تفسير سورة يوسف

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة يوسف من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

(بسم الله الرّحمن الرّحيم)

«سورة يوسف» (١٢)
«وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ» (٦) أي يختارك.
«وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ» (٦) أي على أهل يعقوب، والدليل على ذلك إنك إذا صغّرت «آل» قلت «أهيل»، وعلى أهل ملته أيضا.
«فِي غَيابَتِ الْجُبِّ» (١٠) مجازها: أن كل شىء «غيّب عنك شيئا» فهو غيابة «١»، [قال المنخّل بن سبيع العنبرىّ:
فإن أنا يوما غيّبتنى غيابتى فسيروا مسيرى فى العشيرة والأهل] «٢»
والجب: الركيّة التي لم تطو، «٣» قال الأعشى:
لئن كنت فى جبّ ثمانين قامة ورقيّت أسباب السماء بسلّم
«٤»
(١) «كل... غيابة» : هذا الكلام فى القرطبي ٩/ ١٣٢، وورد قوله «الجب الركية التي لم تطو» فى البخاري. قال ابن حجر (٨/ ٢٧٢) : كذا وقع لأبى ذر فأوهم أنه من كلام ابن عباس لعطفه عليه وليس كذلك وإنما هو كلام أبى عبيدة سأذكره.
(٢) :«المنخل» : هو المنخل بن سبيع بن زيد بن معاوية بن العنبر، له ترجمة فى المؤتلف ١٧٨ ومعجم المرزباني ٣٨٨. - والبيت فى معجم المرزباني ٣٨٨ والقرطبي ٩/ ١٣٢، وصدره فى التاج (غيب).
(٣) «والجب... تطو» : هذا الكلام فى القرطبي ٩/ ١٣٩.
(٤) : ديوانه ٩٤ والكتاب ١/ ١٩٧ والشنتمرى ١/ ٢٣١ والقرطبي ٩/ ١٣٢ وشواهد الكشاف ٢٧٩. [.....]
«نرتع [ونلعب] » (١٥) «١» أي ننعم ونلهو وقال «٢» فى المثل: «القيد والرّتعة» وقرأها قوم «يرتع» أي إبلنا، ونرتع نحن إبلنا.
«وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا» (١٧) أي بمصدق ولا مقرّ لنا أنه صدق.
«سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ» (١٨) أي زينت وحسنت، «٣» وتابعتكم على ذلك.
«فَصَبْرٌ جَمِيلٌ» (١٨) مرفوعان لأن «جميل» صفة للصبر ولو كان الصبر وحده لنصبوه كقولك: صبرا، لأنه فى موضع: اصبر، وإذا وصفوه رفعوه واستغنوا عن موضع: اصبر، قال [الراجز] :
يشكو إلىّ جملى طول السّرى صبر جميل فكلانا مبتلى «٤»
(١) «نرتع ونلعب» : قرأ الكوفيون ونافع بالياء فيهما والباقون بالنون» وكسر الحرميان العين من «يرتع» وجزمها الباقون (الداني ١٢٨).
(٢) «وقال» : القائل هو عمرو بن الصعق بن خويلد بن نفيل بن عمرو ابن كلاب قاله حينما رجع من الإسارة. والمثل فى كتاب الفاخر للمفضل ١٧٠ والميداني ٢/ ٣١ والفرائد ٢/ ٨٠.
(٣) «سولت... وحسنت» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٤.
(٤) : فى القرطبي ٩/ ١٥٣ واللسان والتاج (شكا).
قال أبو الحسن الأثرم: سمعت من ينشد:
صبرا جميل... أراد نداء يا جميل
«وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» (٢٠) أي باعوه، فإذا بعته أنت قلت: اشتريته، قال ابن مفرّغ:
وشريت بردا ليتنى... من بعد برد كنت هامه (٥٧)
أي بعته بخس: أي نقصان ناقص، منقوص، يقال: بخسني حقى، أي نقصنى وهو مصدر بخست فوصفوا به وقد تفعل العرب ذلك.
«بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ» (٢٠) جررته على التكرير والبدل.
