئِكَ
١٦١٠٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ الله: أولئك يَعْنِي الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الآيَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الذين لهم سوء العذاب
وَهُوَ النَّكَالُ تَقَدَّمَ إِسْنَادُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ
١٦١٠٨ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ الْقَزْوِينِيُّ، ثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ أَن أُمَّهُ أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَا خَمِيصَةَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ: يَعْنِي فِي هَذِهِ الآيَةِ الأَخْسَرُونَ انَّهُمُ الرُّهْبَانُ الَّذِينَ حَبَسُوا أَنْفُسَهُمْ فِي السَّوَارِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ
١٦١٠٩ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ قَالَ: لَتَأْخُذُ الْقُرْآنُ.
١٦١١٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَتَيْنَاهُ يَوْمًا فَقَالَ: ائْتُونِي فَتَلَقَّوْا مِنِّي، يَعْنِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ
قوله تعالى :﴿ أولئك ﴾ آية ٥
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني عبد الله بن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ أولئك ﴾ يعني الذين ذكر الله في هذه الآية. قوله تعالى :﴿ الذين لهم سوء العذاب ﴾
وهو النكال تقدم إسناده.
قوله تعالى :﴿ وهم في الآخرة هم الأخسرون ﴾
حدثنا يحيى بن عبدك القزويني، ثنا المقرئ، ثنا حيوة، أخبرني السكن بن أبي كريمة أن أمه أخبرته، أنها سمعت أبا خميصة عبيد الله بن قيس يقول : سمعت علي بن أبي طالب يقول : يعني في هذه الآية ﴿ الأخسرون ﴾ أنهم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري.
قوله تعالى :﴿ وإنك لتُلقّى القرآن ﴾
أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمد المروذي شيبان، عن قتادة، قوله :﴿ وإنك لتلقى القرآن ﴾ قال : لتأخذ القرآن.
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قال : أتيناه يوما فقال : ائتوني فتلقوا مني، يعني قال الله عز وجل :﴿ وإنك لتلقى القرآن ﴾.
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباط، عن السدي قوله :﴿ وإنك لتُلقّى القرآن ﴾ يقول يلقي عليك الوحي. قوله تعالى : من لدن حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله : من لدن أي من عنده. قوله تعالى : حكيم عليم حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ أبو غسان، ثنا سلمة قال محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قوله : حكيم قال : حكيم في عذره وحجته إلى عباده.
١٦١١١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ يَقُولُ يُلْقَى عَلَيْكَ الْوَحْي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ لَدُنْ
١٦١١٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: مِنْ لَدُنْ أَيْ مِنْ عِنْدِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَكِيمٍ عَلِيمٍ
١٦١١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَوْلُهُ: حَكِيمٌ قَالَ: حَكِيمٌ فِي عُذْرِهِ وَحُجَّتِهِ إِلَى عِبَادِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ
١٦١١٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ فِي قَوْلِهِ: إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا قَالَ: تَرَكَهُمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْمَكَانِ الَّذِي نُودِيَ بِهِ، وَمَضَى لأَمْرِ اللَّهِ حَتَّى قَضَى مَا أَمُرِ بِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي آنَسْتُ نَارًا
١٦١١٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنِّي آنَسْتُ نَارًا إِنِّي أَحْسَسْتُ نَارًا سَارَ فِي اللَّهِ حِينَ سَارَ وَهُوَ شَابٌّ.
١٦١١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ:
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ، فَضَلَّ الطَّرِيقَ وَكَانَ فِي الشِّتَاءِ وَرُفِعَتْ لَهُ نَارٌ فَلَمَّا رَآهَا ظَنَّ أَنَّهَا نَارٌ وَكَانَتْ مِنْ نُورِ اللَّهِ قَالَ لِأَهْلِهِ: امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا
١٦١١٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ فِيهَا مُوسَى بِكَرَامَتِهِ، وَأَنْبَأَهُ فِيهَا بِنُبُوَّتِهِ وَكَلامِهِ، أَخْطَأَ فِيهَا الطَّرِيقَ حَتَّى لَا يَدْرِي أَيْنَ
تَوَجَّهَ، فَأَخْرَجَ زَنْدَهُ لِيَقْدَحَ بِهِ نَارًا لأَهْلِهِ لِيَبِيتُوا عَلَيْهَا حَتَّى يُصْبِحَ وَجْهَ سَبِيلِهِ. فَأَصْلَدَ عَلَيْهِ زَنْدُهُ فَلا يُورِي لَهُ نَارًا فَقَدَحَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا أَعْيَاهُ لاحَتْ لَهُ النَّارُ فَرَآهَا، قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ
١٦١١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ، فَضَلَّ الطَّرِيقَ، وَكَانَ فِي الشِّتَاءِ وَرُفِعَتْ لَهُ نَارٌ فَلَمَّا رَآهَا ظَنَّ أَنَّهَا نَارٌ، وَكَانَتْ مِنْ نُورِ اللَّهِ قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ «١» فَإِنْ لَمْ أَجِدْ خَبَرًا أَتَيْتُكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ
١٦١١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ قَالَ: بِقَبَسٍ تَصْطَلُونَ بِهِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ
١٦١٢٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ قَالَ: مِنَ الْبَرْدِ.
١٦١٢١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُعَافَى، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ قَالَ: تَجِدُونَ الْبَرْدَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ
١٦١٢٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: لَمَّا رَأَى مُوسَى النَّارَ انْطَلَقَ يَسِيرُ حَتَّى وَقَفَ مِنْهَا قَرِيبًا، فَإِذَا هُوَ بِنَارٍ عَظِيمَةٍ تَفُورُ مِنْ فَرْعِ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ شَدِيدَةِ الْخُضْرَةِ، يُقَالُ لَهَا الْعَلِيقُ، لَا تَزْدَادُ فِيمَا يَرَى إِلا عِظَمًا وَتَضَرُّمًا، وَلا تَزْدَادُ الشَّجَرَةُ عَلَى شِدَّةِ الْحَرِيقِ إِلا خُضْرَةً وَحُسْنًا، فَوَقَفَ فَنَظَرَ لَا يَدْرِي عَلَى مَا يَضَعُ أَمْرُهَا إِلا أَنَّهُ قَدْ ظَنَّ أَنَّهَا شَجَرَةٌ تَحْتَرِقَ، أُوقِدَ إِلَيْهَا مَوْقِدٌ فَنَالَهَا فاحترقت، وإنه
(١). سورة طه: آية ١٠.
(٢). تستدفئون.
2843
إنما يمنع النار شدة خضرتها، وكثر مَائِهَا، وَكَثَافَةُ وَرَقِهَا، وَعِظَمُ جِذْعِهَا، فَوَضَعَ أَمَرْهَا عَلَى هَذَا، فَوَقَفَ وَهُوَ يَطْمَعُ أَنْ يَسْقُطَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَقْتَبِسُهُ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ ذَلِكَ أَهْوَى إِلَيْهَا بِضِعْثٍ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتَبِسَ مِنْ لَهَبِهَا، فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ مُوسَى مَالَتْ نَحْوَهُ كَأَنَّهَا تُرِيدُهُ فَاسْتَأْخَرَ عَنْهَا وَهَابَ، ثُمَّ عَادَ فَطَافَ بِهَا فَلَمْ تَزَلْ تُطْمِعُهُ وَيَطْمَعُ بِهَا ثُمَّ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ بِأَوْشَكَ مِنْ خُمُودِهَا، فَاشْتَدَّ عِنْدَ ذَلِكَ عَجَبُهُ وَفَكَّرَ مُوسَى فِي أَمْرِهَا فَقَالَ:
هِيَ نَارُ مُمْتَنِعَةٌ لَا يُقْتَبَسُ مِنْهَا وَلَكِنَّهَا تَتَضَرَّمُ فِي جوف شجرة فلا تحرفها هَمَّ خُمُودُهَا عَلَى قَدْرِ عَظَمَتِهَا فِي أَوْشَكَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: إِنَّ لِهَذِهِ لَشَأْنًا ثُمَّ وَضَعَ أَمْرَهَا عَلَى أَنَّهَا مَأْمُورَةٌ أَوْ مَصْنُوعَةٌ لَا يَدْرِي مِنْ أَمْرِهَا وَلا بِمَا أُمِرَتْ وَلا مَنْ صَنَعَهَا وَلا لِمَ صُنِعَتْ فَوَقَفَ مُتَحَيِّرًا، لَا يَدْرِي أيرجع لم يُقِيمُ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ رَمَى بِطَرْفِهِ نَحْوَ فَرْعِهَا فَإِذَا أَشَدُّ مَا كَانَ خُضْرَةً، وَإِذَا بِخُضْرَةٍ سَاطِعَةٍ فِي السَّمَاءِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا تَغْشَى الظَّلامَ ثُمَّ لَمْ تَزَلِ الْخُضْرَةُ تُنَوِّرُ وَتُسْفِرُ وَتَبْيَاضُّ حَتَّى صَارَتْ نُورًا سَاطِعًا عَمُودًا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ عَلَى مِثْلِ شُعَاعِ الشَّمْسِ تَلِي دُونَهُ الأَبْصَارُ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَيْهِ تَكَادُ تَخْطَفُ بَصَرَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ اشْتَدَّ خَوْفُهُ وَحُزْنَهُ، فَرَدَّ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَلَصِقَ بِالأَرْضِ، وَسَمِعَ الْحَسَنَ وَالْوَجَسَ، إِلا أَنَّهُ سَمِعَ حِينَئِذٍ شَيْئًا لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمِثْلِهِ عِظَمًا فَلَمَّا بَلَغَ مُوسَى الْكَرْبَ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْهَوْلُ، وَكَادَ أَنْ يُخَالَطَ فِي عَقْلِهِ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ بِمَا يَسْمَعُ وَيَرَى نُودِيَ مِنَ الشَّجَرَةِ فَقِيلَ: يَا مُوسَى، فَأَجَابَ سَرِيعًا وَمَا يَدْرِي مَنْ دَعَاهُ وَمَا كَانَ سُرْعَةُ إِجَابَتِهِ إِلا اسْتِبْشَارًا بِالأُنْسِ فَقَالَ: لَبَّيْكَ مِرَارًا إِنِّي لأَسْمَعُ صوتك وأحس وجسك ولا أرى مَكَانَكَ فَأَيْنَ أَنْتَ قَالَ: فَوْقَكَ، فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا مُوسَى عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي ذَلِكَ إِلا لِرَبِّهِ فَأَيْقَنَ، بِهِ فَقَالَ: كَذَلِكَ أَنْتَ يَا إِلَهِي فَكَلامَكَ أَسْمَعُ أَمْ رَسُولِكِ، قَالَ: بَلْ أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكَ، فَادْنُ مِنِّي فَجَمَعَ مُوسَى يَدَيْهِ فِي الْعَثَارِ ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى اسْتَقَلَّ قَائِمًا فَرَعِدَتْ فَرَائِصُهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ وَاضْطَرَبَتْ رِجْلاهُ وَانْقَطَعَ لِسَانُهُ وَانْكَسَرَ قَلْبُهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ عَظْمٌ يَحْمِلُ آخَرَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمَيِّتِ إِلا أَنَّ رُوحَ الْحَيَاةِ تَجْرِي فِيهِ، ثُمَّ زَحَفَ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ مَرْعُوبٌ حَتَّى وَقَفَ قَرِيبًا مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُودِيَ مِنْهَا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنْ بُورِكَ مَنْ في النار
[الوجه الأول]
١٦١٢٣ - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شعبة والمسعودي، عن عمرو
(١). انظر الدر ٦/ ٣٤١.
2844
بْنِ مُرَّةَ سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أََبِِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن اللَّهَ لَا يَنَامُ وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ «١»، زَادَ الْمَسْعُودِيُّ وَحِجَابُهُ النَّارُ لَوْ كَشَفَهَا حَرَقَتْ سَحَابَةُ وَجْهِهِ كُلَّ شَيْءٍ أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ، ثُمَّ قَرَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا
١٦١٢٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ يَقُولُ: قُدِّسَ.
١٦١٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢» قَوْلُهُ: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ بُورِكَتِ النَّارُ كَذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ الْعَبَّاسِ.
١٦١٢٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ قَالَ: اللَّهُ فِي النُّورِ، وَنُودِيَ مِنَ النُّورِ.
١٦١٢٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ابْنَ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ أَنَّ عِكْرِمَةَ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ قَالَ: كَانَ ذَلِكَ النَّارُ، نور، وَمَنْ حَوْلَهَا، أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النُّورِ، وَمَنْ حَوْلَ النَّارُ.
١٦١٢٨ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ يَعْنِي نَفْسَهُ قَالَ: كَانَ نُورُ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي الشَّجَرَةِ، وَمِنْ حَوْلِهَا.
١٦١٢٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحِمَّانِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ قَالَ: اللَّهُ.
١٦١٣٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي شَيْبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا قَالَ: كَانَ اللَّهُ فِي نُورِهِ.
(١). مسلم كتاب الايمان رقم ٢٩٥ ١/ ١٦٢.
(٢). التفسير ٢/ ٤٦٩.
2845
١٦١٣١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ قَالَ: نَادَاهُ وَهُوَ فِي النُّورِ.
١٦١٣٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَنْ بُورِكَ مَنَ فِي النَّارِ وَمَنْ حولها وَهِيَ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنْ بُورِكَت النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا أَمَّا النَّارُ فَيَزْعُمُونَ أَنَّهَا ضَوْءٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ «١».
١٦١٣٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَ مُفَضَّلٌ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا قَالَ: إِنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي يَرْعَى غَنَمَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْغَنَمُ النَّارَ نَفَرَتْ فَقَامَ مُوسَى فَصَاحَ بِهَا فَاجْتَمَعَتْ، ثُمَّ نَفَرَتِ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ قَامَ فَصَاحَ بِهَا فَاجْتَمَعَتْ، ثُمَّ نَفَرَتِ، الثَّالِثَةَ، فَلَمَّا قَامَ أَبْصَرَ النَّارَ فَسَارَ إِلَيْهَا فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا قَالَ: إِنَّهَا لم تكن نار وَلَكِنَّهُ كَانَ نُورَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي ذَلِكَ النُّورِ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ النُّورُ مِنْهُ وَمُوسَى حَوْلَهُ.
١٦١٣٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا قَالَ: النَّارُ نُورُ الرَّحِيمِ ضَوْءٌ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ حَوْلَهَا مُوسَى النَّبِيُّ وَالْمَلائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦١٣٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أنبأ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ قَالَ: كَانَ فِي النَّارِ مَلائِكَةٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ومن حولها
[الوجه الأول]
١٦١٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عطاء، عن
(١). الدر ٦/ ٣٤١.
2846
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمِنَ حَوْلَهَا قَالَ: الْمَلائِكَةُ وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦١٣٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنْبَأَ مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا قَالَ: كَانَ نُورُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوُ الَّذِي كَانَ فِي ذَلِكَ النُّورِ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ النُّورُ مِنْهُ وَمُوسَى حَوْلَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَسُبْحَانَ اللَّهِ رب العالمين
١٦١٣٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى النِّدَاءَ فَزِعَ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ نُودِيَ: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
١٦١٣٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: أَتَى مُوسَى الشَّجَرَةَ لَيْلا وَهِيَ خَضْرَاءُ وَالنَّارُ تَتَرَدَّدُ فِيهَا فَذَهَبَ يَتَنَاوَلُ النَّارَ، فَمَالَتْ عَنْهُ فَذُعِرَ وَفَزِعَ، فَنُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ، قَالَ: عَنْ يَمِينِ الشَّجَرَةِ، يَا مُوسَى فَاسْتَأْنَسَ بِالصَّوْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ، أَيْنَ أَنْتَ قِبَلَ الصَّوْتِ، قَالَ: أَنَا فَوْقَكُ، قَالَ: رَبِّي قَالَ: نَعَمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَلْقِ عَصَاكَ
١٦١٤٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا قَالَ: فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ، أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَظَنَّ مُوسَى أَنَّهُ يَقُولُ ارْفُضْهَا فَأَلْقَاهَا عَلَى وَجْهِ الرَّفْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَصَاكَ
١٦١٤١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي عَصَا مُوسَى قَالَ: تِلْكَ الْعَصَا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ لَمَّا أَنْ تَوَجَّهَ إِلَى مَدْيَنَ، فَكَانَتْ تُضِيءُ لَهُ اللَّيْلَ، وَيَضْرِبُ بِهَا الأَرْضَ فَيَخْرُجُ لَهُ نَبَاتُهُ، وَيَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِهِ وَرَقَ الشَّجَرِ.
2847
١٦١٤٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ عَصَا مُوسَى مَاشَا.
١٦١٤٣ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، أنبأ قَيْسٌ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَتْ عَصَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ عَوْسَجٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا
١٦١٤٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: ثُمَّ حَانَتْ مِنْهُ نَظْرَةٌ، فَإِذَا بِأَعْظَمِ ثُعْبَانٍ نَظَرَ إِلَيْهِ النَّاظِرُونَ يَدُبُّ يَلْتَمِسُ كَأَنَّهُ يَبْتَغِي شَيْئًا يُرِيدُ أَخْذَهُ، يَمُرُّ بِالصَّخْرَةِ مِثْلَ الْخِلْفَةِ «١» مِنَ الْإِبِلِ فَيَلْتَقِمُهَا وَيَطْعَنُ بِالنَّابِ مِنْ أَنْيَابِهِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ الْعَظِيمَةِ فَيَجْتَثُّهَا عَيْنَاهُ تُوقَدَانِ نَارًا، وَقَدْ عَادَ الْمِحْجَنُ عُرْفًا فِيهِ شَعَرٌ مثل النيازك، وعاد الشعبتان مِثْلَ الْقَلِيبِ الْوَاسِعِ، فِيهِ أَضْرَاسٌ وَأَنْيَابٌ لَهَا صَرِيفٌ، فَلَمَّا عَايَنَ ذَلِكَ مُوسَى، وَلَّى مُدْبِرًا، ولم يعقب.
قوله تعالى: ولم يعقب
[الوجه الأول]
١٦١٤٥ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢» قَوْلُهُ: وَلَمْ يُعَقِّبْ لَمْ يَرْجِعْ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦١٤٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلَمْ يُعَقِّبْ لَمْ يَنْتَظِرْ.
وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦١٤٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَلَمْ يُعَقِّبْ: أَيْ لَمْ يلتفت.
(١). الحامل من الإبل.
(٢). التفسير ٢/ ٤٦٩.
2848
قوله تعالى :﴿ وألق عصاك ﴾ آية ١٠
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني، فيما كتب إليّ، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قال : سمعت وهبا قال : فقال له الرب عز وجل، ألقها يا موسى فظن موسى أنه يقول أرفضها فألقاها على وجه الرفض.
قوله تعالى :﴿ عصاك ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا محمد بن أبي حماد، ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة، عن ابن عباس، في عصا موسى قال : تلك العصا أعطاه إياها ملك من الملائكة لما أن توجه إلى مدين، فكانت تضيء له الليل، ويضرب بها الأرض فيخرج له نباته، ويهش بها على غنمه ورق الشجر.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال : كان اسم عصا موسى ماشا.
حدثنا الحسين بن السكن البصري، ثنا أبو زيد النحوي، أنبأ قيس، عن مسعود بن مالك، عن ابن جبير قال : كانت عصا موسى عليه السلام من عوسج.
قوله تعالى :﴿ فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ﴾
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إليّ، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قال : سمعت وهبا يقول : ثم حانت منه نظرة، فإذا بأعظم ثعبان نظر إليه الناظرون يدب يلتمس كأنه يبتغي شيئا يريد أخذه، يمر بالصخرة مثل الخلفة من الإبل فيلتقمها ويطعن بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها عيناه توقدان نارا، وقد عاد المحجن عرفا فيه شعر مثل النيازك، وعاد الشعبتان مثل القليب الواسع، فيه أضراس وأنياب لها صريف، فلما عاين ذلك موسى، ولى مدبرا، ولم يعقب.
قوله تعالى :﴿ ولم يعقب ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ ولم يعقب ﴾ لم يرجع.
الوجه الثاني :
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ ولم يعقب لم ينتظر ﴾.
والوجه الثالث :
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة ولم يعقب : أي لم يلتفت.
قوله تعالى :﴿ يا موسى لا تخف ﴾
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني فيما كتب إليّ، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، عن عبد الصمد بن معقل، قال : سمعت وهبا يقول : فلما عاين ذلك موسى ولى مدبرا ولم يعقب، فذهب حتى أمعن ورأى أنه قد أعجز الحية ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه، ثم نودي يا موسى : إلي ارجع حيث كنت، فرجع موسى وهو شديد الخوف فقال :﴿ خذها ﴾ ﴿ بيمينك ﴾ ولا تخف سنعيدها سيرتها ﴿ الأولى ﴾.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي، فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قوله :﴿ ولم يعقب* يا موسى لا تخف ﴾ قال : لما ألقى العصا صارت حية فزع منها وجزع فقال الله عز وجل :﴿ إني لا يخاف لدي المرسلون ﴾ قال : فلم يرعو لذلك فقال له :﴿ أقبل ولا تخف إنك من الآمنين ﴾ قال : فلم يعقب أيضا على شيء من هذا حتى قال الله عز وجل :﴿ سنعيدها سيرتها الأولى ﴾ قال : فالتفت فإذا هي عصا كما كانت فرجع، فأخذها، ثم قوي بعد ذلك عليها حتى صار يرسلها على فرعون ويأخذها.
قوله تعالى :﴿ إني لا يخاف لدي المرسلون ﴾
حدثنا محمد بن يحيى، أنا العباس، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ لدي المرسلون ﴾ أي عندي المرسلون.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا مُوسَى لا تَخَفْ
١٦١٤٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: فَلَمَّا عَايَنَ ذَلِكَ مُوسَى وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ، فَذَهَبَ حَتَّى أَمْعَنَ وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ أَعْجَزَ الْحَيَّةَ ثُمَّ ذَكَرَ رَبَّهُ فَوَقَفَ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، ثُمَّ نُودِيَ يَا مُوسَى: إِلَيَّ ارْجِعْ حَيْثُ كُنْتَ، فَرَجَعَ مُوسَى وهو شديد الخوف ف قال: خُذْهَا بِيَمِينِكَ وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى
١٦١٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ قَالَ: لَمَّا أَلْقَى الْعَصَا صَارَتْ حَيَّةً فَزِعَ مِنْهَا وَجَزِعَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ قَالَ: فَلَمْ يَرْعَوِ لِذَلِكَ فَقَالَ لَهُ: أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ «١» قَالَ:
فَلَمْ يُعَقِّبْ أَيْضًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ هَذَا حَتَّى قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى قَالَ: فَالتَفَتَ فَإِذَا هِيَ عَصًا كَمَا كَانَتْ فَرَجَعَ، فَأَخَذَهَا، ثُمَّ قَوِيَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَيْهَا حَتَّى صَارَ يُرْسِلُهَا عَلَى فِرْعَوْنَ وَيَأْخُذُهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ
١٦١٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ أَيْ عِنْدِي الْمُرْسَلُونَ.
وَفِي قَوْلِهِ: إِلا مَنْ ظَلَمَ أَيِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، لَمْ يُجِزْ ظَالِمًا.
قَوْلُهُ: ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ
١٦١٥١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢»
قَوْلُهُ: إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ ثُمَّ تاب من بعد ظلمه وإسائته.
١٦١٥٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ ثم
(١). سورة القصص: آية ٣١.
(٢). التفسير ٢/ ٤٦٩. [.....]
عَادَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ بِعَائِدَتِهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَقَالَ: ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ أَيْ فَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا بَعْدَ عَمَلٍ سَيِّئٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ
١٦١٥٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ: غَفُورٌ لِمَا كَانَ مِنْهُ قَبْلَ التَّوْبَةُ رَحِيمٌ لِمَنْ تَابَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ
١٦١٥٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عبدة بن سليمان بن الْمُبَارَكِ، ثنا شَرِيكٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ قَالَ: كَانَتْ عَلَى مُوسَى جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ لا تَبْلُغُ مِرْفَقَيْهِ فَقَالَ: لَهُ أدخل يَدَكَ فِي جَيْبِكَ فَأَدْخَلَهَا.
١٦١٥٥ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: يَدَكَ: الْكَفَّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي جَيْبِكَ
١٦١٥٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، ثنا أسباط، عن السُّدِّيِّ فِي جَيْبِكَ قَالَ: الْجَيْبُ جَيْبُ الْقَمِيصِ.
١٦١٥٧ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: فِي جَيْبِكَ كَانَتْ عَلَيْهِ مِدْرَعَةٌ، إِلَى بَعْضِ يَدِهِ، وَلَو كَانَ لَهَا كُمٌّ أَمَرَهُ أَنْ يدخل يد فِي كُمِّهِ.
قَوْلُهُ: تَخْرُجْ بَيْضَاءَ
١٦١٥٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا شَرِيكٌ، أنبأ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: تَخْرُجْ بَيْضَاءَ قَالَ: فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ أَخْرَجَهَا بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ، كَأَنَّهَا فَرْوٌ.
١٦١٥٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ الْحَارِثِيُّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ قَالَ: أَخْرَجَهَا وَاللَّهِ كَأَنَّهَا مَصَابِيحُ فَعَلِمَ وَاللَّهِ مُوسَى قَدْ لَقِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
2850
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
١٦١٦٠ - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ الْوَرَّاقِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخْرَجَ يَدَهُ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ يَعْنِي الْبَرَصَ- وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ، وَالسُّدِّيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي تِسْعِ آيَاتٍ
[الوجه الأول]
١٦١٦١ - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الكتاب، قال أحدهما لصاحبه: اهب بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ، فَقَالَ: لَا يَسْمَعُونَ هَذَا فَتَصُيرَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ، فَأَتَيَاهُ فَسَأَلاهُ، عَنْ تِسْعِ آيَاتٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَقْتُلُوا، وَلا تُسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَسْحَرُوا، وَلا تَأْكُلُوا الرِّبَا وَلا تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَةَ، وَلا تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، وَلا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ، إِلَى السُّلْطَانِ لِتَقْتُلُوهُ أَوْ تُهْلِكُوهُ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةَ يَهُودَ أَنْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ، فَقَبَّلا يَدَهُ وَرِجْلَيْهِ وَقَالا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيُّ اللَّهِ قَالَ: فَمَا مَنَعَكُمَا مِنَ اتِّبَاعِي فَقَالا: إِنَّ دَاودَ دَعَا أَنْ يَزَالَ فِي ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَإِنَّا نَخْشَى إِنْ تَبِعْنَاكَ، أَنْ تَقْتُلَنَا الْيَهُودُ «١».
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦١٦٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ، يُونُسُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فِي تِسْعِ آيَاتٍ قَالَ: هُوَ الطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَالْعَصَا، واليد، ونقص من الثمرات والسنين- وَرُوِيَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَأَبِي صَالِحٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦١٦٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ تِسْعِ آيَاتٍ قَالَ: يَدُهُ وَعَصَاهُ وَلِسَانُهُ وَالْبَحْرُ وَالطُّوفَانُ وَالْجَرَادُ وَالْقُمَّلُ وَالضَّفَادِعُ وَالدَّمُ آيَاتٌ مُفَصَّلاتٌ.
١٦١٦٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي،
(١). الحاكم ١/ ٩ قال: هذا حديث صحيح ووافقه الذهبي.
2851
قَالَ: سَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ التِّسْعِ آيَاتٍ الَّتِي أَرَاهُنَّ اللَّهُ فِرْعَوْنَ فَقُلْتُ:
الطُّوفَانُ وَالْجَرَادُ وَالْقُمَّلُ وَالضَّفَادِعُ وَالدَّمُ وَعَصَاهُ وَيَدُهُ وَالطَّمْسَةُ وَالْبَحْرُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ
١٦١٦٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا يَقُولُ: قَالَ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا مُوسَى ادْنُهْ، فَلَمْ يُدْنِهِ، حَتَّى شَدَّ ظَهْرَهُ بِجِذْعِ الشَّجَرَةِ فَاسْتَقَرَّ وَذَهَبَتْ عَنْهُ الرِّعْدَةُ وَجَمَعَ يَدَيْهِ فِي الْعَصَا، وَخَضَعَ بِرَأْسِهِ وَعُنُقِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ، إِنِّي قَدْ أَقَمْتُكَ الْيَوْمَ فِي مَقَامٍ لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ بَعْدَكَ أَنْ يَقُومَ مَقَامَكَ، أَدْنَيْتُكَ وَقَرَّبْتُكَ، حَتَّى سَمِعْتَ كَلامِي.
وَبَاقِي الْحَدِيثِ مَكْتُوبٌ فِي سُورَةِ طَهَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
١٦١٦٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ: فَاسِقِينَ يَعْنِي عَاصِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً
١٦١٦٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً أَيْ بَيِّنَة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ
١٦١٦٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ أَيْ مَا سَاحِرٌ أَسْحَرَ مِنْكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَحَدُوا بِهَا
١٦١٦٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَجَحَدُوا بِهَا وَالْجُحُودُ لَا يَكُونُ إِلا مِنْ بَعْدِ مَعْرِفَةٍ «١».
١٦١٧٠ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَجَحَدُوا بِهَا قَالَ: كَذَّبَ بِهَا الْقَوْمُ وَبِهَا فِي قَوْلِهِ: بِهَا بِآيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ «٢».
(١). الدر ٦/ ٣٤٣.
(٢). الدر ٦/ ٣٤٣.
قوله تعالى :﴿ وجحدوا بها ﴾ آية ١٤
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ وجحدوا بها ﴾ والجحود لا يكون الا من بعد معرفة.
أخبرنا عبيد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر، حدثني سعيد بن بشير، عن قتادة قوله :﴿ وجحدوا بها ﴾ قال : كذب بها القوم وبها في قوله :﴿ بها ﴾ بآيات الله عز وجل.
