ﰡ
﴿ هل أتى على الإنسان إلخ ﴾ استفهام تقرير وتقريب.
تفسير المعاني :
لقد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن فيه شيئا يمكن ذكره، أي كان عدما محضا.
﴿ نطفة ﴾ النطفة هي الماء القليل، والمراد بها هنا ماء الرجل. ﴿ أمشاج ﴾ أي أخلاط جمع مشيج. يقال مشجه يمشجه مشجا خلطه. ﴿ نبتليه ﴾ أي نختبره
تفسير المعاني :
ثم خلقنا آدم وأخرجنا منه ذريته، خلق كل منهم ماء قليل مجموع من عناصر مختلطة، فجعلناه بالنمو سميعا بصيرا.
وقد هديناه سبيل الحق بنصب الدلائل وله الخيار، فإما أن يشكر وإما أن يكفر.
﴿ أعتدنا ﴾ أي هيأنا، مشتق من العتاد وهو الأداة. ﴿ وأغلالا ﴾ أي وقيودا للعنق جمع غل. ﴿ وسعيرا ﴾ أي ونارا متسعرة. يقال سعرت النار أسعرها فتسعرت أي أوقدتها فتوقدت.
تفسير المعاني :
ولقد هيأنا له سلاسل وقيودا للأعناق ونارا متأججة
﴿ الأبرار ﴾ جمع بر وهو الإنسان المحب للخير. ﴿ مزاجها ﴾ أي ما يمزج بها. ﴿ كافورا ﴾ هو نبات مشهور.
تفسير المعاني :
أما الأبرار الناجون فيشربون من كأس مزاجها من كافور
من عين في الجنة، يشرب منها عباد الله يفجرونها.
﴿ مستطيرا ﴾ أي فاشيا منتشرا، من استطار الحريق وانفجر.
تفسير المعاني :
ويوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره منتشرا.
ويطعمون الطعام على حب الطعام أو على حب الله، مسكينا ويتيما وأسيرا.
﴿ ولا شكورا ﴾ أي ولا شكرا، وهو مصدر.
تفسير المعاني :
قائلين : إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم مكافأة على ذلك، ولا نريد شكرا أيضا.
﴿ قمطريرا ﴾ شديد العبوس. من اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها.
تفسير المعاني :
إنا نخاف من ربنا يوما مكفهرا الوجه شديد الكلوح.
﴿ ولقاهم ﴾ أي وجعلهم يلقون. ﴿ نضرة ﴾ أي حسنا وبهجة. يقال نضره الله ينضره نضرا جعله ناضرا أي حسنا بهيا.
تفسير المعاني :
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم بهجة وسرورا.
وجزاهم بسبب ما صبروا جنة وألبسهم فيها ثيابا من الحرير.
﴿ الأرائك ﴾ الأسرة جمع أريكة. ﴿ زمهريرا ﴾ الزمهرير شدة البرد. والقمر في لغة طيئ.
تفسير المعاني :
متكئين فيها على الأسرة، لا يرون فيها شمسا تلفح الوجه، ولا شدة برد تجمد الأعضاء.
﴿ دانية ﴾ أي قريبة. ﴿ قطوفها ﴾ جمع قطف وهو ما يقطف من الثمر.
تفسير المعاني :
ظلالها قريبة منهم، وقطوفها مذللة، يقطفون منها كما يشاءون.
﴿ وأكواب ﴾ جمع كوب وهو الكوز، غير أن الكوز ذو عروة " يد " والكوب لا عروة له. ﴿ قوارير ﴾ جمع قارورة وهي عادة تصنع من الزجاج، ولكن الله يقول إن قوارير الجنة من الفضة.
ويطوف عليهم السقاة بآنية من فضة، وبأكواب من قوارير فضية، قدروها في أنفسهم وتمنوها، فخلقت لهم كما قدروها.
﴿ قوارير ﴾ جمع قارورة وهي عادة تصنع من الزجاج، ولكن الله يقول إن قوارير الجنة من الفضة.
ويطوف عليهم السقاة بآنية من فضة، وبأكواب من قوارير فضية، قدروها في أنفسهم وتمنوها، فخلقت لهم كما قدروها.
﴿ مزاجها ﴾ مزاج الخمر ما تمزج به.
ويسقون فيها خمرا ممزوجة بالزنجبيل، وهو آت من عين هنالك تسمى سلسبيلا.
ويسقون فيها خمرا ممزوجة بالزنجبيل، وهو آت من عين هنالك تسمى سلسبيلا.
ويطوف عليهم غلمان مخلدون إذا رأيتهم خيل إليك أنهم لآلئ منثورة، لوسامة وجوههم، وصفاء ألوانهم.
﴿ ثم ﴾ أي هناك.
تفسير المعاني :
وإذا اطلعت على ما هنالك رأيت نعيما وملكا كبيرا.
﴿ سندس ﴾ هو ما رق من الحرير. ﴿ وإستبرق ﴾ هو ما غلظ من الحرير.
تفسير المعاني :
يعلو أهل الجنة ثياب مما رق من الحرير وما غلظ منه، وتتحلى معاصمهم بأساور من فضة، ويسقيهم ربهم شرابا طهورا من شراب الجنة.
ويقال لهم : إن هذا جزاء لكم على ما عملتم من جميل الأعمال، وقد شكر الله لكم سعيكم في مرضاته.
إنا نحن يا محمد أنزلنا عليك القرآن تنزيلا، مفرقا منجما ليكون منطبقا على الحوادث الاجتماعية.
﴿ فاصبر لحكم لربك ﴾ بتأخير نصرك على كفار مكة وغيرهم. ﴿ آثما ﴾ أي مذنبا. يقال أثم يأثم أثما، أي أذنب.
تفسير المعاني :
فاصبر لحكم ربك بتأخير نصرك، ولا تطع منهم مذنبا ولا جحودا.
﴿ بكرة وأصيلا ﴾ البكرة هي أول ساعات النهار، والأصيل هو الوقت الذي قبل غروب الشمس.
تفسير المعاني :
واذكر اسم ربك في الساعات الأولى من النهار، وفي الساعات الأخيرة منه.
﴿ وسبحه ﴾ أي ونزهه عن النقائص.
تفسير المعاني :
وصل له بعض الليل " المراد بذلك المغرب والعشاء "، ثم تهجد له طائفة طويلة من الليل.
﴿ العاجلة ﴾ أي الفائدة العاجلة. ﴿ ويذرون ﴾ أي ويتركون. هذا الفعل لا يستعمل إلا في المضارع والأمر.
تفسير المعاني :
إن هؤلاء الكافرين يحبون الفائدة العاجلة ويهتمون بها ويتركون وراءهم يوما ثقيلا، لا تنفعهم فيه شفاعة، ولا تؤخذ منهم فدية، ولا يجدون لهم نصيرا.
﴿ وشددنا أسرهم ﴾ أي وأحكمنا ربط مفاصلهم. يقال شد الله أسره أي قوى إحكام خلقه.
تفسير المعاني :
نحن خلقناهم وقوينا إحكام خلقهم وإذا شئنا أهلكناهم وبدلنا أمثالهم تبديلا.
إن هذه الآيات تذكرة لمن شاء أن يتذكر. فمن أراد فله أن يتخذ إلى ربه طريقا.
ولكنكم لا تشاءون ولا تتحرك همتكم لتحقيق غرض من الأغراض إلا إذا أراد الله ذلك، إنه كان عليما بما يستحقه كل أحد. حكيما فيما يفعله
يدخل من يشاء من عباده في بحبوحة رحمته، وقد هيأ للظالمين عذابا أليما.