«أَكْرِمِي مَثْواهُ» (٢١) أي مقامه الذي ثواه، ومنه قولهم: هى أمّ مثوى وهو أبو مثوى، «١» إذا كنت ضيفا عليهم.
(١) «أكرمى... ايو مثوى» : رواه أبن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٥.
« [وَلَمَّا] بَلَغَ أَشُدَّهُ» (٢٢) مجازه: إذا بلغ منتهى شبابه وحدّه وقوّته من قبل أن يأخذ فى النقصان وليس له واحد من لفظه. «١»
«وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ» (٢٣) أي هلمّ لك، أنشدنى أبو عمرو بن العلاء: «٢» أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتينا «٣»
أنّ العراق وأهله... عنق إليك فهيت هيتا
يريد علىّ بن أبى طالب رحمه الله، أي تعال وتقرّب وادنه، وكذلك لفظ «هيت» للاثنين والجميع من الذكر والأنثى سواء إلّا أن العدد فيما بعدها تقول:
هيت لكما وهيت لكن، وشهدت أبا عمرو وسأله أبو أحمد أو أحمد وكان عالما بالقرآن وكان لألأ «٤» ثم كبر فقعد فى بيته فكان يؤخذ عنه القرآن ويكون مع
(١) «وليس... لفظه» : قال القرطبي (٩/ ١٦٢) : وزعم أبو عبيد (لعله أبو عبيدة) أنه لا واحد له من لفظه. وهذا الكلام فى البخاري بمعناه وأشار إليه ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ٢٧.
(٢) «هبت... العلاء» روى ابن حجر هذا الكلام عن أبى عبيدة فقال:
وقالت هيت... ابن العلاء: أن العراق البيت. قال: قال ولفظ هيت... سواء وسأله رجل عمن قرأ هئت لك أي بكسر الهاء وضم المثناة مهموزا فقال باطل لا يعرف هذا أحد من العرب انتهى (فتح الباري ٨/ ٢٧٤).
(٣) : فى الطبري ١٢/ ٩٩ والقرطبي ٩/ ١٦٤ والصحاح واللسان والتاج (هيت) والثاني منهما فى الخصائص ٢٩٧ والجمهرة ٢/ ٣٢.
(٤) «لألأ» : بائع اللؤلؤ.
305
القضاة، فسأله عن قول من قال: هئت فكسر الهاء وهمز الياء، فقال أبو عمرو:
نبسى [أي باطل] جعلها قلت من تهيأت فهذا الخندق، واستعرض العرب حتى تنتهى إلى اليمن هل يعرف أحد هئت [لك] «١» كان خندق كسرى إلى هيت «٢» حين بلغه أن النبي صلى الله عليه يخرج وخاف العرب فوضع عليه المراصد وصوامع وحرسا ودون ذلك مناظر ثم لمّا كانت فتنة ابن الأشعث «٣» حفره
(١) «فسأله... هيت لك» : قال القرطبي (٩/ ١٦٤) : قال أبو عبيدة معمر بن المثنى سئل أبو عمرو عن قراءة من قرأ بكسر الهاء وضم التاء مهموزا فتمال أبو عمر: باطل، جعلها من تهيئت اذهب فاستعرض العرب حتى تنتهى إلى اليمن هل تعرف أحدا يقول هذا؟ و «الخندق» : هو خندق سابور فى برية الكوفة حفره سابور بينه وبين العرب خوفا من شرهم، قالوا كانت هيت وعانات مضافة إلى طسوج الأنبار فلما ملك أنو شروان بلغه أن طوائف من الأعراب يغيرون على ما قرب من السواد إلى البادية فأمر بتحديد سور مدينة تعرف بالنسر كان سابور ذو الأكتاف بناها وجعلها مسلحة تحفظ ما قرب من البادية وأمر بحفر خندق من هيت يشق طف البادية إلى الكاظمة مما يلى البصرة وينفذ إلى البحر وبنى عليه المناظر والجواسق ونظمه بالمسالح ليكون ذلك مانعا لأهل البادية من السواد.
(معجم البلدان ٢/ ٤٧٦).
(٢) «هيت» : هى بلدة على الفرات من نواحى بغداد فوق الأنبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة وهى مجاورة للبرية (معجم البلدان ٤/ ٩٩٧).