قوله تعالى :﴿ واستيقنتها أنفسهم ﴾
أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمد المروزي، ثنا شيبان، عن قتادة قوله :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ﴾ قال : جحدوا بها بعدما استيقنتها أنفسهم أنها حق.
أخبرنا عبيد بن محمد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر، حدثني سعيد بن بشير، عن قتادة ﴿ واستيقنتها أنفسهم ﴾ وقد أيقنتها أنفسهم، أن موسى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ، أنا أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن اسلم يقول : في قوله :﴿ واستيقنتها أنفسهم ﴾ قال : استيقنوا أن الآيات من الله حق فلم يجحدوا بها، قال : ظلما وعلوا.
قوله تعالى :﴿ ظلما وعلوا ﴾
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، ثنا يزيد النحوي، عن عكرمة قال : العلو في كتاب الله التجبر.
أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قراءة، أخبرني محمد بن شعيب بن شابور، حدثني عثمان بن عطا، عن أبيه عطا، أما ظلما وعلوا فظلما وتعظما واستكبارا.
حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي قوله :﴿ واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ﴾ قال : فتكبروا وقد استيقنتها أنفسهم، وهذا في التقديم والتأخير قوله :﴿ فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ﴾.
حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية قال : وكان فسادهم ذلك معصية الله لأنه من عصى الله في الأرض، أو أمر بمعصية، فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ
١٦١٧١ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ قَالَ:
جَحَدُوا بها بعد ما اسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ أَنَّهَا حَقٌّ.
١٦١٧٢ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ وَقَدْ أَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ، أَنَّ مُوسَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
١٦١٧٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنَا أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ: وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ قَالَ: اسْتَيْقَنُوا أَنَّ الآيَاتِ مِنَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَمْ يَجْحَدُوا بِهَا، قَالَ: ظُلْمًا وَعُلُوًّا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ظُلْمًا وَعُلُوًّا
١٦١٧٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: الْعُلُوُّ فِي كِتَابِ اللَّهِ التَّجَبُّرُ.
١٦١٧٥ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَا، عَنْ أَبِيهِ عَطَا، أَمَّا ظُلْمًا وَعُلُوًّا فُظُلْمًا وَتَعَظُّمًا وَاسْتِكْبَارًا.
١٦١٧٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا قَالَ: فَتُكَبَّرُوا وَقَدُ اسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ، وَهَذَا فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ قَوْلُهُ: فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ
١٦١٧٧ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: وَكَانَ فَسَادُهُمْ ذَلِكَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ لأَنَّهُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِي الأَرْضِ، أَوْ أَمَرَ بِمَعْصِيَةِ، فَقَدِ أَفْسَدَ فِي الأَرْضِ، لأَنَّ صَلاحَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ بِالطَّاعَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاودَ وَسُلَيْمَانَ
١٦١٧٨ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا عَتَّابُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ قوله: آتَيْنَا قَالَ: أَعْطَيْنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عِلْمًا
١٦١٧٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: دَاودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا قَالَ فَهْمًا.
١٦١٨٠ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا كَانَ دَاودُ أُعْطِيَ ثَلاثًا، سُخِّرَتْ لَهُ الْجِبَالُ يُسِّرَتْ مَعَهُ، وَأُلِينَ لَهُ الْحَدِيدُ، وَعُلِّمَ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، عُلِّمَ مُوسَى نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَسُخِّرَتْ لَهُ الْجِنُّ وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا وَرِثَ عَنْهُ لَمْ تُسَخَّرْ لَهُ الْجِبَالُ، وَلَمْ يُلَنْ لَهُ الْحَدِيدُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلْنَا عَلَى كَثِيرٍ الْآيَةَ
١٦١٨٢ - ذُكِرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ «١» بْنِ يَحْيَى أَخْبَرَنِي، أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ:
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَمْ يَنْعَمْ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَيْهَا إِلا كَانَ حَمْدُهُ أَفْضَلَ مِنْ نِعْمَةٍ لَوْ كُنْتَ لَا تَعْرِفُ ذَلِكَ إِلا فِي كتاب الله المنزل، قال الله جلا وَعَلا: وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلْنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَيُّ نِعْمَةٍ أَفْضَلُ مِمَّا أُوتَى دَاودُ وَسُلَيْمَانُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ
١٦١٨٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَا، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ وَرِثَ نُبُوَّتَهُ وَمُلْكَهُ.
١٦١٨٤ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ قَالَ: وَرَّثَهُ نُبُوَّتَهُ وَمُلْكَهُ، وَعِلْمَهُ.
١٦١٨٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاودَ قَالَ: وَرِثَهُ أَنْ سُخِّرَ لَهُ الشَّيَاطِينُ وَالرِّيَاحُ إِلَى مِمَّا وَرِثَ مِمَّا أُعْطِيَ أبوه.
(١). في ابن كثير (تمام) ٦/ ١٩٢.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
١٦١٨٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: النَّاسُ عِنْدَنَا أَهْلُ الْعِلْمِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ
١٦١٨٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١»، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ قَالَ: النَّمْلَةُ مِنَ الطَّيْرِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ المبين
١٦١٨٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ: أُوتُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ فِي بِلادِهِمْ.
١٦١٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ وَعَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كَانَ دَاودُ يَقْضِي بَيْنَ الْبَهَائِمِ يَوْمَانِ وَبَيْنَ النَّاسِ يَوْمًا، فَجَاءَتْ بَقَرَةٌ فَوَضَعَتْ قَرْنَهَا فِي حَلْقَةِ الْبَابِ ثُمَّ تَنَغَّمَتْ كَمَا تَنَغَّمُ الْوَالِدَةُ عَلَى وَلَدِهَا، وَقَالَتْ: كُنْتُ شَابَّةً كَانُوا يُنْتِجُونِي «٢» وَيَسْتَعْمِلُونِي ثُمَّ أَنْ كَبِرْتُ فَأَرَادُوا أَنْ يَذْبَحُونِي ثُمَّ قَالَ: دَاودُ، أَحْسِنُوا إِلَيْهَا وَلا تَذْبَحُوهَا ثُمَّ قَرَأَ: عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ
١٦١٩٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ يُوضَعُ لِسُلَيْمَانَ ثَلاثُمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ، فَيَجْلِسُ مُؤْمِنُو الإِنْسِ مِمَّا يَلِيهِ وَمُؤْمِنُو الْجِنِّ مِنْ وَرَائِهِمْ، ثُمَّ يَأْمُرُ الطَّيْرَ فَتُظِلُّهُ، ثُمَّ يَأْمُرُ الرِّيحَ فَتَحْمِلُهُ قَالَ سُفْيَانُ فَيَمُرُّونَ عَلَى السُّنْبُلَةِ فَلا يُحَرِّكُونَهَا.
١٦١٩١ - ذَكَرَ أَبَى ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، أنبأ عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ يَضَعُ سَرِيرَهُ، ثُمَّ يَضَعُ الْكُرْسِيَّ، عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ فَيَأْذَنُ لِلإِنْسِ، ثُمَّ يَأْذَنُ لِلْجِنِّ فيكونون خلف
(١). التفسير ٢/ ٦٧.
(٢). أي الحمل والولادة.
2855
الإِنْسِ، ثُمَّ يَأْذَنُ لِلشَّيَاطِينِ فَيَكُونُونَ خَلْفَ الْجِنِّ، ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَى الرِّيحِ فَتَأْتِيهِ فَتَحْمِلُهُمْ وَتُظِلُّهُ الطَّيْرُ فَوْقَهُ وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ وَكَرَاسِيهِ يَسِيرُ بِهِمْ غُدْوَةَ الرَّاكِبِ، إِلَى أَنْ يَشْتَهِيَ الْمَنْزِلَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرُوحُ بِهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ.
١٦١٩٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، عن وهب بن منبه قال: ورث ليمان الْمُلْكَ وَأَحْدَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ النُّبُوَّةَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَفَعَلَ- تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَسَخَّرَ لَهُ الإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالطَّيْرَ وَالرِّيحَ، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَجْلِسِهِ وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ أَبْيَضَ وَسِيمًا، وَضِيئًا كَثِيرَ الشَّعْرِ، يَلْبَسُ الْبَيَاضَ مِنَ الثِّيَابِ عَكَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ، وَقَامَ عَلَيْهِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ حَتَّى يَجْلِسَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَكَانَ امْرَأً غَزَّاءً قَلَّ مَا يَقْعُدُ، عَنِ الْغَزْوِ، وَلا يَسْمَعُ بِمَلِكٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الأَرْضِ إِلا أَتَاهُ حَتَّى يُذِلَّهُ، كَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ إِذَا أَرَادَ الْغَزْوَ، أَمَرَ بِعَسْكَرِهِ فَضَرَبَ لَهُ مِنْ خَشَبٍ، ثُمَّ نُصِبَ عَلَى الْخَشَبِ ثُمَّ حَمَلَ عَلَيْهِ النَّاسَ وَالدَّوَابَّ وَآبَةَ الْحَرْبِ كُلَّهَا، حَتَّى إِذَا حَمَلَ مَعَهُ مَا يُرِيدُ أَمَرَ الْعَاصِفَ مِنَ الرِّيحِ فَدَخَلَتْ تَحْتَ ذَلِكَ الْخَشَبِ فَاحْتَمَلَتْهُ حتى إذا أثقلت به أمرت الرخاء فقذفت بِهِ شَهْرًا فِي رَوْحَتِهِ، وَشَهْرًا فِي غَدْوَتِهِ إِلَى حَيْثُ أَرَادَ اللَّهُ.
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حيث أصاب «١» أَيْ حَيْثُ أَرَادَ قَالَ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شهر ورواحها شهر «٢» قَالَ: فَذُكِرَ أَنَّ مَنْزِلًا بِنَاحِيَةِ دِجْلَةَ مَكْتُوبٌ فِيهَا كِتَابٌ كَتَبَ بَعْضُ صَحَابَةِ سُلَيْمَانَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ إِمَّا مِنَ الْجِنِّ وَإِمَّا مِنَ الْإِنْسِ، نَحْنُ نَزَلْنَاهُ وَمَا بَنَيْنَاهُ وَمَبْنِيًّا وَجَدْنَاهُ غَدَوْنَا مِنْ إِصْطَخْرٍ، قَفَلْنَاهُ وَنَحْنُ رَائِحُونَ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَبَائِتُونَ الشَّامَ، وَكَانَ فِيمَا بَلَغَنِي لَتَمُرُّ بِعَسْكَرِهِ الرِّيحُ الرُّخَاءُ تَهْوِي بِهِ إِلَى مَا أَرَادَ، وَأَنَّهَا لَتَمُرُّ بِالزَّرْعَةِ فَمَا تُحَرِّكُهَا فَكَذَلِكَ كَانَ نَبِيِّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَهُمْ يوزعون
١٦١٩٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سفيان، عن منصور، عن
(١). سورة ص: آية ٣٦.
(٢). سورة سبأ: آية ١٢.
2856
مُجَاهِدٍ فَهُمْ يُوزَعُونَ قَالَ: يُحْبَسُ أَوَّلُهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ.
١٦١٩٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَا، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فَهُمْ يُوزَعُونَ قَالَ: لِكُلِّ صِنْفٍ وَزَعَةٌ يَرُدُّ أَوَّلِيهِمْ عَلَى أخراهم.
١٦١٩٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنبأ مَعْمَرٌ، قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: يُوزَعُونَ أَيْ يَتَقَدَّمَوهُ.
١٦١٩٦ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فَهُمْ يُوزَعُونَ قَالَ: لِكُلِّ صِنْفٍ مِنْهُمْ وَزَعَةٌ سَاقَةٌ تَرُدُّ أَوَّلِيهِمْ على أخراهم.
١٦١٩٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أنبأ ابن أبي زائدة، عن ابن جريح، عَنْ مُجَاهِدٍ فَهُمْ يُوزَعُونَ قَالَ: جُعِلَ عَلَى كُلِّ صِنْفٍ وَزَعَةٌ يَرُدُّونَ أَوَّلِيهَا عَلَى آخِرِيهَا لِئَلا يَتَقَدَّمُوا فِي الْمَسِيرِ كَمَا تَفْعَلُ الْمُلُوكُ الْيَوْمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ
١٦١٩٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ وَادٍ بِأَرْضِ الشَّامِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَتْ نَمْلَةٌ إِلَى قَوْلِهِ: وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
١٦١٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، أنبأ شَيْخٌ مِنْ ثَقِيفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: النَّمْلَةُ الَّتِي فَقِهَ سُلَيْمَانُ كَلامَهَا كَانَتْ ذَاتِ جَنَاحَيْنِ.
١٦٢٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبَى رَوْقٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلَهُ.
١٦٢٠١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: النَّمْلَةُ مِنَ الطَّيْرِ وَلَوْلا ذَلِكَ لَمْ يَعْرِفْ سُلَيْمَانُ مَا تَقُولُ ذَلِكَ.
١٦٢٠٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن
الحكم ابن الْوَلِيدِ، عَنْ نَوْفٍ «١» الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: كَانَ نَمْلُ سُلَيْمَانَ مِثْلَ أَمْثَالِ الذِّيَابِ.
١٦٢٠٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبأ مِسْعَرٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقُ النَّاجِيِّ قَالَ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاودَ يَسْتَسْقِي فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى ظَهْرِهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ لَا غِنَى بِنَا، عَنْ سُقْيَاكَ، وَإِلَّا تَسْقِنَا تُهْلِكُنَا، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ.
١٦٢٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ سُفْيَانُ، لَوْ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاودَ لَمْ يَقْبَلْهُ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَسَاخَتْ بِهِ الأَرْضُ خَمْسَمِائَةِ قَامَةٍ حِينَ قَالَتِ النَّمْلَةُ: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ قَالَ: فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا: وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعلى والدي
قوله تعالى: فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا
١٦٢٠٥ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، عَنِ التَّبَسُّمِ فِي الصَّلاةِ فَقَالَ مَا أَرَاهُ إِلا ضَحِكًا، ثُمَّ قَرَأَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ إلى صالحا ترضاه
[الوجه الأول]
١٦٢٠٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: أَوْزِعْنِي فَقَالَ اجْعَلْنِي.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٢٠٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ أَلْهِمْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ، وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُهُ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٢٠٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَوْلَهُ: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ قَالَ: فِي كَلامِ الْعَرَبِ، أَوْزَعَ فُلانًا بِفُلانٍ، يَقُولُ: حَرَّضَهُ قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: أَوْزِعْنِي أَلْهِمْنِي وَحَرِّضْنِي عَلَى أَنْ أَشْكُرَ نعمتك.
(١). انظر تفسير الثوري ص ٢٣٢.
١٦٢٠٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ دَاودَ لَمْ يَقْبَلْهُ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَسَاخَتْ بِهِ الأَرْضُ خَمْسَمِائَةِ قَامَةٍ حِينَ قَالَتِ النَّمْلَةُ: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ قَالَ: فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ الْآيَةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ حَرَّاثٌ مِنَ الْحَرَّاثِينَ: لأَنَا بِقُدْرَتِي أَشْكَرُ لَكَ مِنْكَ، قَالَ: فَخَرَّ، عَنْ فَرَسِهِ سَاجِدًا، وَقَالَ لَوْلا أَنْ يَكُونَ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ سُفْيَانُ بِكَلِمَةٍ لَمْ أَفْهَمْهَا. لَقُلْتُ: انْزَعْ مِنِّي مَا أَعْطَيْتَنِي، قَالَ: وَكَانَ يَشْغَلُهُ ذِكْرُ اللَّهِ، عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
١٦٢١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ قَالَ: مَعَ الصَّالِحِينَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ
١٦٢١١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، ثنا وُهَيْبٌ أنبأ ابن خيثم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَدْرُونَ كَيْفَ تَفَقَّدَ سُلَيْمَانُ الْهُدْهُدَ، كَانَ سُلَيْمَانُ إِذَا كَانَ فِي فَلاةِ الأَرْضِ دَعَا الْهُدْهُدَ، فَقَالَ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ، يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّ الصبيان يأخذون الخيط فيدفنونه فيجيء الهدهد فيدخل رقبته فيه فيأخدونه فَقَالَ:
وَيْحَكَ يَا نَافِعُ، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ إِذَا جَاءَ الْقَدَرُ، ذَهَبَ الْحَذَرُ.
١٦٢١٢ - ذُكِرَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٌ كَيْفَ تَفَقَّدَ سُلَيْمَانُ الْهُدْهُدَ مِنْ بَيْنِ الطَّيْرِ؟ قَالَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ نَزَلَ مَنْزِلا، فَلَمْ يَدْرِ مَا بُعْدُ الْمَاءِ، وَكَانَ الْهُدْهُدُ مُهَنْدِسًا فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْهُ فَفَقَدَهُ قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُونُ مُهَنْدِسًا، وَالصَّبِيُّ يَضَعُ لَهُ الْحِبَالَةَ فَيُغَيِّبُهَا فَيَصِيدُهُ قَالَ: إِذَا جَاءَ الْقَدْرُ، حَالَ دُونَ الْبَصَرِ.
١٦٢١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ ابْنَ الأَزْرَقِ يَعْنِي نَافِعًا صَاحِبَ الأَزَارِقَةِ كَانَ يَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَإِذَا أَفْتَى ابْنُ عَبَّاسٍ
2859
فَيَرَى هُوَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمُسْتَقِيمٍ، يَقُولُ لَهُ قِفْ مِنْ أَيْنَ أَفْتَيْتَ بِكَذَا وَكَذَا وَمِنْ أين كان؟
فيقول ابن عباس، أوقات مِنْ كَذَا، وَكَذَا حَتَّى ذَكَرَ يَوْمًا الْهُدْهُدَ فَقَالَ: قِفْ كَيْفَ تَزْعُمُ أَنَّ الْهُدْهُدَ يَرَى مَاسِفَةَ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ وَقَدْ يُذَرُّ عَلَى الْفَخِّ التُّرَابُ، فَيُصْطَادُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، لَوْلا أَنْ يَذْهَبَ هَذَا فَيَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَرَدَدْتُ عليه لم قال لَهُ شَيْئًا، إِنَّ الْبَصَرَ يَنْفَعُ مَا لَمْ يَأْتِ الْقَدَرُ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ حَالَ دُونَ الْبَصَرِ، فَقَالَ ابْنُ الأَزْرَقِ: لَا أُجَادِلُكَ بَعْدَهَا فِي شَيْءٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ قَالَ فِي شَيْءٍ.
١٦٢١٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَكُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ إِذَا سَارَ كَانَتِ الإِنْسُ تَلِيهِ وَالْجِنُّ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَالشَّيَاطِينُ مِنْ وَرَاءِ الْجِنِّ، وَالطَّيْرُ فَوْقَهُمْ تُظِلُّهُمْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلا دَعَا بِالْهُدْهُدِ لِيُخْبِرَهُ، عَنِ الْمَاءِ، فَكَانَ إِذَا قَالَ: هَاهُنَا شَقَّقَتِ الشَّيَاطِينُ الصُّخُورَ، وَفَجَّرَتِ الْعُيُونَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَضْرِبُوا أَبْنَيَتِهِمْ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلا، فَتَفَقَّدَ الْهُدْهُدَ، فَلَمْ يَرَهُ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
١٦٢١٥ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: إِنَّ الْهُدْهُدَ كَانَ إِذَا سَافَرَ سُلَيْمَانُ خَرَجَ بِهِ مَعَهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ، يَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ، كَمَا يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ وَإِنَّهُ فَقَدَهُ فَقَالَ مَا قَالَ.
١٦٢١٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلُ، ثنا أَبِي عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَنْبَأَ شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ الْهُدْهُدُ دَلِيلَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ ابْنُ الأَزْرَقِ وَهُوَ يُجَادِلُهُ: كَيْفَ يُبْصِرُ الْمَاءَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَا أَنْصِبَ لَهَا فَخًّا أَرَقَّ مِنْ قَمِيصِي هَذَا فَلا يَشْعُرُ بِهِ حَتَّى يَقَعَ فِي عُنُقِهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
وَيْحَكَ يَا ابْنَ الأَزْرَعِ إِنَّ الْهُدْهُدَ لَيَنْفَعُهُ الْحَذَرُ مَا لَمْ يَأْتِ الأَجَلُ: فَإِذَا جَاءَ الأَجَلُ لَا يَنْفَعُهُ الْحَذَرُ، حَالَ الْقَدَرُ دُونَ النَّظَرِ.
١٦٢١٧ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاودَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ وَضَعَ كُرْسِيَّهُ، وَيَأْتِي مَنْ أَرَادَ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، ثُمَّ يَأْمُرُ الرِّيحَ فَتَحْمِلُهُمْ، ثُمَّ يَأْمُرُ الطَّيْرَ فَأَظَلَّتْهُمْ، قَالَ: وَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ عَطِشُوا فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ بُعْدَ الْمَاءِ قَالُوا: لَا نَدْرِي فَتَفَقَّدَ الْهُدْهُدَ، وَكَانَ لَهُ مِنْهُ مَنْزِلَةٌ وَلَيْسَ بِهَا طَيْرٌ غَيْرُهُ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
2860
١٦٢١٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ سُلَيْمَانَ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مَفَازَةً فَدَعَا بِالْهُدْهُدْ، وَكَانَ سَيِّدَ الْهَدَاهِدِ لِيَعْلَمَ لَهُ مَسَافَةَ الْمَاءِ وَكَانَ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْبَصَرِ بِذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يعطه شيئا مِنَ الطَّيْرِ.
١٦٢١٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ قَالَ: سَأَلَ عَنْهَا نَافِعُ بن الأزرق، عبد الله ابن عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ إِذَا رَكِبَ أَمَرَ بِكُرْسِيِّهِ فَوِضِعَ وَحُفَّ حَوْلَهُ بِكَرَاسِيِّ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الإِنْسِ ثُمَّ حُفَّ حَوْلَ ذَلِكَ بِكَرَاسِيَّ مُؤْمِنِي الْجِنِّ، ثُمَّ حُفَّ حَوْلَ ذَلِكَ بِكَرَاسِيَّ الْكُفَّارِ مِنَ الْإِنْسِ، ثُمَّ حُفَّ حَوْلَ ذَلِكَ بِكَرَاسِيِّ الْكُفَّارِ مِنَ الْجِنِّ، وَكَانَ يَرْكَبُ فِي مِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِحَلْقَةِ الرِّيحِ فَيَأْمُرُهَا أَنْ تَحْمِلَهُمُ، فَيَأْمُرُ الطَّيْرَ تُظِلُّهُمْ مِنَ الشَّمْسِ وَكَانَ سُلَيْمَانُ- عَلَيْهِ السَّلامُ- يُحِبُّ أَنْ يَنْزِلَ الْمَفَازَةَ فَيَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي لَمْ يَشْرَبْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ الْهُدْهُدُ يَدُلُّهُ فَرَكِبَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَطَلَبَ الْهُدْهُدَ فَلَمْ يَجِدْهُ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
١٦٢٢٠ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ فَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ قَدْ أُعْطِيَ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئًا لَمْ يُعْطَهُ شَيْءٌ مِنَ الطَّيْرِ، يَعْلَمُ قَدْرَ مَسَافَةِ الْمَاءِ، لَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ يُبْصِرُ الْمَاءَ فِي الأَرْضِ كَمَا يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْخَيَالَ مِنْ وَرَاءِ الزُّجَاجَةِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ
١٦٢٢١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ سُلَيْمَانُ إِذَا جَلَسَ صُفَّتِ الطَّيْرُ عَلَى رَأْسِهِ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ، وَكَانَ الْهُدْهُدُ فَوْقَهَا كَانَ يَسِيرُ هَذَا الْمَكَانَ مِنْهُ يَعْنِي الْمَنْكِبَ الأَيْمَنَ فَوَجَدَ حَرَّ الشَّمْسِ قَدْ دَخَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَتَفَقَّدَ الْهُدْهُدَ فَسَأَلَ عَنْهُ: فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
١٦٢٢٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْمِنْقَرِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: اسْمُ هُدْهُدِ سُلَيْمَانَ عَنْبَرٌ.
2861
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ
١٦٢٢٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَكَانَ سُلَيْمَانُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا غَدَا لِمَجْلِسِهِ الَّذِي كان يجلس فيه ف تفقد الطَّيْرَ، وَكَانَتْ فِيمَا يَزْعُمُونَ تَأْتِيَهِ نُوَبًا مِنْ كُلِّ صِنْفٍ مِنَ الطَّيْرِ كُلَّ يَوْمٍ طَائِرٌ، فَنَظَرَ فَرَأَى مِنْ أَصْنَافِ الطَّيْرِ كُلِّهَا مَنْ حَضَرَهُ إِلا الْهُدْهُدَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ أَخْطَأَهُ بَصَرِي فِي الطَّيْرِ، أَمْ غَابَ فَلَمْ يَحْضُرْ.
قَوْلُهُ: لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا
١٦٢٢٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لأَعُذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا قَالَ: نَتَفَ رِيشَهُ.
١٦٢٢٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثنا يَحْيَى، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا قَالَ:
عَذَابُهُ نَتْفُ رِيشِهِ، وَلا يَمْتَنِعُ مِنْ شَيْءٍ.
١٦٢٢٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ فِي قَوْلِهِ: لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا قَالَ عَذَابُهُ نَتْفُ رِيشِهِ وَتَشْمِيسُهُ.
١٦٢٢٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ عَذَابَهُ ذَلِكَ نَتْفُ رِيشِهِ فَيَذَرُهُ فِي الْمَنْزِلِ حَتَّى تَأْكُلَهُ الذَّرُّ وَالنَّمْلُ.
١٦٢٢٨ - ذُكِرَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْمَرِ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا قَالَ أَنْ يَنْتِفَ رِيشَهُ وَيَضْرِبَهُ بِسَوْطٍ.
١٦٢٢٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَ أَنَّ عَذَابَهُ الَّذِي كَانَ يُعَذِّبُ بِهِ الطَّيْرَ نَتْفُ رِيشِ جَنَاحِهِ.
١٦٢٣٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَاصِمُ بْنُ سَالِمٍ الرَّازِيُّ، ثنا الْجَفْرِيُّ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ قَالَ: إِنَّمَا دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ، يَعْنِي الْهُدْهُدَ بِبُرِّهِ وَالِدَتَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ
١٦٢٣١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا يَقُولُ: أَنْتِفُ رِيشَهُ أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ يَقُولُ، لأَقْتُلَنَّهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ
١٦٢٣٢ - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إسماعيل، ثنا المقري، ثنا قَبَاثُ بْنُ رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُلِّ سُلْطَانٍ فِي الْقُرْآنِ فَهِيَ حُجَّةٌ كَانَ لِلْهُدْهُدِ سُلْطَانٌ قَوْلُ سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ
١٦٢٣٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ يَعْنِي بِعُذْرٍ بَيِّنٍ، فَلَمَّا جَاءَ الْهُدْهُدُ اسْتَقْبَلَتْهُ الطَّيْرُ فَقَالُوا نَعَمْ قَدْ قَالَ إِلَّا أَنْ يجئ بِعُذْرٍ بَيِّنٍ فَجَاءَهُ بِالْعُذْرِ الَّذِي فِي الْقُرْآنِ.
١٦٢٣٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ وَتَفَقَّدَ سُلَيْمَانُ الْهُدْهُدَ فَقَالَ: أَيْنَ هُوَ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ الآيَةَ فَلَمَّا جَاءَ الْهُدْهُدُ قِيلَ لَهُ:
وَيْحَكَ مَاذَا قَالَ فِيكَ نَبِيّ اللَّهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فَمَا قَالَ:
قَالُوا قَالَ لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا قَالَ: فَهَلِ اسْتَثْنَى، قَالُوا: نَعَمْ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ قَالَ: فَقَدْ نَجَوْتُ إِذًا.
١٦٢٣٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ قَالَ: خَبَرُ الْحَقِّ، الصِّدْقُ الْبَيِّنُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ
١٦٢٣٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو خَلَفٍ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ بِعُذْرٍ بَيِّنٍ أَعْذُرُهُ بِهِ يَقُولُ: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ
2863
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
١٦٢٣٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ أَطَّلَعْتُ عَلَى مَا لَمْ تَطَّلِعْ عَلَيْهِ.
١٦٢٣٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى سُفْيَانَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ يَقُولُ عَلِمْتُ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَمَا لَمْ تَعْلَمْ بِهِ.
١٦٢٣٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ أَيْ بَلَغْتُ مَا لَمْ تَبْلُغْ أَنْتَ وَلا جُنُودُكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ
١٦٢٤٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ أَيْ أَدْرَكْتُ مُلْكًا لَمْ يَبْلُغْهُ مُلْكُكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْ سبإ
١٦٢٤١ - قرى عَلَى يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ مَأْرِبَ مَدِينَةُ بِلْقَيْسَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلا مِيلٌ، فَلَمَّا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهَا بَعَّدَهَا فَهِيَ الْيَوْمَ بِالْيَمَنِ وَهِيَ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ لَقَدْ كَانَ لَسَبإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا «١».
١٦٢٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ وَسَبَأٌ بِأَرْضِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ مَأْرِبٌ بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَنْعَاءَ مَسِيرَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ.
١٦٢٤٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا غَالِبٌ الْجَزَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، يَقُولُ بُعِثَ إِلَى سَبَأٍ اثْنَا عشر نبيا فسمى تبع لكثرة من تبعه.
(١). سورة سبأ: آية ١٥- ١٧.
2864
١٦٢٤٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا الْخُفَافُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَأ يَقِينٍ يَجْعَلُهَا أَرْضًا.
١٦٢٤٥ - ذُكِرَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ قَالَ قَتَادَةُ: يَجْعَلُكَ رَجُلا.
١٦٢٤٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبأ يَقِينٍ قَالَ الْخَبَرُ الْحَقُّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَقِينٍ
١٦٢٤٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثَنَا مُسَدَّدٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ بِنَبَأ يَقِينٍ قَالَ خَبَرٌ حَقٌّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ
١٦٢٤٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، ثنا أَبُو خَلَفٍ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَهِيَ بَلْقَيسُ بِنْتُ شَرَاحِيلَ مَلَكَةُ سَبَأٍ.
