" بسم الله " عزيز – الكون بجملته في طلبه. . وهو عزيز.
الشموس والأقمار والنجوم، والليل والنهار، وجميع ما خلق الله من الأعيان. والآثار متنادية على أنفسها : نحن عبيده. . نحن عبيد من لم يزل. . نريد من لم يزل.
ﰡ
قدَّس الله ونزَّهَهُ كُلُّ شيءٍ خَلَقه ؛ فكلُّ ما خَلَقَه جَعَلَه على وحدانيته دليلاً، ولِمَنْ أراد أن يَعْرِفَ إلهيتَه طريقاً وسبيلاً.
أتقن كلَّ شيءٍ وذلك دليلُ عِلْمِه وحكمته، ورَتَّبَ كُلَّ شيءٍ، وذلك شاهِدٌ على مشيئته و( إرادته ).
﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ فلا شبيه يساويه، ولا شريكِ له في المُلْكِ ينازِعُه ويُضاهيه.
﴿ الْحَكِيمُ ﴾ الحاكم الذي لا يُوجَدُ في حُكْمِه عَيْبٌ، ولا يتوجَّه عليه عَتْبٌ.
هم أهل النضير، وكانوا قد عاهدوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ألاَّ يكونوا عليه، ثم بعد أُحُد نقضوا العَهْدَ، وبايعوا أبا سفيان وأهل مكة، فأخبر اللَّهُ تعالى رسولَه بذلك، فبعثَ صلوات الله عليه إليهم محمد بن مسلمة، فأوهم أنه يشكو من الرسول في أخذ الصَّدَقَة. وكان رئيسهم كعب بن الأشرف فقتله محمد بن مسلمة ( غيلةً )، وغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلاهم عن حصونهم المنيعة وأخرجهم إلى الشام، وما كان المسلمون يََتَوَقَّعون الظَّفرَ عليهم لكثرتهم، ولِمَنَعَةِ حصونهم.
وظلُّوا يهدمون دورَهم بأيديهم ينقبون ليخرجوا، ويقطعون أشجارهم ليسدوا النقب، فسُّمُّوا أولَ الحشر، لأنهم أول من أُخْرِجَ من جزيرة العرب وحُشِرَ إلى الشام.
قال جل ذكره :﴿ فَاعْتَبِرُواْ يَأُوْلِي الأَبْصَارِ ﴾، كيف نَصَرَ المسلمين - مع قِلَّتهم - عليهم- مع كثرتهم، وكيف لم تمنعهم حصونُهم إذا كانت الدائرةُ عليهم. وإذا أراد اللَّهُ قَهْرَ عدوِّ استنوق أسَدُه.
ومن مواضع العِبْرةِ في ذلك ما قاله :﴿ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ ﴾ بحيث داخلتكم الرِّيبةُ في ذلك لِفَرْطِ قُوَّتِهم - فصَانَهُم بذلك عن الإعجاب.
ومن مواضع العبرة في ذلك أيضاً ما قاله :﴿ وَظَنُّواْ أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ ﴾ فلم يكن كما ظنُّوه - ومَنْ تَقَوَّ بمخلوقٍ أسْلَمَه ذلك إلى صَغَارِه ومذَلّتِه.
ومن الدلائل الناطقة ما أُلْقِي في قلوبهم من الخوفِ والرُّعب، ثم تخريبُهم بيوتهم بأيديهم علامةُ ضَعْف أحوالهم، وبأيدي المؤمنين لقوة أحالهم، فتمت لهم الغلبةُ عليهم والاستيلاء على ديارهم وإجلاؤهم.
هذا كلُّ لا بُدَّ أن يحصل به الاعتبارُ - والاعتبارُ أحَدُ قوانين الشَّرْع، ومَنْ لم يَعْتَبِرْ بغيره اعتَبَرَ به غيرُه.
ويقال : يُخَرّبون بيوتهم بأيديهم، وقلوبهم باتِّباع شهواتِ نفوسِهم، ودِينهم بما يمزجونه به من البِدَع.
لولا أن قضى اللَّهُ عليهم أن يخرجوا لعذَّبهم اللَّهُ بالقتل والاستئصال، ثم في الآخرة لهم عذابُ النار.
فالعاصي إذا انتقل من المطيعين إلى العاصين فقد شاقَّ الله، ولِمَنْ شاقَّ الله عذابُ النار.
اللِّينة : كلُّ نوعٍ من النخيل ما عدا العجوة والبَرْنيّ.
لمَّا أمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقَطْعِ بعض نخيل بني النضير قالت اليهود : ما فائدة هذا ؟ !، فبقي المسلمون عن الجواب، فأنزل الله تعالى هذه الآية ليوضِّح أن ذلك بإذن الله. . . فانقطعَ الكلامُ.