(٣) «ابن الأشعث» : هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الذي خرج على الحجاج بن يوسف أنظر أخباره فى مروج الذهب ٥/ ٣٠٢ والكامل لابن الأثير ٤/ ٣٩٩ والنجوم الزهرة ١/ ٢٠٢.
306
عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة، «١» وكان أعور، فقال له حميد الأرقط:
يا أعور العين فديت العورا... لا تحسبنّ الخندق المحفورا «٢»
يردّ عنك القدر المقدورا
وذلك أنه لمّا انهزم ابن الأشعث من الزاوية «٣» قام هو بأمر أهل البصرة فناصب الحجاج، ثم لما هرب يزيد بن المهلّب «٤» من سجن عمر بن عبد العزيز حفره عدىّ بن أرطاة «٥» عامل البصرة، لئلا يدخل يزيد البصرة ثم حفره المنصور وجعل عليه حائطا مما يلى الباب فحصنه أشدّ من تحصين الأولين للحائط ولم يكن له حائط قبل ذلك.
«وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ» (٢٥) أي وجدا، «٦» قال:
فألفيته غير مستعتب... ولا ذاكر الله إلّا قليلا «٧»
أي وجدته.
(١) «عبيد الله... سمرة» أنظر أخباره فى تاريخ الطبري ٢/ ١٠٩٨- ١٠٩٩
(٢) الشطر الثاني والثالث فى اللسان والتاج (خندق). [.....]
(٣) «الزاوية» : موضع قرب البصرة كانت به الوقعة المشهورة بين الحجاج وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث قتل فيها خلق كثير من الفريقين، وذلك فى سنة ٨٣ من الهجرة (معجم البلدان ٢/ ٩١١).
(٤) «يزيد بن المهلب» : أنظر أخباره فى مروج الذهب ٥/ ٣٥٣، والكامل لابن الأثير ٥/ ٩٥.
(٥) «عدى بن أرطأة» : الفزاري: كان عامل البصرة، غلب عليها يزيد بن المهلب فحبسه فى سنة ١٠١، راجع النجوم الزاهرة ١/ ٢٤٦.
(٦) «ألفيا... وجدا» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٥.
(٧) : لأبى الأسود الدؤلي فى الكتاب ١/ ٧٢ والشنتمرى ١/ ٥٨، وابن يعيش ١/ ١٦٨، وشواهد المغني ٣١٦، والخزانة ٤/ ٥٥٤.
«قَدْ شَغَفَها حُبًّا» (٣٠) أي قد وصل الحب إلى شغف قلبها وهو غلافه، «١» قال [النّابغة الذّبيانىّ] :
ولكن همّا دون ذلك والج مكان الشّفاف تبتغيه الأصابع «٢»
ويقرؤه قوم «قد شعفها» : وهو من المشعوف.
«وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً» (٣١) : أفعلت من العتاد، ومعناه: أعدّت.
(١) «قد شعفها... غلافه» : روى ابن حجر هذا الكلام عن أبى عبيدة فى فتح الباري، وقال: قال: ويقرؤه قوم «شعفها» أي بالعين المهملة، وهو من المشعوف، انتهى. والذي قرأها بالمهملة: أبو رجاء، والأعرج، وعوف. رواه الطبري (١٢/ ١١٠- ١١١)، ورويت عن على والجمهور بالمعجمة (فتح الباري ٨/ ٢٧٢).
(٢) : ديوانه رقم ١٩ من الستة ١٩. - والطبري ١٢/ ١١٠، والأمالى للقالى ١/ ٢٠٥، والسمط ٤٨٩، والصحاح واللسان والتاج (شغف)، والقرطبي ٩/ ١٧٦، والخزانة ١/ ٤٢٩.
308
له متكئا، أي نمرقا تتكئ عليه، وزعم قوم أنه الأترج، وهذا أبطل باطل فى الأرض ولكن عسى أن يكون مع المتكاء أترج يأكلونه، «١» ويقال:
ألق له متكئا.
«أَكْبَرْنَهُ» (٣١) أجللنه وأعظمنه، ومن زعم أن أكبرنه «حضن» «٢» فمن أين، وإنما وقع عليه الفعل ذلك، لو قال: أكبرن، وليس فى كلام العرب أكبرن حضن، ولكن عسى أن يكون من شدة ما اعظمنه حضن.
