ﰡ
٨٤٤- قال يحيى بن كثير١ في قوله تعالى :﴿ في روضة يحبرون ﴾ قال : السماع في الجنة. ( نفسه : ٤/٥٧٥ )
٨٤٥- فانظر إلى نعمة الله عليه، كيف نقله من تلك الذلة والقلة والخسة والقذارة، إلى هذه الرفعة والكرامة ؟ فصار موجودا بعد العدم، وحيا بعد الموت، وناطقا بعد البكم، وبصيرا بعد العمى، وقويا بعد الضعف، وعالما بعد الجهل، ومهديا بعد الضلال، وقادرا بعد العجز، وغنيا بعد الفقر، فكان في ذاته لا شيء، وأي شيء أخس من لا شيء ؟ وأي قلة من العدم المحض ؟ ثم صار بالله شيئا.
وإنما خلقه من التراب الذليل الذي يوطأ بالأقدام والنطفة القذرة بعد العدم المحض أيضا ليعرف خسة ذاته فيعرف به نفسه، وغنما أكمل النعمة عليه ليعرف بها ربه ويعلم عظمته وحلاله، وأنه لا يليق الكبرياء إلا به جل وعلا. ( روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٦٦ ).
٨٤٦- ﴿ فطرت الله التي فطر الناس عليها ﴾ أي كل آدمي فطر على الإيمان بالله عز وجل، بل على معرفة الأشياء على ما هي، أعني أنها كالمضمّنة فيها لقرب استعدادها للإدراك.
ثم لما كان الإيمان مركوزا في النفوس بالفطرة انقسم الناس إلى قسمين : على من أعرض فنسي وهم الكفار، وإلى من أجال خاطره فتذكر، فكان كمن حمل شهادة فنسيها بغفلة ثم تذكرها. ( الإحياء : ١/١٠٣ )
٨٤٧- ﴿ فطرت الله التي فطر الناس عليها ﴾ فكل آدمي فطر على الإيمان وما جاء الأنبياء إلا بالتوحيد، ولذلك قال :( قولوا : لا إله إلا الله ). ( ميزان العمل : ٣٣٥ )
٨٤٨- لكون العقل شرعا من داخل قال الله تعالى في صفة العقل :﴿ فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ﴾ فسمى العقل دينا. ( معارج القدس في مدارج معرفة النفس : ٥٨ ).
٨٤٩- طلب الزيادة داخل تحت قوله تعالى :﴿ وما ءاتيتم من ربا لتربوا في أموال الناس ﴾ فإن الربا هو الزيادة، وهذا طلب زيادة على الجملة. ( الإحياء : ٢/٤٦ )
٨٥٠- ﴿ خلقكم ثم رزقكم ﴾ فدل على أن الرزق من الله لا غير، كالخلق. ( منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين : ١٩٨ ).