وفي هذا دليلٌ على أن الشريعةً غيرُ مُعَلّلةٍ، وأنَّ الأمرَ الشرعيَّ إذا جاء بَطَلَ التعليلُ، وسَكَتَتْ الألسنةُ عن المطالبة ب " لِمَ ؟ " وخُطُورُ الاعتراضِ أو الاستقباحِ خروجٌ عن حَدِّ العرفان. والشيوخُ قالوا : مَنْ قال لأستاذِه وشيخه :" لِمَ ؟ " لا يفلح، وكلُّ مريدٍ يكون لأمثالِ هذه الخواطر في قلبِه جَوَلان لا يجيءُ منه شيءٌ. ومَنْ لم يتجرَّدْ قلبُه من طَلَبِ التعليل، ولم يباشِرْ حُسْنَ الرضا بكلِّ ما يجري واستحسانَ ما يبدوا من الغيب لِسٍرِّه وقلبِه - فليس من الله في شيء.
يريد بذلك أموالَ بني النضير، فقد كانت من جملة الفَيْء لا من الغنيمة ؛ فالفيءُ ما صار إلى المسلمين من أموالِ الكفَّارِ من غيرِ قتالٍ ولا إيجافِ خَيْلٍ ورِكابٍ، وتدخل في جملته أموالُهم إذا ماتوا وصاروا إلى بيت المال. والغنيمة ما كانت بقتالٍ وإيجاف خيلٍ وركابٍ. وقد خَصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأموالِ هؤلاء فقراء المهاجرين، واستأثر لنفسه بما شاء، فطابت نفوسُ الأنصارِ بذلك، وشَكَرَ الله لهم. ذلك لأن تحرُّرَ القلب من الأعواضِ والأملاكِ صِفَةُ السادة والأكابر، ومَنْ أَسَرَتهُ الأخطارُ وبقي في شُحِّ نَفْسِه فهو في تضييقه وتدنيقه، وهو في مصادقته ومعاملته ومطالبته مع الناس دائماً يبحث في استيفاء حظوظه - وهذا ليس له من مذاقات هذه الطريقة شيءٌ.
وأهلُ الصفاء لم تَبْقَ عليهم من هذه الأشياء بقيةٌ، وأمَّا مَنْ بَقِيَ عليه منها شيءٌ فمُتَرسِّمٌ سُوقِيٌّ. . . لا مُتَحَقَّقٌ صوفيٌّ.
هذا أصل من أصولِ وجوبِ متابعتِه، ولزومِ طريقته وسيرته - وفي العِلْم تفصيلُه.
والواجبُ على العبدِ عَرْضُ ما وقع له من الخواطر وما يُكاشَفُ به من الأحوالِ على العلم - فما لا يقبله الكتابُ والسُّنَّة فهو في ضلال.
يريد أن هذا الفيء لهؤلاء الفقراء الذين كانوا مقدارَ مائةِ رجلٍ.
﴿ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ ﴾ وهو الرزق ﴿ وَرِضْوَاناً ﴾ بالثواب في الآخرة.
وينصرون دين الله، ﴿ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ : والفقيرُ الصادقُ هو الذي يترك كلَّ سببٍ وعلاقة، ويفرغ أوقاته لعبادة الله، ولا يعطف بقلبه على شيء سوى الله، ويَقِفُ مع الحقِّ راضياً بِجَرَيَانِ حُكْمه فيه.
نزلت هذه الآية في الأنصار. ﴿ تَبَوَّءُوا الدَّارَ ﴾ أي سكنوا المدينة قبل المهاجرين. . ﴿ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ من أهل مكة.
﴿ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً ﴾ مما خُصِّصَ به المهاجرون من الفيء، ولا يحسدونهم على ذلك، ولا يَعْترِضون بقلوبهم على حُكْمِ الله بتخصيص المهاجرين، حتى لو كانت بهم حاجةٌ أو اختلالُ أحوالٍ.
﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾، قيل نزلت الآية في رجلٍ منهم أُهْدِيَتْ له رأسُ شاةٍ فطاف على سبعة أبيات حتى انتهى إلى الأول.
وقيل نزلت في رجلٍ منهم نزل به ضيفٌ فقرَّب منه الطعامَ وأطفأ السراجَ ليُوهِمَ ضيفَه أنه يأكل، حتى يؤثِرَ به الضيفَ عَلَى نفسه وعَلَى عياله، فأنزل الله الآية في شأنه.
ويقال : الكريمُ مَنْ بنى الدار لضيفانه وإخوانه ( واللئيمُ من بناها لنفسه ).
وقيل : لم يقل اللهُ : ومَنْ يَتَّقِ شحَّ نفسه بل قال :﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ﴾.