١٦٢٤٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١»، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا امْرَأَةٌ تُدْعَى بِلْقَيْسَ أَحْسَبُهُ، قَالَ بِنْتُ: شَرَاحِيلَ أَحَدُ أَبَوَيْهَا مِنَ الْجِنِّ مُؤَخَّرُ إِحْدَى قَدَمَيْهَا، مِثْلُ حَافِرِ الدَّابَّةِ وَكَانَتْ فِي بَيْتِ مَمْلَكَةٍ.
١٦٢٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ وَاقِفٌ عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ يَقُولُ ذَلِكَ أَقْبَلَ الْهُدْهُدُ وَهُوَ يَقُولُ: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَأ يَقِينٍ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ قَالَ زُهَيْرٌ، وَهِيَ بِلْقَيْسُ بِنْتُ شَرَاحِيلَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَأُمُّهَا فَارِعَةُ الْجِنِّيَّةُ.
١٦٢٥١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثَيُّ أنبأ سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بِلْقَيْسُ بِنْتُ ذِي شُرَيْحٍ وَأُمُّهَا بِلْقَتَهُ.
(١). التفسير ٢/ ٦٨.
2865
١٦٢٥٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لِصَاحِبَةِ سُلَيْمَانَ أَلْفُ قَيْلٍ تَحْتَ كُلِّ قَيْلٍ مِائَةُ أَلْفٍ «١».
١٦٢٥٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:
كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل، تحت كل قيل مائة ألف مُقَاتِلٍ.
١٦٢٥٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ قَالَ: كَانَتْ فِي بَيْتِ مَمْلَكَةٍ، وَكَانَ أُولُوا مَشُورَتِهَا ثَلَاثَمِائَةٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى عَشْرَةِ آلافٍ مِنَ الرِّجَالِ، وَكَانَتْ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا مَأْرِبٌ عَلَى ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ صَنْعَاءَ.
١٦٢٥٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ الْفَضْلَ بْنَ خَالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَوْلُهُ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ الْآيَةَ فَأَنْكَرَ سُلَيْمَانُ أَنْ يَكُونَ لأَحَدٍ عَلَى الأَرْضِ سُلْطَانٌ غَيْرِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
١٦٢٥٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فِي أَرْضِهَا.
١٦٢٥٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ: مِنْ أَنْوَاعِ الدُّنْيَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ
١٦٢٥٨ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ قَالَ: عَرْشُهَا سَرِيرُهَا- وَرُوِيَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَالسُّدِّيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٢٥٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ
(١). التفسير ٢/ ٦٨.
2866
عُبَيْدِ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ قَالَ: الْمَجْلِسُ.
١٦٢٦٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَالْعَرْشُ الْكُرْسِيُّ.
١٦٢٦١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَوْلُهُ: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ سَرِيرُ مُلْكِهَا الَّتِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ ذَهَبٍ مُفَصَّصٍ بِالْيَاقُوتِ، وَالزَّبَرْجَدِ، وَاللُّؤْلُؤِ، فَجُعِلَ فِي سَبْعَةِ أَبْيَاتٍ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ ثُمَّ أُقْفِلَتْ عَلَيْهِ الأَبْوَابُ وَكَانَتْ إِنَّمَا تَخْدُمُهَا النِّسَاءُ مَعَهَا سِتُّمِائَةِ امْرَأَةٍ يَخْدُمْنَهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَظِيمٌ
١٦٢٦٢ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قِرَاءَةً أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فِي قَوْلِهِ: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ قَالَ: الْعَرْشُ السَّرِيرُ، وَالْعَظِيمُ حَسَنُ الصَّنْعَةِ غَالِي الثَّمَنِ
١٦٢٦٣ - ذُكِرَ، عَنْ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ قَالَ: خَشَبُهُ الذَّهَبُ، وَقَوَائِمُهُ الْجَوْهَرُ.
١٦٢٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ يَقُولُ: حَسَنُ الصَّنْعَةِ، غَالِي الثَّمَنِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ وَصَفْحَتَاهُ مَرْمُولٌ بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ، طُولُهُ ثَمَانُونَ ذِرَاعًا فِي أَرْبَعِينَ عَرْضًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ
١٦٢٦٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَانَتْ لَهَا كُوَّةٌ فِي بَيْتِهَا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ نَظَرَتْ إِلَيْهَا فَسَجَدَتْ لَهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
١٦٢٦٦ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي
عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَدْ زَيَّنَ لَهُمْ إِبْلِيسُ أَعْمَالَهُمْ.
قَوْلُهُ: فَصَدَّهُمْ، عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ
١٦٢٦٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ المرزيان، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: لا يَهْتَدُونَ لَا يَعْرِفُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يخرج الخبء في السماوات والأرض
[الوجه الأول]
١٦٢٦٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ في السماوات وَالأَرْضِ يَعْلَمُ كُلَّ خَفِيَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.
١٦٢٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ في السماوات وَالأَرْضِ قَالَ:
الْخَبْءُ السِّرُّ.
١٦٢٧٠ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ الْغَيْبَ- وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةَ مِثْلُ قَوْلِ عِكْرِمَةَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٢٧١ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ قَالَ: الْغَيْثَ
وَرُوِيَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ أَنَّهُ الْغَيْثُ.
١٦٢٧٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سُئِلَ، عَنِ قَوْلِهِ: يُخْرِجُ الْخَبْءَ قَالَ: الْخَبْءُ الْمَاءُ.
١٦٢٧٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السماوات وَالأَرْضِ قَالَ: خَبْءُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، مَا جُعِلَ فِيهَا مِنَ الأَرْزَاقِ وَالْقَطْرِ مِنَ السَّمَاءِ وَالنَّبَاتِ مِنَ الأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
١٦٢٧٤ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ يَقُولُ: يَعْلَمُ مَا عَمِلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
١٦٢٧٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ قَالَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَفِي أَجْوَافِ بُيُوتِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّهُ
١٦٢٧٦ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ: اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ هُوَ اللَّهُ أَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّهُ يَقُولُ: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمِ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ
١٦٢٧٧ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَخْبَرَنِي السَّلُولِيُّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، كَلِمَةُ الإِخْلاصِ.
١٦٢٧٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ إِسْحَاقَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ أَيْ لَيْسَ مَعَهُ غَيْرُهُ شَرِيكٌ فِي أَمْرِهِ.
قوله تَعَالَى: رب العرش العظيم
١٦٢٧٩ - تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْعَرْشِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَاللَّهُ أعلم.
(١). سورة الحشر: آية ٢٢.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
١٦٢٨٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ
١٦٢٨٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَحَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: فَذَكَرَ مَا ذَكَرَ الله في كِتَابَهُ فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ الْكِتَابَ، فَأَخَذَ بِمِنْقَارِهِ فَأَتَى بَهْوَهَا فَجَعَلَ يَدُورُ فِيهِ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ حِينًا مُنْذُ رَأَيْتُ هَذَا الطَّيْرَ فِي بِهْوُي، فَأَلْقَى الْكِتَابَ إِلَيْهَا فَأَخَذَتْهُ فَإِذَا فِيهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلِيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمَيْنِ
١٦٢٨٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ وَكَتَبَ مَعَهُ بِكِتَابٍ فَقَالَ: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ فَانْطَلَقَ بِالْكِتَابِ، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَ عَرْشَهَا أَلْقَى الْكِتَابَ إِلَيْهَا.
١٦٢٨٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ، ثنا أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَوْلُهُ: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ فَمَضَى الْهُدْهُدُ بِالْكِتَابِ حَتَّى إِذَا حَاذَى بِالْمَلِكَةِ وَهِيَ عَلَى عَرْشِهَا أَلْقَى إِلَيْهَا بِالْكِتَابِ.
١٦٢٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ كَانَتْ فِي بَيْتِ مَمْلَكَةٍ يُقَالُ لَهَا بلقيس بنت شُرَحْبِيلَ، فَهَلَكَ قَوْمُهَا فَمَلَكَتْ، وَأَنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَقَدَتْ غَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَأَوَتْ إِلَى فِرَاشِهَا، أَتَاهَا الْهُدْهُدُ حَتَّى دَخَلَ كَوَّةَ بَيْتِهَا فَقَذَفَ الصَّحِيفَةَ عَلَى بَطْنِهَا وَبَيْنَ ثَدْيَيْهَا، فَأَخَذْتِ الصَّحِيفَةَ فَقَرَأَتْهَا
١٦٢٨٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَّلَ عَنْهُمْ قَالَ: فَأَخَذَ الْهُدْهُدُ الْكِتَابَ بِرِجْلِهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ حَتَّى أَتَاهَا، وَكَانَتْ لَهَا كُوَّةٌ فِي بَيْتِهَا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ نَظَرَتْ إِلَيْهَا فَسَجَدَتْ لَهَا، فَأَتَى الْهُدْهُدُ الْكُوَّةَ فَسَدَّهَا بِجَنَاحَيْهِ
قوله تعالى :﴿ إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ﴾ آية ٢٨
حدثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، قال : قال حماد بن سلمة، فحدثني عطاء بن السائب، عن مجاهد قال : فذكر ما ذكر الله في كتابه فكتب سليمان الكتاب، فأخذ بمنقاره فأتى بهوها فجعل يدور فيه فقالت : ما رأيت حينا منذ رأيت هذا الطير في بهوي، فألقى الكتاب إليها فأخذته فإذا فيه ﴿ إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم إلا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين ﴾.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ﴾ وكتب معه بكتاب فقال :﴿ اذهب بكتابي هذا فألقه عليهم ﴾ فانطلق بالكتاب، حتى إذا توسط عرشها ألقى إليها الكتاب.
حدثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيب، ثنا أبو معاذ النحوي، عن عبيد بن سليمان، عن الضحاك قوله :﴿ اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ﴾ فمضى الهدهد بالكتاب حتى إذا حاذى بالملكة وهي على عرشها ألقى إليها الكتاب.
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم ﴾ قال : ذكر لنا إنها امرأة من أهل اليمن كانت في بيت مملكة يقال لها بلقيس بنت شرحبيل، فهلك قومها فملكت، وأنها كانت إذا رقدت غلقت الأبواب، وأوت إلى فراشها، أتاها الهدهد حتى دخل كوة بيتها فقذف الصحيفة على بطنها وبين ثدييها، فأخذت الصحيفة فقراتها.
حدثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان ﴿ اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم ﴾ قال : فأخذ الهدهد الكتاب برجله، فانطلق به حتى أتاها، وكانت لها كوة في بيتها إذا طلعت الشمس نظرت إليها فسجدت لها، فأتى الهدهد الكوة فسدها بجناحيه حتى إذا ارتفعت الشمس ولم تعلم ألقى الكتاب من الكوة فوقع عليها في مكانها الذي هي فيه، فأخذته وكانت امرأة لبيبة أديبة ببيت لملك لم يملك إلا لبقايا ملك من مضى، من أهلها قد سست وحسنت حتى أحكمها ذلك، وكانت ودينها ودين قومها فيما ذكر لي الزنديقية.
قوله تعالى :﴿ ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿ ثم تول عنهم ﴾ يقول : كن قريبا منهم ﴿ فانظر ماذا يرجعون ﴾.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمد في قول الله :﴿ فألقه إليهم ثم تول عنهم ﴾ يقول : تنح عنهم ناحية.
حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ وَلَمْ تَعْلَمْ أَلْقَى الْكِتَابَ مِنَ الْكُوَّةِ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فِي مَكَانِهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ، فَأَخَذَتْهُ وَكَانَتِ امْرَأَةً لَبِيبَةً أَدِيبَةً بِبَيْتٍ لِمُلْكٍ لَمْ يَمْلِكْ إِلا لِبَقَايَا مُلْكِ مَنْ مَضَى، مِنْ أَهْلِهَا قَدْ سَسَتْ وَحَسُنَتْ حَتَّى أَحْكَمَهَا ذَلِكَ، وَكَانَتْ وَدِينُهَا وَدِينُ قَوْمِهَا فِيمَا ذُكِرَ لِي الزِّنْدِيقِيَّةُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
١٦٢٨٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ يَقُولُ:
كُنْ قَرِيبًا مِنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ
١٦٢٩٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ يَقُولُ: تَنَحَّ عَنْهُمْ نَاحِيَةً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا أَيُّهَا الْمَلأُ
١٦٢٩١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَاحِبَةِ سُلَيْمَانَ وَكَانَ تَحْتَهَا أَلْفُ قَيْلٍ كُلُّ قَيْلٍ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ.
١٦٢٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ تُرِيدُ قَوْمَهَا.
١٦٢٩٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، قَالَ: فَلَمَّا قَرَأَتْ سَمِعَتْ كِتَابًا لَيْسَ مِنْ كُتُبِ الْمُلُوكِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، فَبَعَثَتْ إِلَى الْمَقَاوِلَةِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
١٦٢٩٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَانْطَلَقَ بِالْكِتَابِ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَ عَرْشَهَا، أَلْقَى الْكِتَابَ إِلَيْهَا فَقُرِئَ عَلَيْهَا فَإِذَا فِيهِ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم
١٦٢٩٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ فَانْطَلَقَ الْهُدْهُدُ، فَارْتَفَعَ حَتَّى تَغَيَّبَ فِي السَّمَاءِ حَذَاهَا، ثُمَّ أَرْسَلَ الْكِتَابَ فَوَقَعَ فِي حِجْرِهَا، فَلَمَّا رَأَتْهُ ظَنَّتْ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَدَلَّتْ قَبْلَ أَنْ تَقْرَأَهُ فَقَالَتْ: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
١٦٢٩٧ - ذَكَرَ أَبِي، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ قَالَ: فَلَمَّا أَلْقَى الْكِتَابَ إِلَيْهَا سَقَطَ فِي خَلَدِهَا أَنَّهُ كِتَابٌ كَرِيمٌ أَشْفَقَتْ مِنْهُ فقالت لملأها يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كريم
قوله تعالى: كريم
[الوجه الأول]
١٦٢٩٨ - حَدَّثَنَا أَبَى، ثنا الْحِمَّانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَنْقَزِيِّ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ قَالَ: مَخْتُومٌ.
١٦٢٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ أشفقت منه تريد مختوم، وَكَذَلِكَ الْمُلُوكُ تَخْتِمُ كُتُبَهَا لَا تُجِيزُ بَيْنَهَا كِتَابًا إِلا بِخَاتَمٍ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٣٠٠ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ قَالَ: يَقُولُ حَسَنٌ مَا فِيهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ
١٦٣٠١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ فَلَمَّا فَتَحَتْهُ وَجَدَتْهُ مِنْ سُلَيْمَانَ، فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ عِنْدِ سُلَيْمَانَ وَفِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١٦٣٠٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ كَتَبَ مَعَهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ إِلَى بلقيس بن ذِي شَرْحٍ وَقَوْمِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١٦٣٠٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْتُبُ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ حَتَّى نَزَلَتْ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقَالَتِ الْعَرَبُ: وَمَا الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى «١»
١٦٣٠٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُونَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ فَكَتَبَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَمْ يُسَمِّ اللَّهَ فَلَمَّا نَزَلَتْ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَكَتَبَهَا النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
١٦٣٠٥ - حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ الْخَرَّازُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ سُلَيْمَانَ إِلَى صَاحِبَةِ سَبَأٍ إِلا مَا رُوِيَ فِي الْقُرْآنِ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١٦٣٠٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هَارُونُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو يَعْلَى الْحَنَّاطُ، ثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ آيَةً لَمْ تَنْزِلْ عَلَى نَبِيٍّ قَبْلِي بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاودَ قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ آيَةٍ قَالَ: سَأُعَلِّمُكَهَا قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ: فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ فَأَخْرَجَ إِحْدَى قَدَمَيْهِ فَقُلْتُ: نَسِيَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ:
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ
١٦٣٠٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا
(١). سورة الإسراء: آية ١١٠ [.....]
(٢). قال ابن كثير: هذا حديث غريب أو إسناده ضعيف ٦/ ١٩٩٩.
2873
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ أَلا تُخَالِفُوا عَلَيَّ.
١٦٣٠٨ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَلا تَعْلُوا عَلِيَّ يقول: لا تجرئوا علي وأتوني مسلمين.
١٦٣٠٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ يَقُولُ: لَا تَأْبُوا عَلِيَّ.
١٦٣١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ يَقُولُ: لَا تَعْصُونِي.
١٦٣١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَلا تَعْلُوا قَالَ: تَمْتَنِعُوا مِنَ الَّذِي دَعَوْتُكُمْ إِلَيْهِ إِنِ امْتَنَعْتُمْ جَاهَدْتُكُمْ قِيلَ لَهُ: أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ أَلا تَتَكَبَّرُوا عَلَيَّ، قَالَ: نَعَمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وأتوني مسلمين
[الوجه الأول]
١٦٣١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُسْلِمِينَ يَقُولُ: مُوَحِّدِينَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٣١٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ يَقُولُ: مُخْلِصِينَ.
١٦٣١٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ فِي قَوْلِهِ: وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ: طَائِعِينَ.
١٦٣١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ: وَكَذَلِكَ كَانَ يَكْتُبُ الأَنْبِيَاءُ جُمَلا لَا يُسْهِبُونَ، وَلا يُكْثِرُونَ.
١٦٣١٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ الأَنْصَارِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ كَانَ يُقَالُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبْلَغَ النَّاسِ فِي كِتَابٍ، وَأَقَلَّهُ إِمْلاءً ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
2874
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي
١٦٣١٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي قَالَ: فَجَمَعَتْ رُؤوسَ مملكتها فشاورتهم فقالت إنه أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ لأَنَّهَا شَاوَرَتْهُمْ فِي أَمْرِهَا فَأَجْمَعَ رَأْيُهُمْ وَرَأْيُهَا عَلَى أَنْ يَغْزُوهُ.
١٦٣١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِهِ: أَفْتُونِي فِي أَمْرِي تَقُولُ: أَشِيرُوا بِرَأْيِكُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونَ
١٦٣١٧ - وَبِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِهِ: مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونَ تُرِيدُ حَتَّى تُشِيرُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا نَحْنُ أولوا قُوَّةٍ
١٦٣١٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله: نحن أولوا قوة قال فاجمع رأيهم ورأيها على أَنْ تَغْزُوَهُ فَخَرَجَتْ وَتَرَكَتْ سَرِيرَهَا فِي بُيُوتٍ بَعْضُهَا فِي أَثَرِ بَعْضٍ.
١٦٣١٩ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: قَالُوا نحن أولوا قُوَّةٍ قَالُوا: نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلِكٍ مَعَ كُلِّ مَلِكٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُسْتَلِمٍ فِي السِّلاحِ.
١٦٣٢٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ رَافِعٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَفْرَا، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ تَحْتَ يَدَيْ مَلِكَةِ سَبَأٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ قُيُولٍ تَحْتَ يَدَيْ كُلِّ قُيُولٍ مَائِهُ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَهُمُ الَّذِينَ قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد
قوله تعالى: وأولوا بَأْسٍ شَدِيدٍ
١٦٣٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ وأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ عَرَضُوا لَهَا الْقِتَالَ يُقَاتِلُونَ لَهَا.
قوله تعالى :﴿ قالوا نحن أولو قوة ﴾ آية ٣٣
حدثنا علي بن الحسين، ثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله : نحن أولوا قوة قال فاجمع رأيهم ورأيها على أن تغزوه فخرجت وتركت سريرها في بيوت بعضها في أثر بعض.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمد في قول الله : قالوا نحن أولوا قوة قالوا : نحن اثنا عشر ألف ملك مع كل ملك اثنا عشر ألف مستلم في السلاح.
حدثنا أبي، ثنا عمرو بن رافع، ثنا عبد الرحمن بن مفرا، عن الأعمش، عن مجاهد قال : كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيول تحت يدي كل قيول مائة ألف مقاتل، وهم الذين ﴿ قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ﴾.
قوله تعالى :﴿ وأولو بأس شديد ﴾
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ، أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله ﴿ وأولو بأس شديد ﴾ عرضوا لها القتال يقاتلون لها.
حدثنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، قال : بلغني في قول الله :﴿ نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد ﴾ نحن اثنا عشر ألف أسوار، مع كل واحد من الأسوار اثنا عشر ألف مستلم، والمستلم صاحب السلاح، فمن يحصي جيش هؤلاء كم كانوا. قال العباس، فذهبت أحصي كم كانوا فإذا هم ألف ألف ومائتي ألف قال أبي : وقد كان، ثم أعجب من هذا بلغني أن ذا القرنين كان إذا خرج غازيا تبعه من كل صنف الفعال سبعون ألف، وخرج نحو هذا الجبل فنزل فعسكره عرض هذا الجبل، قال : ومن ورائه ملكه فبلغها مقيمة، فخرجت في عسكرها فأحاطت بالجبل وبعسكر ذي القرنين.
قوله تعالى :﴿ والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ﴾
حدثنا أبي، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حماد بن زيد قال : ثنا أيوب قال : سمعت الحسن يقول : وسئل عن هذه الآية :﴿ والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ﴾ قال : ولو أمرهم علجة تضطرب ثدياها.
١٦٣٢٢ - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: بَلَغَنِي فِي قَوْلِ اللَّهِ:
نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَاسٍ شَدِيدٍ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُسْوَارٍ، مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الأُسْوارِ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُسْتَلِمٍ، وَالْمُسْتَلِمُ صَاحِبُ السِّلاحِ، فَمَنْ يُحْصِي جَيْشَ هَؤُلاءِ كَمْ كَانُوا. قَالَ الْعَبَّاسُ، فَذَهَبْتُ أُحْصِي كَمْ كَانُوا فَإِذَا هُمْ أَلْفُ أَلْفِ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ قَالَ أَبِي: وَقَدْ كَانَ، ثُمَّ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا بَلَغَنِي أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ كَانَ إِذَا خَرَجَ غَازِيًا تَبِعَهُ مِنْ كُلِّ صِنْفِ الْفِعَالِ سبعون ألف، وَخَرَجَ نَحْوَ هَذَا الْجَبَلِ فَنَزَلَ فَعَسْكَرُهُ عَرْضُ هَذَا الْجَبَلِ، قَالَ: وَمِنْ وَرَائِهِ مُلْكِهِ فَبَلَغَهَا مُقِيمَةً، فَخَرَجَتْ فِي عَسْكَرِهَا فَأَحَاطَتْ بِالْجَبَلِ وَبِعَسْكَرِ ذِي الْقَرْنَيْنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ
١٦٣٢٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الرَّبِيعٍ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ، ثنا أَيُّوبُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ قال: ولو أَمْرَهُمْ عِلْجَةً تَضْطَرِبُ ثَدْيَاهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً
١٦٣٢٤ - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً قَالَ:
إِذَا أَخَذُوهَا عُنْوَةً.
١٦٣٢٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَيْ عُنْوَةً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَفْسَدُوهَا
١٦٣٢٦ - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: أَفْسَدُوهَا قَالَ: أَخْرَبُوهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا
١٦٣٢٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً قَالَ: بالسيف.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
١٦٣٢٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ بِلْقَيْسُ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً قَالَ: يَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وإني مرسلة إليهم بهدية
[الوجه الأول]
١٦٣٢٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: قَالَتْ إِنِّي بَاعِثَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَمُصَانِعَتُهُمْ بِهَا، عَنْ مُلْكِي إِنْ كَانُوا أَهْلَ دُنْيَا، قَالَ: فَبَعَثَتْ إِلَيْهِمْ بِلَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فِي حَرِيرَةٍ وِدِيبَاجٍ، وَرُوِيَ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي صَالِحٍ نَحْوُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٣٣٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا شَبَابَةُ حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَإِنِّي مرسلة إليهم بهدية قال: جواري لِبَاسُهُنَّ الْغِلْمَانُ، وَغِلْمَانٌ لِبَاسُهُنَّ الْجَوَارِي.
١٦٣٣١ - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: أَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ ثَمَانِينَ مِنْ وَصِيفٍ وَوَصِيفَةٍ، وحلقت رؤوسهم كُلِّهِمْ وَقَالَتْ: إِنْ عَرَفَ الْغِلْمَانَ مِنَ الْجَوَارِي فَهُوَ نَبِيُّ، وَإِنْ لَمْ يُعْرِفِ الْغِلْمَانَ مِنَ الْجَوَارِي فَلَيْسَ بِنَبِيٍّ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَقَالَ: تَوَضَّئُوا فَجَعَلَ الْغُلامُ يَأْخُذُ مِنْ مِرْفَقَيْهِ إِلَى كَفِّهِ وَجَعَلَتِ الْجَارِيَةُ تَأْخُذُ مِنْ كَفِّهَا إِلَى مِرْفَقَيْهَا فَقَالَ: هَؤُلاءِ جَوَارٍي وَهَؤُلاءِ غِلْمَانٌ.
١٦٣٣٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَإِنْ يَكُنْ هَذَا الرَّجُلُ نَبِيًّا لَمْ يَقْبَلْ هَدِيَّتِي وَلا طَاقَةَ لَكُمْ بِقِتَالِهِ، وَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ قَبِلَ هَدِيَّتَكُمْ وَقَوِيتُمْ عَلَى قِتَالِهِ، فَبَعَثَتْ بِثَمَانِينَ غُلامًا، وَمِائَتَيْ جَارِيَةٍ لَبُّسْتِ الْغِلْمَانَ لِبَاسَ الْجَوَارِي وحلقت رؤوس الْجَوَارِي، وَلَبَّسَتْهُمْ لِبَاسَ الْغِلْمَانِ.
2877
١٦٣٣٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ زَنْجَةَ قَالا، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَوْلُهُ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: الْهَدِيَّةُ وُصْفًا وَوَصَائِفُ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ.
١٦٣٣٤ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ وَقَالَتْ: إِنْ هُوَ قَبِلَ الْهَدِيَّةَ فَهُوَ مَلِكٌ فقاتلوه دون ملككم، وإن لم يقبل الهرية فَهُوَ نَبِيُّ لَا طَاقَةَ لَكُمْ بِقِتَالِهِ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِهَدِيَّةٍ غِلْمَانٍ فِي هَيْئَةِ الْجَوَارِي وَحِلْيَتِهِمْ وجواري فِي هَيْئَةِ الْغِلْمَانِ وَلِبَاسِهِمْ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِلَبِنَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَبِخَرَزَةٍ مَثْقُوبَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِقِدْحٍ، فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ الْهَدِيَّةُ أَمَرَ الشَّيَاطِينَ فَمَوَّهُوا لَبِنَ الْمَدِينَةِ وَحِيطَانَهَا ذَهَبًا وَفِضَّةً، فَلَمَّا رأى ذلك رسلها قالوا: أين نذهب اللَّبِنَاتُ فِي أَرْضِ هَؤُلاءِ وَحِيطَانُهُمْ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، فَحَبَسُوا اللَّبِنَاتِ وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ مَا سِوَى ذَلِكَ وَقَالُوا: أَخْرِجْ لَنَا الْغِلْمَانَ مِنَ الْجَوَارِي فَأَمَرَهُمْ فتوضؤوا، فَأَخْرَجَ مِنَ الْجَوَارِي الْغِلْمَانَ.
أَمَّا الْجَارِيَةُ فَأَفْرَغَتْ عَلَى يَدِهَا، وَأَمَّا الْغُلامُ فَاغْتَرَفَ وَقَالُوا أَدْخِلْ لَنَا فِي هَذِهِ الْخَرَزَةِ خَيْطًا، فَدَعَا بِالدَّسَّاسِ فَرَبَطَ فِيهِ خَيْطًا، فَأَدْخَلَهُ فِيهَا، فَجَالَ فِيهَا، وَاضْطَرَبَ حَتَّى خَرَجَ مِنْ جَانِبِهِ الآخَرِ وَقَالُوا، امْلأْ لَنَا هَذَا الْقَدَحَ مَاءً لَيْسَ مِنَ الأَرْضِ وَلا مِنَ السَّمَاءِ فَأَمَرَ بِالْخَيْلِ، فَأُجْرِيَتْ حَتَّى أَزْبَدَتْ مُسِحَ عَرَقُهَا، فَجَعَلُوهُ فِيهِ حَتَّى مَلأَهُ وَخَرَجَتْ حِينَ بَعَثَتِ الْهَدِيَّةَ تُرِيدُ الْقِتَالَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٣٣٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رنجة، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: كَانَتِ الْهَدِيَّةُ جَوْهَرًا.
١٦٣٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ إِنْ الْهَدِيَّةَ هَذِهِ لَمَّا جَاءَتْ سُلَيْمَانَ مَيَّزَ بَيْنَ الْغِلْمَانِ وَالْجَوَارِي وفضلهم بِالْوُضُوءِ، فَغَسَلَ الْغِلْمَانُ ظُهُورَ السَّوَاعِدِ قَبْلَ بُطُونِهَا، وَغَسَلَتِ الْجَوَارِي بُطُونَ السَّوَاعِدِ قَبْلَ ظُهُورِهَا.
2878
١٦٣٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١»، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فِي قَوْلِهِ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ:
أَهْدَتْ لَهُ صَحَائِفَ الذَّهَبِ فِي أَوْعِيَةِ الدِّيبَاجِ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ سُلَيْمَانَ أَمَرَ الْجِنَّ فَمَوَّهُوا لَهُ الآجُرَّ بِالذَّهَبِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُلْقِيَ فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا جَاءُوا رَأَوْهُ مُلْقًى فِي الطَّرِيقِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَقَالُوا جِئْنَا نَحْمِلُ شَيْئًا نَرَاهُ مُلْقًى هَاهُنَا، فَالتَّفَتَ إِلَيْهِ فَصَغُرَ فِي أَعْيُنِهِمْ مَا جَاءُوا بِهِ.