(١) «متكأ... يأكلونه» : روى الطبري (١٢/ ١١٢) قول أبى عبيدة هذا قائلا: وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: المتكأ هو النمرق يتكأ عليه وقال:
زعم قوم أنه الأترج قال وهذا أبطل باطل فى الأرض، ولكن عسى أن يكون.
مع المتكأ أترج يأكلونه، وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام قول أبى عبيدة ثم قال: والفقهاء أعلم بالتأويل منه، ثم قال: ولعله بعض ما ذهب من كلام العرب فان الكسائي كان يقول قد ذهب من كلام العرب شىء كثير، انقرض اهله، والقول فى أن الفقهاء أعلم بالتأويل من أبى عبيدة كما قال أبو عبيد لا شك فيه، غير أن أبا عبيدة لم يبعد من الصواب فى هذا القول بل القول كما قال من أن من قال المتكأ هو الأترج إنما بين المعد فى المجلس الذي فيه المتكأ والذي من أجله أعطين السكاكين لأن السكاكين معلوم أنها لا تعد للمتكأ إلا لتخريقه، ولم يعطين السكاكين لذلك ومما يبين صحة ذلك، القول الذي ذكرناه عن ابن عباس: من أن المتكأ هو المجلس.
واخذه البخاري ٥/ ٢١٥ وعزاه ابن حجر إلى أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٠.
(٢) «أجللته... حضن» : انظر هذا الكلام فى الطبري ١٢/ ١١٣ ١١٤، وقال القرطبي (٩/ ١٨٠) : وأنكر ذلك أبو عبيدة وغيره. وقال البخاري.
ليس فى كلام العرب الأترج... إلخ. قال ابن حجر: قوله: ليس فى كلام العرب الأترج، يريد أنه ليس فى كلام العرب تفسير المتكأ بالأترج، قال صاحب المطالع:
(يعنى بابن قرقول) وفى الأترج ثلاث لغات، ثانيها بالنون وثالثها مثلها بحذف الهمزة، وفى المفرد كذلك، وعند بعض المفسرين: أعتدت لهن البطيخ والموز، وقيل: كان مع الأترج عسل، وقيل: كان للطعام المذكور بزما ورد، ولكن ما نفاه المؤلف رحمه الله تبعا لأبى عبيدة قد أثبته غيره (فتح الباري ٨/ ٢٧١).
309
«وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ» (٣١) الشين مفتوحة ولا ياء فيه وبعضهم يدخل الياء فى آخره، كقوله:
حاشى أبى ثوبان إنّ به ضنّا عن الملحاة والشّتم «١»
ومعناه معنى التنزيه والاستثناء من الشرّ، ويقال: حاشيته أي استثنيته.
(١) : هذا البيت منسوب إلى سبرة بن عمرو الأسدى فى نسخة وغير معز وفى النسختين الأخريين وهو فى قصيدة ميمية فى المفضليات رقم ١٠٩ والأصمعيات ٨٠ للجميع واسمه منقذ بن الطماح الأسدى وركب أبو عبيدة صدر بيت على عجز بيت بعده، فأنشد هكذا، وتبعه كثير من المفسرين كالطبرى ١٢/ ١١٥ والزمخشري فى الكشاف ١/ ٤٩١، والقرطبي ٩/ ١٨١، وأصحاب المعاجم. وتمثل البغدادي (فى الخزانة ٢/ ١٦٠) بهذا البيت فى أثناء كلاما على بيت آخر فعل به ما فعل بهذا وقال: فأخذ منهما مصر أعين ولم يتنه لهذا أحد من شراح المغني، وكذلك فعل الزمخشري فى المفضل (١/ ٥١١) وغيره كابن هشام. والبيت أيضا فى اللسان والتاج (حشى) والعيني ٣/ ١٢٩ وشواهد المغني ١٢٧ وشواهد الكشاف ١٣١ وشرح المفصل لابن يعيش ١/ ٢٦٩، والمصراع الأول فى فتح الباري ٨/ ٢٧٦. - «أبى ثوبان» رواه المفضل الضبي أبا ثوبان بالنصب على أن حاشا فعل.
