تفسير سورة الرّوم

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة الروم من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الروم مكية وآياتها ستون

تفسير الألفاظ :
﴿ الم ﴾ الأحرف التي تبدأ بها السور، قيل إنها أسرار محجوبة، وقيل أقسام لله، وقيل أسماء له تعالى، وقيل إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام، وقيل هي أسماء لتلك السور.
تفسير المعاني :
الم.
تفسير المعاني :
غلبت الفرس الرومان في أقرب الأرض إلى العرب، وهم من بعد انكسارهم سيغلبون، في بضع سنين. لله الأمر من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم، فهو وحده مقدر ذلك كله، ويوم انتصارهم يفرح المؤمنون بنصر الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ في أدنى الأرض ﴾ أي في أقرب الأرض إليهم، والمراد أرض العرب المعهودة عندهم لأن أل للعهد. أو في أقرب أرضهم إلى العرب، والمراد أرض الروم.
﴿ غلبهم ﴾ مصدر غلب. يقال غلبه يغلبه غلْبا وغلَبا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:تفسير المعاني :
غلبت الفرس الرومان في أقرب الأرض إلى العرب، وهم من بعد انكسارهم سيغلبون، في بضع سنين. لله الأمر من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم، فهو وحده مقدر ذلك كله، ويوم انتصارهم يفرح المؤمنون بنصر الله.

تفسير الألفاظ :
﴿ بضع سنين ﴾ البضع من ثلاث إلى تسع.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:تفسير المعاني :
غلبت الفرس الرومان في أقرب الأرض إلى العرب، وهم من بعد انكسارهم سيغلبون، في بضع سنين. لله الأمر من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم، فهو وحده مقدر ذلك كله، ويوم انتصارهم يفرح المؤمنون بنصر الله.

تفسير المعاني :
ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
تفسير المعاني :
وعدكم الله ذلك وعدا، والله لا يخلف وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك.
تفسير المعاني :
يعلمون مظاهر الحياة الدنيا وهم عن الآخرة وما فيها غافلون. " نزلت هذه الآيات حين غزا الفرس الرومان فغلبوهم، ففرح بذلك مشركو العرب، إذ قالوا : إن الفرس لا كتاب لهم مثلنا، والرومان أهل كتاب مثلكم، لأنهم كانوا نصارى، ولننتصرن عليكم كما انتصر الفرس، فحلف أبو بكر بعد ما جاء الوحي بهذه الآية أن الرومان سيعودون فينتصرون. فقالوا له : اجعل لنا موعدا فقدر لذلك ثلاث سنين فقال له النبي : زد في الرهان ومدّ الأجل، فإن بضع تعني من ثلاث إلى تسع، ففعل وانتصر الرومان في السنة التاسعة ".
تفسير المعاني :
وما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما من العوالم الظاهرة لنا والمحجوبة عنا إلا مريدا بها الحق لا الباطل ولا العبث وإلى موعد مقدر لها ثم تتلاشى، ولكن كثيرا من الناس بلقاء ربهم كافرون.
تفسير الألفاظ
﴿ وأثاروا الأرض ﴾ أي وقلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور. ﴿ وعمروها ﴾ أي وعمّروها، أي أوجدوا فيها العمران. ﴿ السوءى ﴾ أي العاقبة السوءى، والسوءى مؤنث الأسوأ.
تفسير المعاني :
أولم يسيحوا في الأرض فيتحققوا بأنفسهم كيف كانت عاقبة الذين كانوا من قبلهم. فلقد كانوا أشد منهم قوة، وقلبوا وجه الأرض لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع الحبوب والفواكه، وأوجدوا لها عمرانا أكثر مما أوجدوا، وجاءتهم رسلهم بالبينات، فما كان الله ليظلمهم فيدمرهم بغير جريمة، ولكنهم كانوا يظلمون أنفسهم.
تفسير المعاني :
ثم كانت عاقبة الذين أساءوا العقوبة السوءى، أي الأشد سوءا بسبب أنهم كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون.
تفسير المعاني :
الله يبدأ الخلق ثم يعيده ببعثه يوم القيامة، ثم إليه يردون للحساب.
تفسير الألفاظ :
﴿ يبلس المجرمون ﴾ أي يسكنون متحيرين آيسين.