١٦٣٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: رَحِمَهَا اللَّهُ إِنْ كَانَتْ لَعَاقِلَةً فِي إِسْلامِهَا وَشِرْكِهَا، قَدْ عَلِمَتْ أَنَّ الْهَدِيَّةَ تَقَعُ مَوْقِعًا مِنَ النَّاسِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ
١٦٣٣٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَصَارَتْ حَتَّى إِذَا كَانَتْ قريبة قالت: أرسل إليه بهدية فإن قبلها فهو ملكا أُقَاتِلُهُ، وَإِنْ رَدَّهَا تَابَعْتُهُ فَهُوَ نَبِيُّ، فَلَمَّا دَنَتْ رُسُلُهَا مِنْ سُلَيْمَانَ خَرَّبَهَا، فَأَمَرَ الشَّيَاطِينَ فَمَوَّهُوا لَهُ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَلَمَّا رَأَتْ رُسُلُهَا قُصُورَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، قَالُوا: مَا يَصْنَعُ هَذَا بِهَدِيَّتِنَا، وَقُصُورُهُ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ
١٦٣٤٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنبأ ابن أبي زائدة، أنبأ ابن أبي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ قَالَ: أُهْدِيَ لَهُ آنِيَةٌ أَوْ لَبِنَةٌ أَوْ قَالَ: آنِيَةٌ مِنْ ذَهَبٍ تَجْرِبَةً، قَالَتْ: إِنْ كَانَ يُرِيدُ عَلِمْتُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ
١٦٣٤١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بن هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ. ثُمّ قَالَتْ: إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابٌ لَمْ يَأْتِنِي مِثْلُهُ مِنْ مَلِكٍ مِنَ الْمُلُوكِ قِبْلَهُ فَإِنْ يَكُنِ الرَّجُلُ نَبِيًّا مُرْسَلا فَلا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَلا قُوَّةَ لَنَا بِهِ، وَإِنْ يكن
(١). التفسير ٢/ ٦٩.
2879
الرَّجُلُ مَلِكًا يُكَابِرُ فَلَيْسَ بِأَعَزَّ مِنَّا، وَلا أَعَدَّ فَهَيَّأَتْ لَهُ هَدَايَا مِمَّا تَهْدِي لِلْمُلُوكِ مِمَّا يَضِنُّونَ بِهِ فَقَالَتْ: إِنْ يَكُنَ مَلِكًا فَسَيَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيَرْغَبُ فِي الْمَالِ، وَإِنْ يَكُنْ نَبِيًّا فَلَيْسَ لَهُ فِي الدُّنْيَا حَاجَةً وَلَيْسَ إِيَّاهَا يُرِيدُ إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُدْخَلَ مَعَهُ فِي دِينِهِ وَيُتْبَعَ عَلَى أَمْرِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ
١٦٣٤٢ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ:
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ بِهَدِيَّتِهَا قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ
١٦٣٤٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ: فَلَمَّا أَتَتِ الْهَدَايَا سُلَيْمَانَ فِيهَا، الْوَصَائِفُ والوصيف، والخيل العراب وَأَصْنَافٌ مِنْ أَصْنَافِ الدُّنْيَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ
١٦٣٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنبأ ابن أبي زائدة، أنبأ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَرَدَّهَا، وَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا
١٦٣٤٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ قَالَ لِلرُّسُلِ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ
١٦٣٤٦ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَبَعَثَتْ إِلَيْهِمْ بوصائف ووصفا، وألبستهم لباسا واحدا حتى لا يعرف ذكرا مِنْ أُنْثَى، فَقَالَتْ: إِنْ زَيَّلَ بَيْنَهُمْ حَتَّى يَعْرِفَ الرَّجُلَ مِنَ الأُنْثَى، ثُمَّ رَدَّ الْهَدِيَّةَ فَإِنَّهُ نَبِيُّ وَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتْرُكَ مُلْكَنَا وَنَتَّبِعَ دِينَهُ وَنَلْحَقَ بِهِ، فَرَدَّ سُلَيْمَانُ الْهَدِيَّةَ وزيل بينهم فقال: هؤلاء غلمان وهؤلاء جواري قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ
١٦٣٤٧ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: وَكَانَ لها يعني بلقيس اثنا عشر قيل، مَعَ كُلَّ قَيْلٍ اثْنَا عَشَرَ فَقَالَتْ: أَشِيرُوا علي إني مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِمِائَةِ فَرَسٍ عَلَيْهَا مِائَةُ وَصِيفٍ فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ عَرَفَ ذَلِكَ فَقَالَ: فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ لِمَنْ تَحْتِ يَدِهَا: إِنِّي سَائِلَةٌ، عَنْ ثَلاثَةِ أَشْيَاءَ فَإِنْ أَخْبَرَنِي بِهَا وَضَعْتُ مُلْكِي فِي مُلْكِهِ فَسَأَلَتْهُ فَقَالَتْ: أَخْبَرْنِي، مَا مَاءٌ لَيْسَ مِنْ أَرْضٍ وَلا سَمَاءٍ وَكَيْفَ لَوْنُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَاهَمَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ حِينَ سَأَلَتْهُ، عَنْ لَوْنِ الرَّبِّ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنِّي سَأُنْسِيهَا مَا سَأَلَتْ عَنْهُ، قَالَ: فَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِخَيْلٍ فَأُعْرِقَتْ، ثُمَّ سَلَتَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الزَّبَدِ وَالْعَرَقِ فَقَالَ لَهَا: هَذَا مَاءٌ لَيْسَ مِنْ أَرْضٍ وَلا سَمَاءٍ فَقَالَتْ:
صَدَقْتَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ سَأَلَتْنِي عَنْهُ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي فَأَنْسَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ.
١٦٣٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ أَيْ أَنَّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِي هَدِيَّتِكُمْ، وَلَيْسَ رَأْيِي فِيهَا كَرَأْيِكُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ارْجِعْ إليهم فلنأتينهم بجنود
[الوجه الأول]
١٦٣٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ قَالَ: مَا نَرَاهُ يَعْنِي إِلا الرُّسُلَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٣٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَدَّ سُلَيْمَانُ هَدِيَّتَهَا وَقَالَ لِلْهُدْهُدِ: ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا
١٦٣٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ أَيْ أَنَّهُ لَا حَاجَةَ لِي فِي هَدِيَّتِكُمْ، وَلَيْسَ رَأْيِي فِيهَا كَرَأْيِكُمْ، فَأَرْجِعْ إِلَيْهَا بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُود
١٦٣٥٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا يَقُولُ: لِمَا تَبِعَنِي مِنْ جُنُودِ الإِنْسِ وَالْجِنِّ وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ منها أذلة
قَوْلُهُ تَعَالَى: لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا
١٦٣٥٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أنبأ ابن أبي زائدة، أنبأ ابن أبي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَوْلُهُ: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا لَا طَاقَةَ لَهُمْ بِهَا- وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً
١٦٣٥٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً يَقُولُ: بِالذُّلِّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ صَاغِرُونَ
١٦٣٥٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَهُمْ صَاغِرُونَ أَيْ لَتَأْتِيَنِّي مَسْلَمَةً، هِيَ وَقَوْمُهَا، فَلَمَّا رَجَعَتْ إِلَيْهَا الرُّسُلُ بِمَا قَالَ: قَالَتْ: قَدْ وَاللَّهِ عَرَفْتُ مَا هَذَا بِمَلِكٍ، وَمَا لَنَا بِهِ طَاقَةٌ وَمَا نَصْنَعُ بِمُكَابَرَتِهِ شَيْئًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قال يا أيها الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا
١٦٣٥٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ:
يَا أيها الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
١٦٣٥٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَلَمَّا أَتَى فَقَالَ لِهُدْهُدٍ مِنْ عِنْدِ سُلَيْمَانَ: عَجَّلَ سُلَيْمَانُ وَكَانَ آدَمَيًّا، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
١٦٣٥٨ - ذَكَرَ أَبِي، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنبأ عَبْدَانُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَأَقْبَلَ مَعَهَا أَلْفُ قَيْلٍ مَعَ كُلِّ قَيْلٍ مِائَةُ أَلْفٍ، فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ وَهَجَ الغبار قال يا أيها الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
١٦٣٥٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ،
2882
عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ سُلَيْمَانَ أَنَّهَا جَائِيَةٌ، وَكَانَ قَدْ ذُكِرَ لَهُ عَرْشُهَا فَأَعْجَبَهُ، وَكَانَ عَرْشُهَا مِنْ ذَهَبٍ وَقَوَائِمُهُ لُؤْلُؤٌ وَجَوْهَرٌ وَكَانَ مُسْتَتِرًا بِالدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ تِسْعَةُ مَغَالِيقَ فَكَرِهَ أَنْ يَأْخُذَهُ بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَقَدْ عَلِمَ نَبِيُّ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُمْ مَتَى مَا أَسْلَمُوا تَحْرُمُ أَمْوَالُهُمْ مَعَ دِمَائِهِمْ، فَأَحَبَّ أَنْ يُؤْتَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
١٦٣٦٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَتْ رُسُلُهَا فَأَخْبَرُوهَا أَنَّ سُلَيْمَانَ رَدَّ الْهَدِيَّةَ وَفَدَتْ إِلَيْهِ وَأَمَرَتْ بِعَرْشِهَا فَجُعِلَ فِي سَبْعَةِ أَبْيَاتٍ وَغُلِّقَتْ عَلَيْهَا، فَأَخَذَتِ الْمَفَاتِيحَ فَلَمَّا بَلَغَ سُلَيْمَانَ مَا صَنَعَتْ بِعَرْشِهَا قال يا أيها الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
١٦٣٦١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَتْ إِلَيْهَا الرُّسُلُ بِمَا قَالَ: قَالَتْ:
قَدْ وَاللَّهِ عَرَفْتُ مَا هَذَا بِمَلِكٍ وَمَا لَنَا بِهِ مِنْ طَاقَةٍ وَمَا نَصْنَعُ بِمُكَابَرَتِهِ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ إِنِّي قَادِمَةٌ عَلَيْكَ قَادِمَةٌ بِمُلُوكِ قَوْمِي حَتَّى أَنْظُرَ مَا أَمْرُكَ، وَمَا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مِنْ دِينِكَ، ثُمَّ أَمَرَتْ بِسَرِيرِ مُلْكِهَا الَّذِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَيْهِ وَكَانَ مِنْ ذَهَبٍ مُفَصَّصٍ بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ وَاللُّؤْلُؤِ فَجُعِلَ فِي سَبْعَةِ أَبْيَاتٍ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، ثُمَّ أُقْفِلَتْ عَلَيْهِ الأَبْوَابُ، وَكَانَتْ إِنَّمَا يَخْدُمُهَا النِّسَاءُ مَعَهَا سِتُّمِائَةِ امْرَأَةٍ يَخْدُمْنَهَا، ثُمَّ قَالَتْ لِمَنْ خَلَّفَتْ عَلَى سُلْطَانِهَا احْتَفِظْ بِمَا قِبَلَكَ وَسَرِيرِ مُلْكِي فَلا يَخْلُصْ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَلا يَرَيَنَّهُ حَتَّى آتِيَكَ، ثُمَّ شَخَصَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ فِي أَثْنَى عَشَرَ أَلْفَ قَيْلٍ مِنْ مُلُوكِ الْيَمَنِ مَعَهَا تَحْتَ يَدَيْ كُلِّ قَيْلٍ مِنْهُمْ ألوفٌ كَثِيرَةٌ، فَجَعَلَ سُلَيْمَانُ يَبْعَثُ الْجِنَّ فَيَأْتُونَهُ بِمَسِيرِهَا وَمَنْهَاهَا كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، حَتَّى إِذَا دَنَتْ جَمَعَ مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ مِمَّنْ تحت يديه فقال: يا أيها الملؤا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِعَرْشِهَا
١٦٣٦٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» قَوْلُهُ: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا سرير في أريكة
(١). التفسير ٢/ ٤٧١.
2883
قَوْلُهُ: قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ
١٦٣٦٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ: فَتَحْرُمُ عَلَيَّ أَمْوَالُهُمْ بِإِسْلامِهِمْ- وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَالسُّدِّيِّ وَقَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ
١٦٣٦٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْمُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ، وَدُحَيْمٌ قَالا، ثنا مَرْوَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَوْلُهُ: عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ كَأَنَّهُ جَبَلٌ.
١٦٣٦٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ: عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ قَالَ: عَظِيمٌ.
١٦٣٦٦ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جريح، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ قَالَ: مَارِدٌ مِنَ الْجِنِّ.
١٦٣٦٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْجِبَائِيِّ قَالَ: كَانَ اسْمُ الْعِفْرِيتِ كَوْزَنٌ
١٦٣٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ اسْمُهُ كَوْزَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنَا آتِيَكَ بِهِ قبل أن تقوم من مقامك
١٦٣٦٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ قَالَ:
قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَجْلِسِكَ.
١٦٣٧٠ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١»
قَوْلُهُ: مِنْ مَقَامِكَ قَالَ: مِنْ مَقْعَدِكَ.
١٦٣٧١ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ مِنْ مَجْلِسِكَ الَّذِي تَجْلِسُ فِيهِ لِلْقَضَاءِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ إِذَا جَلَسَ لِلْقَضَاءِ لَمْ يَقُمْ حَتَّى تزول الشمس.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٢.
١٦٣٧٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَالْمَقَامُ الَّذِي هُوَ الْمَقْعَدُ حَيْثُ يَقْعُدُ النَّاسِ لِلطَّعَامِ حَيْثُ يَطْعَمُ قَالَ: أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ.
١٦٣٧٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ قَالَ: مِنَ الْجِنِّ قَالَ: أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيُّ أَمِينٌ
[الوجه الأول]
١٦٣٧٤ - حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ لِصَخْرٍ الْجِنِّيّ: إني عَلَيْهِ لَقَوِيُّ أَمِينٌ يَقُولُ: عَلَى حَمْلِهِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَرُوِيَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِنَحْوِهِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٣٧٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُعَافَى، ثنا أَبُو تَوْبَةَ جَرْوَلُ بْنُ حَنْفَلٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيُّ أَمِينٌ قَالَ: أَمِينٌ عَلَى جَوْهَرِهِ وَرُوِيَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِثْلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ الَّذِي عنده علم من الكتاب
[الوجه الأول]
١٦٣٧٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الإِنْسِ يُقَالُ ذُو النُّورِ، كَانَ عِلْمُهُ الْكِتَابُ
١٦٣٧٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي قَوْلَهُ: الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ قَالَ آصِفٌ كَاتِبُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
١٦٣٧٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَى صَالِحٍ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الإِنْسِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٣٧٩ - قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ إنه الخضر.
2885
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٣٨٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
مُؤْمِنُ الإِنْسِ وَاسْمُهُ آصِفٌ.
١٦٣٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَبْتَغِي أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ لَهُ آصِفُ بْنَ بَرْخِيَا، وَكَانَ صِدِّيقًا يَعْلَمُ الاسْمَ الأَعْظَمَ.
١٦٣٨٢ - ذُكِرَ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ يَعْنِي قَوْلَهُ: الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٍ مِنَ الْكِتَابِ قَالَ كَانَ اسْمُهُ أُسْطُومَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ
١٦٣٨٣ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بن أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: دعا الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ يَا إِلَهَنَا وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ إلها واحدا لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ائْتِنِي بِعَرْشِهَا، قَالَ: فَمَثُلَ لَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
١٦٣٨٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» قَوْلُهُ: الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ الاسْمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَهُوَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
١٦٣٨٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ وَكَانَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنَا آتِيكَ به
١٦٣٨٦ - حدثنا عليه بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وهب، حدثني مالك، عن هذا الآيَةِ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ بِعَرْشِ تِلْكَ الْمَرْأَةِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ: كَانَتْ بِالْيَمَنِ، وسليمان بالشام.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٢.
2886
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ
١٦٣٨٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا سفيان، عن عطاء ابن السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ مَدُّ بَصَرِكَ.
١٦٣٨٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ كَاتِبُ سُلَيْمَانَ لِسُلَيْمَانَ: ارْفَعْ بَصَرَكَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ طَرْفُهُ إِذَا هُوَ بِسَرِيرٍ.
١٦٣٨٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ: لَمَّا تَكَلَّمَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ دَخَلَ الْعَرْشُ تَحْتَ الأَرْضِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ مُذْ طَلَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
١٦٣٩٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ يَعْنِي قَوْلَهُ: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ يُقَالُ لَهُ آصِفٌ وَكَانَ صِدِّيقًا يَعْلَمُ الاسْمَ الأَعْظَمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، قَالَ:
يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنَا آتِيَكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَمُدَّ عَيْنَيْكَ فَلا يَنْتَهِي طَرْفُكَ إِلَى مَدَاهُ حَتَّى أُمْثِلُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ، قَالَ ذَلِكَ أُرِيدُ، فَذَكَرُوا أَنَّ آصِفَ تَوَضَّأَ ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ- امْدُدْ عَيْنَيْكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ طَرْفُكَ فَمَدَّ سُلَيْمَانُ عَيْنَيْهِ نَحْوَ الْيَمَنِ، وَدَعَا آصْفٌ فَانْخَرَقَ بِالْعَرْشِ مَكَانُهُ الَّذِي هُوَ فِيهِ ثُمَّ نَبَعَ بَيْنَ يَدَيْ سُلَيْمَانَ.
١٦٣٩١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَ هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: جِئَ بِالْعَرْشِ فِي نَفَقٍ فِي الأَرْضِ يَعْنِي سرب فِي الأَرْضِ.
١٦٣٩٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: فَدَعَا بِاسْمِ اللَّهِ الأَعْظَمِ فَانْخَرَقَتِ الأَرْضُ مِنْ أَرْضِ سَبَأٍ، فَخَرَجَ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ بَيْنَ يَدَيْ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
١٦٣٩٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا أَنْظُرُ فِي كِتَابِ رَبِّي ثُمَّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ:
فَتَكَلَّمَ ذَلِكَ الْعَالِمُ بِكَلامٍ دَخَلَ الْعَرْشُ فِي نَفَقٍ تَحْتَ الأَرْضِ حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِمْ.
2887
١٦٣٩٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قوله: حتى يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ: إِذَا مُدَّ النَّظَرُ حَتَّى يَرْتَدَّ إِلَيْكَ الطَّرْفُ خَاسِئًا.
١٦٣٩٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ لِسُلَيْمَانَ: ارْفَعْ طَرْفَكَ قَالَ: فَرَفَعَ طَرْفَهُ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ.
١٦٣٩٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قِيلَ لَهُ أَرْفَعْ بصرك من حيث يجئ العرش فلم يطرف حتى جئ بِهِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
١٦٣٩٧ - حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، ثنا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ: مَدُّ بَصَرُهُ كَمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحِيرَةِ قَالَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي كِنْدَةَ.
١٦٣٩٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ: قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ. مِنْ قَبْلِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْكَ أَقْصَى مَنْ تَرَى.
١٦٣٩٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ: مِنْ مَجْلِسِكَ.
١٦٤٠٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
فَعَلِمَتِ الْجِنُّ يَوْمَئِذٍ أَنَّ الإِنْسَ أَعْلَمُ مِنْهَا.
١٦٤٠١ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قَالَ: دَعَا بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَإِذَا عَرْشُهَا يُحْمَلُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلا يَدْرِي ذَلِكَ الاسْمَ قَدْ خَفِيَ ذَلِكَ الاسْمُ عَلَى سُلَيْمَانَ وَقَدْ أُعْطِيَ مَا أُعْطِيَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ
١٦٤٠٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ
2888
بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ وَكَانَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْلَمُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَارْتِدَادُ الطَّرْفِ أَنْ يَرْمِيَ بِبَصَرِهِ حَيْثُ بَلَغَ ثُمَّ يَرُدُّ طَرْفَهُ قَالَ: فَدَعَاهُ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ جَزِعَ وَقَالَ: رَجُلٌ غَيْرِي أَقْدِرُ عَلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنِّي.
١٦٤٠٣ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ كَانَتْ بِالْيَمَنِ وَسُلَيْمَانُ بِالشَّامِ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي َأأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَتَلا هَذِهِ الآيَةَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ
١٦٤٠٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ أَشْكُرُ عَلَى الْعَرْشِ إِذْ أُتِيتُ بِهِ فِي سُرْعَتِهِ أَمْ أَكْفُرُ إِذْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي فِي الدُّنْيَا.
١٦٤٠٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: ثُمَّ تَذَكَّرَ سُلَيْمَانُ وَقَالَ: هذا الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِي وَمُلْكِي، مَلَّكَنِي عَلَيْهِ وَجَعَلَهُ تَحْتِي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ أَفَلا أُؤَدِّي شُكْرَهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غني كريم
١٦٤٠٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ قَالَ: ثُمَّ عَزَّمَ اللَّهُ لَهُ عَلَى الشُّكْرِ فَقَالَ: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيُّ كَرِيمٌ
١٦٤٠٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ لَا وَاللَّهِ مَا جَعَلَهُ فَخْرًا وَلا بَطَرًا وَلا أَشَرًا، وَلَكِنْ جَعَلَهُ شُكْرًا وَذِكْرًا وَتَوَاضُعًا لِلَّهِ.
١٦٤٠٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قال سفيان في قوله:
(١). سورة سبأ: آية ١٢.
2889
لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيُّ كَرِيمٌ قَالَ: سَبَّحَ قَبْلَهَا وَلَمْ يَأْشَرْ وَلَمْ يَبْطَرْ لَوْ لَمْ يَقُلْهَا لَسَاخَتْ بِهِ الأَرْضُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا
١٦٤٠٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرُ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ فنزع عنه فصوصه، ومرافقه وما كان عليها مِنْ شَيْءٍ فَقِيلَ لَهَا: أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ
١٦٤١٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ ابن حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا قَالَ: أَمَرَ بِالْعَرْشِ فَصُيِّرَ مَا أَحْمَرَّ جُعِلَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ أَخْضَرَ صُيِّرَ أَحْمَرَ غُيِّرَ كُلٌّ مِنْ حَالِهِ.
١٦٤١١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» قَوْلُهُ: نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا غَيِّرُوا.
١٦٤١٢ - حَدَّثَنَا أَبَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ الإربلي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَى صَالِحٍ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا قَالَ: اجْعَلُوا فِيهِ تِمْثَالَ السَّمَكِ.
١٦٤١٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا قَالَ: زِيدُوا فِيهِ وَأَنْقِصُوا مِنْهُ.
١٦٤١٤ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا وَتَنْكِيرُهُ أَنْ يُجْعَلَ أَسْفَلُهُ أَعْلاهُ وَمُقَدَّمُهُ مُؤَخَّرَهُ، وَيُزَادُ فِيهِ أَوْ يُنْقَصَ مِنْهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: نَنْظُرْ
١٦٤١٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ قَالَ:
لَنَنْظُرَ إِلَى عَقْلِهَا فَوُجِدَتْ ثَابِتَةَ الْعَقْلِ.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٢.
قوله تعالى: أتهتدي
[الوجه الأول]
١٦٤١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي يَقُولُ: تَعْرِفُ السَّرِيرَ- وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٤١٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ نَنْظُرُ أَتَهْتَدِي أَيْ تَعْقِلُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ
[الوجه الأول]
١٦٤١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الله ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ يَقُولُ: أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ- وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ وَزُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٤١٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ نَنْظُرُ أَتَهْتَدِي أَيْ تَعْقِلُ أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ أَيْ أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ فَفَعَلَ ذَلِكَ لَيَنْظُرَ أَتَعْرِفُهُ أَمْ لَا تَعْرِفُهُ.
قَوْلُهُ تعالى: فَلَمَّا جَاءَتْ
١٦٤٢٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: فَحَدَّثَنَا سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ فَلَمَّا جَاءَتْ قَالَ: فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ أَخْرَجَ لَهَا عَرْشَهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ
١٦٤٢١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ العوام، عن سفيان ابن حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ فَلَمْ تَدْرِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ
١٦٤٢٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ: كَأَنَّهُ هُوَ شَبَّهَتْهُ وَقَدْ كَانَتْ تَرَكَتْهُ خَلْفَهَا فَوَجَدَتْهُ أَمَامَهَا.
١٦٤٢٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ فَلَمَّا دَخَلَتْ وَقَدْ غُيِّرَ عَرْشُهَا فَجُعِلَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ حِلْيَتِهِ أَوْ فَرْشِهِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ لِيُلْبِسُوا عَلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ فَرَهِبَتْ أَنْ تَقُولَ نَعَمْ هُوَ فَيَقُولُونَ مَا هَكَذَا كَانَ حِلْيَتُهُ وَلا كُسْوَتُهُ هَكَذَا، وَرَهِبَتْ أَنْ تَقُولَ لَيْسَ هُوَ فَيُقَالُ لَهَا بَلْ هُوَ هُوَ ولكنا غيرناه ف قالت كَأَنَّهُ هُوَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا
١٦٤٢٤ - حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» قَوْلُهُ: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا سُلَيْمَانُ يَقُولُهُ وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٤٢٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا سُلَيْمَانُ يَقُولُهُ أُوتِيَ مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَتَوْحِيدَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكُنَّا مُسْلِمِينَ
١٦٤٢٦ - بِهِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَوْلُهُ: وَكُنَّا مُسْلِمِينَ يَقُولُ: مُخْلِصِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
١٦٤٢٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢» قَوْلُهُ: وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفْرُهَا بِقَضَاءِ اللَّهِ غَيْرِ الْوَثَنِ أَنْ تَهْتَدِيَ لِلْحَقِّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ
١٦٤٢٨ - ذُكِرَ عَنْ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ أَيْ بِصُدُودِهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ وَإِنَّمَا وَصَفَهَا، وَلَيْسَ بمستأنف.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٣.
(٢). المرجع السابق
قوله تعالى: يل لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ
١٦٤٢٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ الشَّيَاطِينَ فَجَعَلُوا لَهَا صَرْحًا مُمَرَّدًا مِنْ قَوَارِيرَ وَجَعَلَ فِيهَا تَمَاثِيلَ السَّمَكِ فَقِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الصرح.
١٦٤٣٠ - حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١»
قوله: صرح
بِرْكُةُ مَاءٍ ضَرَبَ عَلَيْهَا سُلَيْمَانُ قَوَارِيرَ أَلْبَسَهَا وَكَانَتْ بِلْقَيْسُ هَلْبَاءَ شَعْرَاءُ قَدَمَاهَا حَافِرٌ كَحَافِرِ الْحِمَارِ، وَكَانَتْ أُمُّهَا جِنِّيَّةً.
١٦٤٣١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: يل لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
مَاءً وَكَانَ الصَّرْحُ بِنَاءً مِنْ قَوَارِيرَ بُنِيَ عَلَى الْمَاءِ فَلَمَّا رَأَتِ اخْتِلافَ السَّمَكِ وَرَاءَهُ لَمْ يَشْتَبِهْ عَلَيْهَا أَنَّهُ لُجَّةُ مَاءٍ، كَشَفَتْ، عَنْ سَاقَيْهَا، وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ أَحَدَ أَبَوَيْهَا كَانَ جَنِيًّا وَكَانَ مُؤَخَّرُ رِجْلِهَا كَحَافِرِ الدَّابَّةِ وَكَانَتْ إِذَا وَضَعَتْهُ عَلَى الصَّرْحِ هَشَّمَتْهُ.
١٦٤٣٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: كَانَ الصَّرْحُ مِنْ قَوَارِيرَ وَجُعِلَ فِيهِ تِمْثَالُ السَّمَكِ.
١٦٤٣٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: وَكَانَ قَدْ نُعِتَ لَهُ خَلْقُهَا فَأَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى سَاقَيْهَا فَأَمَرَ بالحمام فصنع، وقيل لهاخلي الصرح
، فلما دخلته ظنت أنه ماء فشفت، عن ساقيها.
قوله تعالى: لما رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
١٦٤٣٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَنْبَأَ هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شدادلما رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
ظَنَّتْ أَنَّهُ مَاءٌ.
١٦٤٣٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ سُلَيْمَانُ بِالصَّرْحِ وَقَدْ عَمِلَتْهُ الشَّيَاطِينُ مِنْ زَجَاجٍ كَأَنَّهُ الْمَاءُ بَيَاضًا ثُمَّ أُرْسِلَ الْمَاءُ تَحْتَهُ، ثُمَّ وُضِعَ لَهُ سَرِيرٌ فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَعَكَفَتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ والجن والإنس
(١). التفسير ٢/ ٤٧٣.
2893
١٦٤٣٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا شُعَيْبُ بنُ زُرَيْقٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عكرمةسبته لجة
قال: بحرا.
قوله تعالى: كشفت، عَنْ سَاقَيْهَا
١٦٤٣٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ كشفت، عَنْ سَاقَيْهَا
فَإِذَا فِيهَا الشَّعْرُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِصَنْعَةِ النورة فصنعت فقيل لهانه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
١٦٤٣٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْدُوَ فِي غَدْوِهِ وَرَوْحِهِ رَكِبَ فِيمَنْ أَحَبَّ مِنْ خَيْلِهِ ثُمَّ قَالَ: يَأْتِينَا رِيحُ كَذَا وَكَذَا بِإِذْنِ اللَّهِ تَحْمِلُنَا إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَتُقْبِلُ فِي عِصَارٍ حَتَّى تُطِيفَ بِهِمْ فَيَدْفَعُوا خُيُولَهُمْ فِيهَا فَيَنْتَهُوا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي يُرِيدُ وَقَدْ غَابَتْ أَثْغَارُهَا وَحُرَمُهَا، وَلُجَمُهَا فِي الزَّبَدِ، وَكَانَتْ صَاحِبَةُ سَبَأٍ حِينَ أَتَتْ إِلَى الصَّرْحِ نَظَرَتْ إِلَى الحيتان كشفت، عن ساقيها
... سبته لجة
فقيل لها: نه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ
قَالَ: رَبِيعَةُ: وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى الصَّرْحِ عَرَفَتْ وَاللَّهِ الْعِلْجَةُ أَنْ قَدْ رَأَتْ مُلْكًا أَعْظَمَ مِنْ مُلْكِهَا.