310
«أَصْبُ إِلَيْهِنَّ» (٣٣) أي أهواهنّ وأميل إليهن، قال [يزيد بن ضبّة]
إلى هند صبا قلبى... وهند مثلها تصبى «١» «٢»
وقال:
صبا صبوة بل لجّ وهو لجوج... وزالت له بالأنعمين حدوج «٣»
«اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ» (٣٢) أي عند سيدك من بنى آدم ومولاك وقال:
فإن يك ربّ أذواد بحسمى... أصابوا من لقائك ما أصابوا «٤»
(١) «صبّ... تصبى» : هذا الكلام فى فتح الباري ٨/ ٢٧٦ عن أبى عبيدة.
(٢) : فى الطبري ١٢/ ١١٧ والقرطبي ٩/ ١٨٥ واللسان (صبا) وفتح الباري ٨/ ٢٧٢.
(٣) : البيت لأبى ذؤيب فى ديوان الهذليين ١/ ٥٠، وشواهد المغني ١٠٩، والخزانة ١/ ١٩٤. الأنعمان: واديان. أنظر معجم البلدان ٤/ ٧٩٦.
(٤) : لم أجده فيما رجعت إليه. - «حسمى» : بالكسر ثم بالسكون مقصور أرض ببادية الشام انظر معجم البلدان ٢/ ٣٦٧ ومعجم ما استعجم للبكرى ٢/ ٤٤٦. [.....]
[قال الأعشى:
ربّى كريم لا يكدّر نعمة وإذا تنوشد فى المهارق أنشدا «١»
يعنى النّعمان إذا سئل بالمهارق الكتب، أنشدا: أعطى كقولك: إذا سئل أعطى.]
«أَضْغاثُ أَحْلامٍ» (٤٤) واحدها ضغث مكسور وهى ما لا تأويل لها من الرؤيا، أراه جماعات تجمع من الرؤيا كما يجمع الحشيش، فيقال ضغث، أي ملء كفّ منه، قال [عوف بن الخرع التّيمىّ] :
وأسفل منى نهدة قدر بطنها وألقيت ضغثا من خلى متطيّب «٢»
[أي تطيبت لها أطايب الحشيش]، وفى آية أخرى «وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ» (٣٨/ ٤٤). «٣»
(١) : ديوانه ١٥١.
(٢) «أضغاث... فاضرب به» : هذا القول بمعناه دون البيت المستشهد به فى البخاري وأشار إليه ابن حجر ورواه بلفظه فى فتح الباري ٨/ ٢٧٢.
(٣) : عوف، هو عوف بن عطية بن عمر بن الحرث بن تيم. والخزع لقب جده عمرو. هو من فرسان العرب. جاهلى شاعر مفلق حسب قول المرزباني فى معجم الشعراء ٢٧٧ وقال البكري فى السمط ٣٧٧، ٧٢٣: أنه جاهلى إسلامى وراجع تمام نسبه فى شرح المفضليات ٦٣٧، والخزانة ٣/ ٨٢، - والبيت عجزه فقط فى الجمهرة ٢/ ٤٣.
«وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (٤٥) أي افتعل من ذكرت فأدغم التاء فى الذال فحوّلوها دالا ثقيلة «بعد أمّة» أي بعد حين، وبعضهم يقرؤها بعد أمه، أي بعد نسيان، ويقال: أمهت تأمه أمّها، ساكن، أي نسيت.
«إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ» (٢٩) أي مما تحرزون.
«وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» (٤٩) أي به ينجون «١» وهو من العصر وهى العصرة أيضا وهى المنجاة، قال:
ولقد كان عصرة المنجود «٢»
(١) «ينجون إلخ» : قال الطبري: (١٢/ ١٢٩) وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب (يعنى أبا عبيدة) يوجه معنى قوله: «وفيه يعصرون» إلى «وفيه ينجون» عن الجدب والقحط بالغيث ويزعم أنه من العصر والعصرة التي بمعنى المنجاة... وذلك تأويل يكفى من الشهادة على خطئه خلافه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين إلخ.
