تفسير سورة يوسف

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة يوسف من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك ﴾ [ يوسف : ٥ ].
٥٢٤- القرطبي : قال مالك : لا يعبر بالرؤيا إلا من يحسنها ؛ فإن رأى خيرا أخبر به، وإن رأى مكروها فليقل خيرا أو ليصمت. ١
١ - الجامع: ٩/١٢٦..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ﴾ [ يوسف : ١٠ ].
٥٢٥- القرطبي : قال ابن وهب : قال مالك : طرح يوسف في الجب وهو غلام، وكذلك روى ابن القاسم عنه. ١
١ - الجامع: ٩/١٠٣..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ ولما بلغ أشده ﴾ [ يوسف : ٢٢ ].
٥٢٦- ابن كثير : قال الإمام مالك : الأشد : الحلم. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٤٧٤. وينظر: الهداية: ٧٩. مخطوط خ ع ق ٥٨، والمحرر: ٩/٢٧٢، والجامع: ٩/١٦٢..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ وآتت كل واحدة منهن سكينا ﴾[ يوسف : ٣١ ].
٥٢٧- ابن رشد : قال مالك : وبلغني أن أبا هريرة قال : ما كنا نسمي السكين إلا المدية حتى أنزل الله في كتابه : " سكينا ". ١
١ - البيان والتحصيل: ١٧/ ٦٠٢..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ فلبث في السجن بضع سنين ﴾ [ يوسف : ٤٢ ].
٥٢٨- ابن عطية : البضع : من ثلاثة إلى العشرة عند مالك. ١
١ - المحرر: ٩/٣٠٧..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ قال اجعلني على خزائن الأرض ﴾ [ يوسف : ٥٥ ].
٥٢٩- القرطبي : قال سعيد١ بن منصور : سمعت مالكا يقول : مصر خزانة الأرض، أما سمعت إلى قوله :﴿ اجعلني على خزائن الأرض ﴾. ٢
٥٣٠- مكي : روى مالك بن أنس رضي الله عنه، عن ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال : كان يوسف النبي صلى الله عليه وسلم، لا يشبع فقيل له : ما لك لا تشبع وبيدك خزائن الأرض ؟ قال : إني إذا شبعت نسيت الجائعين. ٣
١ - سعيد بن منصور: بن شعبة أبو عثمان ولد بجوزجان، وكان حافظا جوالا صنف السنن. قال سعد مات سنة سبع وعشرين ومائتين، الخلاصة: ١٠/١٣١..
٢ - الجامع: ٩/٢١٣، وينظر: المحرر: ٩/٣٢٥..
٣ -الهداية: ٩٢ مخطوط خ ع ق ٥٨. وهذا الحديث أخرجه الخطيب في رواية مالك، ونقله عنه السيوطي في الدر: ٤/٥٥٢..
الآية السابعة : قوله تعالى :﴿ ألا ترون أني أوفي الكيل ﴾ [ يوسف : ٥٩ ].
٥٣١- ابن عطية : قال مالك، رحمه الله : هذه الآية، وما يليها تقتضي أن كيل الطعام على البائع. ١
١ - المحرر: ٩/٣٢٩..
الآية الثامنة : قوله تعالى :﴿ وأنا به زعيم ﴾ [ يوسف : ٧٢ ].
٥٣٢- ابن العربي : إذا قال : أنا زعيم لك بوجه فلان. قال مالك : يلزمه. ١
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٠٩٦..
الآية التاسعة : قوله تعالى :﴿ نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ﴾ [ يوسف : ٧٦ ].
٥٣٣- ابن عبد البر : حدثنا خلف بن القاسم، وعلي بن إبراهيم، قال حدثنا الحسن بن رشيق قال : حدثنا محمد بن رزين بن جامع قال : حدثنا الحارث بن مسكين قال : أخبرني ابن القاسم قال : قال مالك بن أنس : سمعنا زيد بن أسلم يقول في هذه الآية :﴿ نرفع درجات من نشاء ﴾. قال : بالعلم يرفع الله عز وجل من يشاء في الدنيا. ١
٥٣٤- ابن العربي : روى ابن وهب، وابن القاسم، وابن عبد الحكم، والوليد بن مسلم عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه :﴿ نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ﴾ قال : بالعلم. ٢
قال ابن وهب، عن مالك : ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما هو نور يضعه الله في قلب من يشاء.
