تفسير سورة التغابن

التفسير الواضح
تفسير سورة سورة التغابن من كتاب التفسير الواضح .
لمؤلفه محمد محمود حجازي .

سورة التغابن
مدنية عند الأكثرين، وقال بعضهم: مكية إلا قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ إلى آخر السورة. وعدد آياتها ثماني عشرة آية، وهي في بيان قدرة الله وعلمه.
من مظاهر قدرته وعلمه [سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١ الى ٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤)
المفردات:
صَوَّرَكُمْ التصوير: تخطيط وتشكيل، وهو الذي يكون به صورة الشيء وهيئته التي يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها. بِذاتِ الصُّدُورِ أى: صاحبة الصدور التي لا تبارحها، المراد بذلك حديث النفس والسر الذي لم يبح لأحد.
683
المعنى:
يسبح لله ما في السموات، وما في الأرض، وينزهه عن كل نقص، تنزيها مستمرّا كل ما فيهما، وذلك بدلالته على اتصافه بكل كمال، وسموه عن كل نقص، له الملك وحده دون غيره إذ هو المبدئ المعيد الخالق المصور- سبحانه وتعالى- وله وحده الحمد إذ هو المولى لكل النعم الرحمن الرحيم، وأما ملك غيره لبعض الأشياء فاسترعاء منه- جل شأنه- وتمليك منه له، وما حمد غيره- تبارك وتعالى- فلجريان بعض النعم على يديه فهو له في الحقيقة والواقع. وهو على كل شيء قدير.
وها هي ذي بعض آثار القدرة: هو الذي خلقكم وأوجدكم من العدم، خلقكم من تراب وسواكم، ثم نفخ فيكم من روحه فكان الإنسان مكونا من مادة وروح، وفيه نوازع الخير ونوازع الشر، فمنكم أيها الناس كافر، ومنكم مؤمن، والله- جل جلاله- هو الذي أراد هذا وقدره، وكفر الكافر من تغلب مادته على روحه، وهكذا العاصي، والمؤمن بالعكس، وسيجازى ربك على الكفر والمعصية، أو على الإيمان والحسنة لأن صاحبها اختار ذلك، والله بما تعملون بصير، وهو بخلقه خبير.
الذي خلقكم، وكان منكم الكافر والمؤمن خلق السموات والأرض، وهذا الكون كله الذي عرف بعضه، وجهل أكثره لم يخلق عبثا بل خلق خلقا ملتبسا بالحق والحكمة البالغة ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى، وهو الذي صوركم فأحسن صوركم لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ «١» نعم خلقنا فصورنا على أتم صورة، وأكمل نظام، وأدق ترتيب، خلق فينا العقل والفكر، والنظر والبيان لنعرف مآلنا ونهاية أمرنا إن كنا من المفكرين! صورنا في أحسن صورة وإليه وحده المرجع والمصير، فالواجب أن نتقي الله وننظر ما قدمناه لغد، ونعلم أن الله يعلم ما في السموات والأرض، وهو يعلم الغيب والشهادة، ويعلم السر وأخفى، وهو العليم بذات الصدور جل شأنه وتبارك اسمه سبحانه وتعالى!
(١) - سورة التين آية ٤.
684
إثبات البعث وتهديد الكفار [سورة التغابن (٦٤) : الآيات ٥ الى ١٠]
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٥) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (٦) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (٨) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٠)
المفردات:
نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا: خبرهم المهم. وَبالَ أَمْرِهِمْ: عاقبته «١».
(١) أصل الوبال الثقل والشدة المترتبة على أمر، ومنه الوبيل: الطعام يثقل على المعدة، والوابل للمطر الثقيل، ثم أطلق على الضرر الذي يصيب الإنسان لأنه يثقل عليه، وعبر عن كفرهم بالأمر إشارة إلى أنه أمر هائل فظيع.
685
زَعَمَ: ظنوا، الزعم: هو ادعاء العلم بالباطل. بَلى: نعم. النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا أى: القرآن. لِيَوْمِ الْجَمْعِ: هو يوم القيامة تجمع فيه الخلائق كلها.
يَوْمُ التَّغابُنِ: هو يوم القيامة الذي يغبن فيه أهل الجنة أهل النار.