تفسير المعاني :
ويوم تقوم الساعة يسكت المجرمون متحيرين آيسين.
تفسير المعاني :
ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء يجيرونهم من عذاب أو يخففونه عنهم، وكانوا هم بأولئك الشركاء كافرين، لتحققهم أنهم لا يغنون عنهم شيئا.
تفسير الألفاظ :
﴿ يومئذ يتفرقون ﴾ أي يذهب أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.
تفسير المعاني :
ويوم تقوم الساعة وتجتمع الخلائق للحساب، توزن الأعمال وتقدر التبعات، فيتفرقون : فريق في الجنة وفريق في السعير.
تفسير الألفاظ :
﴿ الصالحات ﴾ أي الأعمال الصالحات. ﴿ روضة ﴾ أي حديقة. ﴿ يحبرون ﴾ أي يسرّون، من الحبور وهو السرور.
تفسير المعاني :
فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم إلى روضة فيها ما يسر نفوسهم ويريح قلوبهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ محضرون ﴾ أي تحضرهم ملائكة العذاب.
تفسير المعاني :
وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا واليوم الآخر، فأولئك يحضرهم الملائكة للعذاب فيلازمهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ فسبحان الله حين تمسون إلخ ﴾ إخبار في معنى الأمر بوجوب تنزيه الله والثناء عليه.
تفسير المعاني :
فسبحوا الله أيها الناس حين تمسون وحين تصبحون لتجلي عظمة الله في هذين الوقتين أكثر من كل وقت، واحمدوه وأثنوا عليه بما هو أهله في وقت الظهر وبعده.
تفسير الألفاظ :
﴿ وعشيا وحين تظهرون ﴾ أي في وقت العشية وهي من بعد الظهر إلى المغرب. وحين تظهرون بمعنى حين تدخلون في وقت الظهر، من أظهر أي دخل في الظهر.
تفسير المعاني :
فهو المحمود بكل لسان في الأرض وفي السماء يخلق الحي من الجسم الميت، ويخلق الميت من الحي، لا راد لما يريده ويحيي الأرض بعد موتها، وعلى هذا النحو تخرجون من قبوركم وتبعثون.
تفسير الألفاظ :
﴿ تخرجون ﴾ أي تخرجون من القبور.
تفسير المعاني :
فهو المحمود بكل لسان في الأرض وفي السماء يخلق الحي من الجسم الميت، ويخلق الميت من الحي، لا راد لما يريده ويحيي الأرض بعد موتها، وعلى هذا النحو تخرجون من قبوركم وتبعثون.
تفسير الألفاظ :
﴿ تنتشرون ﴾ أي تنبثون في الأرض.
تفسير المعاني :
ومن آياته أنه خلقكم من تراب كيت لا حراك به، ثم إذا أنتم بشر أحياء تنتشرون في الأرض وتعملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ لتسكنوا إليها ﴾ أي لتميلوا إليها وتألفوها.
تفسير المعاني :
ومن آياته أنه خلق لكم من جنسكم أزواجا لتميلوا إليهن وجعل بينكم حبا وعطفا.
تفسير المعاني :
ومن آياته الكبرى خلق السماوات والأرض من العدم على ما فيهما من إبداع وجمال، وعظمة وجلال، واختلاف ألسنتكم وألوانكم وما يتبع ذلك من تخالفكم في طبائعكم وعاداتكم... كل هذه آيات للذين يتفكرون، وينظرون إلى هذه العجائب ويتدبرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ وابتغاؤكم ﴾ أي وطلبكم. يقال ابتغى يبتغي ابتغاء أي طلب.
تفسير المعاني :
ومن آياته نومكم بالليل والنهار، ثم نهوضكم بعد هذا الخمود العميق وسعيكم لطلب الرزق من هنا وهناك، إن في ذلك لموضع اعتبار لقوم يسمعون سماع قهر واستبصار.
تفسير المعاني :
ومن آياته أنه يريكم وميض البرق تخويفا من صواعقه وإطماعا في غيوثه، وينزل لكم من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد يبسها، إن في ذلك لدلالات على رحمته لقوم يعقلون.
