بسم الله الرحمن الرحيم
سورة أرأيت( ١ ) مكية( ٢ )٢ في قول ابن عباس وابن الزبير في الدر: ٨/٦٣١ وعاء وجابر في تفسير الماوردي: ٤/٥٢٨ وهو قول الجمهور في البحر: ٨/٥١٦..
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة أرأيتمكية
قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ بالدين﴾ إلى آخرها.
يجوز، أن تكون " أرأيت " من رؤية العين، فلا يقدر في الكلام حذف. ويجوز أن يكون من رؤية القلب، فتُقَدّرُ لحذف للمفعول الثاني، والتقدير على ذلك: أرأيت الذي يكذب بالدين بعد/ ما ظهر له من البراهين، أليس مستحقاً عذاب الله؟... والمعنى: أرأيت - محمد - الذي يكذب بثواب الله وعقابه؟! فلا تطعه في أمره ونهيه. قال ابن عباس: ﴿الذي يُكَذِّبُ بالدين﴾ أي: بحكم الله جل ذكره. وقال ابن جريج ﴿بالدين﴾: بالحساب.
فالمعنى: أرأيت يا محمد هذا الذي يكذب بالجَزاء فلا يعمل خبراً ولا ينتهي عن شر، فهو الذي يدع اليتيم، أي: يدفعه، لأنه لا ينتظر عقاباً على عَمله ولا جزاء.
ثم قال تعالى: ﴿فَذَلِكَ الذي يَدُعُّ اليتيم﴾ أي: فهذا الذي يدفع اليتيم [عن] حقه ويظلمه.
[يقال]: دعَعْت فلاناً عن حقه، فأنا أدعهُ دعَّا.
قال ابن عباس: " ﴿يَدُعُّ اليتيم﴾، أي: " يدفَعُ اليتيم.
وقال مجاهد: ﴿يَدُعُّ اليتيم﴾، أي: يدفع اليتيم فلا يطعمه ".
ثم قال تعالى: ﴿وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين﴾ أي: لا يحض غيره على طعام المحتاج إلى الطعام.
ثم قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الذين هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾ أي: فالوادي الذي يسيل من صديد أهل النار للسّاهين عن صلاتهم الذين يصلون ولا يريدون بصلاتهم وجه الله.
وقال ابن عباس: [هم] الذين يؤخرونها عن وقتها. وهذه رواية تخالف [قول] جميع المفسرين، وقد رويت عن النبي ﷺ. فهي من أشد أية نزلت في المصلين على هذا التأويل إن صح. وعن ابن عباس أيضا أنه قال: هم المنافقون، كانوا يراءون (الناس) بصلاتهم إذا حضروا، ويتركونها إذا غابوا، ويمنعون
وقال مجاهد: ﴿الذين هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾ هو " الترك لها ". وعنه أنه قال: هم لاهون عنها.
وقال قتادة: هم غافلون لا يبالي أحدهم صلى أو لم يصل.
وقال ابن زيد: " يصلون وليس الصلاة من شأنهم ".
وقال [سعد] بن أبي وقاص: " [سألت] رسول الله ﷺ عن ﴿الذين هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾ فقال: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ".
ورَوى [أبو بزرة الأسلمي] " أن رسول الله ﷺ قال - لما نزلت هذه
وقال عطاء بن يسار: الحمد لله الذي قال: " عن صلاتهم ساهون " ولم يقل " في صلاتهم ساهون ".
ثم قال تعالى: ﴿الذين هُمْ يُرَآءُونَ﴾ الناس بصلاتهم إذا صلوا، لأنهم لا يصلون رغبة في ثواب، ولا [خوفاً] من عقاب، إنما يصونها ليكفوا الناس عن دمائهم وأموالهم وذَرَاريهم، وهم المنافقون الذين كانوا على عهد رسول الله ﷺ، وعلى ذلك أكثر أهل التفسير.
ثم قال تعالى ﴿وَيَمْنَعُونَ الماعون﴾.