وروى ابن القاسم عن مالك ؛ ﴿ نرفع درجات من نشاء ﴾ في الدنيا.
٥٣٥- السيوطي : أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ من طريق مالك بن أنس رضي الله عنه قال : بالعلم، يرفع الله به من يشاء في الدنيا. ٣
١ - جامع بيان: العلم وفضله: ٢١٣..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٢/ ٧٤١. قال ابن العربي: "وصدق- يعني مالكا- علم الدنيا عنوان الآخرة وسبيلها". وينظر: فتاوي ابن تيمية: ١٣/١٢٤..
٣ - الدر: ٤/٥٦١..
الآية العاشرة : قوله تعالى :{ وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيمِ [ يوسف : ٨٤ ].
٥٣٦- ابن العربي : حدثنا مالك عن حزن يعقوب أنه حزن سبعين ثكلى. قيل : فما أعطي ؟ قال : أجر سبعين شهيدا. قال مالك : قال يوسف لما حضرته الوفاة : ما انتقمت لنفسي من شيء أتى إلي، فذلك زادي اليوم من الدنيا، وإن عملي لاحق بعمل آبائي، فألحقوا قبري بقبورهم. ١
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١١٠٣- ١١٠٤: زاد ابن العربي قائلا، وموضحا هذه المسألة: "قال علماؤنا: يريد مالك بالكلام الثاني قول يوسف لإخوته: ﴿لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾ يوسف/٩٢. أي لا تبكيت ولا مؤاخذة لكم بما فعلتم، لأن شفاء الغيظ والجزاء بالذنب في الدنيا من عمل الدنيا لا حظ له في الآخرة، وذلك قول يوسف: ما انتقمت لنفسي من شيء أتى إلي، فذلك زادي اليوم من الدنيا، وإن عملي لاحق بعمل آبائي، أي في الصفح والإحسان وهو فعل أهل النبوة صلى الله عليه وسلم.
المسألة الثانية: قوله: ألحقوا قبري بقبور آبائي "شاهدناه سبع وثمانين، وجاوزنا فيه أعواما وأياما آمنين في نعم فاكهين، وعلى الدرس والمناظرة متقابلين، وهو في قرية جيرون التي كانت لإبراهيم الخليل بينها وبين المسجد الأقصى ستة فراسخ في سفح الجبل الذي كان فيه بيت رامة متعبد إبراهيم الخليل عليه السلام، المشرف على مدائن لوط، وفي وسط القرية قرية بنيان مرصوص من حجارة عظام سورا عظيما، في داخله مسجد، في الجانب الغربي منه مما يلي القبلة إسحاق، ويليه في الجانب المذكور إبراهيم الخليل، ويليه في الطرف الجواني من الجانب الغربي يعقوب على نسبة متماثلة. وفيما يقابلها من الجانب الشرقي قبور أزواجهم على الاعتدال، على كل قبر حجر عظيم واحد له الطول والعرض والعمق، حسبما بيناه في كتاب- ترتيب الرحلة- وفي الجانب القبلي منه خارج هذا الحرم قبر يوسف منتبذا، كان له قيم طرطوش زمن. وله أم تنوب عنه، وهيئة قبر يوسف صلى الله عليه وسلم كهيئة قبورهم. وهذا أصح الأقاويل في موضع قبره لأجل ذكر مالك له، فلم يذكر رضي الله عنه إلا أشبه ما اطلع عليه": ٣/١١٠٣- ١١٠٤..

الآية الحادية عشرة : قوله تعالى :﴿ وجئنا ببضاعة مزجاةِ ﴾ [ يوسف : ٨٨ ].