تفسير المعاني :
ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بقدرته وهي أجرام سابحة في الفضاء تدور على نفسها وعلى الشمس بسرعة توجب الدهش، ثم إذا دعاكم من الأرض -بعد تلاشيكم فيها- دعوة إذا أنتم أحياء كما كنتم خارجين منها.
تفسير الألفاظ :
﴿ قانتون ﴾ أي خاضعون خاشعون. فعله قنت يقنت قنوتا.
تفسير المعاني :
وله من في السماوات والأرض من الجمادات والأحياء، كل له خاضع منقاد لا يستعصي عليه ولا يفلت منه.
تفسير الألفاظ :
﴿ وله المثل الأعلى ﴾ أي الوصف الأرفع، كالقدرة المطلقة والعلم المطلق إلخ.
تفسير المعاني :
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، والإعادة أهون عليه من البدء، وله الوصف الأرفع إذ لا تقاس صفاته إلى صفاتكم إلا على طريق المجاز تقريبا إلى فهمكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ مما ملكت أيمانكم ﴾ أي مما ملكت أيديكم يعني المماليك.
تفسير المعاني :
ضرب الله لكم مثلا من أنفسكم، هل لكم من مماليككم شركاء في أموالكم، فأنتم وهم سواء في التصرف فيها، تخافون منهم الاستبداد بالتصرف فيها كما تخافون أنفسكم، أي كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض ؟ كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون.
تفسير الألفاظ :
﴿ أهواءهم ﴾ أي ميولهم النفسية الشهوانية، جمع هوى.
تفسير المعاني :
بل اتبع الذين ظلموا أنفسهم أضاليلهم النفسية غير مستندين فيها إلى علم، فمن ذا الذي يهدي من أضله الله وما لهم من ناصرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ فأقم وجهك للدين ﴾ أي فقومه له غير ملتفت عنه. ﴿ حنيفا ﴾ أي مائلا عن العقائد الزائغة. فعله حنف يحنف حنفا. ﴿ فطرة ﴾ أي خلقة. يقال فطره الله يفطره فطرا أي خلقه.
تفسير المعاني :
فقوم وجهك للدين مائلا عن العقائد الزائغة، وهذه هي خلقة الله التي خلق الناس عليها بحيث لو تركوا وشأنهم لاهتدوا إليها بدون إرشاد وهي الإسلام، لا تبديل لخلق الله فهذا الدين الفطري الذي تهتدي إليه النفس بلا تعلم، هو الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون فيحسبون أن الدين أمر معقد يحتاج لوسطاء بين الله والإنسان ليفسروه لهم ويهديهم إليه. ولما كان هذا الخطاب لرسول الله وأصحابه رجع إلى صيغة الجمع.
تفسير الألفاظ :
﴿ منيبين ﴾ أي راجعين تائبين. يقال أناب إليه أي رجع.
تفسير المعاني :
فقال : منيبين إليه، أي أقيموا للدين وجوهكم تائبين إليه، واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين الذين اختلفوا في دينهم وكانوا فيه أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون.
تفسير الألفاظ :
﴿ شيعا ﴾ أي أحزابا، جمع شيعة.
تفسير المعاني :
فقال : منيبين إليه، أي أقيموا للدين وجوهكم تائبين إليه، واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين الذين اختلفوا في دينهم وكانوا فيه أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون.
تفسير المعاني :
وإذا مس الناس ضر تضرعوا إلى ربهم تائبين إليه، فإذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليجحدوا بما منحناهم بعزوه لأصنامهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:تفسير المعاني :
وإذا مس الناس ضر تضرعوا إلى ربهم تائبين إليه، فإذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليجحدوا بما منحناهم بعزوه لأصنامهم.

تفسير الألفاظ
﴿ سلطانا ﴾ أي حجة، وقيل ملكا ذا سلطان، أي ملكا معه برهان.
تفسير المعاني :
أم أنزلنا عليهم ملكا من السماء ذا حجة فهو يقول بما كانوا به يشركون ويؤيده بالبرهان ؟
تفسير المعاني :
وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما أسلفت أيديهم من الذنوب إذا هم ييئسون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يبسط الرزق ﴾ أي يوسعه. ﴿ ويقدر ﴾ أي ويضيق عليه. يقال قدر الله عليه الرزق يقدره قدرا أي ضيقه.
