ﰡ
﴿ تبارك ﴾ أي تكاثر خيره، من البركة وهي كثرة الخير. ﴿ الفرقان ﴾ أي القرآن.
تفسير المعاني :
تبارك الذي نزل القرآن فاروقا بين الحق والباطل لينذر به العالمين ويخوفهم عاقبة تماديهم في الضلال.
﴿ فقدره تقديرا ﴾ أي فأعطاه الذي يناسبه ليتلائم مع جميع أجزاء الوجود المحيط به فلا يشذّ عنه.
تفسير المعاني :
الله الذي له ملك العالم كله، ولم يتخذ لنفسه ولدا، ولم يكن له شريك في الملك ؛ لأنه غنيّ بذاته عن كل معين ومؤنس، وخلق كل شيء فأعطاه القدر المناسب له ومنحه الخصائص الضرورية لوجوده.
﴿ نشورا ﴾ أي إحياء. يقال نشره بعد الموت ينشره نشرا، أي أحياه.
تفسير المعاني :
واتخذ هؤلاء الكافرون آلهة يعبدونها لا يستطيعون أن يخلقوا شيئا وهم أنفسهم يُخلقون، ولا يملكون إماتة أحد ولا إعادة الحياة لأحد.
﴿ إفك ﴾ أي اختلاق، مأخوذ من الأفك وهو صرف الشيء عن وجهه. والكذب قول مصروف عن وجهه. فعله أفك يأفك أفكا.
تفسير المعاني :
وقالوا : إن هذا القرآن اختلاق افتراه محمد وأعانه اليهود أو غيرهم بقراءتهم عليه ما سطّره الأقدمون صباحا ومساء، وهو ينقلها بلسانه، ويكسبها الطلاوة ببيانه، فما أجهلهم ! لقد ارتكبوا بقولهم هذا ظلما وزورا.
﴿ بكرة ﴾ أي وقت البكور، وهي الساعات الأولى من الصباح. يقال بكر يبكر، وبكّر وأبكر أي أتاه بكرة. ﴿ وأصيلا ﴾ أي قبل الغروب جمعه أصائل. ﴿ أساطير ﴾ هي ما سطره الأقدمون من خرافاتهم جمع أسطورة وإسطارة.
تفسير المعاني :
وقالوا : إن هذا القرآن اختلاق افتراه محمد وأعانه اليهود أو غيرهم بقراءتهم عليه ما سطّره الأقدمون صباحا ومساء، وهو ينقلها بلسانه، ويكسبها الطلاوة ببيانه، فما أجهلهم ! لقد ارتكبوا بقولهم هذا ظلما وزورا.
قل : بل أنزله عالم الخفيات في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما ؛ فلذلك لم يعجّل لكم العقوبة على ما تقولون.
﴿ لولا ﴾ أي هلا. ﴿ نذيرا ﴾ النذير هو المخبر مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
وقالوا : ما لهذا الرسول يأكل كما نأكل ويمشي في الأسواق، هلا أنزل إليه ملك فيعينه على مهمته.
أو يعطى له كنز ينفق منه عن سعة، أو تكون له جنّة يأكل منها بلا كدّ ولا نصب. وقال الظالمون : ما تتبعون إلا رجل اختلّ عقله بسبب سحر أصابه.
انظر يا محمد كيف قالوا فيك الأقوال الشاذة فضلوا عن سبيل الحق فلا يستطيعون أن يجدوا طريقا إلى القدح في نبوّتك.
﴿ تبارك ﴾ أي تكاثر خيره، من البركة وهي كثرة الخير.
تفسير المعاني :
تبارك الله الذي إن أراد منحك خيرا مما يقولون، منحك جنات تجري من تحتها الأنهار، وجعل لك فيها قصورا يأخذ جمالها بالأبصار.
﴿ بالساعة ﴾ أي بالقيامة. ﴿ وأعتدنا ﴾ أي هيّأنا من العتاد وهو الأداة. ﴿ سعيرا ﴾ أي نارا متأججة. يقال سعرت النار أسعرها سَعْرا فتسعرت واستعرت، أي أوقدتها فتوقدت.
تفسير المعاني :
بل كذّب هؤلاء بيوم القيامة، وقد هيّأنا للذين يكذبون بها نارا متأججة.
﴿ وزفيرا ﴾ الزفير هو النفس الخارج من جوف الإنسان ضدّ الشهيق. يقال زفر يزفر زفرا، أي أخرج نفسه من صدره.
تفسير المعاني :
إذا رأيتهم من بعيد قادمين إليها سمعوا صوت تأججها كأنه صوت المغتاظ، وسمعوا لها نفسا يخرج من جوفها كأنه زفير الإنسان.
﴿ مقرنين ﴾ أي قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل. ﴿ ثبورا ﴾ أي هلاكا. يقال ثبره يثبره ثبرا وثبورا أهلكه.
تفسير المعاني :
وإذا رُموا منها إلى مكان ضيق مشدودة أيديهم إلى أعناقهم نادوا الويل والهلاك، فيقال لهم : لا تنادوا هلاما واحدا بل نادوا أنواعا كثيرة منه.