المعنى:
ألم يأتكم- أيها الكفار- خبر من كان قبلكم من قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم، هؤلاء كفروا فذاقوا وبال أمرهم، وكان عاقبة كفرهم خسرا عليهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب أليم لا يقادر قدره. ذلك العذاب الذي ذاقوه في الدنيا، وسيذوقونه في الآخرة بسبب أنه كانت تأتيهم رسلهم بالآيات المبينات والمعجزات الظاهرات، فكانوا يكفرون عنادا وكبرا، ويقولون- أى: تقول كل أمة منهم-: أبشر يهدينا؟! منكرين أن يكون الرسول بشرا ولو ظهرت في يديه المعجزات أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ؟ فكأن الكل قالوا: أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا «١» ؟ فكفروا، وأعرضوا عن الآيات، واستغنى الله عنهم حيث أهلكهم بعذاب من عنده، ولولا غناه عنهم لهداهم إلى الإيمان ووفقهم إليه، والله هو الغنى عن خلقه فضلا عن طاعتهم وإيمانهم، المحمود في السماء والأرض بلسان الحال لا بلسان المقال.
زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا. ظنوا هذا بلا دليل وحجة، وادعوا العلم على ذلك بلا برهان، ولا شك أنه زعم باطل، قل لهم يا محمد: بلى. وربي لتبعثن يوم القيامة ثم لتنبؤن بما عملتم، ولتجزون على ذلك، وذلك كله على الله يسير، فإنه على كل شيء قدير.
وإذا كان الأمر كذلك فآمنوا بالله ورسوله، وآمنوا بالنور الذي أنزلنا. وهو القرآن الذي أنزل رحمة للعالمين، ونبراسا للناس أجمعين يهديهم إلى الصراط المستقيم. ويقودهم إلى سعادة الدنيا والآخرة، فهو بلا شك نور رب العالمين، والله بما تعملون خبير.
(١) البشر هنا اسم جنس فوصف بالجمع، على أنه مبتدأ ويهدوننا خبر، وقيل: هو منصوب على الاشتغال. [.....]
686
اذكروا يوم يجمعكم الحق- تبارك وتعالى- ليوم الجمع، يوم تجمع فيه الخلائق كلها، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون، والثقلان أجمعون، ذلك يوم التغابن، وهو يوم القيامة سمى بذلك لأنه يوم يظهر فيه غبن كل كافر ترك الإيمان، وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان. ولا شك أن ذلك هو التغابن حقيقة الجدير بهذا الاسم «١».
وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً... وكأن هاتين الآيتين بيان لمعنى التغابن:
ومن يؤمن بالله حقا ويعمل صالحا يكفر الله عنه سيئاته ويسترها عليه، ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار، خالدين فيها وذلك هو الفوز العظيم، والذين كفروا بالله ورسوله، وكذبوا بآياته- وخاصة القرآن الكريم- أولئك هم أصحاب النار خالدين فيها وبئس مصيرهم، فانظر إلى عاقبة المؤمنين. ونهاية الكافرين.
الحياة الدنيا في نظر المؤمنين [سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١١ الى ١٨]
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٢) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥)
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨)
(١) والتغابن تفاعل من الغبن، وهو أخذ الشيء من صاحبه بأقل من قيمته، وهو لا يكون إلا في عقد المعاوضة، ولا معاوضة في الآخرة فإطلاق التغابن على ما يكون يوم القيامة إنما هو بطريق الاستعارة، وذلك لأن كلا من المؤمن والكافر جعله الله قادرا على اختيار ما يؤدى إلى سعادة الآخرة فاختيار كل فريق ما يشتهيه مما كان قادرا عليه يدل ما اختاره الآخر فهذا الاختيار منهما مشبه بالمبادلة والتجارة، وشبه ما يتفرع عليه من نزول كل واحد منها منزلة الآخر بالتغابن ١ هـ من حاشية الجمل وزادة.
687
المفردات:
ْنَةٌ
والفتنة: بلاء ومحنة. مَا اسْتَطَعْتُمْ: جهد طاقتكم. شُحَّ نَفْسِهِ الشح: البخل والحرص الشديدان. تُقْرِضُوا المراد: تتصدقوا وتنفقوا.
سبب النزول:
روى أن الكفار قالوا: لو كان المسلمون مسلمين حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا.