(٢) : عجز بيت صدره:
صاديا يستغيث غير مغاث
لأى زيد فى قصيدة يرثى بها اللجاج ابن أخته وكان من أحب الناس إليه وهى من الجمهرات ١٣٨ والبيت فى الطبري ١٢/ ١٢٩، والفرطين ١/ ٢٢٦، والاقتضاب ٣٩٠ والقرطبي ٩/ ٢٠٥ واللسان (عصر).
أي المقهور المغلوب، وقال لبيد:
فبات وأسرى القوم آخر ليلهم وما كان وقّافا بغير معصّر (٣٣٥)
«الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ» (٥١) أي الساعة وضح الحقّ وتبيّن.
«وَنَمِيرُ أَهْلَنا» (٦٥) من مرت تمير ميرا وهى الميرة، أي نأتيهم ونشترى لهم طعومهم، قال أبو ذؤيب:
أتى قرية كانت كثيرا طعامها كرفع التراب كلّ شىء يميرها «١»
«كَيْلَ بَعِيرٍ» (٦٥) أي حمل بعير يكال له ما حمل بعير.
«آوى إِلَيْهِ أَخاهُ» (٦٩) وهو يؤوى إليه إيواء، أي ضمّه إليه. «٢»
«السِّقايَةَ» (٧٠) مكيال يكال به ويشرب فيه.
(١) : ديوان الهذليين ١/ ٥٤.
(٢) «ونمير... ضمه إليه» : هذا الكلام دون البيت فى فتح الباري (٨/ ٢٧٢)
عن أبى عبيدة.
«صُواعَ الْمَلِكِ» (٧٢) والجميع صيعان خرج مخرج الغراب والجمع غربان، وبعضهم يقول: «١» هى «صاع الملك» والجميع أصواع خرج مخرج باب و [الجميع] أبواب.
«وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ» (٧٢) أي كفيل وقبيل، قال الموسى الأزدىّ:
فلست بآمر فيها بسلم ولكنّى على نفسى زعيم «٢»
بغزو مثل ولغ الذئب حتى ينوء بصاحبى ثأر منيم
«تَاللَّهِ» (٧٣) التاء بمنزلة واو القسم لأن الواو تحوّل تاء، قالوا: تراث وإنما هى من ورثت، وقالوا: تقوى، وأصلها وقوى لأنها من وقيت.
«اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ» (٨٠) استفعلوا من يئست.
«خَلَصُوا نَجِيًّا» (٨٠) أي اعتزلوا نجيّا يتناجون، والنجى يقع لفظه على الواحد والجميع أيضا وقد يجمع، فيقال: بحي وأنجية، وقال لبيد:
وشهدت أنجية الأفاقة عاليا كعبى وأرداف الملوك شهود «٣»
(١) «وبعضهم يقول» : انظر اختلافهم فى قراءة الآية فى الطبري ١٣/ ١٢.
(٢) :«الموسى الأزدى» : لم أقف على ترجمته. - والبيت الأول فقط فى الطبري ١٣/ ١٣.
(٣) : ديوانه ١/ ٢٦- والطبري ١٣/ ٢٠.
«يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ» (٨٤) خرج مخرج النّدبة، وإذا وقفت عندها قلت: يا أسفاه، فإذا اتصلت ذهبت الياء كما قالوا:
يا راكبا إمّا عرضت فبلّغن «١»
والأسف أشدّ الحزن والتندم، ويقال: يوسف مضموم فى مكانين، ويوسف تضمّ أوله وتكسر السين بغير همز، ومنهم من يهمزه يجعله يفعل من آسفته.
«تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ» (٨٥) أي لا تزال تذكره، قال أوس بن حجر:
فما فتئت خيل تثوب وتدّعى ويلحق منها لاحق وتقطّع «٢»
أي فما زالت، [قال خداش بن زهير:
وأبرح ما أدام الله قومى بحمد الله منتطقا مجيدا «٣»
معنى هذا: لا أبرح لا أزال.]
«حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً» (٨٥) والحرض الذي أذابه الحزن أو العشق وهو فى موضع محرض، «٤» قال:
كأنك صمّ بالأطبّاء محرض «٥»
(١) : لم أجده فيما رجعت إليه.