ويقال : صاحبُ الإيثارِ يُؤْثر الشبعانَ على نفسه - وهو جائع.
ويقال : مَنْ مَيَّزَ بين شخصٍ وشخصٍ فليس بصاحبِ إيثارٍ حتى يؤثِرَ الجميع دون تمييز.
ويقال : الإيثار أنْ تَرَى أنَّ ما بأيدي الناسِ لهم، وأن ما يحصل في يدك ليس إلا كالوديعة والأمانة عندك تنتظر الإذنَ فيها.
ويقال : مَنْ رَأى لنفسه مِلْكاً فليس من أهل الإيثار.
ويقال : العابدُ يؤثِر بدنياه غيرَه، والعارفُ يؤثِر بالجنة غيرَه.
وعزيزٌ مَنْ لا يطلبُ مِنَ الحقِّ لنَفْسِه شيئاً : لا في الدنيا من جاهٍ أو مالٍ، ولا في الجنَّة من الأفضال، ولا منه أيضاً ذَرَّةً من الإقبال والوصال وغير ذلك من الأحوال.
وهكذا وصفُ الفقير ؛ يكون بسقوطِ كلِّ أرَبٍ.
أي والذين هاجروا من بعدهم، ثم أجيالُ المؤمنين من بعد هؤلاء إلى يوم القيامة. كلهُم يَتَرَحَّمون على السلف من المؤمنين الذين سبقوهم، ويسلكون طريقَ الشفقة على جميع المسلمين، ويستغفرون لهم، ويستجيرون من الله أن يجعلَ لأحدٍ من المسلمين في قلوبهم غِلاًّ أي حِقْداً. ومَنْ لا شفقةَ له على جميع المسلمين فليس له نصيبٌ من الدَّين.
يريد بهم منافقي المدينة ؛ ظاهروا بني النضير وقريظة، وعاهَدوهم على الموافقة بكلِّ وَجْهٍ، فأخبر اللَّهُ - سبحانه - أنهم ليسوا كما قالوا وعاهدوا عليه، وأخبرَ أَنَّهم لا يتناصرون، وأنَّهم يتخاذلون، ولئنْ ساعدوهم في بعضِ الحروب فإنهم يتخاذلون إن رأوهم ينهزمون أمام مَنْ يجاهدونهم.
أخبر - سبحانه - أن المسلمين أشدُّ رهبةً في صدورهم من الله، وذلك لِقلَّةِ يقينهم، وإعراضِ قلوبِهم عن الله.
أخبر أنهم لا يجسرون على مقاتلة المسلمين إلاَّ مُخاتلةً، أو من وراء جدرانٍ. وإنما يشتدُّ بأسُهم فيما بينهم، أي إذا حارب بعضهم بعضاً، فأمَّا معكم. . فلا.
﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بَِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ﴾.
اجتماعُ النفوس - مع تنافرُ القلوب واختلافها - أصلُ كلَّ فساد، وموجِبُ كُلِّ تخاذُل، ومقتضى تجاسُرِ العدوِّ.
واتفاقُ القلوبِ ؛ والاشتراكُ في الهِمَّةِ ؛ والتساوي في القَصْدِ يُوجِبُ كُلَّ ظَفَرٍ وكلَّ سعادة. . . ولا يكون ذلك للأعداء قطّ ؛ فليس فيهم إلا اختلالُ كلِّ حالٍ، وانتقاضُ كلِّ شَمْلٍ.
مَثَلُ بني قُرَيظة كمثل بني النضير ؛ ذاق النضير وَبال أَمرِهم قبل قريظة بِسَنَةٍ ؛ وذاق قريظة بعْدَهم وبال أمرهم.
أي مَثَلُ هؤلاء النافقين مع النضير - في وَعْدِهم بعضهم لبعض بالتناصر ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانٍ ﴾.
وكذلك أربابُ الفترة وأصحاب الزَّلَّة وأصحاب الدعاوى. . هؤلاء كلُّهم في درجة واحدة في هذا الباب - وإن كان بينهم تفاوت - لا تنفع صُحْبَتُهم في الله ؛ قال تعالى :
﴿ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [ الزخرف : ٦٧ ] وكلُّ أحدٍ - اليومَ - يألَفُ شَكْلُه ؛ فصاحبُ الدعوى إلى صاحب الدعوى، وصاحبُ المعنى إلى صاحب المعنى.
التقوى الأولى على ذكر العقوبات في الحال والفِكرِ في العملِ خَيْرِه وشَرِّه.
والتقوى الثانية تقوى المراقبة والمحاسبة، ومَنْ لا محاسبة له في أعماله ولا مراقبة له في أحواله. . فعَنْ قريب سيفتضح.