فنزل قوله تعالى:
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ الآيات توضح حقيقة الدنيا، وما يصيب المسلم فيها من خير أو شر.
المعنى:
لقد سبق بيان نتيجة الإيمان ونهايته، ونتيجة الكفر وغايته من الفوز العظيم للمؤمنين في الآخرة والمصير السيئ للكافرين فيها.
688
أما الدنيا فأمرها سهل هين جدّا إذ هي ليست دار جزاء ولا مثوبة، ولكنها دار عمل وتعب، وقد تكون محل ابتلاء واختبار بنزول المصائب والمحن على بعض الناس.
ومن يؤمن بالله، ويعتقد هذا فإن الله هاديه إلى الحق والصواب من الصبر والثبات، والرجوع إلى الله، ولذلك يبيت هادئ النفس قرير العين مستريح القلب، والله بكل شيء عليم، وغير المؤمن إذا نزل به حادث أو ألمت به مصيبة ضجر وجزع، وأصابه الغم والكرب، وقضاء الله نافذ على الجميع.
وما علينا إلا أن نطيع الله ورسوله في كل أمر ونهى فهذا هو العلاج الناجع، والدواء الصادق، فإن تولى البعض وأعرض فإنما حسابه على ربه، وما على الرسول إلا البلاغ المبين، فالله وحده هو الإله المقصود في كل شيء الذي له الملك وإليه يرجع الأمر كله فعليه وحده يتوكل المؤمنون...
أما الفهم الصحيح السليم للأزواج والأولاد، وللأهل والأموال فقد تكفلت الآيات: ١٤، ١٥. إلى آخر السورة بذلك فقد
روى أن عوف بن مالك الأشجعى كان ذا أهل وولد، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه وقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق فيقيم فنزلت الآية..
وفي رواية أنها نزلت في رجال أسلموا بمكة، وأرادوا أن يأتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتون النبي صلّى الله عليه وسلّم فلما أتوا النبي ورأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم فأنزل الله تعالى هذه الآيات.
يا أيها الذين آمنوا إن بعض أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم، حيث يفعلون معكم فعل العدو، ويكونون حجر عثرة أمامكم يمنعونكم من فعل الخيرات، وقد يدعونكم إلى ارتكاب الذنوب والآثام في سبيل راحتهم والحرص على سعادتهم، ألست معى في أن من يفعل معى فعل العدو، ويمنعني عن الخير الذي ينفعني، ويحملني على فعل المعاصي يكون عدّوا لي، ولو كان زوجا أو ابنا أو غيرهما؟ إذا كان الأمر كذلك فاحذروهم، وقوا أنفسكم من شرورهم وآثامهم إن كانت لهم.
ولكنهم من أهلك وذوى قرابتك فالمطلوب منك أن تحذر ما يوقعك في الشر فقط، ثم تعفو وتصفح وتغفر، فإنك إن تعف وتصفح وتغفر يعف عنك الله، إن الله غفور رحيم.
689
إنما أموالكم وأولادكم فتنة وبلاء، ومحنة واختبار قد يترتب عليهم الوقوع في الآثام والشدائد، وكثيرا ما رأينا المال والأولاد يدفعان صاحبهما إلى فعل المهلكات ويحملان بعض الناس على الغرور الكاذب، وارتكاب الآثام والفظائع كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى «١» والله عنده أجر عظيم، فانظروا إليه ودعوا المال والولد فإنه لن ينفعكم يوم الحساب.
فاتقوا الله ما استطعتم، وابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم، وليكن أحب شيء إلى النفس حب الله ورسوله، واسمعوا مواعظه وأوامره سماع قبول، وأطيعوا في كل ما أمر، وأنفقوا مما رزقكم يكن خيرا لكم وأفضل، ولا يكن الولد والأهل مدعاة للجبن والبخل، واعلموا أنه من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون، إن تصرفوا «٢» بعض الأموال في سبيل الله وابتغاء رضوانه يثبكم على ذلك ثوابا جزيلا ويغفر لكم، والله شكور مجاز على الطاعات، حليم في العقاب على المعصية، وهو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم.
(١) سورة العلق الآيتان ٦ و ٧.
(٢) سماه الله قرضا من حيث التزام الله ثوابه فهو يشبه القرض من هذه الناحية فيكون استعارة.
690
Icon