تفسير سورة سورة الروم من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
ﮭﮮ
ﰁ
كان بين فارس والروم حروب وكانت فارس تعبد الأصنام وتجحد البعث والروم نصارى لهم كتاب ونبي فكان المسلمون يفرحون إذا نصر أهل الكتاب على أهل الأوثان فنصرت فارس مرة فشق على المسلمين وقال المشركون لئن قاتلتمونا لننصرن كما نصر إخواننا على إخواننا على إخواتكم فنزلت الآية
وفي أدنى الأرض أي أقرب أرض الروم إلى فارس وهي طرق الشام والبضع ما بين الثلاث إلى التسع فنصرت الروم بعد سبع سنين ففرح المؤمنون بذلك
وعد الله أي وعد بنصر الروم
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهي المعايش
أو لم يتفكروا المعنى فيعلموابالحق أي للحق وأجل وهو وقت الجزاء
يسيروا أي يسافرواوأثاروا الأرض قلبوها للزراعةأكثر مما عمروها أهل مكة
أساءوا الخلة السوءى وهي العذاب أن كذبوا أي لأن كذبوا
من شركائهم يعني الأوثان شفعاء في القيامةكافرين يتبرأ بعضهم من بعض
يتفرقون إلى الجنة والنار
يحبرون ينغمون
فسبحان الله أي فصلوا الله
وحين تطهرون يعني الظهر
من أنفسكم أزواجا أي خلق حواء من آدم لتسكنوا أي لتأووا
منامكم أي نومكم
وهو أهون عليه أي فيما تظنونوله المثل الأعلى أي الصفة العليا وهي أنه لا إله غيره
هل لكم مما ملكت أيمانكم أي من عبيدكم من شركاء المعنى هل يشارككم عبيدكم في أموالكم حتى يساووكم في التصرف فتخافونهم أن ينفردوا بأمر ويتصرفوا لكم في مال كما تخافون الشركاء كالأحرار والأقارب والمعنى إذا لم ترضوا لأنفسكم بهذا فلم عدلتم بي من خلقي من هو ملك لي
فأقم وجهك أي أخلص دينك حنيفا مائلا إلى الدين فطره الله أي آتبع فطرة الله والفطرة الخليفة التي خلق عليها الخلق وهي الإقرار بالله والمعرفة له لا تبديل لفظه لفظ النفي ومعناه النهي أي لا تبدلوا خلق الله دينه ويقال خصاء البهائم
ضر وهو القحط والرحمة المطر
ليكفروا قد ذكرناه في العنكبوت
والسيئة الجوع والقحطوالفرخ ها هنا البطر الذي لا شكر فيه والقنوط اليأس من فضل الله
والمضعفون الذين يجدون التضعيف
الفساد نقصان البركة و البر البرية والبحر المدائن والقرى ليذيقهم بعض الذين عملوا أي جزاءه لعلهم يرجعون عن المعاصي
والقيم المستقيملا مراد له أي لا يقدر أحد على رد ذلك اليوم لأن الله تعالى قضى بكونه
يمهدون قال مجاهد يسوون المضاجع في القبور
مبشرات بالمطر و رحمته الغيث والخصب ولتجري الفلك أي بالرياح
وقد سبق ذكر الكسف والودق والهاء في به ترجع إلى الودق
من قبل أن ينزل عليهم يعني المطر من قبله هذا تأكيدوالمبلس الآيس
رحمه الله المطر وآثارها النبات
ولئن أرسلنا ريحا أي ريحا مضرة فرأوه يعني النبت مصفرايكفرون يجحدون ما سلف من النعم
من ضعف أي من ماء ذي ضعف
ما لبثوا أي في القبوركذلك أي كما كذبوا فيما حلفوا عليه كانوا يؤفكون أي يعدل بهم عن الصدق في الدنيافي كتاب الله أي في خبر الكتاب
يستعتبون يطلب منهم العتبي
ولئن جئتهم بآية أي كعصا موسى ويدهمبطلون أصحاب باطل
ولا يستخفنك أي يستفزنك عن دينك الذين لا يوقنون بالبعث والجزاء