١٦٤٣٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السدي كشفت، عَنْ سَاقَيْهَا
فَنَظَرَ إِلَى سَاقَيْهَا عَلَيْهَا شَعْرٌ كَثِيرٌ، فَوَقَعَتْ مِنْ عَيْنِهِ وَكَرِهَهَا. فَقَالَتْ لَهُ الشَّيَاطِينُ: نَحْنُ نَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا يُذْهِبُهُ فَصَنَعُوا لَهُ نَوْرَةً مِنْ أَصْدَافٍ فَطَلَوْهَا فَذَهَبَ الشَّعْرُ، وَنَكَحَهَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ.
١٦٤٤٠ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: وَكَانَتْ بِلْقَيْسٍ هَلْبَاءَ شَعْرَاءَ حَافِرُهَا حَافِرُ حِمَارٍ وَكَانَتِ الِجِنِيَّةُ طَوِيلَةَ الذَّيْلِ
قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ وَيُقَالُ كَانَتْ أَحْسَنَ النَّاسِ سَاقًا وَقَدَمًا مِنْ سَاقٍ شَعْرًا، فَذَلِكَ حِينَ أَمَرَ الْجِنَّ فَاحْتَالُوا فَوَضَعُوا لَهُ النَّوْرَةَ، فَذَلِكَ أَوَّلُ مَا صُنِعَتِ النَّوْرَةُ.
١٦٤٤١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ،
2894
عَنْ زَائِدَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، ثنا مجاهد، عن ابن عباس كشفت، عَنْ سَاقَيْهَا
قَالَ: فَإِذَا هِيَ شَعْرَاءُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا قَبِيحٌ مَا يُذْهِبُهُ؟ قَالَ: فَقَالُوا: تُذْهِبُهُ الْمَوَاسِي قَالَ: فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَثَرُ الْمَوَاسِي: قَالَ: فَجَعَلَتِ الشَّيَاطِينُ النَّوْرَةَ، قَالَ: فَهُوَ أَوَّلُ مَا جُعِلَتِ النَّوْرَةُ.
١٦٤٤٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَتْ بِلْقَيْسُ زَبَّاءَ، هَلْبَاءَ. قَالَ: الزَّبَّاءُ:
الْكَثِيرَةُ الشَّعْرِ وَالْهَلْبَاءُ: الطَّوِيلَةُ الشعر.
قوله تعالى: نه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ
١٦٤٤٣ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، ثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ رح مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ
قَالَ: أَمَرَ الشَّيَاطِينَ فَبَنَوْا لَهَا قَصْرًا مِنْ قَوَارِيرَ فِيهِ تَمَاثِيلُ السَّمَكِ لما رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ، عَنْ سَاقَيْهَا
قِيلَ لها: نه صَرْحٌ مُمَرَّدً مِنْ قَوَارِيرَ
١٦٤٤٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو بِشْرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ أَنْبَأَ بِهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلِهِ: رح مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ
قَالَ: الْمُمَرَّدُ الطَّوِيلُ.
١٦٤٤٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، ثُمّ قَالَ: خلي الصَّرْحَ
لِيُرِيَهَا مُلْكًا هُوَ أَعَزُّ مِنْ مُلْكِهَا، وَسُلْطَانًا هو أعظم من سلطانهالما رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ، عَنْ سَاقَيْهَا
لَا تَشُكُّ إِلَّا أَنَّهُ مَاءٌ تَخُوضُهُ، فَقِيلَ لهانه صَرْحً مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ
فَلَمَّا وَقَفَتْ عَلَى سُلَيْمَانَ دَعَاهَا إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَعَاتَبَهَا فِي عِبَادَةِ الشَّيْطَانِ دُونَ اللَّهِ.
قوله تعالى: الت رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لله رب العالمين
١٦٤٤٦ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: قال سفيان: يل لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً
فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا: إِنَّمَا أَرَادَ سُلَيْمَانُ أَنْ يُغْرِقَنِي فِي الْبَحْرِ، كَانَ
2895
غَيْرُ هَذَا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، فَلَمَّا قِيلَ لهانه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
تَعْنِي الظَّنَّ الَّذِي ظَنَّتْ بِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
١٦٤٤٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ: فَلَمَّا وَقَفَتْ عَلَى سُلَيْمَانَ وَدَعَاهَا إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَعَاتَبَهَا فِي عِبَادَةِ الشَّيْطَانِ دُونَ اللَّهِ، فَقَالَتْ بقول الزنادقة أو ليس بِأُخَيَّةٍ فَوَقَعَ سُلَيْمَانُ سَاجِدًا إِعْظَامًا لِمَا قَالَتْ وَسَجَدَ مَعَهُ النَّاسُ، وَسَقَطَ فِي يَدِهَا حِينَ رَأَتْ سُلَيْمَانَ صَنَعَ مَا صَنَعَ، فَلَمَّا رَفَعَ سُلَيْمَانُ رَأْسَهُ قَالَ: وَيْحَكِ، مَاذَا قُلْتِ وَأُنْسِيَتْ ما قالت، فقالت. ب إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
فَأَسْلَمَتْ فَحَسُنَ إِسْلامُهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أسلمت مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
١٦٤٤٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، ثنا مُجَاهِدٌ وَنَحْنُ فِي الأَزْدِ، ثنا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كَانَ سُلَيْمَانُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ عَلَى سَرِيرِهِ، ثُمَّ وَضَعَ كَرَاسِيَّ حَوْلَهُ فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا الإِنْسُ ثُمَّ يَجْلِسُ الْجِنُّ، ثُمَّ الشَّيَاطِينُ، ثُمَّ تَأْتِي الرِّيحُ فَتَرْفَعُهُمْ، ثُمَّ تُظِلُّهُمُ الطَّيْرُ ثُمَّ تَغْدُو قَدْرَ مَا يَشْتَهِي الرَّاكِبُ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرًا، وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ، قَالَ:
فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَسِيرٍ لَهُ إِذْ تَفَقَّدَ الطَّيْرَ قَالَ: فَفَقَدَ الْهُدْهُدَ، فَقَالَ: مَا لِي لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ. لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ قَالَ: فَكَانَ عَذَابُهُ إِيَّاهُ أَنْ يَنْتِفَهُ ثُمَّ يُلْقِيَهُ بِالأَرْضِ، فَلا يَمْتَنِعُ مِنْ نَمْلَةٍ وَلا مِنْ شَيْءٍ مِنْ هَوَامِّ الأَرْضِ. قَالَ: عَطَاءٌ: وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: سَنَنْظُرَ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا وَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرٍّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَى بِلْقَيْسَ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ فَلَمَّا أَلْقَى الْهُدْهُدُ الْكِتَابَ إِلَيْهَا أُلْقِيَ فِي روعها، إنه كتاب كريم وإنه من سليمان وألا تعلوا علي وأتوني مسلمين... قالوا نحن أولوا قُوَّةٍ... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا... وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَلَمَّا جَاءَتِ الْهَدِيَّةُ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ... ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فلما نظر إلى الغبار أنبأ
2896
بن عَبَّاسٍ قَالَ: وَكَانَ بين سليمان وبَيْنَ مَلِكَةِ سَبَأٍ وَمَنْ مَعَهَا حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْغُبَارِ كَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْحِيرَةِ، قَالَ: عَطَاءٌ: وَمُجَاهِدٌ حِينَئِذٍ فِي الأَزْدِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَالَ: بَيْنَ عَرْشِهَا وَبَيْنَ سُلَيْمَانَ حِينَ نَظَرَ إِلَى الْغُبَارِ مَسِيرَةُ شَهْرَيْنِ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ قَالَ: وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ مَجْلِسٌ يَجْلِسُ فِيهِ لِلنَّاسِ كَمَا تَجْلِسُ الأُمَرَاءُ ثُمَّ يَقُومُ، فَقَالَ: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ قَالَ: سُلَيْمَانُ: أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ: فَقَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا أَنْظُرُ فِي كِتَابِ رَبِّي، ثُمَّ آتِيكَ به قبل أن يرتد إليك طرفك قَالَ: فَنَبَعَ عَرْشُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمِ سُلَيْمَانَ، مِنْ تَحْتِ كُرْسِيٍّ كَانَ يَضَعُ عَلَيْهِ رِجْلَهُ ثُمَّ يَصْعَدُ إِلَى السَّرِيرِ، قَالَ:
فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ عَرْشَهَا قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ لها أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ: كَأَنَّهُ هُوَ قَالَ: فَسَأَلَتْهُ حِينَ جَاءَتْهُ، عَنْ أَمْرَيْنِ، قَالَتْ لسليمان، ماماء مِنْ زَبَدٍ رُوَاءٍ لَيْسَ مِنْ أَرْضٍ وَلا سَمَاءٍ؟ وَكَانَ سُلَيْمَانُ إِذَا سُئِلَ، عَنْ شَيْءٍ سَأَلَ عَنْهُ الإِنْسَ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْهُ الْجِنَّ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْهُ الشَّيَاطِينَ قَالَ: فَقَالَتِ الشَّيَاطِينُ: هَذَا هَيِّنٌ أَجْرِ الْخَيْلَ، ثُمَّ خُذْ عَرَقَهَا ثم املأ منه الآنية. قال: وأمر بِالْخَيْلِ فَأُجْرِيَتْ، ثُمَّ أَعَدَّ عَرَقَهَا، فَمَلأَ مِنْهُ الآنِيَةَ. قَالَ: سَأَلَتْ، عَنْ لَوْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
قَالَ: فَوَثَبَ سُلَيْمَانُ، عَنْ سَرِيرٍ، فَخَرَّ سَاجِدًا، فَقَالَ: يَا رَبِّ لَقَدْ سَأَلَتْنِي، عَنْ أَمْرٍ إِنَّهُ لَيَتَكَايَدُ فِي قَلْبِي أَنْ أَذْكُرَهُ لَكَ. قَالَ: ارْجِعْ فَقَدْ كَفَيْتُكُمْ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ: مَا سَأَلْتِ عَنْهُ؟ فَقَالَتْ: مَا سَأَلْتُكَ إِلا، عَنِ الْمَاءِ قَالَ: لِجُنُودِهِ مَا سَأَلَتْ عَنْهُ فَقَالُوا مَا سَأَلَتْكَ إِلا عَنِ الْمَاءِ. قَالَ: وَنُسُّوهُ كُلُّهُمْ قَالَ: فَقَالَتِ الشياطين عَنْهُ فَقَالُوا مَا سَأَلَتْكَ إِلا، عَنِ الْمَاءِ. قَالَ: وَنُسُّوهُ كُلُّهُمْ قَالَ: فَقَالَتِ الشَّيَاطِينُ: لَسُلَيْمَانُ يُرِيدُ أَنَ يَتَّخِذَهَا لِنَفْسِهِ، فَإِنِ اتَّخَذَهَا لِنَفْسِهِ ثُمَّ وُلِدَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ نَنْفَكَّ مِنْ عُبُودِيَّةٍ، قَالَ: فَجَعَلُوا صَرْحًا مُمَرَّدًا مِنْ قَوَارِيرَ فيه السمك، قال: يل لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ، عَنْ سَاقَيْهَا فَإِذَا هِيَ شَعْرَاءُ فَقَالَ سُلَيْمَانُ، هَذَا قَبِيحٌ مَا يُذْهِبُهُ فَقَالُوا:
يُذْهِبُهُ الْمَوَاسِي. فَقَالَ نَبِيُّهُمْ أَثَرُ الْمَوَاسِي قَبِيحٌ. قَالَ: فَجَعَلَتِ الشَّيَاطِينُ النَّوْرَةَ قَالَ:
فَهُوَ أَوَّلُ مَا جُعِلَتِ النَّوْرَةُ لَهُ قَالَ: فَقَرَأَ مَا بَيْنَ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ حَتَّى انْتَهَى ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا قَالَ: أَبُو بَكْرٍ: مَا أَحْسَنَهُ مِنْ حَدِيثٍ «١».
(١). قال ابن كثير: بلهو منكر غريب جدا ٦/ ٢٠٦.
2897
١٦٤٤٩ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ أَبَاهَ سُئِلَ: هَلْ كَانَ سُلَيْمَانُ تَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ صَاحِبَةَ سَبَأٍ؟
فقال: عهدي بها وهي تقول أسلمت مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا
١٦٤٥٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ أَرْسَلَ: بَعَثَ.
قَوْلُهُ: إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُه تَعَالَى: أَنِ اعْبُدُوا اللَّهِ
١٦٤٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو غَسَّانَ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فِيمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَوْلَهُ: اعْبُدُوا اللَّهَ أَيْ: وَحِّدُوا رَبَّكُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ
١٦٤٥٢ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» قوله: فريقان يختصمون: مؤمن، وكافر، قوله: صالحا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ، وَقَوْلُهُ لَيْسَ بِمُرْسَلٍ.
١٦٤٥٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ فَإِذَا الْقَوْمُ بَيْنَ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ: مُصَدِّقٌ بِالْحَقِّ وَنَازِلٌ عِنْدَهُ وَمُكَذِّبٌ بِالْحَقِّ وَتَارِكُهُ، فِي ذَلِكَ كَانَتْ خُصُومَةُ الْقَوْمِ.
١٦٤٥٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢»
قَوْلُهُ: تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ السيئة: الْعَذَابِ، وَقَوْلُهُ: قَبْلَ الْحَسَنَةِ: قَبْلَ الرَّحْمَةِ.
١٦٤٥٥ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مجاهد الحسنة قال: العافية.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٤.
(٢). المرجع السابق.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ تستعجلون بالسيئة ﴾ السيئة : العذاب، وقوله :﴿ قبل الحسنة ﴾ قبل الرحمة.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، أنبأ حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ﴿ الحسنة ﴾ قال : العافية.
قوله :﴿ لولا تستغفرون ﴾ الله آية ٤٦
حدثنا علي بن الحسين، ثنا القاسم بن خليفة، عن عمرو بن محمد، عن أسباط، عن السدي ﴿ لولا تستغفرون الله ﴾ قال : فهلا تستغفرون الله ؟.
قوله تعالى :﴿ لعلكم ترحمون ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ لعلكم ترحمون ﴾ : كي ترحموا ولا تعذبوا.
قَوْلُهُ: لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ
١٦٤٥٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ قَالَ: فَهَلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ؟.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
١٦٤٥٧ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ:
كَيْ تُرْحَمُوا وَلا تُعَذَّبُوا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا اطَّيْرَنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ
١٦٤٥٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: اطَّيْرَنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالُوا: مَا أَصَابَنَا مِنْ شَرٍّ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قِبَلِكَ وَمَنْ قِبَلِ مَنْ مَعَكَ.
١٦٤٥٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: يَطَّيَّرُوا قَالَ: يَتَشَاءَمُوا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدِ اللَّهِ
١٦٤٦٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَصَائِبُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ.
١٦٤٦١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ طَائِرُكُمْ أَيْ: عَمَلُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ.
١٦٤٦٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١» أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أي: علم عملكم، عن اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ
١٦٤٦٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ أَيْ: تُبْتَلُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ ومعصيته.
(١). التفسير ٢/ ٧٠. [.....]
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ
١٦٤٦٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: تِسْعَةُ رَهْطٍ: مِنْ قَوْمِ صَالِحٍ.
١٦٤٦٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ: وَهُمُ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ.
١٦٤٦٦ - ذُكِرَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قَالَ: كَانَ أَسَامِيهِمْ رِعْمِيٌّ وَرُعَيْمٌ وَهُرَيْمٌ وَدَادُ وصواب ورئاب وَمِسْطَعٌ وَقَدَّارُ بْنُ سَالِفٍ عَاقِرُ النَّاقَةِ.
١٦٤٦٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بْنِ مُقَدِّمٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: وَتَلَا هَذِهِ الآيَةَ: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قَالَ: فَكَمِ الْيَوْمَ فِي كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.
١٦٤٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا قَالَ: لَهُمْ صَالِحٌ ذَلِكَ، قَالَ: التِّسْعَةُ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ: هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ صَالِحًا فَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَجَّلْنَاهُ قَبْلَنَا، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا كُنَّا قَدْ أَلْحَقْنَاهُ بِنَاقَتِهِ. فَأَتَوْهُ لَيْلا لِيُبَيِّتُوهُ فِي أَهْلِهِ، فَدَمَغَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى أَصْحَابِهِمْ أَتَوْا مَنْزِلَ صَالِحٍ فَوَجَدُوهُمْ مَتُشَدِّخِينَ قَدْ رُضِخُوا، بِالْحِجَارَةِ فَقَالُوا لِصَالِحٍ: أَنْتَ قَتَلْتَهُمْ، ثُمَّ هَمُّوا بِهِ، فَقَامَتْ عَشِيرَتُهُ دُونَهُ وَلَبِسُوا السِّلاحَ، وَقَالُوا لَهُمْ: وَاللَّهِ لَا تَقْتُلُونَهُ أَبَدًا وَقَدْ وَعَدَكُمْ أَنَّ الْعَذَابَ نَازِلٌ بِكُمْ فِي ثَلاثٍ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا لَمْ تَزِيدُوا رَبَّكُمْ غَضَبًا، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَأَنْتُمْ مِنْ وَرَاءِ مَا تُرِيدُونَ انْصَرَفُوا عَنْهُمْ لَيْلَتَهُمْ تِلْكَ وَالنَّفَرُ الَّذِينَ رَضَخَتْهُمُ الْمَلائِكَةُ بِالْحِجَارَةِ التِّسْعَةُ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ، يَقُولُ اللَّهُ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضُ وَلا يُصْلِحُونَ
١٦٤٦٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١» أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ رَبِيعَةَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ قَالَ: كَانُوا يُقْرِضُونَ الدَّرَاهِمَ.
١٦٤٧٠ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: يَقُولُ الذَّهَبُ وَالْوَرِقُ مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ.
١٦٤٧١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا عَطَّافٌ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ أَوْ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَطْعُ الدَّنَانِيرِ وَالدَّرَاهِمِ يَعْنِي الْمَثَاقِيلَ الَّتِي أَجَازَهَا الْمُسْلِمُونَ بَيْنَهُمْ وَعَرَفُوهَا مِنَ الْفَسَادِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَالُوا
١٦٤٧٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: قَالُوا قَالَ: تِسْعَةٌ مِنْ قَوْمِ صَالِحٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ
١٦٤٧٣ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ: تَحَالَفُوا عَلَى هَلاكِهِ، فَلَمْ يُصَلُّوا إِلَيْهِ حَتَّى هَلَكُوا وَقَوْمُهُمْ أَجْمَعِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ
١٦٤٧٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «٢» ثتل مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ: أَنْ يُبَيِّتُوا صَالِحًا ثُمَّ يَفْتِكُوا بِهِ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
١٦٤٧٥ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ قَالَ: وَافَقُوا عَلَى أَنْ يَأْخُذُوهُ لَيْلا فَيَقْتُلُوهُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ مَعَانِيقُ إِلَى صَالِحٍ لِيَفْتِكُوا بِهِ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صخرة فأهمدتهم.
(١). التفسير ٢/ ٧٠.
(٢). التفسير ٢/ ٧٠.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ
١٦٤٧٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ يَعْنِي رَهْطَ صَالِحٍ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
١٦٤٧٧ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ هُمُ الَّذِينَ عَقَرُوا النَّاقَةَ، وَقَالُوا حِينَ عَقَرُوهَا نُبَيِّتُ صَالِحًا وَأَهْلَهُ فَنَقْتُلُهُمْ ثُمَّ نَقُولُ لأَوْلِيَاءِ صَالِحٍ مَا شَهِدْنَا مِنْ هَذَا شَيْئًا وَمَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ، فَدَمَّرَهُمُ اللَّهُ أَجْمَعِينَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَكَرُوا مَكْرًا
١٦٤٧٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١» أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللهِ: وَمَكَرُوا مَكْرًا فَبَيْنَمَا هُمْ مَعَانِيقُ إِلَى صَالِحٍ، يَعْنِي يُسْرِعُونَ إِلَيْهِ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَخْرَةً فَقَتَلَتْهُمْ.
١٦٤٧٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: اللَّهُ: وَمَكَرُوا مَكْرًا: قَالَ: مَكْرُهُمُ الَّذِي أَرَادُوا بِصَالِحٍ وَقَوْلُهُ:
وَمَكَرْنَا مَكْرًا قَالَ: مَكْرُ اللَّهِ الَّذِي مَكَرَ بِهِمْ أَنْ رَمَاهُمُ بِصَخْرَةٍ فَأَهْمَدَتْهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
١٦٤٨٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَمَكَرْنَا وَشَعُرْنَا بِمَكْرِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مكرهم
١٦٤٨١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ قَالَ: شَرٌّ وَاللَّهِ، عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنْ دَمَّرَهُمُ اللَّهُ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ صَيَّرَهُمْ إِلَى النَّارِ.
(١). التفسير ٢/ ٧٠.
قوله تعالى :﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم ﴾ الآية ٥١
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرمهم ﴾ قال : شر والله، عاقبة مكرهم أن دمرهم الله وقومهم أجمعين، ثم صيرهم إلى النار.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً
١٦٤٨٢ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ قَالَ: فَتِلْكَ مَنَازِلُهُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: خَاوِيَةٌ
١٦٤٨٣ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ خَاوِيَةً قَالَ: خَوَاؤُهَا خَرَابُهَا.
١٦٤٨٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: خَاوِيَةً قَالَ: وَالْخَاوِيَةُ سُقُوطُ أَعْلاهَا عَلَى أَسَافِلِهَا، وَبِهِ فِي قَوْلِهِ: بِمَا ظَلَمُوا يَقُولُ بِمَا كَفَرُوا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
١٦٤٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً قَالَ:
عَلامَةً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
١٦٤٨٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ أَصْبَغُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ قَالُوا: زَعَمَ صَالِحٌ أَنَّهُ يَفْرُغُ مِنَّا إِلَى ثَلاثٍ، فَنَحْنُ نَفْرُغُ مِنْهُ وَأَهْلِهِ قَبْلَ ثَلاثٍ. وَكَانَ مَسْجِدٌ لَهُ فِي الْحِجْرِ فِي شِعْبٍ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ، فَخَرَجُوا إِلَى كَهْفٍ فَقَالُوا: إِذَا جَاءَ يُصَلِّي قَتَلْنَاهُ ثُمَّ رَجَعْنَا إِذَا فَرَغْنَا مِنْهُ إِلَى أَهْلِهِ، فَفَرَغْنَا مِنْهُمْ، فَقَرَأَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا الآيَةَ كُلَّهَا قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ صَخْرًا مِنَ الْهَضَبِ حِيَالَهُمْ تِلْكَ فَخَشُوا أَنْ يَشْتَدِخَهُمْ، فَبَادِرُوا الْغَارِ، فَطَفِقَتِ الصَّخْرَةُ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ الْغَارِ، فَلا يَدْرِي قَوْمُهُمْ أَيْنَ هُمْ، وَلا يَدْرُونَ ما فعل بقومهم. فَعَذَّبَ اللَّهُ هَؤُلاءِ هَاهُنَا
قوله تعالى :﴿ وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾ آية ٥٣
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنبأ أصبغ، قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد في قول الله ﴿ وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾ قالوا : زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث، فنحن نفرغ منه وأهله قبل ثلاث. وكان مسجد له في الحجر في شعب ثم يصلي فيه، فخرجوا إلى كهف فقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله، ففرغنا منهم، فقرا قول الله عز وجل ﴿ تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا ﴾ الآية كلها قال : فبعث الله صخرا من الهضب حيالهم تلك فخشوا ان يشتدخهم، فبادروا الغار، فطفقت الصخرة عليهم في ذلك الغار، فلا يدري قومهم أين هم، ولا يدرون ما فعل بقومهم. فعذب الله هؤلاء ههنا، وهؤلاء ههنا، وأنجى الله صالحا ومن معه وقرأ :﴿ فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ﴾ وقرأ :﴿ وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾.
قوله تعالى :﴿ وكانوا يتقون ﴾
حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، ثنا الحفري أبو داود، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، يتقون قال :. . .
وَهَؤُلاءِ هَاهُنَا، وَأَنْجَى اللَّهُ صَالِحًا وَمَنْ مَعَهُ وَقَرَأَ: فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا وَقَرَأَ: وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وكانوا يتقون
١٦٤٨٦ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، ثنا الْحَفَرِيُّ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: يتقون قَالَ: «٢»...
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلُوطًا إِذْ قَالَ: لِقَوْمِهِ
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
١٦٤٨٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ أَوْ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ شَكَّ الصَّلْتُ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَلُوا. فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ: تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي أَعْجَازِهِنَّ: فَقَالَ عَلِيٌّ: سَفِلْتَ سَفَلَ اللَّهُ بِكَ. أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِهِ: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ
١٦٤٨٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ يَعْنِي الأَدْبَارَ.
قوله تعالى: أإنكم لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أنتم قوم تجهلون
١٦٤٨٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّمَ قَوْمُ لُوطٍ اللُّوطِيَّةَ مِنْ قِبَلِ نِسَائِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ
١٦٤٩٠ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ قَالَ: يَتَحَرَّجُونَ.
(١). الطبري ١٩/ ١٧٤.
(٢). طمس بالأصل.
قوله تعالى :﴿ أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل انتم قوم تجهلون ﴾ آية ٥٥
حدثنا أبي، ثنا محمد بن المصفى، ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن الأوزاعي، عن واصل، عن مجاهد قال : إنما تعلم قوم لوط اللوطية من قبل نسائهم.
قوله تعالى :﴿ أخرجوا آل لوط ﴾ الآية ٥٦
أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلي، ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط، عن السدي قوله :﴿ أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ﴾ قال : يتحرجون.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي، أنبأ أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد يقول في قول الله :﴿ إنهم أناس يتطهرون ﴾ قال : من أعمالهم الخبيثة التي كانوا يعملون : إتيانهم الرجال.
١٦٤٩١ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ قَالَ: مِنْ أَعْمَالِهِمْ الْخَبِيثَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْمَلُونَ: إِتْيَانَهُمُ الرِّجَالَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ
١٦٤٩٢ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ يَعْنِي أَخَاهُ أَنْبَأَ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا وَلَجَ رُسُلُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ ظَنَّ لُوطٌ أَنَّهُمْ ضِيفَانٌ. قَالَ: فَأَخْرَجَ بَنَاتَهُ بِالطَّرِيقِ وَجَعَلَ ضِيفَانَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنَاتِهِ قَالَ: وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ إِلَى قَوْلِهِ: رُكْنٍ شَدِيدٍ «١» قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: لَا تَخَفْ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ قَالَ: فَلَمَّا دَنَوْا طَمَسَ أَعْيُنَهُمْ فَانْطَلَقُوا عُمْيًا يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى خَرَجُوا إِلَى الَّذِينَ بِالْبَابِ فَقَالُوا: جِئْنَاكُمْ مِنْ عِنْدِ أَسْحَرِ النَّاسِ، طُمِسَتْ أَبْصَارُنَا. قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى دَخَلُوا الْمَدِينَةَ، فَكَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ. فَرُفِعَتْ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ صَوْتَ الطَّيْرِ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، ثُمَّ قُلِبَتْ عَلَيْهِمْ فَمَنْ أَصَابَتْهُ الِائْتِفَاكَةُ أَهْلَكَتْهُ، قَالَ: وَمَنْ خَرَجَ مَعَهَا اتَّبَعَهُ حَجَرٌ حَيْثُ كَانَ فَقَتَلَهُ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَدَّرْنَاهَا مِنَ الغابرين
يعني: الباقين في عذاب الله قد، ومر إسناده.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا
١٦٤٩٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: فَأَدْخَلَ مِيكَائِيلُ وَهُوَ صَاحِبُ الْعَذَابِ جَنَاحَهُ حَتَّى بَلَغَ أَسْفَلَ الأَرْضِ ثُمَّ حَمَلَ قُرَاهُمْ فَقَلَبَهَا عَلَيْهِمْ، وَنَزَلَتْ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَبْعَثُ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ فِي الْقَرْيَةِ حَيْثُ كَانُوا، فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ كُلَّهُمْ، وَنُجِّيَ لُوطٌ وَأَهْلُهُ إِلا امْرَأَتَهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وسلام على عباده
قد تقدم تفسير الحمد لله.
(١). سورة هود آية ٨٠.
(٢). آية ٢/ ٣٤٤.
قوله تعالى :﴿ وأمطرنا عليهم مطرا ﴾ الآية ٥٨
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل، عن وهب بن منبه قال : فأدخل ميكائيل وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أسفل الأرض ثم حمل قراهم فقلبها عليهم، ونزلت حجارة من السماء فتبعث من لم يكن منهم في القرية حيث كانوا، فأهلكهم الله كلهم، ونجي لوط وأهله إلا امرأته.
قوله تعالى :﴿ قل الحمد لله وسلام على عباده ﴾ آية ٥٩
قد تقدم تفسير الحمد لله.
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو ثميلة، عن أبي المنيب، عن أبي الشعثاء في قوله :﴿ سلام ﴾ قال : هو اسم من أسماء الله.
قوله تعالى :﴿ على عباده الذين اصطفى ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أحمد بن عبيد بن زياد بن نسطاس، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس ﴿ وسلام على عباده الذين اصطفى ﴾ قال : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم - وروي عن السدي وسفيان الثوري نحو ذلك.
أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي، ثنا أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله ﴿ وسلام على عباده الذين اصطفى ﴾ فقرأ ﴿ سلام على نوح في العالمين ﴾ و ﴿ سلام على إبراهيم ﴾ ﴿ وسلام على المرسلين ﴾ ثم قال :﴿ وسلام على عباده الذين اصطفى ﴾ فجعلهم في السلام مثل الأنبياء.