(٢) : ديوانه رقم ١٧- والطبري ١٣/ ٢٥ وشواهد الكشاف ١٦٨.
(٣) فى العيني ٢/ ٦٤.
(٤) «والحرض... محرض» كذا فى اللسان (حرض) ورواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٩/ ٢٧٣. [.....]
(٥) : صدر البيت فى اللسان (حرض) :
أمن ذكرى سلمى غربة إن نأت بها
وقال [العرجىّ] :
إلىّ امرؤ لج بي حبّ فأحرضنى حتى بكيت وحتى شفّنى السّقم «١»
أي أذابنى. فتبقى محرضا.
«أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ» (٨٥) أي من الميّتين.
ِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ»
(٨٦) البثّ أشد الحزن، ويقال:
حزن، متحرك الحروف بالفتحة أي فى اكتئاب، والحزن أشدّ الهمّ.
«اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا» (٨٧) أي تخبّروا والتمسوا فى المظان.
«مُزْجاةٍ» (٨٨) يسيرة قليلة، «٢» قال:
وحاجة غير مزجاة من الحاج «٣»
(١) : العرجى: هو عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمرو بن عثمان سمى بالعرجي لأنه ولد بالعرج من مكة. أخباره فى الأغانى (طبع الدار) ١/ ٣٨٣ وانظر الاشتقاق ٤٨ والسمط ٤٢٢ والبيت فى الطبري ١٣/ ٢٥ والقرطبي ٩/ ٢٥٠ والصحاح واللسان والتاج (حرض) وصدره فى فتح الباري ٨/ ٢٧٣.
(٢) «ذهبوا... قليلة» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٣.
(٣) : فى اللسان (زجى).
«وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ» (٩١) مجازه: وإن كنا خاطئين، [وتزاد] اللام المفتوحة للتوكيد والتثبيت، وخطئت وأخطئت واحد، قال [امرؤ القيس] :
يا لهف هند إذ خطئن كاهلا. «١»
أي أخطأن، وقال: أميّة بن الأسكر:
وإنّ مهاجرين تكنّفاه غداة إذ لقد خطئا وحابا (١٣٣)
«لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ» (٩٢) أي لا تخليط ولا شغب ولا إفساد ولا معاقبة.
«يَأْتِ بَصِيراً» (٩٣) أي يعد بصيرا أي يعد مبصرا.
«لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ» (٩٤) أي تسفّهونى «٢» وتعجّزونى وتلومونى، قال [هانىء بن شكيم العدوىّ] :
يا صاحبىّ دعا لومى وتفنيدى فليس ما فات من أمر بمردود «٣»
(١) ديوانه من الستة ١٤٣.
(٢) «تفندون... تسفهونى» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧١.
(٣) «هانى... العدوى» : لم أقف على ترجمته- والبيت فى الطبري ١٤/ ٣٤ والقرطبي ٩/ ٢٦٠.
«عَلَى الْعَرْشِ» (١٠٠) أي السرير.
«مِنَ الْبَدْوِ» (١٠٠) وهو مصدر بدوت فى البادية.
«مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ» (١٠٠) أي أفسد وحمل بعضنا على بعض.
«غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ» (١٠٧) : مجلّلة. «١»
«أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً» (١٠٧) أي فجأة، قال ابن ضبّة «٢» وهو يزيد ابن مقسم الثّقفى، وأمه ضبة التي قامت عنه أي ولدته:
ولكنّهم بانوا ولم أدر بغتة وأفظع شىء حين يفجأك البغت (٢١٩)
«قُلْ هذِهِ سَبِيلِي» (١٠٨) قال أبو عمرو: تذكر وتؤنّث، وأنشدنا:
فلا تبعد فكل فتى أناس سيصبح سالكا تلك السبيلا «٣»
«عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا» (١٠٨) يعنى على يقين.
(١) «مجللة» : كذا فى البخاري ورواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٧٨، وهو فى القطبي ٩/ ٢٧٣ أيضا.
(٢) «ابن ضبة» : ومضت ترجمته فى رقم ٢١٤.
(٣) : لم أجده فيما رجعت إليه.
Icon