ﰡ
وأَمَّا قوله :﴿ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ ( ٤ )، فإنه لما جعلهم كمن يعقل في السجود والطواعية جعلهم كالإنس في تذكيرهم إذا جمعهم، كما قال :﴿ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ ﴾. وقال الشاعر :[ من الخفيف وهو الشاهد الثالث والثلاثون بعد المئتين ] :
صَدَّها مَنْطِقُ الدَّجاجِ عَنِ القَصْدِ | وَضَرْبُ الناقُوسِ فَاجْتُنِبا |
إِذْ أَشْرَفَ الديكُ يَدْعُو بَعْضَ أُسْرَتِهِ | إِلى الصِياحِ وَهُمْ قُوْمٌ مُعَازِيلٌ |
وَأَنْتَ امْرُؤٌ تَعْدُو عَلى كُلِّ غِرَّةٍ | فَتُخْطِئ فِيها مَرَّةً وَتَصِيُبُ |
فَصَبَّحَتْ وَالطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ | جابِيَةً طُمَّتْ بِسَيْلٍ مُفعَم |
وقال ﴿ قَالَ كَبِيرُهُمْ ﴾ ( ٨٠ ) فزعموا أنه أكبرهم في العقل لا في السن.