قوله تعالى :﴿ الله خير أما يشركون ﴾
حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأ عبد الرزاق أنبأ ابن عيينة سمعت صدقة يحدث، عن السدي يعني قوله :﴿ أما يشركون ﴾ يقول : عما أشرك المشركون.
١٦٤٩٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو ثمَيْلَةَ، عَنْ أَبِي الْمُنِيبِ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ فِي قَوْلِهِ: سَلامٌ قَال: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى
١٦٤٩٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ نِسْطَاسَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى قَالَ: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ- وَرُوِيَ عَنِ السُّدِّيِّ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٤٩٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى فقرأ سلام على نوح في العالمين «١» وسلام عَلَى إِبْرَاهِيمَ «٢» وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ «٣» ثُمَّ قَالَ: وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى فَجَعَلَهُمْ فِي السَّلامِ مِثْلَ الأَنْبِيَاءِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ
١٦٤٩٧ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ سَمِعْتُ صَدَقَةَ يُحَدِّثُ، عَنِ السُّدِّيِّ يَعْنِي قَوْلَهُ: أَمَّا يُشْرِكُونَ يَقُولُ: عَمَّا أَشْرَكَ الْمُشْرِكُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمَّنْ خلق السماوات وَالأَرْضَ
١٦٤٩٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَأَةَ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَنَّ رَجُلا أَتَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَسَأَلَهُ، عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ، وخَلَقَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، فَأَسْعَدَ بِالْخَيْرِ مَنْ شَاءَ، وَأَشْقَى بِالشَّرِّ مَنْ شَاءَ.
١٦٤٩٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: خلق السماوات قَالَ: خَلَقَ السَّمَوَاتِ قَبْلَ الْأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وأنزل لكم من السماء ماء
قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(١). سورة الصافات.
(٢). سورة الصافات.
(٣). سورة الصافات.
2906
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ
١٦٥٠٠ - حَدَّثَنَا أَبَى، ثنا أَبُو الأَشْعَثَ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَذَكَرُوا الْمَاءَ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: مِنْهُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْهُ مَا يَسْقِيهِ الْغَيْمُ مِنَ الْبَحْرِ فَيُعْذِبُهُ الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْبَحْرِ فَلا يَكُونُ لَهُ نَبَاتٌ، وَأَمَّا النَّبَاتُ فَمَا كَانَ مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: حَدَائِقَ
١٦٥٠١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ «١» أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: حَدَائِقَ قَالَ: النَّخْلُ الْحِسَانُ.
١٦٥٠٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الزِّمِّيُّ، أَنْبَأَ مَرْوَانُ، ثنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ حَدَائِقَ قَالَ: الْبَسَاتِينُ.
١٦٥٠٣ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ حَدَائِقَ قَالَ: جَنَّاتٌ ذَاتَ بَهْجَةٍ قَالَ:
ذَاتُ نَضَارَةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذَاتَ بَهْجَةٍ
١٦٥٠٤ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢» حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ الْفِقَاحُ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ.
١٦٥٠٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ ذَاتَ بَهْجَةٍ قَالَ: ذَاتُ حُسْنٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرُهَا
١٦٥٠٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: قَالَتْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ: إِنَّ اللَّهَ أَنَبْتَ بِقُدْرَتِهِ الشَّجَرَ بِغَيْرِ غَيْثٍ، وَإِنَّهُ جَعَلَ بِتِلْكَ الْقُدْرَةِ الْغَيْثَ حَيَاةً لِلشَّجَرِ بَعْدَ مَا خَلَقَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وحده.
(١). التفسير ٢/ ٧٢.
(٢). التفسير ٢/ ٤٧٤.
2907
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ
١٦٥٠٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ قَوْلُهُ: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ أَيْ لَيْسَ مَعَ اللَّهِ إِلَهٌ.
١٦٥٠٨ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَالَ: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ فَعَلَ هَذَا؟
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ
١٦٥٠٩ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: يَعْدِلُونَ قَالَ: يُشْرِكُونَ.
١٦٥١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ: بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ قَالَ: الآلِهَةُ الَّتِي عَبَدُوهَا عَدَلُوهَا بِاللَّهِ لَيْسَ لِلَّهِ عَدْلٌ وَلا نِدٌّ وَلا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا
١٦٥١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: قَالَ:
جُرْجَيْسُ: هُوَ الَّذِي وَضَعَ الأَرْضَ فَسَطَحَهَا، وَنَصَبَ فِيهَا جِبَالَهَا، وَفَتَقَ فِيهَا أَنْهَارَهَا، وَنَطَقَهَا بِبِحَارِهَا، وَأَنْبَتَ فِيهَا أَشْجَارَهَا، وَأَجْرَى فِيهَا لَيْلَهَا وَنَهَارَهَا، وَلَهُ سَبَّحَتْ بِمَنْ عَلَيْهَا، وَاسْتَقَامَتْ عَلَى قَرَارِهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ
١٦٥١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ النَّاقِدْ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَ الْعَوَّامُ ابن حَوْشَبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ اللَّهُ الْجِبَالَ فَأَلْقَاهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ، فَعَجِبَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ خَلْقِ الْجِبَالِ فَقَالَتْ: يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمِ الْحَدِيدُ فَقَالَتْ: يَا رَبِّ هَلْ مِنْ خَلْقِكَ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ النَّارُ؟ قَالَتْ: فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمِ الْمَاءُ قَالَتْ: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ
خَلْقِكَ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ الرِّيحُ. قَالَتْ: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ ابْنُ آدَمَ يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ فَيُخِفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ «١».
١٦٥١٣ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَوَّلُ جَبَلٍ وَضَعَ عَلَى الأَرْضِ أَبُو قُبَيْسٍ.
١٦٥١٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ ثنا شُعَيْبٌ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: رَوَاسِي أَيْ جِبَالٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجزا
[الوجه الأول]
١٦٥١٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا قَالَ: بَحْرُ فَارِسَ وَالرُّومِ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٥١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَحْرٌ فِي السَّمَاءِ وَبَحْرٌ فِي الأَرْضِ.
١٦٥١٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا قَالَ: هُمَا بَحْرُ الشَّامِ وَبَحْرُ الْعِرَاقِ، وَالنَّاسُ بَيْنَهُمَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: حاجزا
١٦٥١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا هَانِي بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ: ثُمّ جَعَلَ بَيْنَهُمَا حَاجِزًا مِنْ أَمْرِهِ، لَا يَسِيلُ الْمَالِحُ عَلَى الْعَذْبِ وَلَا الْعَذْبُ عَلَى الْمَالِحِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمَّنْ يُجِيبُ المضطر إذا دعاه
١٦٥١٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ نُوحٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَجَّاجٍ،
(١). مسند الإمام احمد ٣/ ١٢٤.
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبَى صَالِحٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ طَاوُسٌ يَعُودُنِي، فَقُلْتُ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ لِي يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: ادْعُ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّهُ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَكْشِفُ السُّوءَ
١٦٥٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ آخَرَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: بِعِزَّتِي إِنَّهُ مَنِ اعْتَصَمَ بِي فَإِنْ كَادَتْهُ السَّمَوَاتُ بِمَنْ فِيهِنَّ وَالأَرْضُ بِمَنْ فِيهَا فَإِنِّي أَجْعَلُ لَهُ مِنْ بَيْنِ ذَلِكَ مَخْرَجًا، وَمَنْ لَمْ يَعْتَصِمْ بِي فَإِنِّي أَخْسِفُ بِهِ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ الأَرْضَ، فَأَجْعَلُهُ فِي الْهَوَاءِ، ثُمَّ أَكِلْهُ إِلَى نَفْسِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ
١٦٥٢١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَيْ خَلْفًا مِنْ بَعْدِهِ خَلْفٌ.
١٦٥٢٢ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ فَقَالَ: خُلَفَاءُ لِمَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ.
قَوْلُهُ تعالى: أإله مع الله
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ
١٦٥٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ. فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَهْلُ الذِّكْرِ هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبِرِّ وَالْبَحْرِ
١٦٥٢٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو بُكَيْرٍ النَّخْعِيُّ، عَنْ جَوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَالَ: الْبَرُّ بَادِيَةُ الأَعْرَابِ، وَالْبَحْرُ الأَمْصَارُ وَالْقُرَى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
١٦٥٢٥ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: يُرْسِلُ الرِّيَاحَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ
فَتَأْتِي بِالسَّحَابِ مِنْ بَيْنِ الْخَافِقَيْنِ طَرَفَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ فَيُخْرِجَهُ مِنْ ثَمَّ، ثُمَّ يَنْشُرُهُ فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ ثُمَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لَيَسِيلَ الْمَاءُ عَلَى السَّحَابِ ثُمَّ يُمْطِرُ السَّحَابِ بَعْدَ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ: بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
١٦٥٢٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ قَالَ: يَنْشُرُ السَّحَابَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَطَرِ.
١٦٥٢٧ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَمَّا رَحْمَتُهُ فَهُوَ الْمَطَرُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ
قد تقدم تفسيره.
قوله تعالى: أمن يبدؤا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
١٦٥٢٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ حَدَّثَنِي عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبًا يَقُولُ: خَلَقَ اللَّهُ ابْنَ آدَمَ كَمَا شَاءَ وَمِمَّا شَاءَ فَكَانَ كَذَلِكَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ «١» خُلِقَ مِنَ التُّرَابِ وَالْمَاءِ، فَمِنْهُ لَحْمُهُ وَدَمُهُ وَشَعَرُهُ وَعِظَامُهُ وَجَسَدُهُ، فَهَذَا بَدْءُ الْخَلْقِ الَّذِي خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُ ابْنُ آدَمَ. ثُمَّ جُعِلَتْ فِيهِ النَّفْسُ فِيهَا يَقُومُ وَيَقْعُدُ وَيَسْمَعُ وَيُبْصِرُ وَيَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ الدَّوَابُّ وَيَتَّقِي مَا تَتَّقِي ثُمَّ جُعِلَتْ فِيهِ الرُّوحُ فَبِهِ عَرَفَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ وَالرُّشْدَ مِنَ الْغَيِّ، وَبِهِ حَذِرِ وَتَقَدَّمَ وَاسْتَشَارَ وَتَعَلَّمَ وَدَبَّرَ الأُمُورَ كُلَّهَا. فَمِنَ التُّرَابِ يُبُوسَتُهُ وَمَنَ الْمَاءِ رُطُوبَتُهُ. فَهَذَا بَدْءُ الْخَلْقِ الَّذِي مِنْهُ خَلَقَ اللَّهُ ابْنَ آدَمَ كَمَا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى: ثُمَّ يُعِيدُهُ
١٦٥٢٩ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَعْلاهُ إِلَى وَهْبٍ يَقُولُ: إِنَّهُ قَرَأَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِينَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ حِينَ مَشَوْا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَجَرَتِ الأَنْهَارُ، قَالَ: أَنَا اللَّهُ الَّذِي خَلَقْتُكَ بِقُوَّتِي وَأَتْقَنْتُكَ بِحِكْمَتِي، حَقٌّ قَضَائِي وَنَافِذٌ أَمْرِي، وَأَنَا الَّذِي أُفْنِيكَ كَمَا خَلَقْتُكَ، حَتَّى أَبْقَى كَمَا كُنْتُ قَبْلَ أَنْ
(١). سورة المؤمنون آية ١٤. [.....]
2911
أَخْلُقَكَ وَحْدِي، لأَنَّ الْمُلْكَ وَالْخُلُودَ لَا يَنْبَغِي إِلا لِي. ثُمَّ أُعِيدُ خَلْقِي بَعْدَ فَنَائِهِمْ لِجَزَائِي وَأَجْمَعُهُمْ لِقَضَائِي، فَيَوْمَئِذٍ يَخْشَى خَلْقِي عَذَابِي وَوَعِيدِي، وَيَوْمَئِذٍ تَجِلُّ الْقُلُوبُ مِنْ خَوْفِي وَتَرْفُلُ الأَقْدَامُ مِنْ هَيْبَتِي، وَتَخِفُّ الْقُلُوبُ مِنْ شِدَّةِ سُلْطَانِي، وَتَبْرَأُ الآلِهَةُ مِمَّنْ عَبَدَهَا دُونِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
١٦٥٣٠ - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَيَكُونَنَّ فِي الأَرْضِ فُسَّاقٌ فِي الأُمَّةِ يَسْتَحِلُّونَ الْفُرُوجَ وَالْخُمُورَ وَالْحَرِيرَ، وَيُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَيُرْزَقُونَ أَبَدًا حَتَّى يَلْقَوَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أإله مع الله
تقدم تفسيره.
قل هاتوا برهانكم تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ.
١٦٥٣١ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيْ حُجَّتَكُمْ- وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالسُّدِّيِّ نَحْوُ ذلك.
١٦٥٣٢ - أخبرنا محمد عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثنا شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ قَالَ: بِيَّنِتَكُمْ عَلَى ذَلِكَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
١٦٥٣٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ اسْمَعُوا مِنِّي الْيَوْمَ وَأَنْصِتُوا لي، فو عزتي لا يجوز اليوم ظالم بظلم، ولا متقول عَلَيَّ وَلا مُبْتَدِعٌ فِي عَظَمَتِي فَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَقَوِّلُونَ عَلَيّ َوَالْمُبْتَدِعُونَ فِي عَظَمَتِي وَالْمُسْتَخِفُّونَ بِحَقِّ جَلالِي. مَا الَّذِي غَرَّكُمْ عَنِّي وَأَنَا اللَّهُ الَّذِي لَا شَيْءَ مَثَلِي؟ لَوْ تَجَلَّيْتُ للسموات وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ لَزُلْنَ مِنْ هَيْبَتِي، وَلَوْ لَحَظْتُ
2912
الْبِحَارَ لَيَبِسَتْ مِنْ مِيَاهِهَا وَبَدَتْ قُعُورُهَا مِنْ خَشْيَتِي، وَلَوْ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلائِقِ سَمِعُوا كَلِمَةً مِنْ كَلامِي لَصَعِقُوا مِنْ خَوْفِي. وَهَاتُوا بُرْهَانَكُمْ أيها الجهلة بأن لهذا الخلق بديعا غيري وَبِأَنَّ لِي شَرِيكًا كَمَا زَعَمْتُمْ فِي مُلْكِي، أَوْ ثَانِيًا وَلِيًّا مَعِي. وَلأَيْ شَيْءٍ عَبَدْتُمُوهَا دوني؟ ولأي شيء نفيتموها، عن عبادتي وملكي وَرُبُوبِيَّتِي؟ فَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ يَوْمَئِذٍ لِمَنْ أَبَانَ كَذِبُهُ صدقه في، والويل الطويل يومئذ لمن أزهق الضَّلالَةَ حَقِّي، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ لِمَنْ دَحَضَتْ حُجَّتُهُ قُدَّامِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٦٥٣٤ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بِمَا تَقُولُونَ إِنَّهُ كَمَا تَقُولُونَ. وَرُوِيَ، عَنِ الرَّبِيعِ ابن أَنَسٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السماوات وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ
١٦٥٣٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، لأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السماوات وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهِ «١».
١٦٥٣٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِنَّمَا جَعَلَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلاثِ خِصَالٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ وَجَعَلَهَا يُهْتَدَى بِهَا، وَجَعَلَهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ. فَمَنْ تَعَاطَى فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ قَالَ: رَأْيَهُ وأخطء حَظَّهُ وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ وَإِنَّ نَاسًا جَهَلَةً بِأَمْرِ اللَّهِ قَدْ أَحْدَثُوا فِي هَذِهِ النُّجُومِ كَهَانَةً: مَنْ أَعْرَسَ بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَمَنْ سَافَرَ بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَعَمْرِي مَا مِنْ نَجْمٍ إِلا يُولَدُ بِهِ الأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ وَالطَّوِيلُ وَالْقَصِيرُ وَالْحَسَنُ وَالذَّمِيمُ. وَمَا عَلِمَ هَذَا النَّجْمُ وَهَذِهِ الدَّابَّةُ، وَهَذَا الطَّائِرُ بِشَيْءٍ مِنَ الْغَيْبِ. وَقُضَى اللَّهُ أَنَّهُ لا يعلم من في السماوات وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يبعثون «٢» ولعمري لو أن حدا عَلِمَ الْغَيْبَ لَعَلِمَهُ آدَمُ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ
(١). مسلم كتاب الايمان ١/ ١٥٩ رقم ٢٨٧.
(٢). قال: ابن كثير: كلام جليل متين صحيح ٦/ ٢١٦.
بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَهُ مَلائِكَتَهُ، وَعَلَّمَهُ أَسْمَاءَ كُلِّ شِيءٍ، وَأَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ يَأْكُلُ فِيهَا رَغَدًا حَيْثُ شَاءَ، وَنُهِيَ عَنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الْبَلاءُ حَتَّى وَقَعَ بِمَا نُهِيَ عَنْهُ. وَلَوْ كَانَ يُعْلَمُ الْغَيْبُ لَعَلِمَتْهُ الْجِنُّ حِينَ مَاتَ نَبِيُّ اللَّهِ سُلَيْمَانُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَبِثَتْ تَعْمَلُ لَهُ حَوْلا فِي أَشَدِّ الْهَوَانِ لَا يَشْعُرُونَ بِمَوْتِهِ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ «١» أَيْ تَأْكُلُ عَصَاهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ وَهِيَ فِي مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ تَبَيَّنَتِ الْإِنْسُ أن الجن لَوْ كَانُوا يَعْلَمَونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ وَكَانَتِ الْجِنُّ تَقُولُ قَبْلَ ذَلِكَ، أنَّهَا تَعْلَمُ الْغَيْبَ وَتَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَابْتَلاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ، وَجَعَلَ مَوْتَ سُلَيْمَانَ لِلْجِنِّ عِظَةً.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ
١٦٥٣٧ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ ثنا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «٢» قَوْلُهُ: بَلُ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ أَيْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ.
١٦٥٣٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ يَقُولُ: أَيْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ، لَمْ يُدْرِكْ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ.
١٦٥٣٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ يَقُولُ: غَابَ عِلْمُهُمْ.
١٦٥٤٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ قَالَ: اضْمَحَلَّ عِلْمُهُمْ فِي الدُّنْيَا حِينَ عَايَنُوا الآخِرَةَ.
١٦٥٤١ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ حِينَ لَمْ يَنْفَعِ الْعِلْمُ.
١٦٥٤٢ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قِرَاءَةً، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شعيب ابن
(١). سورة سبأ آية ١٤.
(٢). التفسير ٢/ ٤٧٥.
شَابُورَ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ وَأَمَّا بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ فَادَّارَكَ عِلْمُهُمْ وَبَصَرُهُمْ حِينَ لَمْ يَنْفَعِ الْعِلْمُ وَالْبَصَرُ.
١٦٥٤٣ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ يَقُولُ اجْتَمَعَ فِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
١٦٥٤٣ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ قَالَ: يُجَهِّلْهُمْ رَبُّهُمْ يَقُولُ لَمْ يَنْفَدْ لَهُمْ إِلَى الآخِرَةِ عِلْمٌ وَلَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رَغْبَةٌ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا
١٦٥٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ قَالَ:
سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا يَعْنِي الآخِرَةَ.
١٦٥٤٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ يَقُولُ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَلْ هُمْ: مِنْهَا الْيَوْمَ فِي شَكٍّ مِنْهَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ
١٦٥٤٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ بَلْ هُمْ قَالَ: إِذْ هُمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنْهَا عَمُونَ
١٦٥٤٧ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ قَالَ:
عَمُوا، عَنِ الآخِرَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَقَالَ: الَّذِينَ كفروا أإذا كُنَّا تُرَابًا
١٦٥٤٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أإنا لَمُخْرَجُونَ قَالَ: ذَلِكَ مُشْرِكُوا قُرَيْشٍ وَالْمُشْرِكُونَ مِنَ النَّاسِ ينبؤكم إِذَا أَكَلَتْكُمُ الأَرْضُ، وَصِرْتُمْ رُفَاتًا وَعِظَامًا، وَتَقَطَّعَتْكُمُ السِّبَاعُ وَالطَّيْرُ أَنَّكُمْ تُبْعَثُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ
١٦٥٤٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَعْنِي قَوْلَهُ: لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ أَيْ قَدْ جِئْتَ تُخْبِرُنَا أَنَّا سَنُبْعَثُ بَعْدَ موتنا أإذا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا وَذَلِكَ لَا يَكُونُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ
١٦٥٥٠ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ: إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ: أَسَاجِيعُ الأَوَّلِينَ.
١٦٥٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ أَيْ أَحَادِيثُ الأَوَّلِينَ وَبَاطِلُهُمْ وَرُوِيَ عَنِ الضَّحَّاكِ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ
١٦٥٥٢ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَلِّمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قَوْلِهِ: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ قَالَ: لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَانْظُرُوا كَيْفَ الآيَةَ
١٦٥٥٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ قَالَ: بِئْسَ وَاللَّهِ، كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ، دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَأَهْلَكَهُمْ، ثُمَّ صَيَّرَهُمْ إِلَى النَّارِ.
١٦٥٥٤ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَلِّمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَوْلُهُ: فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ قَالَ:
فَيَنْظُرُوا كَيْفَ عَذَّبَ اللَّهُ قَوْمَ نُوحٍ وَقَوْمَ لُوطٍ، وَقَوْمَ صَالِحٍ، وَالأُمَمَ الَّتِي عَذَّبَ اللَّهُ.
١٦٥٥٥ - أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ قَالَ:
عَاقِبَةُ الأَوَّلِينَ وَالأُمَمِ قَبْلَكُمْ. قَالَ: كَانَ سُوءُ عَاقِبَةٍ مَتَّعَهُمُ اللَّهُ قَلِيلا ثُمَّ صَارُوا إِلَى النَّارِ.
قوله تعالى :﴿ قل سيروا في الأرض ﴾ آية ٦٩
حدثنا الحسن بن احمد، ثنا موسى بن محلم، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عباد بن منصور قال : سألت الحسن، عن قوله :﴿ قل سيروا في الأرض ﴾ قال : لم يسيروا في الأرض. قوله تعالى :﴿ فانظروا كيف ﴾ الآية
حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس، ثنا يزيد ثنا سعيد، عن قتادة ﴿ فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ﴾ قال : بئس والله، كان عاقبة المجرمين، دمر الله عليهم، وأهلكهم، ثم صيرهم إلى النار.
حدثنا الحسن بن احمد، ثنا موسى بن محلم، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عباد بن منصور، عن الحسن قوله :﴿ فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ﴾ قال : فينظروا كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط، وقوم صالح، والأمم التي عذب الله.
أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي أنبأ الحسين بن محمد المروزي، ثنا شيبان، عن قتادة قوله :﴿ فأنظروا كيف كان عاقبة المجرمين ﴾ قال : عاقبة الأولين والأمم قبلكم. قال : كان سوء عاقبة متعهم الله قليلا ثم صاروا إلى النار.
قوله تعالى :﴿ المجرمين ﴾
حدثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله :﴿ المجرمين ﴾ قال : الكفار.
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْمُجْرِمِينَ
١٦٥٥٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الْمُجْرِمِينَ قَالَ: الْكُفَّارُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ
١٦٥٥٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرٌ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ يَقُولُ: فِي شَكٍّ.
١٦٥٥٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كُلُّ مَكْرٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ عَمَلٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٦٥٥٩ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قَالَ: قَالَ: أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ: إِنَّ لَنَا يَوْمًا نُوشِكُ أَنْ نَسْتَرِيحَ فِيهِ وَنَتَنَعَّمُ فِيهِ. قَالَ: الْمُشْرِكُونَ: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَيْ تَكْذِيبًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ عَسَى أَنْ يكون ردف لَكُمْ
١٦٥٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَحَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ قَالا: ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ قَالَ: اقْتَرَبَ لَكُمْ.
١٦٥٦١ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَدِفَ أَزِفَ- وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ وَالسُّدِّيِّ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ نَحْوُ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ
١٦٥٦٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا رَبَاحٌ، ثنا عَبْدُ الله ابن سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ أَبِي الصَّبَّاحِ فِي قول الله: إن ربك لذو فضل على الناس
(١). التفسير ٢/ ٤٧٥.
قوله تعالى :﴿ ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ﴾ آية ٧١
حدثنا أبي ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ﴿ ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ﴾ قال : قال : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم : إن لنا يوما نوشك أن نستريح فيه ونتنعم فيه. قال : المشركون :﴿ متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ﴾ أي تكذيبا.
قوله تعالى :﴿ قل عسى أن يكون ردف لكم ﴾ الآية ٧٢
حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان، وحجاج بن حمزة قالا : ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ عسى أن يكون ردف لكم ﴾ قال : اقترب لكم. حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، أنبأ حجاج، عن ابن نجيح، عن مجاهد ﴿ ردف ﴾ أزف - وروي عن قتادة والضحاك والسدي وعطاء الخراساني نحو قول ابن عباس.
قوله تعالى :﴿ وإن ربك لذو فضل على الناس ﴾ آية ٧٣
حدثنا أبي، ثنا احمد بن أبي الحواري، ثنا رباح، ثنا عبد الله ابن سليمان، ثنا موسى بن أبي الصباح في قول الله :﴿ إن ربك لذو فضل على الناس ﴾
قال : إذا كان يوم القيامة يؤتى بأهل ولاية الله، فيقومون بين يدي الله تبارك وتعالى ثلاثة أصناف. قال : فيؤتى برجل من الصنف الأول، فيقول عبدي، لماذا عملت ؟ فيقول : يا رب خلقت الجنة وأشجارها وثمارها وجوزها ونعيمها، وما أعددت لأهل طاعتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمات نهاري شوقا إليها. قال : فيقول الله تعالى : عبدي إنما عملت للجنة، هذه الجنة فادخلها، ومن فضلي عليك أن أعتقك من النار. قال : فيدخل هو ومن معه الجنة. قال : ثم يؤتى برجل من الصنف الثاني قال : فيقول عبدي لماذا عملت ؟ فيقول : يا رب خلقت نارا، وخلقت من أغلالها وسعيرها وسمومها ويحمومها وما أعددت لأهل عذابك، ولأهل معصيتك فيها، فأسهرت ليلي وأظمات نهاري خوفا، منها فيقول : عبدي إنما عملت خوفا من النار، فإني قد أعتقتك من النار، ومن فضلي عليك أدخلك جنتي. فيدخل هو ومن معه الجنة. ثم يؤتى برجل من الصنف الثالث، فيقول : عبدي لماذا عملت ؟ فيقول رب حبا لك وشوقا إليك، وعزتك لقد أسهرت ليلي وأظمات نهاري شوقا إليك وحبا لك، فيقول تبارك وتعالى هاأنذا، انظر إلي. ثم يقول : من فضلي عليك أن أعتقك من النار، وأبيحك جنتي، وأزيرك ملائكتي، وأسلم عليك بنفسي. فيدخل هو ومن معه في الجنة.
قوله تعالى :﴿ ولكن أكثرهم لا يشكرون ﴾
حدثنا أبي ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد عن قتادة قوله :﴿ ولكن أكثرهم لا يشكرون ﴾ قال : إن المؤمن ليشكر نعم الله عليه وعلى خلقه.
وعن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا الدرداء كان يقول : يا رب شاكر نعمة غيره ومنعَم عليه لا يدري، ويا رب حامل فقه غير فقيه.
قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُؤْتَى بِأَهْلِ وِلايَةِ اللَّهِ، فَيَقُومُونَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثَلاثَةَ أَصْنَافٍ. قَالَ: فَيُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الأَوَّلِ، فَيَقُولُ عَبْدِي، لِمَاذَا عَمِلْتَ؟
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ خَلَقْتَ الْجَنَّةَ وَأَشْجَارَهَا وَثِمَارَهَا وَجَوْزَهَا وَنَعِيمَهَا، وَمَا أَعْدَدْتَ لأَهْلِ طَاعَتِكَ فِيهَا، فَأَسْهَرْتُ لَيْلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي شَوقًا إِلَيْهَا. قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى:
عَبْدِي إِنَّمَا عَمِلْتَ لِلْجَنَّةِ، هَذِهِ الْجَنَّةُ فَادْخُلْهَا، وَمِنْ فَضْلِي عَلَيْكَ أَنْ أُعْتِقَكَ مِنَ النَّارِ.
قَالَ: فَيَدْخُلُ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ الْجَنَّةَ. قَالَ: ثُمَّ يُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الثَّانِي قَالَ: فَيَقُولُ عَبْدِي لِمَاذَا عَمِلْتَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ خَلَقْتَ نَارًا، وَخَلَقْتَ مِنْ أَغْلالَهَا وَسَعِيرَهَا وَسَمُومَهَا وَيَحْمُومَهَا وَمَا أَعْدَدْتَ لأَهْلِ عَذَابِكَ، وَلأَهْلِ مَعْصِيتِكَ فِيهَا، فَأَسْهَرتُ لَيْلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي خَوْفًا، مِنْهَا فَيَقُولُ: عَبْدِي إِنَّمَا عَمِلْتَ خَوْفًا مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي قَدْ أَعْتَقْتُكَ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ فَضْلِي عَلَيْكَ أُدْخِلُكَ جَنَّتِي. فَيَدْخُلُ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ الْجَنَّةَ. ثُمَّ يُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنَ الصِّنْفِ الثَّالِثِ، فَيَقُولُ: عَبْدِي لِمَاذَا عَمِلْتَ؟ فَيَقُولُ رَبِّ حُبًّا لَكَ وَشَوْقًا إِلَيْكَ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ أَسْهَرْتُ لِيَلِيَ وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي شَوْقًا إِلَيْكَ وَحُبًا لَكَ، فَيَقُولُ تَبَارَكَ وتعالى ها أنذا، انْظُرْ إِلَيَّ. ثُمَّ يَقُولُ: مِنْ فَضْلِي عَلَيْكَ أَنْ أُعْتِقَكَ مِنَ النَّارِ، وَأُبِيحَكَ جَنَّتِي، وَأُزِيرَكَ مَلائِكَتِي، وَأُسَلِّمَ عَلَيْكَ بِنَفْسِي. فَيَدْخُلَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْجَنَّةَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ
١٦٥٦٣ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْكُرُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى خَلْقِهِ.
