تفسير سورة المنافقون

جهود الإمام الغزالي في التفسير
تفسير سورة سورة المنافقون من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير .
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

﴿ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ﴾ ( ١ )
١١٤٦- أي في دلالتهم بقولهم على ضمائرهم. ( الإحياء : ٣/٣١٩ )
١١٤٧- ﴿ والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ﴾ وقد قالوا إنك لرسول الله، وهذا صدق، ولكن كذبهم لا من حيث اللسان بل هو من حيث ضمير القلب، وكان التكذيب يتطرق إلى الخير، وهذا القول يتضمن إخبارا بقرينة الحال، إذ صاحبه يظهر من نفسه أنه يعتقد ما يقول، فكذب في دلالته بقرينة الحال على ما في قلبه، فإنه كذب في ذلك ولم يكذب فيما يلفظ به، فيرجع أحد معاني الصدق إلى خلوص النية وهو الإخلاص، فكل صادق فلابد وأن يكون مخلصا. ( نفسه : ٤/٤١١ )
١١٤٨- قيل : الأجل القريب الذي يطلبه : معناه أنه يقول عند كشف الغطاء للعبد : يا ملك الموت أخرني يوما اعتذر فيه إلى ربي وأتوب وأتزود صالحا لنفسي فيقول : فنيت الأيام فلا يوم، فيقول : فأخرني ساعة فيقول : فنيت الساعات فلا ساعة، فيغلق عليه باب التوبة فيتعرغز بروحه وتردد أنفاسه في شراسفه١، ويجرع غصة اليأس عن التدارك وحسرة الندامة على تضييع العمر. ( نفسه : ٤/١٣ )
١ - الشراسيف: أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن. اللسان (شرسف).
Icon