ﰡ
قوله: ﴿ قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ ﴾ إخبار بهلاكهم أو تعليم للمؤمنين أن يدعوا عليهم بذلك. قوله: (أهلكهم) وقيل: معناه لعنهم وأبعدهم عن رحمته. قوله: (بعد قيام البرهان) أي على حقيقة الإيمان.
قوله: ﴿ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ ﴾ الخ، هذا تيئيس من إيمانهم، أي استغفارك وعدمه سواء، فهم لا يؤمنون لسبق الشقاوة لهم. قوله: (استغنى) أي في التوصل للنطق بالساكن قوله: (بهمزة الاستفهام) أشار بذلك إن قراءة العامة بفتح الهمزة من غير مد، وهي في الأصل همزة الاستفهام، والآن همزة التسوية. قوله: ﴿ ٱلْفَـٰسِقِينَ ﴾ أي الكافرين الذين سبق في علم الله كفرهم. قوله: ﴿ هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ ﴾ الخ، استئناف جار مجرى التعليل لفسقهم. قوله: (من الأنصار) أي المخلصين في الإيمان، وصحبتهم للمنافقين بحسب ظاهر الحال. قوله: ﴿ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ ﴾ الظاهر أنه حكاية ما قالوه بعينه، لأنهم منافقون يقرون برسالته ظاهراً، ويحتمل أنهم عبروا بغير هذه العبارة، فغيرها الله إجلالاً لنبيه صلى الله عليه وسلم. قوله: ﴿ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ ﴾ أي لأجل أن يتفرقوا، بأن يذهب كل واحد منهم إلى أهله وشغله بالمعاش. قوله: ﴿ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ الجملة حالية، أي قالوا ما ذكر، والحال أن الرزق بيده تعالى لا بأيديهم، فالمعطي المانع هو الله تعالى، وإذا سد باب يفتح الله عشرة. قوله: ﴿ لاَ يَفْقَهُونَ ﴾ أي لا يفهمون أن لله خزائن السماوات والأرض.
- تتمة - استنبط بعضهم في هذه الآية عمر النبي صلى الله عليه وسلم، لأن السورة تمام ثلاث وستين، وعقبت بالتغابن الذي هو ظهور الغبن بوفاته صلى الله عليه وسلم وهو من المعاني الإشارية.