١٦٥٦٤ - وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَن أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: يَا رُبَّ شَاكِرُ نِعْمَةَ غَيْرِهِ وَمُنْعَمٌ عَلَيْهِ لَا يَدْرِي، وَيَا رُبَّ حَامِلُ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّ رَبَّكَ لِيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وما يعلنون
١٦٥٦٥ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ يَقُولُ: يَعْلَمُ مَا عَمِلُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.
١٦٥٦٦ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ قَالَ: فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَفِي أَجْوَافِ بُيُوتِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلا فِي كتاب مبين
١٦٥٦٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ قَالَ: مِنْ قَوْلٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلا وَهُوَ عِنْدَهُ فِي كِتَابٍ.
١٦٥٦٨ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ والأرض يَقُولُ:
مَا مِنْ شَىْءٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ سِرًّا وَلا عَلانِيَةً إِلا يَعْلَمُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
١٦٥٦٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: فِي كِتَابٍ مُبِينٍ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبِينٍ.
١٦٥٧٠ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قِرَاءَةً أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: وَبَلَغَنِي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ الْآيَةَ قَالَ: مَا مِنْ قَوْلٍ وَلا عَمَلٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، إِلا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ قَبْلَ أن يخلق الله السموات وَالأَرْضَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ على بَنِي إِسْرَائِيلَ
١٦٥٧١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النرسي، ثنا يزيد ابْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ يَعْنِي الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، يَقُولُ: هَذَا الْقُرْآنُ مُبَيِّنٌ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِنَّهُ لهدى
[الوجه الأول]
١٦٥٧٢ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ لْهُدًى قَالَ: هُدًى مِنَ الضَّلالَةِ.
قوله تعالى :﴿ إن هذا القرآن يقص علي بني إسرائيل ﴾ الآية ٧٦
حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد النرسي، ثنا يزيد ابن زريع، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ إن هذا القرآن يقص علي بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ﴾ يعني اليهود والنصارى، يقول : هذا القرآن مبين لهم ما اختلفوا فيه.
قوله تعالى :﴿ وإنه لهدى ﴾ آية ٧٧
حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأ عبد الرزاق أنبأ الثوري، عن بيان، عن الشعبي لهدى قال : هدى من الضلالة.
الوجه الثاني :
حدثنا الحسن بن احمد، ثنا موسى بن محلم، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عباد بن منصور قال : سألت الحسن، عن قوله :﴿ لهدى ﴾ قال : هو القرآن.
الوجه الثالث :
حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي ﴿ لهدى ﴾ قال : نور.
الوجه الرابع :
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير ﴿ لهدى ﴾ يعني تبيان.
قوله تعالى :﴿ ورحمة ﴾
حدثنا عصام بن رواد، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله :﴿ ورحمة ﴾ قال : رحمته القرآن.
قوله تعالى ﴿ للمؤمنين ﴾
يعني للمصدقين. تقدم إسناده غير مرة.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٥٧٣ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُوسَى بْنُ مُحَلِّمٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، عَنْ قَوْلِهِ: لهدى قَالَ: هُوَ الْقُرْآنُ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٥٧٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ لَهُدًى قَالَ: نُورٌ.
الْوَجْهُ الرَّابِعُ:
١٦٥٧٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ لهدى يعني تبيان.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَرَحْمَةٌ
١٦٥٧٦ - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ، ثنا آدَمُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِهِ: وَرَحْمَةٌ قَالَ: رَحْمَتُهُ القرآن.
قوله تعالى: للمؤمنين
١٦٥٧٧ - يَعْنِي لِلْمُصَدِّقِينَ. تَقَدَّمَ إِسْنَادُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ
١٦٥٧٨ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، يَعْنِي أَبَا وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ «٢».
وَذَكَرَ حَدِيثَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي صِفَةِ الْقِيَامَةِ كُتِبَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
قَوْلُهُ تعالى: وهو العزيز العليم
تقدم تفسيرهما.
(١). انظر سورة البقرة آية ٨.
(٢). مسلم كتاب القيامة ٣/ ١٣٠٤ رقم ١٦٧٨.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ
١٦٥٧٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا زُنَيْجٌ، ثنا سَلَمَةُ، قَالَ: قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ أَيْ ارْضَ بِهِ مِنَ الْعِبَادِ.
١٦٥٨٠ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ قَوْلُهُ: الْمُبِينِ يَعْنِي: الْبَيِّنَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى
١٦٥٨١ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قوله: إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى قَالَ: هَذَا مِثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِلْكَافِرِ كَمَا لَا يَسْمَعُ الْمَيِّتُ كَذَلِكَ لَا يَسْمَعُ الْكَافِرُ وَلا يَنْتَفِعُ بِهِ. وَفِي قَوْلِهِ: وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا ولوا مدبرين يقول: لو أن أصما وَلَّى مُدْبِرًا ثُمَّ نَادَيْتَهُ لَمْ يَسْمَعْ، كَذَلِكَ الْكَافِرُ لَا يَسْمَعُ وَلا يَنْتَفِعُ بِمَا يَسْمَعُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ، عَنْ ضَلالَتِهِمْ
١٦٥٨٢ - ذُكِرَ، عَنْ وَهِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْبَصْرِيِّ، أَنْبَأَ هَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنِي وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَوْلُهُ: وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ، عَنْ ضَلالَتِهِمْ أَيْ مَا تَفْعَلُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ
١٦٥٨٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: مُسْلِمُونَ يَقُولُ: مُوَحِّدُونَ.
١٦٥٨٤ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ ثنا الْوَلِيدُ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَوْلُهُ: مسلمون يقول: مخلصين.
قوله تعالى: وإذا وقع القول عليهم
[الوجه الأول]
١٦٥٨٥ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ وَقَبْلَهُ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ قَالَ: إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يَنْهَوْا، عَنِ الْمُنْكَرِ.
2921
١٦٥٨٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بن عون، ثنا موسى ابن عُبَيْدَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ أَكْثِرُوا الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُرْفَعَ وَيَنْسَى النَّاسُ مَكَانَهُ، وَأَكْثِرُوا تِلاوَةَ الْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُرْفَعَ. قَالَ: هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ فَكَيْفَ مَا فِي صُدُورِ الرِّجَالِ؟
قَالَ: يُسْرَى عَلَيْهِمْ لَيْلا فَيُصْبِحُوا مِنْهُ قَفْرًا، وَيَنْسَوْنَ قَوْلَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيَقَعُونَ فِي قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَشْعَارِهِمْ فَذَلِكَ حِينَ يَقَعُ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ يَعْنِي وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ.
١٦٥٨٧ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحَفْصٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَلا، عَنْ قَوْمِ لُوطٍ.
١٦٥٨٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ قَالَ: حَقَّ عَلَيْهِمْ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٥٨٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ، ثنا مُوسَى أَبُو الْعُلا قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةٍ فِيهَا الْحَسَنُ قَالَ: فَأَرْسَلْتُ مُؤَذِّنًا لَنَا: يُقَالُ: لَهُ سَالِمٌ أَبُو هَاشِمٍ فَقُلْتُ: سَلِ الْحَسَنَ، عَنْ هَذِهِ الآيَةِ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً من الأرض تكلمهم قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ سَاخِطٌ.
١٦٥٩٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شَبِيبًا يُحَدِّثُ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ فِي قَوْلِهِ: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ قَالَ:
السَّخَطُ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
١٦٥٩١ - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، ثنا هشام ابن حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، عَنْ قَوْلِ اللَّهِ: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ قَالَ: أَوْحَى إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قومك إلا من قد آمن.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٥.
2922
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً
١٦٥٩٢ - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا حَمَّادُ بن سلمة، عن علي ابن زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَخْرُجُ دَابَّةُ الأَرْضِ، وَمَعَهَا عَصا مُوسَى، وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَخْطُمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْعَصَا، وَتُجْلِي وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْخَاتَمِ، حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى الْخِوَانِ يَعْرِفُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ «١».
١٦٥٩٣ - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ثنا دَاوُدُ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَأَمَّا طَلْحَةُ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيِّ أَبُو سَرِيحَةَ، وَأَمَّا جَرِيرٌ فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَحَدِيثُ طَلْحَةَ أَتَمُّهَا وَأَحْسَنُهَا قَالَ: ذَكَرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّابَّةَ فَقَالَ: لَهَا ثَلاثُ خَرْجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ، فَتَخْرُجُ خَرْجَةً فِي أَقْصَى الْبَادِيَةِ، وَلا يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ يَعْنِي مَكَّةَ، ثُمَّ تَنْكَمِنُ زَمَانًا طَوِيلا ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُونَ ذَلِكَ، فَيَعْلُوا ذِكْرُهَا فِي أَهْلِ الْبَادِيَةِ، وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا مَكَّةَ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ عَلَى اللَّهِ حُرْمَةً خَيْرِهَا وَأَكْرَمِهَا الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، لَمْ يَرُعْهُمْ إِلا وَهِيَ قُرْبٌ تَرْغُو بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ تَنْفُضُ، عَنْ رأسها التراب، فأرفض الناس معها شتى ومعها، وَثَبَتَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يُعْجِزُوا اللَّهَ، فَبَدَأَتْ بِهِمْ فَجَلَتْ وُجُوهَهُمْ حَتَّى جَعَلَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ وَوَلَّتْ فِي الأَرْضِ لَا يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلا يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لِيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلاةِ، فَتَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِهِ تَقُولُ: يَا فُلانُ الآنَ تُصَلِّي؟ فَيُقْبِلُ عَلَيْهَا، فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ تَنْطَلِقُ، وَيَشْتَرِكُ النَّاسُ فِي الأَمْوَالِ وَيَصْطَحِبُونَ فِي الأَمْصَارِ يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ: يَا كَافِرُ اقْضِ حَقِّي، وَحَتَّى، الْكَافِرُ لَيَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ اقْضِ حَقِّي «٢».
١٦٥٩٤ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنِ الْوَلِيدِ بن عبد الله ابن جُمَيْعٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ ابن البيلماني، عن ابن
(١). الترمذي كتاب التفسير رقم ٣١٨٧ ٥/ ٣١٨ قال: هذا حديث حسن غريب.
(٢). قال: ابن كثير: إسناده لا يصح عن حذيفة بن اليمان ٣٠/ ٣٩١.
2923
عُمَرَ قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ لَيْلَةَ جُمُعَةٍ، وَالنَّاسِ يَسِيرُونَ قَالَ: فَيَجْفِلُ النَّاسُ عَجُزَهَا وَذَنَبَهَا فَلا يَبْقَى مُنَافِقٌ إِلا خَطَمَتْهُ، وَتَمْسَحُ الْمُؤْمِنَ، وَيُصْبِحُ النَّاسُ أَشَرَّ مِنَ الدَّجَّالِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: دَابَّةً
١٦٥٩٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّكَ دَابَّةُ الأَرْضِ. فَقَالَ: عَلِيُّ: وَاللَّهِ إِنَّ لِدَابَّةِ الأَرْضِ رِيشًا وَزْغُبًا وَمَا لِيَ رِيشٌ وَلا زُغْبٌ، وَإِنَّ لَهَا لَحَافِرًا وَمَا لِي مِنْ حَافِرٍ، وَإِنَّهَا لِتَخْرُجُ حَضَرَ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلاثًا وَمَا خَرَجَ ثُلُثَاهَا.
١٦٥٩٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ، عَنِ الدَّابَّةِ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا لِهَا ذَنَبٌ وَإِنَّ لَهَا لِحْيَةً.
١٦٥٩٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ وَصَفَ الدَّابَّةَ فَقَالَ: رَأْسُهَا رَأْسٍ وَعَيْنَاهَا عَيْنَا خِنْزِيرٍ وَأُذُنُهَا، فِيلٌ وَقَرْنُهَا قَرْنُ أَيْلٍ، وَعُنُقُهَا عُنُقُ نَعَامَةٍ وَصَدْرُهَا أَسَدٌ، وَلَوْنُهَا لَوْنُ نَمِرٍ، وَخَاصِرَتُهَا خَاصِرَةُ هِرٍّ، وَذَنَبُهَا ذَنَبُ كَبْشٍ، وَقَوَائِمُهَا قَوَائِمُ بَعِيرٍ. بَيْنَ كُلِّ مِفْصَلَيْنِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا. تَخْرُجُ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلا نُكِتَتْ فِي مَسْجِدِهِ بِعَصَا مُوسَى نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ فَتَفْشُو تِلْكَ النُّكْتَةُ حَتَّى يَبْيَضَّ لَهَا وَجْهُهُ، وَلا يَبْقَى كَافِرٌ إِلا نَكَتَتْ فِي وَجْهِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ بِخَاتَمِ سُلَيْمَانَ فَتَفْشُو تِلْكَ النُّكْتَةُ حَتَّى يَسْوَدَّ لَهَا وَجْهُهُ، حَتَّى إِنَّ النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ فِي الأَسْوَاقِ: بِكُمْ ذَا يَا مُؤْمِنُ وَبِكَمْ ذَا يَا كَافِرُ، وَحَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يَجْلِسُونَ عَلَى مَائِدَتِهِمْ فَيَعْرِفُونَ مُؤْمِنَهُمْ مِنْ كَافِرِهِمْ ثُمَّ تَقُولُ لَهُمُ الدَّابَّةُ، يَا فُلانُ أَبْشِرْ أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَيَا فُلانُ أَنْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَذَلِكَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمْهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ.
١٦٥٩٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا ابْنُ نُفَيْلٍ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا قَابُوسُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: سَأَلْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الدَّابَّةِ فَقَالَ: هِيَ مِثْلُ الحربة الضخمة.
2924
١٦٥٩٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ الدَّابَّةَ فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، مَا بَيْنَ قَرْنَيْهَا فَرْسَخٌ لِلرَّاكِب.
قوله تعالى: من الأرض
[الوجه الأول]
١٦٦٠٠ - حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ شَاذَانَ، ثنا يَعْلَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانَ، بْنِ صَالِحٍ قَالَ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الدَّابَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةٍ بِجِيَادٍ، وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ مَعَهُمْ أَوْ لَوْ شِئْتُ لَقَرَعْتُ بِعَصَايَ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ تَحْتِهَا. قِيلَ:
فَتَصْنَعُ مَاذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو؟ قَالَ: تَسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقَ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً تَنْفُذُهُ، ثُمَّ تُسْتَقْبَلُ الشَّامَ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً تَنْفُذُهُ، ثُمَّ تُسْتَقْبَلُ الْمَغْرِبَ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً تَنْفُذُهُ ثُمَّ تُسْتَقْبَلُ الْيَمَنَ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً تَنْفُذُهُ، ثُمَّ تَرُوحُ مِنْ مَكَّةَ فَتُصْبِحُ بِعُسْفَانَ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا قَالَ: ثُمَّ لَا أَعْلَمُ.
١٦٦٠١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مِنْ صَدْعٍ فِي الصَّفَا جَمَرِيَّ الْفَرَسِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَخْرُجْ ثُلُثُهَا «١».
١٦٦٠٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: هِيَ دَابَّةٌ ذَاتُ زُغْبٍ وَرِيشٍ، لَهَا أَرْبَعُ قَوَائِمَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فِي بَعْضِ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ.
الْوَجْهُ الثَّانِي:
١٦٦٠٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَمَّهُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: قَالَ عَزِيزٌ أَتَانِي الْمَلَكُ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا قَالَ: لَا عِلْمَ لِي، وَلِمَ تَسْأَلُنِي عَمَّا لَا أَعْلَمُ؟ قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّنْيَا وَاقْرَبَتِ الآخِرَةُ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَكْثُرَ الْكَذِبُ وَيَقِلَّ الصِّدْقُ، وَيَظْهَرَ الْفُجُورُ وَيَنْعَدِمَ الْبِرُّ، وَتَعُودَ الأَرْضُ عَقِيمًا مِنَ الأَنْهَارِ، وَتُرَى الشَّمْسُ فِي أَثَرِ ذَلِكَ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَتَقْطُرَ الشَّجَرُ دَمًا، وَتَجُولَ الأَنْوَاءُ، وَتَنْطِقَ الْحِجَارَةُ، وَيَمْلِكَ مَنْ لَمْ يَكُنْ بِرِجَالَةِ الْمُلْكِ، وَتُخْبِرَ الطَّيْرُ، وَتَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ سدوم دابة تكلم الناس كل
(١). انظر الدر ٦/ ٣٨٢.
2925
يَسْمَعُهَا، وَتَضَعَ الْحَبَالَى قَبْلَ التَّمَامِ، وَيَعُودَ الْمَاءُ الْعَذْبُ أُجَاجًا، وَيَتَعادى الأَخِلاءُ وَتُخْرَقَ الْحِكْمَةُ وَيُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَتُكَلِّمَ الأَرْضُ الَّتِي تَلِيهَا. وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَرْجُو النَّاسُ مَا لَا يَبْلُغُونَ وَيَتَعَنُّونُ، فِيمَا لَا يَنَالُونَ، وَيَعْمَلُونَ فِيمَا لَا يَأْكُلُونَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تُكَلِّمُهُمْ
١٦٦٠٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ يَقُولُ: تُحَدِّثُهُمْ- وَرُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٦٠٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَلَهُمْ دَابَّةٌ تُكَلِّمُهُمْ كَلامًا.
١٦٦٠٦ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَبُو مُحَمَّدٍ يَعْنِي نُفَيْعَ الأَعْمَى قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ قَوْلِهِ: أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَوْ تَكْلِمُهُمْ؟ قَالَ: كُلُّ ذَلِكَ وَاللَّهِ تَفْعَلُ تُكَلِّمُ الْمُؤْمِنَ وَتُكَلِّمُ الْكَافِرَ أَوْ تَجْرَحُهُ.
١٦٦٠٧ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو عُمَيْرٍ بْنُ النَّحَّاسِ، ثنا ضَمْرَةُ، ثنا صدقة ابن يزيد قال: تجئ الدَّابَّةُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَتُكْتَبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَذَّابٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ
١٦٦٠٨ - أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ قراءة، أخبرنا محمد ابْنُ شُعَيْبِ بْنُ شَابُورَ أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ: وَأَمَّا دَابَّةُ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ فَكَلامُهَا يَعْنِي إِيَّاهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ
١٦٦٠٩ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ أَنْبَأَ يَحْيَى ابن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَى الزَّعْرَاءِ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ عَنِ الدَّابَّةِ فَقَالَ: لَهُ سَلْ عَلِيًّا فَإِنَّهُ بِذَلِكَ، فَسَأَلَ عَلِيًّا فَقَالَ: تَأْكُلُ الطَّعَامَ وَتَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ وَتُكَلِّمُ النَّاسَ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يوقنون
2926
قوله تعالى :﴿ إنك لا تسمع الموتى ﴾ آية ٨٠
حدثنا أبي ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ إنك لا تسمع الموتى ﴾ قال : هذا مثل ضربه الله للكافر ؛ كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر ولا ينتفع به. وفي قوله :﴿ ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ﴾ يقول : لو أن أصما ولى مدبرا ثم ناديته لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع.
قوله تعالى :﴿ وما أنت بهادي العمي، عن ضلالتهم ﴾ آية ٨١
ذكر، عن وهيب بن عمرو بن عثمان البصري، أنبأ هارون بن موسى النحوي، حدثني واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر قوله :﴿ وما أنت بهادي العمي، عن ضلالتهم ﴾ أي ما تفعل ذلك.
قوله تعالى :﴿ إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ﴾
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ مسلمون ﴾ يقول : موحدون.
حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمد قوله :﴿ مسلمون ﴾ يقول : مخلصين.
قوله تعالى :﴿ وإذا وقع القول عليهم ﴾ آية ٨٢
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن ابن عمر مثله وقبله ﴿ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض ﴾ قال : إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا، عن المنكر.
حدثنا محمد بن إسماعيل الاحمسي، ثنا جعفر بن عون، ثنا موسى ابن عبيدة، عن صفوان بن سليم، عن ناجية بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه قال : قال : عبد الله أكثروا الطواف بالبيت من قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه، وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع. قال : هذه المصاحف ترفع فكيف ما في صدور الرجال ؟ قال : يسري عليهم ليلا فيصبحوا منه قفرا، وينسون قول لا إله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم فذلك حين يقع عليهم القول يعني ﴿ وإذا وقع القول عليهم ﴾.
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن فضيل وابن نمير وحفص، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن حذيفة قال : والله ما تلا، عن قوم لوط.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وقع القول عليهم قال : حق عليهم.
الوجه الثاني :
حدثنا علي بن الحسين، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن مسلم الباهلي، ثنا موسى أبو العلا قال : كنا في جنازة فيها الحسن قال : فأرسلت مؤذنا لنا يقال له سالم أبو هاشم فقلت : سل الحسن، عن هذه الآية ﴿ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ﴾ قال : فجاءa فقال : إن الله يومئذ على أهل الأرض ساخط.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا مسدد، ثنا معتمر، قال : سمعت شبيبا يحدث، عن مقاتل بن حيان في قوله :﴿ وإذا وقع القول عليهم ﴾ قال : السخط.
الوجه الثالث :
حدثنا المنذر بن شاذان، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، ثنا هشام ابن حسان، عن حفصة، قالت : سألت أبا العالية، عن قول الله :﴿ وإذا وقع القول عليهم ﴾ قال : أوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
قوله تعالى :﴿ أخرجنا لهم دابة ﴾
حدثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن سلمة، عن علي ابن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تخرج دابة الأرض، ومعها عصا موسى، وخاتم سليمان صلى الله عليه وسلم تخطم أنف الكافر بالعصا، وتجلي وجه المؤمن بالخاتم، حتى يجتمع الناس على الخوان يعرف المؤمن الكافر.
حدثنا يونس بن حبيب ثنا داود، عن طلحة بن عمرو وجرير بن حازم، وأما طلحة فقال : أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي أن أبا الطفيل حدثه، عن حذيفة بن أسيد الغفاري أبو سريحة، وأما جرير فقال : عن عبد الله بن عبيد، عن رجل من آل عبد الله بن مسعود، وحديث طلحة أتمها وأحسنها قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال : لها ثلاث خرجات من الدهر، فتخرج خرجة في أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعني مكة، ثم تنكمن زمانا طويلا ثم تخرج خرجة أخرى دون ذلك، فيعلوا ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها مكة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة خيرها وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي ترغوا بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب، فارفض الناس معها شتى ومعا، وثبتت عصابة من المؤمنين، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب، حتى أن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتأتيه من خلفه تقول : يا فلان الآن تصلي ؟ فيقبل عليها، فتسمه في وجهه ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى أن المؤمن يقول : ياكافر اقض حقي، وحتى الكافر ليقول : يا مؤمن اقض حقي.
حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، ثنا وكيع، عن الوليد بن عبد الله ابن جميع القرشي، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن ابن البيلماني، عن ابن عمر قال : تخرج الدابة ليلة جمعة، والناس يسيرون قال : فيجفل الناس عجزها وذنبها فلا يبقى منافق إلا خطمته، وتمسح المؤمن، ويصبح الناس أشر من الدجال.
قوله تعالى :﴿ دابة ﴾
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو حفص الأبار، عن ليث، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال : قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه إن ناسا يزعمون أنك دابة الأرض. فقال : علي : والله إن لدابة الأرض ريشا وزغبا ومالي ريش ولا زغب، وإن لها لحافرا ومالي من حافر، وإنها لتخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثاها.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظي، عن علي أنه كان إذا سئل، عن الدابة قال : أما والله مالها ذنب وإن لها لحية.
حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا الحسين بن يحيى، ثنا ابن جريج، عن أبي الزبير انه وصف الدابة فقال : رأسها رأس ثور وعيناها عينا خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير. بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا. تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليه السلام، ولا يبقى مؤمن إلا نكتت في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه، ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه، حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق : بكم ذا يا مؤمن وبكم ذا يا كافر، وحتى أن أهل البيت يجلسون علي مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم ثم تقول لهم الدابة، يا فلان أبشر أنت من أهل الجنة، ويا فلان أنت من أهل النار، فذلك قول الله عز وجل ﴿ وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ﴾.
حدثنا أبي، ثنا ابن نفيل، ثنا زهير، ثنا قابوس أن أباه حدثه قال : سألنا ابن عباس، عن الدابة فقال : هي مثل الحربة الضخمة.
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح، عن أبي مريم أنه سمع أبا هريرة يقول : إن الدابة فيها من كل لون، ما بين قرنيها فرسخ للراكب.
قوله تعالى :﴿ من الأرض ﴾
حدثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعلي، ثنا محمد بن إسحاق، عن أبان، بن صالح قال : سئل عبد الله بن عمرو، عن الدابة تخرج من تحت صخرة بجياد، والله لو كنت معهم أو لو شئت لقرعت بعصاي الصخرة التي تخرج الدابة من تحتها. قيل : فتصنع ماذا يا عبد الله بن عمرو ؟ قال : تستقبل المشرق فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل الشام فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تستقبل المغرب فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه، ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل : ثم ماذا، قال : ثم لا أعلم.
حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية قال : قال عبد الله : تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لم يخرج ثلثها.
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي، أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر، عن قتادة أن ابن عباس قال : هي دابة ذات زغب وريش، لها أربع قوائم، ثم تخرج في بعض أودية تهامة.
الوجه الثاني :
أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد بن معقل أنه سمع عمه وهب بن منبه يقول : قال عزيز أتاني الملك قلت : أخبرني ما بقي من الدنيا قال : لا علم لي، ولم تسألني عما لا أعلم ؟ قال : أنا أعلم أنه عند انقضاء الدنيا وأقربت الآخرة وآية ذلك أن يكثر الكذب ويقل الصدق، ويظهر الفجور وينعدم البر، وتعود الأرض عقيما من الأنهار، وترى الشمس في أثر ذلك من مغربها، وتقطر الشجر دما، وتجول الأنواء، وتنطق الحجارة، ويملك من لم يكن برجاله الملك، وتخبر الطير، وتخرج من تحت سدوم دابة تكلم الناس كل يسمعها، وتضع الحبالى قبل التمام، ويعود الماء العذب أجاجا، ويتعادى الأخلاء وتخرق الحكمة ويرفع العلم، وتكلم الأرض التي تليها. وفي ذلك الزمان يرجو الناس ما لا يبلغون ويتعنون، فيما لا ينالون، ويعملون فيما لا يأكلون.
قوله تعالى :﴿ تكلمهم ﴾
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ دابة من الأرض تكلمهم ﴾ يقول : تحدثهم - وروي عن قتادة مثل ذلك.
حدثنا أبي، ثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن يونس بن عبيد، عن الحسن قال : تخرج دابة الأرض إذا فسد الناس، ولهم دابة تكلمهم كلاما.
حدثنا أبي، ثنا أ
حمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا أبو داود قال : أبو محمد يعني نفيع الأعمى قال : سألت ابن عباس، عن قوله :﴿ أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ﴾ أو تكلمهم ؟ قال : كل ذلك والله تفعل ؛ تكلم المؤمن وتكلم الكافر أو تجرحه.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا أبو عمير بن النحاس، ثنا ضمرة، ثنا صدقة ابن يزيد قال : تجيء الدابة إلى الرجل وهو قائم يصلي في المسجد، فتكتب بين عينيه كذاب.
قوله تعالى :﴿ أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ﴾
أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قراءة، أخبرنا محمد ابن شعيب بن شابور أخبرني عثمان بن عطاء، عن أبيه عطاء بن أبي مسلم الخراساني : وأما دابة الأرض تكلمهم فكلامها يعني إياهم ﴿ أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ﴾.
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا يونس بن بكير، أنبأ يحيى ابن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء أن رجلا سأل عبد الله عن الدابة فقال : له سل عليا فإنه بذلك ، فسأل عليا فقال : تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتكلم الناس ﴿ أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ﴾.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بآياتنا
١٦٦١٠ - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ «١»
قَوْلُهُ: مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا قَالَ: زُمَرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِآيَاتِنَا
١٦٦١١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ أَمَّا آيَاتُ اللَّهِ فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَهُمْ يُوزَعُونَ
١٦٦١٢ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عباس قوله: فَهُمْ يُوزَعُونَ يَقُولُ: يُدْفَعُونَ.
١٦٦١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ فَهُمْ يُوزَعُونَ وَزْعَةٌ تَرُدُّ أُولاهُمْ عَلَى أُخْرَاهُمْ.
١٦٦١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، أَنْبَأَ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ قَوْلُهُ: يُوزَعُونَ قال: يساقون.
قوله تعالى: حتى إذا جاؤ قَالَ: أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا
١٦٦١٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ بِآيَاتِي يَعْنِي بِالْقُرْآنِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أما ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
وَتَصْنَعُونَ وَاحِدٌ تَقَدَّمَ إِسْنَادُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا
١٦٦١٦ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا يَقُولُ: وَجَبَ الْقَوْلُ عليهم والقول:
الغضب.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٥.
قوله تعالى :﴿ حتى إذا جاءوا قال : أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما ﴾ آية ٨٤
حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير في قول الله :﴿ بآياتي ﴾ يعني بالقرآن.
قوله تعالى :﴿ أمَّاذا كنتم تعملون ﴾
وتصنعون واحد تقدم إسناده غير مرة.
قوله تعالى :﴿ ووقع القول عليهم بما ظلموا ﴾ آية ٨٥
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ووقع القول عليهم بما ظلموا ﴾ يقول : وجب القول عليهم والقول : الغضب.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مبصراً
١٦٦١٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا أَيْ هُوَ مُنِيرٌ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
١٦٦١٨ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: إِنَّ فِي ذَلِكَ يُعِينُ الَّذِي بِهِمْ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
١٦٦١٩ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ الصُّورِ قَالَ: قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ «١».