تفسير المعاني :
أوَ لم يروا أن الله يوسع الرزق على من يشاء ويضيق على من يشاء ؟ إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون إذ يستدلون منه على أن الله عليم بما يصلح الناس من الرخاء والشدة فيعامل كلا بما يصلحه ويربيه.
تفسير الألفاظ :
﴿ القربى ﴾ أي القرابة. ﴿ وابن السبيل ﴾ هو المسافر.
تفسير المعاني :
فآت قريبك حقه من مالك والمسكين والمسافر، ذلك أفضل من خزن المال وتعطيله للذين يقصدون بأعمالهم ذات الله، وأولئك هم الفائزون.
تفسير الألفاظ :
﴿ ليربو ﴾ أي ليزيد. يقال ربا الشيء يربو ربا أي زاد. ﴿ المضعفون ﴾ أي ذوو الأضعاف المضاعفة من الثواب، كما يقال الموسرون من اليسار وهو الغني.
تفسير المعاني :
وما أعطيتم من مال ليزيد وينمو في أموال الناس على طريقة التسليف بفائدة فلا يزيد عند الله، وما أعطيتم من زكاة تريدون بها وجهه فأولئك هم المريدون تضعيف أموالهم في الحقيقة.
تفسير المعاني :
الله هو الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم، فهل من شركائكم من يفعل شيئا من ذلك ؟ سبحان الله وتعالى عما يشركون.
تفسير الألفاظ :
﴿ ظهر الفساد في البر والبحر ﴾ أي الجدب والطواعين وحوادث الغرق ورفع البركة.
تفسير المعاني :
ظهرت في البر والبحر الشدائد والحوادث المزعجة كالجدوب والأمراض المجتاحة، وحوادث الغرق، وطغيان الأنهار والزلازل بما كسبت أيدي الناس من الذنوب ليذيقهم بعض أعمالهم السيئة لعلهم يرجعون إلى الهدى.
تفسير المعاني :
قل : سيروا في الأرض فانظروا كيف كانت نهاية الذين من قبلكم من الهلاك والدمار، كان أكثرهم مشركين.
تفسير الألفاظ :
﴿ فأقم وجهك للدين ﴾ أي : فقوّمه للدين غير ملتفت عنه. ﴿ لا مرد له ﴾ أي لا راد له. ومرد مصدر لردّ. ﴿ يصدّعون ﴾ أي يتصدعون أي يتفرقون. وأصل التصديع التشقيق، والشيء إذا تشقق تفرق.
تفسير المعاني :
فأقم وجهك للدين القويم، وهو دين الفطرة، من قبل أن يأتي يوم لا رد له من الله لأنه قضاه في سابق علمه، يومئذ يتفرقون كل منهم مشغول بنفسه.
تفسير الألفاظ :
﴿ يمهدون ﴾ أي يمهدون أي يسوون. والمعنى أنهم يسوون لأنفسهم منازل في الجنة. ومهد الأرض يمهدها بمعنى مهدها أي سواها.
تفسير المعاني :
من كفر فعليه تبعة كفره، ومن عمل صالحا فإنما يسوون لأنفسهم مكانات يجدونها عند الله حين يعودون إليه.
تفسير المعاني :
ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات متعلق بقوله ﴿ يصدعون ﴾ من فضله، إنه يكره الكافرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ الفلك ﴾ السفن وهذا اللفظ لا يتغير في المفرد والجمع.
تفسير المعاني :
ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات بالمطر وليذيقكم ما يتبعه من الخصب والبركة وهي من رحمته بكم، ولتجري السفن بأمره، ولتتطلبوا من رزقه، ولعلكم تشكرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ أجرموا ﴾ أي أذنبوا.
تفسير المعاني :
ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالآيات الواضحات والمعجزات، فانتقمنا من الذين أذنبوا ونصرنا المؤمنين، وكان ذلك حقا علينا نحوهم لصبرهم وحسن بلائهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ فتثير سحابا ﴾ أي فتهيجه وتسوقه. ﴿ كسفا ﴾ أي قطعا. جمع كسفة. ﴿ الودق ﴾ المطر. ﴿ خلاله ﴾ أي شقوقه جمع خلل.