وعلامةُ مَنْ نَظَرَ لِغدِه أن يُحْسِنَ مراعاة َ يومِه ؛ ولا يكون كذلك إلاَّ إذا فَكَّرَ فيما عَمِلَه في أمْسِه والناس في هذا على أقسام : مُفَكِّرٌ في أمْسِه : ما الذي قُسِمَ له في الأزل ؟ وآخر مفكِّر في غده : ما الذي يلقاه ؟ ؟ وثالثٌ مُسْتَقِلٌّ بوقته فيما يلزمه في هذا الوقت فهو مُصطََلَمٌ عن مشاهده موصولٌ بربِّه، مُنْدَرَجٌ في مذكوره ؛ لا يتطلَّعْ لماضيه ولا لمستقبله، فتوقيتُ الوقتِ يشغله عن وقته.
لا يستوي أهلُ الغفلةِ مع أهل الوصلة. وأصلُ كلِّ آفةٍ نسيانُ الربِّ، ولولا النسيان لما حَصَلَ العصيان، والذي نسِيَ أمرَ نَفْسِه فهو الذي لا يجتهد في تحصيل توبته، ويُسَوِّفُ يُلْزِمَهُ به الوقتُ من طاعته.
أي لو كان للجبلِ عقلٌ وصلاحُ فِكْرٍ وسِرٍّ، وأنزلنا عليه هذا القرآن لخَضَعَ وخَشَعَ. ويجوز أن يكون على جهة ضرب المثل كما قال :﴿ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ ﴾ [ مريم : ٩٠ ] ويدل عليه أيضاً قوله :﴿ وتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ﴾ ليعقلوا ويهتدوا، أي بذلك أمَرْناهم، والمقصود بيان قسوة قلوبهم عند سماع القرآن.
ويقال : ليس هذا الخطابُ على وَجْهِ العتابِ معهم، بل هو سبيل المدح وبيان تخصيصه إيَّاهم بالقوة ؛ فقال :﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ﴾ لم يُطِقْ ولخَشَع - وهؤلاء خَصَصْتُهم بهذه القوة حتى أطاقوا سماع خطابي.
﴿ الْغَيْبِ ﴾ : ما لا يُعْرَفُ بالضرورة، ولا يُعْرَف بالقياس من المعلومات. ويقال : هو ما استأثر الحقُّ بعِلْمِه، ولم يجعل لأحدٍ سبيلاً إليه.
﴿ وَالشَّهَادَةِ ﴾ : ما يَعْرفُه الخَلْقُ.
وفي الجملة. لا يَعْزُبُ عن عِلْمِه معلومٌ.
﴿ الْمَلِكُ ﴾ : ذو القدرة على الإيجاد.
﴿ الْقُدُوسُ ﴾ : المُنَزَّهُ عن الآفة والنقص.
﴿ السَّلاَمُ ﴾ : ذو السلامة من النقائص، والذي يُسَلِّمُ على أوليائه، والذي سَلِمَ المؤمنون من عذابه.
﴿ الْمُؤْمِنُ ﴾ : الذي يُصَدق عَبْدُه في توحيده فيقول له : صَدَقْتَ يا عبدي.
والذي يصَدِّق نفسه في إخباره أي يعلم أنه صادق.
ويكون بمعنى المصدق لوعده. ويكون بمعنى المخبر لعباده بأنه يُؤمِّنهم من عقوبته.
﴿ الْمُهَيْمِنُ ﴾ : الشاهد، وبمعنى الأمين، ويقال مؤيمن ( مُفَيْعِل ) من الأمن قلبت همزته هاءً وهو من الأمان، ويقال بمعنى المؤمِن.
﴿ الْعَزِيزُ ﴾ : الغالبُ الذي لا يُغْلَب، والذي لا مثيلَ له، والمستحق لأوصاف الجلال، وبمعنى : المُعِزّ لعباده. والمَنِيعَ الذي لا يَقْدِرُ عليه أحد.
﴿ الْجَبَّارُ ﴾ : الذي لا تصل إليه الأيدي. أو بمعنى المُصْلِح لأمورهم من : جَبَرَ الكَسْرَ. أو بمعنى القادر على تحصيل مراده مِنْ خَلْقِه على الوجه الذي يريده من : جَبَرْتُه على الأمر وأجبرته.
﴿ الْمُتَكَبِّرُ ﴾ : المتقدِّس عن الآفات.
هو المنشئ للأعيان والآثار.
﴿ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ المُسَمِّيات الحِسَان.
﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ : مضى معناهما، وقد استقصينا الكلام في معاني هذه الأسماء ( في كتابنا المسمَّى :" البيان والأدلة في معاني أسماء الله تعالى " ).