١٦٦٢٠ - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا يَحْيَى بْنُ عباد، ثنا خالد ابن أَبِي خَالِدٍ، ثنا عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ مِنًى اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُقِلُّوا الْقَرْنَ مِنَ الأَرْضِ مَا أَقَلُّوهُ «٢».
١٦٦٢١ - قُرِئَ عَلَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شَابُورَ أَنْبَأَ أَبُو رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لما فرغ من خلق السموات وَالأَرْضِ خَلَقَ الصُّوَرَ، فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ شَاخِصًا بَصَرَهُ إِلَى الْعَرْشِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الصُّورُ؟ قَالَ: قَرْنٌ قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: قَرْنٌ عَظِيمٌ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ عظم دائرة فيه كعرض السموات وَالأَرْضِ يَنْفُخُ فِيهِ ثَلاثَ نَفْخَاتٍ: الأُولَى نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ لرب العالمين، وذكر الْحَدِيثَ بِطُولِهِ «٣».
١٦٦٢٢ - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ قَالَ: الصُّورُ مَعَ إِسْرَافِيلَ فِيهِ أَرْوَاحُ كُلِّ
(١). مسند الإمام أحمد ٢/ ١٦٢.
(٢). المرجع السابق. [.....]
(٣). انظر الطبري ٢٠/ ١٩.
2928
شَيْءٍ تَكُونُ فِيهِ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الصَّاعِقَةَ فَإِذَا نَفَخَ نَفْخَةَ الْبَعْثِ قَالَ: اللَّهُ: بِعِزَّتِي لَيَرْجِعَنُّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهِ وَدَارِهِ... أَعْظَمُ من سبع سموات وَمَنَ الأَرْضِ قَالَ: فَخَلَقَ الصُّورَ عَلَى فِي إِسْرَافِيلَ وَهُوَ شَاخْصٌ بَصَرَهُ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فِي الصُّورِ.
١٦٦٢٣ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ قَالَ: كَهَيْئَةِ الْبُوقِ.
١٦٦٢٤ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ أَيْ فِي الْخَلْقِ.
١٦٦٢٥ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ أَنْبَأَ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ الصُّورُ الْبُوقُ.
١٦٦٢٦ - قَالَ: مُجَاهِدٌ: هُوَ الْقَرْنُ، صَاحِبُهُ آخِذٌ بِهِ، فَقَبَضَ مُجَاهِدٌ قَبْضَتَيْنِ بِكَفَّيْهِ عَلَى طَفِّ الْقَرْنِ، بَيْنَ طَرَفَيْهِ، وَبَيْنَ قَدْرِ قَبْضَةٍ أَوْ نَحْوِهَا قَدْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَةِ إِحْدَى رِجْلَيْهِ، فَأَشَارَ فَبَرَكَ عَلَى رُكْبَةِ يُسْرَاهُ مُقْعِيًا عَلَى قَدَمَيْ عَقِبِهِ تَحْتَ فَخِذِهِ وَإِلْيَتِهِ وَأَطْرَافُ أَصَابِعِهِ فِي التُّرَابِ، قَدْ نَصَبَ رُكْبَتَهُ الْيُمْنَى وَوَضَعَ قَدَمَهَا فِي التُّرَابِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ
١٦٦٢٧ - قُرِئَ عَلَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شَابُورَ أَنْبَأَ أَبُو رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ، إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل لما فرغ من خلق السموات خَلَقَ الصُّورَ فَأَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ شَاخِصًا بَصَرَهُ إِلَى الْعَرْشِ، يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ يَنْفُخُ فِيهِ ثَلاثَ نَفْخَاتٍ: الأُولَى نَفْخَةُ الْفَزَعِ، وَالثَّانِيَةُ نَفْخَةُ الصَّعْقِ، وَالثَّالِثَةُ نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِالنَّفْخَةِ الأُولَى فَيَقُولُ لَهُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الْفَزَعِ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الفزع، فيفزع أهل السموات وَالأَرْضِ إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَيَأْمُرُهُ فَيُمِدُّ بِهَا وَيُطَوِّلُهَا فَلا يَفْتُرُ وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لِهَا مِنْ فَوَاقٍ فَيُسَيِّرُ الله الجبال ف تمر مر السحاب، ثم يجعلها سرابا، وترج الأرض بِأَهْلِهَا رَجًّا فَتَكُونُ الأَرْضُ كَالسَّفِينَةِ الْمُرْنَقَةِ فِي الْبَحْرِ أَوْ كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ تُرَجِّجُهُ
2929
الأَرْوَاحُ، فَيَمِيدُ النَّاسُ عَلَى ظَهْرِهَا وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ «١» فَتَذْهَلُ الْمَرَاضِعُ وَتَضَعُ الْحَوَامِلُ وَتَشِيبُ الْوِلْدَانُ، وَتَطِيرُ الشَّيَاطِينُ هَارِبَةً مِنَ الْفَزَعِ حَتَّى تَأْتِيَ الأَقْطَارَ، فَتَأْتِيهَا الْمَلائِكَةُ فَتَضْرِبُ وُجُوهَهَا فَتَرْجِعُ، وَيُوَلِّي النَّاسُ مُدْبِرِينَ، يُنَادِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَهِيَ الَّتِي يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ فَبَيْنَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ إِذِ انْصَدَعَتِ الأَرْضُ فَانْصَدَعَتْ مِنْ قُطْرٍ إِلَى قُطْرٍ فَرَأَوَا أَمْرًا عَظِيمًا لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، فَأَخَذَهُمْ لِذَلِكَ مِنَ الكرب والهول ما لله بِهِ عَلِيمٌ، ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هِيَ كَالْمُهْلِ انْشَقَّتْ مِنْ قُطْرٍ، إِلَى قُطْرٍ فَخُسِفَ بِشَمْسِهَا وَقَمَرِهَا وَانْتَثَرَتْ نُجُومُهَا قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالأَمْوَاتُ «٢» لَا يَعْلَمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلا مَنْ شَاءَ
١٦٦٢٨ - بِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ إِسْرَافِيلَ بِالنَّفْخَةِ الأُولَى فَيَقُولُ لَهُ انْفُخْ نَفْخَةَ الْفَزَعِ، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السموات وَالأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ حِينَ يَقُولُ:
فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ: أُولَئِكَ الشُّهَدَاءُ، فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يرزقون وَقَاهُمُ اللَّهُ فَزَعَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَأَمَّنَهُمْ مِنْهُ وَهُوَ عَذَابُ اللَّهِ يَبْعَثُهُ عَلَى شِرَارِ خَلْقِهِ. هُوَ الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ «٣» مُمَكَّنُونَ فِي الْبَلاءِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ يُطَوِّلُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الصَّعْقِ فَيَقُولُ لَهُ: انْفُخْ نَفْخَةَ الصَّعْقِ، فيصعق أهل السموات وَالأَرْضِ إِلا مَنْ شَاء الله فَإِذَا هُمْ خَمِدُوا جَاءَ مَلِكُ الْمَوْتِ فَقَالَ: يَا رَبِّ قَدْ مَاتَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شِئْتَ. فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: فَمَنْ بَقِيَ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ بَقِيتَ أَنْتَ
(١). سورة النازعات ٦- ٩.
(٢). انظر الطبري ٢٠/ ١٩.
(٣). سورة الحج الآيات ١- ٢.
2930
الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَبَقِيَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَبَقِيتُ أَنَا. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لِيَمُتْ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ. فَيَتَكَلَّمُ الْعَرْشُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ يَمُوتُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: اسْكُتْ إِنِّي كَتَبْتُ الْمَوْتَ عَلَى كُلِّ مَنْ كَانَ تَحْتَ عَرْشِي، فَيَمُوتَانِ فَيَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى الْجَبَّارِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ مَاتَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ وَهُوَ أَعْلَمُ مَنْ بَقِي؟ فَيَقُولُ: بَقِيتَ أَنْتَ يَا رَبِّ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، وَبَقِيتُ أَنَا فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، لِيَمُتْ حَمَلَةُ عَرْشِي. فَيَمُوتُونَ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ الْعَرْشَ فَيَقْبَلُ الصُّورَ مِنْ إِسْرَافِيلَ، ثُمَّ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ مَاتَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ وَهُوَ أَعْلَمُ: مَنْ بَقِيَ؟ فَيَقُولُ:
يَا رَبِّ بَقِيتَ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَبَقِيتُ أَنَا. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَنْتَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِي خَلَقْتُكَ لِمَا رَأَيْتَ فَمُتْ ثُمَّ لَا تَحْيَ فَإِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ لَيْسَ بِوَالِدٍ وَلا وَلَدٍ كَانَ آخِرَ مَا كَانَ أَوَّلا، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
لَا مَوْتَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلا مَوْتَ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ طُوَى الله السموات وَالأَرْضَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ثُمَّ دَحَا بِهِمَا ثُمَّ تَلَقَّفَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ، ثُمَّ دَحَا بِهِمَا ثُمَّ تَلَقَّفَهُمَا ثُمَّ قَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ، ثُمَّ دَحَا بِهِمَا، ثُمَّ تَلَقَّفَهُمَا ثُمَّ قَالَ: أَنَا الْجَبَّارُ. ثُمَّ هَتَفَ بِصَوْتِهِ فَقَالَ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ قَالَ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ قَالَ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ ثُمَّ قَالَ لِنَفْسِهِ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ثُمَّ بَدَّلَ الأرض غير الأرض والسموات فَبَسَطَهَا وَسَطَحَهَا وَمَدَّهَا مَدَّ الأَدِيمِ الْعُكَاظِيِّ لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
١٦٦٢٩ - وَبِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: ثُمَّ بَدَّلَ الأَرْضَ غير الأرض والسموات فَبَسَطَهَا وَسَطَحَهَا، وَمَدَّهَا مَدَّ الأَدِيمِ الْعُكَاظِيِّ لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا ثُمَّ هَتَفَ بِصَوْتِهِ فَقَالَ: أَلا مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ أَلا مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ أَلا مَنْ كَانَ لِي شَرِيكًا فَلْيَأْتِ، فَلا يَأْتِيهِ أَحَدٌ، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَانُ فَقَطْرُ السَّمَاءِ عَلَيْكُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، حَتَّى يَكُونَ الْمَاءُ فَوْقَكُمْ ثِنْتَيْ عَشَرَ ذِرَاعًا، وَيَأْمُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَجْسَادَ أَنْ تَنْبُتَ فَتَنْبُتَ نَبَاتَ الطَّرَاثِيثِ وكنبات البقل
(١). الطبري ٢٤/ ٣٠.
2931
حَتَّى إِذَا تَكَامَلَتْ أَجْسَادُكُمْ فَكَانَتْ كَمَا كَانَتْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لِيَحْيَ حَمَلَةُ عَرْشِي فَيَحْيَوْنَ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ فَيَقْبِضُ الصُّورَ مِنَ الْعَرْشِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ لِيَحْيَ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فَيُجِيبَانِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَرْوَاحَ فَيُؤْتَى بِهَا تَتَوَهَّجُ أَرْوَاحُ الْمُسْلِمِينَ نُورًا وَالآخِرِينَ ظُلْمَةً، فَيَقْبِضُهَا اللَّهُ جَمِيعًا فَيُلْقِيهَا فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ إِسْرَافِيلَ بِنَفْخَةِ الْبَعْثِ، فَيَنْفُخُ نَفْخَةَ الْبَعْثِ، فَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ كَأَنَّهَا النَّحْلُ قَدْ مَلأَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَيَرْجِعَنُّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهِ، فَتَدْخُلُ الأَرْوَاحُ عَلَى الأَجْسَادِ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ تَدْخُلُ فِي الْخَيَاشِيمِ، ثُمَّ تَمْشِي فِي الأَجْسَادِ، تَمَشِّيَ السُّمِّ فِي اللَّدِيغِ، ثُمَّ تَشَقَّقُ الأَرْضُ، عَنْكُمْ وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ، عَنْهُ الأَرْضُ، فَتَخْرُجُونَ مِنْهَا شَبَابًا كُلُّكُمْ عَلَى سَنِّ ثَلاثِينَ، وَاللِّسَانُ يَوْمَئِذٍ سُرْيَانِيُّ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا تَخْرُجُونَ سِرَاعًا إِلَى رَبِّكُمْ تَمْشُونَ مُهْطِعِينَ إِلَى الداعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ «١» حُفَاةً عُرَاةً غُلْفًا غُرْلا، ثُمَّ تُوقَفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا مِقْدَارَ سَبْعِينَ عَامًا لَا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ وَلا يَقْضِي بَيْنَكُمْ، فَتَبْكُونَ حَتَّى يَنْقَطِعَ الدَّمْعُ، فَتَدْمَعُونَ دَمًا، وَتَعْرَقُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ مِنْكُمُ الأَذْقَانَ، وَيُلْجِمُكُمُ الْعَرَقُ فَيَصِيحُ مَنْ يَصِيحُ وَيَقُولُونَ: مَنْ يَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَيَقْضِي بَيْنَنَا.
١٦٦٣٠ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبُو جَبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ يَقْرَأُ: وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ خَفِيفَةً عَلَى مَعْنَى جَاءُوهُ.
١٦٦٣١ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ وَكُلٌّ آتَوْهُ مُثَقَّلَةٌ مَمْدُودَةٌ على معنى فاعلوه.
قوله تعالى: داخرين
١٦٦٣٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ يَقُولُ: صَاغِرِينَ- وَرَوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَالثَّوْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٦٣٣ - خَبَرِنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ:
(١). سورة القمر ٨.
2932
قوله تعالى :﴿ ويوم ينفخ في الصور ﴾ آية ٨٧
حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، عن سليمان التيمي، عن أسلم، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن عمرو قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الصور قال : قرن ينفخ فيه.
حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا يحيى بن عباد، ثنا خالد ابن أبي خالد، ثنا عطية العوفي، عن أبي سعيد قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أهل منى اجتمعوا على أن يقلوا القرن من الأرض ما أقلوه.
قرئ على أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقي، ثنا محمد بن شعيب ابن شابور أنبأ أبو رافع المديني إسماعيل بن رافع، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة أنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه فقال : إن الله عز وجل لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور، فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصا بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر فقلت : يا رسول الله وما الصور ؟ قال : قرن قال : قلت : وكيف هو ؟ قال : قرن عظيم والذي نفسي بيده أن عظم دائرة فيه كعرض السموات والأرض ينفخ فه ثلاث نفخات : الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة الصعق، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين، وذكر الحديث بطوله.
حدثنا أبو عبد الله الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله :﴿ ونفخ في الصور ﴾ قال : الصور مع اسرافيل فيه أرواح كل شيء تكون فيه، ثم ينفخ فيه الصاعقة فإذا نفخ نفخة البعث قال الله : بعزتي ليرجعن كل روح إلى جسده وداره. . . أعظم من سبع سموات ومن الأرض قال : فخلق الصور على في إسرافيل وهو شاخص بصره متى يؤمر بالنفخ في الصور.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله :﴿ ونفخ في الصور ﴾ قال : كهيئة البوق.
حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس، ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة قوله :﴿ ونفخ في الصور ﴾ أي في الخلق.
حدثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي أنبأ حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ﴿ الصور ﴾ البوق.
قال : مجاهد : هو القرن، صاحبه آخذ به، فقبض مجاهد قبضتين بكفيه على طف القرن، بين طرفيه، وبين قدر قبضة أو نحوها قد برك على ركبة إحدى رجليه، فأشار فبرك علي ركبة يسراه مقعيا علي قدمي عقبه تحت فخذه والتيه وأطراف أصابعه في التراب، قد نصب ركبته اليمنى ووضع قدمها في التراب.
قوله تعالى :﴿ ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾
قرئ علي أحمد بن محمد بن عثمان الدمشقي، ثنا محمد بن شعيب ابن شأبور أنبأ أبو رافع المديني، إسماعيل بن رافع، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة رضي الله عليه أنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه فقال : إن الله عز وجل لما فرغ من خلق السموات خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصا بصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر ينفخ فيه ثلاث نفحات : الأولى نفخة الفزع، والثانية نفخة الصعق، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين، فأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول له : انفخ نفخة الفزع، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السموات والأرض إلا ما شاء الله، ويأمره فيمد بها ويطولها فلا يفتر وهي التي يقول الله عز وجل ﴿ وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ﴾ فيسيِّر الله الجبال فتمرُّ مر السحاب، ثم يجعلها سرابا، وترج الأرض بأهلها رجّاًفتكون الأرض كالسفينة المرنقة في البحر أو كالقنديل المعلق بالعرش ترججه الأرواح، فيميد الناس على ظهرها وهي التي يقول الله تبارك وتعالى :﴿ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة ﴾ فتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار، فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع، ويولي الناس مدبرين، ينادي بعضهم بعضا. وهي التي يقول الله تبارك وتعالى :﴿ يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ﴾ فبينا الناس على ذلك إذ انصدعت الأرض فانصدعت من قطر إلى قطر فرأو أمرا عظيما لم يروا مثله، فأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم، ثم نظروا إلى السماء فإذا هل كالمهل انشقت من قطر، إلى قطر فخسف بشمسها وقمرها وانتثرت نجومها قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك.
قوله تعالى :﴿ إلا من شاء ﴾
به، عن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه قال : إن الله عز وجل أمر إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول له انفخ نفخة الفزع، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السموات والأرض إلا من شاء الله فقال : أبو هريرة : يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول :﴿ ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ﴾ فقال : أولئك الشهداء، فهم أحياء عند ربهم يرزقون وقاهم الله فزع ذلك اليوم، وأمّنهم منه وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه. هو الذي يقول الله تبارك وتعالى :﴿ يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ﴾ ممكنون في البلاء ﴿ إلا من شاء الله ﴾ يطول ذلك عليهم، ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق فيقول له : انفخ نفخة الصعق، فيصعق أهل السموات والأرض ﴿ إلا من شاء الله ﴾ فإذا هم خمدوا جاء ملك الموت فقال : يا رب قد مات أهل السماء والأرض إلا من شئت. فيقول الله تبارك وتعالى : فمن بقي ؟ وهو أعلم، فيقول : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقي جبريل وميكائيل وبقيت أنا. فيقول الله عز وجل : ليمت جبريل وميكائيل. فيتكلم العرش فيقول يا رب يموت جبريل وميكائيل فيقول الله عز وجل له : اسكت إني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي، فيموتان فيأتي ملك الموت إلى الجبار عز وجل فيقول : يا رب قد مات جبريل وميكائيل، فيقول الله عز وجل له وهو أعلم من بقي ؟ فيقول : بقيت أنت يا رب الحي الذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقيت أنا فيقول الله عز وجل، ليمت حملة عرشي. فيموتون، ويأمر الله العرش فيَقبَل الصور من إسرافيل، ثم يأتي ملك الموت فيقول : يا رب قد مات حملة عرشك، فيقول الله له وهو أعلم : من بقى ؟ فيقول : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت، وبقيت أنا. فيقول الله عز وجل : يا ملك الموت أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت ثم لا تحي فإذا لم يبق إلا الله الواحد الأحد الصمد ليس بوالد ولا ولد كان آخر ما كان أولا، قال الله تبارك وتعالى : لا موت على أهل الجنة، ولا موت على أهل النار، ثم طوى الله السموات والأرض كطي السجل للكتب ثم دحا بهما ثم تلقفهما، ثم قال : أنا الجبار، ثم دحا بهما ثم تلقفهما ثم قال : أنا الجبار، ثم دحا بهما، ثم تلقفهما ثم قال : أنا الجبار. ثم هتف بصوته فقال : لمن الملك اليوم ؟ ثم قال : لمن الملك اليوم ؟ ثم قال : لمن الملك اليوم ؟ ثم قال لنفسه ﴿ لله الواحد القهار ﴾ ثم بدل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحها ومدها مد الأديم العكاظي ﴿ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ﴾.
قوله تعالى :﴿ وكل أتوه داخرين ﴾
وبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في طائفة من أصحابه قال : ثم بدل الأرض غير الأرض والسموات فبسطها وسطحها، ومدها مد الأديم العكاظي ﴿ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ﴾ ثم هتف بصوته فقال : ألا من كان لي شريكا فليأت ألا من كان لي شريكا فليأت ألا من كان لي شريكا فليأت، فلا يأتيه أحد، ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش يقال له : الحيوان فقَطْر السماء عليكم أربعين يوما، حتى يكون الماء فوقكم ثنتي عشر ذراعا، ويأمر الله تبارك وتعالى الأجساد أن تنبت فتنبت نبات الطراثيث وكنبات البقل حتى إذا تكاملت أجسادكم فكانت كما كانت قال الله تبارك وتعالى : ليحيى حملة عرشي فيحيون، ويأمر الله إسرافيل فيقبض الصور من العرش، ثم يقول الله ليحيى جبريل وميكائيل فيجيبان، ثم يأمر الله تبارك وتعالى الأرواح فيؤتى بها تتوهج ؛ أرواح المسلمين نورا والآخرين ظلمة، فيقبضها الله جميعا فيلقيها في الصور، ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة البعث، فينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول الجبار : وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده، فتدخل الأرواح على الأجساد في الأرض، ثم تدخل في الخياشيم، ثم تمشي في الأجساد، تمشي السم في اللديغ، ثم تشقق الأرض، عنكم وأنا أول من تنشق، عنه الأرض، فتخرجون منها شبابا كلكم على سن ثلاثين، واللسان يومئذ سرياني، وذلك يوم الخروج ﴿ وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ﴾ تخرجون سراعا إلى ربكم تمشون ﴿ مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر ﴾ حفاة عراة غلفا غرلا، ثم توقفون موقفا واحدا مقدار سبعين عاما لا ينظر إليكم ولا يقضى بينكم، فتبكون حتى ينقطع الدمع، فتدمعون دما، وتعرقون حتى يبلغ العرق منكم الأذقان، ويلجمكم العرق فيصيح من يصيح ويقولون : من يشفع لنا إلى ربنا، فيقضي بيننا.
حدثنا أبي ثنا علي بن محمد الطنافسي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق حدثني أبو جبر، عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ :﴿ وكل أتوه داخرين ﴾ خفيفة على معنى جاءوه.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر، عن عاصم ﴿ وكل أتوه ﴾ مثقلة ممدودة على معنى فاعلوه.
قوله تعالى :﴿ داخرين ﴾
حدثنا أبي، ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله :﴿ وكل أتوه داخرين ﴾ يقول : صاغرين - وروى، عن الحسن وقتادة والثوري مثل ذلك.
خبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي، ثنا أصبغ بن الفرج قال :
سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله عز وجل : وكل ﴿ أتوه داخرين ﴾ قال : الداخر، الصاغر الراهب لأن المرء يفزع إذا فزع إنما همته الهرب من الأمر الذي فزع منه، فلما نفخ في الصور فزعوا فلم يكن لهم من الله منجى.
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ: وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ قَالَ: الدَّاخِرُ، الصَّاغِرُ الرَّاهِبُ لأَنَّ الْمَرْءَ يَفْزَعُ إِذَا فَزِعَ إِنَّمَا هِمَّتُهُ الْهَرَبُ مِنَ الأَمْرِ الَّذِي فَزِعَ مِنْهُ، فَلَمَّا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَزِعُوا فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَنْجًى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً
١٦٦٣٤ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً يَقُولُ: قَائِمَةٌ.
١٦٦٣٥ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً أَيْ تَحْسَبُهَا ثَابِتَةً فِي أُصُولِهَا لَا تُحَرَّكُ، وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ
١٦٦٣٦ - قُرِئَ عَلَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ ابن شَابُورَ أَنْبَأَ أَبُو رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُسَيِّرُ اللَّهُ الجبال فتمر مر السحاب، ثم يجعلها سرابا، وَتُرَجُّ الأَرْضُ بِأَهْلِهَا رَجًّا، فَتَكُونُ الأَرْضُ كَالسَّفِينَةِ الْمُرْنَقَةِ فِي الْبَحْرِ، أَوْ كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ بِالْعَرْشِ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ
١٦٦٣٧ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ يَقُولُ: أَحْكَمَ كُلَّ شيْءٍ- وَرُوِيَ، عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَالثَّوْرِيِّ مِثْلُ ذَلِكَ.
١٦٦٣٨ - حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ «١» فِي قَوْلِهِ: أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ قَالَ: أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ.
١٦٦٣٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الأَزْرَقُ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ قَالَ أَتْرَصَ كُلَّ شيء.
(١). التفسير ٢/ ٤٧٦.
١٦٦٤٠ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ قَالَ أَبْرَمَ كُلَّ شَيْءٍ.
١٦٦٤١ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سعيد بْنِ عَطِيَّةَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي عَمِّي، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ يَقُولُ: أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَأَوْثَقَهُ
وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ وَالسُّدِّيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُمْ قَالُوا: أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ.
١٦٦٤٢ - ذُكِرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ قَالَ: هَدَى كُلَّ شَيْءٍ لِمَنْفَعَتِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إنه خبير بما تفعلون
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
١٦٦٤٣ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ التَّيْمِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ؟ قَالَ: هِيَ مِنْ أَحْسَنِ الْحَسَنَاتِ.
١٦٦٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ الأَجْلَحِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عن الحسن ابن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَوْلِهِ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.
وَرُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَالنَّخَعِيِّ وَالضَّحَّاكِ وَالزُّهْرِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَقَتَادَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا
١٦٦٤٥ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا قَالَ: خَيْرُ ثَوَابٍ.
١٦٦٤٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا لَهُ مِنْهَا خَيْرٌ- وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ نَحْوُ ذَلِكَ.
١٦٦٤٧ - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخْبَرَنِي زرعة ابن إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَيْرٌ، لَيْسَ شَيْءٌ خَيْرًا مَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
١٦٦٤٨ - قُرِئَ عَلَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا محمد بن شعيب ابن شَابُورَ أَنْبَأَ أَبُو رَافِعٍ الْمَدِينِيُّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الشُّهَدَاءُ هُمْ أَحْيَاءٌ، عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، وَقَاهُمُ اللَّهُ فَزَعَ ذَلِكَ وَآمَنَهُمْ مِنْهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ
١٦٦٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قَوْلِهِ: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ قَالَ: الشِّرْكُ.
١٦٦٥٠ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ قَالَ: بِالشِّرْكِ- وَرُوِيَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلِ وَعَطَاءٍ وَالْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالنَّخَعِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ وَالزُّهْرِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَالسُّدِّيِّ وَقَتَادَةَ وَالضَّحَّاكِ مِثْلُهُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كنتم تعملون
١٦٦٥١ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ أَبِي ظِلالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ يُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ: يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِعَبْدِي هَذَا، فَيَذْهَبُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ يَبْكُونَ، فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِعَبْدِي فَيَقُولُ: هو في موضع كذا وكذا، فيذهب فيجيء به،
فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُولُ: عَبْدِي كَيْفَ وَمَكَانَكَ، وَكَيْفَ وَجَدْتَ مَقِيلَكَ؟
فَيَقُولُ: يَا رَبِّ شَرُّ مَقِيلٍ وَشَرُّ مَكَانٍ. فَيَقُولُ رُدُّوا عَبْدِي. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تُعِيدَنِيَ إِلَيْهَا فَيَقُولُ: دَعُوا عَبْدِي.
قَوْلُهُ: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا
١٦٦٥٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا يَعْنِي مَكَّةَ
وَرُوِيَ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهَا مَكَّةُ.
١٦٦٥٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا إِنَّهَا مِنًى.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَهُ كُلِّ شَيْءٍ
١٦٦٥٤ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا مُحَمَّدُ لِلَّهِ الْخَلْقُ كُلُّهُ السَّمَوَاتُ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرْضُونَ كُلُّهُنَّ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَمَا بَيْنَهُنَّ مِمَّا يُعْلَمُ وَمِمَّا لَا يُعْلَمُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
١٦٦٥٥ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عن ابن عباس قوله: المسلمين يقول موحدين.
قوله تعالى: أن أتلوا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فقل....
١٦٦٥٦ - قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، ثنا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ قَوْلَهُ:
وَمَنْ ضَلَّ يَقُولُ: أَخْطَأَ.
قوله تعالى :﴿ أن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل. . . ﴾ آية ٩٢
قرأت على محمد بن الفضل بن موسى، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، ثنا محمد بن مزاحم، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان قوله :﴿ ومن ضل ﴾ يقول : أخطا.
قوله تعالى :﴿ فقل إنما أنا من المنذرين ﴾
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قوله :﴿ منذر ﴾ هو النبي صلى الله عليه وسلم - وروي عن علي بن أبي طالب وسعيد بن جبير ومجاهد وأبي صالح وعكرمة وأبي الضحى وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين والسدي والضحاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن المنذر ؛ النبي صلى الله عليه وسلم.
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ
١٦٦٥٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: مُنْذِرٌ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَرُوِيَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي الضُّحَى وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالسُّدِّيِّ وَالضَّحَّاكِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ الْمُنْذِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وقل الحمد لله
تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا
١٦٦٥٨ - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، وَفِي السَّمَاءِ وَفِي الأَرْضِ وَفِي الرِّزْقِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
١٦٦٥٩ - ذُكِرَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْحَوْضِيِّ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى الثَّقَفِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا يَغْتَرَّنَّ أَحَدُكُمْ بِاللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَوْ كان غافلا شيئا لا غفل الْبَعُوضَةَ وَالْخَرْدَلَةَ وَالذَّرَّةَ.
١٦٦٦٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أَبِي أَخْبَرَنِي، عن خالد ابن قَيْسٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: فَلَوْ كَانَ اللَّهُ مُغْفِلا، عَنْ شَيْءٍ لأَغْفَلَ الرِّيَاحَ مِنْ أَثَرِ قَدَمَيِ ابْنِ آدم.
آخر تفسير سورة النمل.
Icon