تفسير المعاني :
الله هو الذي يرسل الرياح فتسوق سحابا فيبسطه في السماء لى أي حال أراد ويجعله قطعا متراكمة، فترى المطر يخرج من شقوقه، فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون لتوقعهم ما يجيء على أثره من الخير والبركة.
تفسير الألفاظ :
﴿ لمبلسين ﴾ أي لساكتين يائسين. يقال أبلسته الحجة، أي جعلته ساكتا يائسا.
تفسير المعاني :
يستبشرون بالمطر وإن كانوا من قبل أن يُنزل عليهم لساكتين يائسين.
تفسير المعاني :
فانظر إلى آثار رحمة الله، أي إلى أثر الغيث، من النبات والأشجار وأنواع الثمار، كيف يحيي الأرض بعد أن تكون ميتة ؟ وإن الذي قدر على إحياء الأرض لقادر على إحياء الموتى، فهو على كل شيء قدير.
تفسير المعاني :
ولئن أرسلنا ريحا عاصفة فرأوه، أي فرأوا الزرع مصفرا جافا، لظلوا من بعده يكفرون بالله وبرحمته، وكان الأجدر بهم أن يشكروا على اليسر ويصبروا على العسر، اعتقادا أن الله يداول بينهما لحكمة.
تفسير الألفاظ :
﴿ الصم ﴾ أي الطرش. يقال صمّ يصمّ صمما وأصم أي طرش. ﴿ ولّوا مدبرين ﴾ يقال ولى مدبرا، أي أعرض وهرب.
تفسير المعاني :
ولكن أين هم من هذه المواعظ فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الطرش النداء إذا كانوا مقبلين، فما ظنك بهم لو كانوا مولّين مدبرين.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن تسمع ﴾ أي ما تسمع.
تفسير المعاني :
وما أنت بهادي العمي من ضلالتهم، ما تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم منقادون إلى الله ومقدرو حكمته في كل ما يعمل.
تفسير المعاني :
هو الذي خلقكم ضعفاء، ثم قواكم ثم أضعفكم بالهرم والشيخوخة، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير.
تفسير الألفاظ :
﴿ ما لبثوا ﴾ أي ما مكثوا في الدنيا. يقال لبث يلبث لبثا أي مكث. ﴿ يؤفكون ﴾ أي يصرفون عن الحق. يقال أفكه يأفكه أفكا، أي صرفه عن وجهه.
تفسير المعاني :
ويوم تقوم الساعة يحلف المجرمون أنهم ما مكثوا في الدنيا غير ساعة، والواقع أنهم لبثوا فيها عمرا مديدا كذلك كانوا يصرفون عن وجه الحق في الدنيا فلا يرون الشيء على حقيقته.
تفسير الألفاظ :
﴿ أوتوا العلم ﴾ أي أعطوا العلم. ﴿ يوم البعث ﴾ أي بعث الموتى من القبور.
تفسير المعاني :
وقال الذين منحوا العلم والإيمان : لقد مكثتم كما هو مثبوت في كتاب الله إلى يوم القيامة، فإن كنتم تنكرونه فها هو ذا يوم القيامة، ولكنكم كنتم لا تعلمون أن وعد الله حق فكذبتم الرسل.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا هم يستعتبون ﴾ أي ولا هم يسترضون.
تفسير المعاني :
فيومئذ لا تنفعهم معذرة ولا هم يسترضون بدعوتهم إلى التوبة والطاعة لينجوا من العذاب.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن أنتم إلا مبطلون ﴾ أي ما أنتم إلا مزورون.
تفسير المعاني :
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل، ولئن جئتهم بآية من القرآن ليقولن الذين كفروا ما أنتم إلا مزوّرون تصنعون الملام وتدّعون أنه وحي من الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ يطبع ﴾ أي يختم. ولما كان الشيء لا يختم إلا بعد أن يقفل فيكون معنى يطبع الله على القلب أو يختم عليه أن يغلقه فلا يفهم شيئا.
تفسير المعاني :
كذلك يغلق الله قلوب الجاهلين عن الفهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا يستخلفنك ﴾ أي ولا يحملنك على الخفة والقلق. ﴿ يوقنون ﴾ أي يعتقدون بلا تردد.
تفسير المعاني :
فاصبر إن وعد الله حق ولا يحملنك على الخفة والقلق تعنت الذين لا يعتقدون.
Icon