٥٣٧- ابن العربي : روى الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم، عن مالك، قال : " مزجاة " : يجوز في كل مكان، فهي المزجاة. ١
الآية الثانية عشرة : قوله تعالى :﴿ فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ﴾ [ يوسف : ٨٨ ].
٥٣٨- ابن العربي : قال ابن القاسم، وابن نافع، عن مالك، قالوا ليوسف، فأوف لنا الكيل، فكان يوسف هو الذي يكيل. ٢
٥٣٩- السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم، عن مالك بن أنس- رضي الله عنهما- أنه سئل عن أجر الكيالين، أيؤخذ من المشتري ؟ قال : الصواب- والذي يقع في قلبي- أن يكون على البائع. وقد قال إخوة يوسف عليهم السلام :﴿ فأوف لنا الكيل وتصدق علينا ﴾ وكان يوسف هو الذي يكيل. ٣
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١٠٥. وقد علق ابن العربي على هذا قائلا: "ولا أدري ما هذا، إلا أن يكون من باب جبذ وجذب، وإلا قاله أعلم بصحة الرواية فيه".
وقال محمد بن رشد في البيان والتحصيل معلقا على قول مالك: "أكثر أهل التفسير على خلاف هذا التفسير في مزجاة". ١٨/٢٤. وقال ابن عطية في المحرر: "ولا أعرف لهذا وجها. والمعنى يأباه ويحتمل أن صحف على مالك وأن نقطة بالحاء غير منقوطة وبالراء- المرحاء-": ٩/٣٦٦.
وينظر الهداية: ١٠١. مخطوط خ ع رقم ٨٥..

٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١١٠٥. وينظر: الهداية: ١٠١ م. خ. ع ق ٥٨. والمحرر: ٩/٣٦٦، والجامع: ٩/٢٥٤..
٣ - الدر: ٤/٥٧٦..
الآية الثالثة عشرة : قوله تعالى :﴿ ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون ﴾ [ يوسف : ٩٤ ].
٥٤٠- القرطبي : قال مالك رضي الله عنه : إنما أوصل ريحه من أوصل عرش بلقيس قبل أن يرتد إلى سليمان عليه السلام طرفه. ١
١ - الجامع: ٩/٢٦٠..
الآية الرابعة عشرة : قوله تعالى :﴿ وخروا له سجدا ﴾ [ يوسف : ١٠٠ ].
٥٤١- ابن العربي : قال المخزومي : سمعت مالكا يقول : كان يعظم بعضهم بعضا بالسجود.
الآية الخامسة عشرة : قوله تعالى :﴿ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ﴾ [ يوسف : ١٠٨ ]. ١
٥٤٢- القاضي عياض : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : إذا جاءه بعض أهل الأهواء٢ : أما أنا فعلى بينة من ربي، وأما أنت فشاك، فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه. ثم قرأ :﴿ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة ﴾. ٣
١ - القبس: كتاب التفسير: ٣/١٠٦٨. وعقب ابن العربي عليه قائلا: "أراد مالك ما قاله جميع العلماء من أن هذا كان سلام من تقدم، ثم نسخ الله ذلك بالإسلام فجعل السلام قولا لا فعلا وعين له ما عين على ما يشاء في كتاب الفقه"..
٢ - قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله: "قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خويز منداد المصري المالكي: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبدا ويجهر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتب منها" ٣٦٥..
٣ - ترتيب المدارك: ٢/٤١ وزاد القاضي عياض قائلا: "قال مطرف: سمت مالكا إذا ذكر عنده فلان من أهل الزيغ والأهواء يقول: قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمور من بعده سننا، الأخذ بها اتباع لكتاب الله واستكمالا لطاعة الله وقوة على دين الله، ليس لأحد بعد هؤلاء تبديلها ولا النظر في شيء يخالفها، من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور. ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا. وكان مالك. إذا حدث بهذا ارتج"..
Icon