تفسير سورة المطفّفين

جهود الإمام الغزالي في التفسير
تفسير سورة سورة المطففين من كتاب جهود الإمام الغزالي في التفسير .
لمؤلفه أبو حامد الغزالي . المتوفي سنة 505 هـ

١٢٣١- كل من يلتمس من الإنصاف أكثر مما تسمح به نفسه فهو داخل تحت مقتضى هذه الآية. ( الإحياء : ٢/١٩٣ )
﴿ يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾( ٦ )
١٢٣٢- قال كعب١ وقتادة :﴿ يوم يقوم الناس لرب العالمين ﴾ قال : يقومون مقدار ثلاثمائة عام. بل قال عبد الله بن عمرو٢ : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم قال :( كيف بكم إن جمعكم الله كما تجمع النبل في الكنافة خمسين ألف سنة ولا ينظر إليكم )٣. ( نفسه : ٤/٥٨٤ )
١ - هو كعب بن مانع الحميري اليماني، العلامة الحبر الذي كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كان حسن الإسلام متين الديانة من نبلاء العلماء، وكان خبيرا بكتب اليهود له ذوق في معرفة صحيحها من باطلها في الجملة ت بحمص ذاهبا للغزو في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه..
٢ - قال العراقي: إنما هو عبد الله بن عمر، ورواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الرحمان بن ميسرة ولم يذكر له ابن أبي حاتم راويا غير ابن وهب، ولهم غير عبد الرحمان بن ميسرة الحضرمي أربعة هذا أحدهم مصري والثلاثة الآخرون شاميون. ن المغني بهامش الإحياء: ٤/٥٤٨..
٣ - قال العراقي: إنما هو عبد الله بن عمر، ورواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد الرحمن بن ميسرة ولم يذكر له ابن أبي حاتم راويا غير ابن وهب، ولهم غير عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي أربعة هذا أحدهم مصري والثلاثة الآخرون شاميون. ن المغني بهامش الإحياء: ٤/٥٤٨..
﴿ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾( ١٤ )
١٢٣٣- قال علي كرم الله وجهه : إن الإيمان ليبدو لمعة بيضاء، فإذا عمل العبد الصالحات نمت فزادت حتى يبيض القلب كله، وإن النفاق ليبدو نكتة سوداء فإذا انتهكت الحرمات تمت وزادت حتى يسود القلب كله فيطبع عليه، فذلك الختم وتلا قوله تعالى :﴿ كلا بل ران على قلوبهم ﴾ الآية. ( نفسه : ١/١٤٤ )
١٢٣٤- روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها، فإن زاد زادت حتى تغلق قلبه )١، فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل في كتابه :﴿ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾. ( نفسه : ١/٣٧٠ )
١٢٣٥- من أكل الشبهة أربعين يوما اظلم قلبه، وهو تأويل قوله تعالى :﴿ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾. ( نفسه : ٢/١٠٣ )
١٢٣٦- ﴿ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾ : قال شيخي الإمام رحمه الله : هكذا تؤذي الذنوب إلى قسوة القلب ؛ أولها خاطر، ثم يؤدي إلى القسوة والرين. ( منهاج العابدين : ١١٤ )
١٢٣٧- الآثار المذمومة مثل دخان مظلم، يتصاعد إلى مرآت القلب، ولا يزال يتراكم عليه مرة بعد أخرى إلى أن يسود ويظلم، ويصير بالكلية محجوبا عن الله تعالى، وهو الطبع، وهو الرين، قال الله تعالى :﴿ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ﴾. ( الإحياء : ٣/١٣ )
١٢٣٨- قال ميمون بن مهران٢ : إذا أذنب العبد ذنبا نكت نكتة سوداء، فإذا هو نزع وتاب صقل، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو ران. ( نفسه : ٣/١٤ )
١ - رواه ابن ماجة في سننه ن كتاب الزهد ٢/١٤١٨ حديث رقم ٤٢٤٤..
٢ - هو الإمام القدوة أبو أيوب الرقي عالم أهل الجزيرة، روى عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس، وعنه الأوزاعي وخلق كثير، قال النسائي: ثقة ت سنة ١١٧ هـ ن تذكرة الحفاظ: ١/٩٨-٩٩ والأعلام للزركلي: ٧/٣٤٢..
١٢٣٩- رتب العذاب بالنار على ألم الحجاب، وألم الحجاب كاف من غير علاوة النار، فكيف إذا أضيفت العلاوة إليه ؟ ( نفسه : ٤/٢٥٥ )
١٢٤٠- احتج الأشعري في مسألة الرؤية بقوله تعالى :﴿ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ﴾، قال : وهذا يدل على أن المؤمنين بخلافهم. ( المستصفى : ٢/١٩٢ )
١٢٤١- الكتاب عبر به عن جميع العمال فقال :﴿ إن كتاب الأبرار لفي عليين ﴾،
ثم قال :﴿ يشهده المقربون ﴾، فكان أمارة علو كتابهم انه ارتفع إلى حيث يشهده المقربون. ( الإحياء : ٤/٣٥٢ )
﴿ ومزاجه من تسنيم ﴾ ( ٢٧ )
١٢٤٢- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :﴿ ومزاجه من تسنيم ﴾ قال : يمزج لأصحاب اليمين، ويشربه المقربون صرفا. وقال : لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل يده فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح. ( نفسه : ٤/٥٧٤ )
Icon