وإذا رُموا منها إلى مكان ضيق مشدودة أيديهم إلى أعناقهم نادوا الويل والهلاك، فيقال لهم : لا تنادوا هلاما واحدا بل نادوا أنواعا كثيرة منه.
﴿ مصيرا ﴾ أي ومآلا.
تفسير المعاني :
قل لهم : أذلك أفضل أم جنة الخلود التي وعد الله بها المتقين جزاء لهم على ما عملوا ؟
لهم فيها ما يشاءون من المطالب خالدين في نعيمها، كان هذا الوعد على ربك حقا يسأل أداءه، ويطلب إليه إنجازه.
ويوم نجمعهم وما يعبدون من الآلهة فيقول لهم : أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء، أم هم الذين ضلّوا من تلقاء أنفسهم ؟
﴿ أولياء ﴾ جمع وليّ وهو المعين ومتولّي أمر الإنسان. ﴿ الذكر ﴾ أي التذكر لآلائك والتدبر في آياتك. ﴿ بورا ﴾ أي هالكين، وهو مصدر وصف به ؛ ولذلك يستوي فيه الواحد والجمع، وقيل هو جمع بائر.
تفسير المعاني :
قالوا : سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك أولياء، بل متّعتهم ووسّعت عليهم في الرزق هم وآباءهم حتى نسوا تذكر آلائك وتدبر آياتك فهلكوا.
﴿ صرفا ﴾ أي دفعا، وقيل حيلة، من قولهم إنه ليصرف أي يحتال.
تفسير المعاني :
ثم التفت إلى الكافرين وقال لهم : ها هم آلهتكم قد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون دفعا للعذاب عن أنفسكم ولا نصرا لها. ومن يظلم منكم بعد هذا البيان نذقه عذابا كبيرا.
﴿ فتنة ﴾ أي ابتلاء كالابتلاء الفقراء بالأغنياء والمرسلين بالمرسل إليهم. فعله فتنه يفتنه فتنة، أي ابتلاه وخدعه وأضلّه وعذّبه.
تفسير المعاني :
وما أرسلنا قبلك يا محمد من المرسلين إلا رجالا يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، وابتلينا بعضهم ببعض، أتصبرون على هذه الفتنة وتعالجونها بما منحتم من عقل وحكمة أم تتورطون فيها بجهل وغباوة ؟ وكان ربك بصيرا.
﴿ وعتوا ﴾ أي تجاوزوا الحدّ في الظلم. يقال عتا يعتو عتوّا أي تجبر وتجاوز الحدود في العصيان.
تفسير المعاني :
وقال الذين كفروا بالآخرة : هلا أنزل علينا الملائكة لتشهد له أو نرى ربنا فيأمرنا بتصديقه. لقد استكبروا في أنفسهم وتجاوزوا الحدود في الاستهانة بالدين.
فإنهم يوم يرون الملائكة فذلك يوم شؤم عليهم لا يوم استبشار، ويقولون لهم حجرا محجورا.
﴿ هباء ﴾ الهباء هو غبار يرى في شعاع الشمس. ﴿ منثورا ﴾ أي مبعثرا. يقال نثره ينثره نثرا، أي بعثره.
تفسير المعاني :
وعمدنا إلى ما قدّمه الكافرون من عمل طيب كالمكارم التي اشتهروا بها وصلة الأرحام فأحبطناها لعدم قصدهم وجه الله فيها.
﴿ مستقرا ﴾ أي مكانا يستقر فيه. ﴿ مقيلا ﴾ أي مكانا يؤوى إليه للاسترواح بملاذ الجنة. وأصل المقيل هو المحل الذي يقيل فيه الإنسان، أي يأوي إليه وقت الظهيرة للاستراحة والنوم.
تفسير المعاني :
أصحاب الجنة في ذلك اليوم أفضل مكانا وأحسن مأوى.
﴿ تشقق ﴾ أي تتشقق، حذفت إحدى التاءين تخفيفا.
تفسير المعاني :
ويوم تتشقق السماء بالغيوم وأنزلت الملائكة بصحائف أعمال العباد.
فالملك المطلق في ذلك اليوم للرحمن، وهو يوم على الكافرين شديد.
يعضّ الظالم فيه على يديه ندما وتحسّرا، ويقول : يا ليتني اتخذت مع الرسول طريقا لنجاتي.
﴿ يا ويلتي ﴾ أي يا هلاكي، والويل : العذاب والهلاك.
تفسير المعاني :
يا ليتني ما اتخذت فلانا صاحبا.
﴿ خذولا ﴾ أي كثير الخذل لغيره. يقال خذله يخذله خذلا، أي ترك نصرته ولم يعنه.
تفسير المعاني :
فقد أضلّني عن ذكر الله بعد إذ جاءني وطلب إليّ، وكان كالشيطان أوحى إليّ التمرد ثم خذلني ولم ينفعني.
وقال الرسول يشكوهم إلى الله : يا رب إن قومي جعلوا هذا القرآن متروكا ولم يأبهوا به وصدّوا الناس عنه.
وكذلك جعلنا لكل نبيّ أعداء من المجرمين يعاكسونهم ويعبدون الناس عن الالتفاف حولهم، فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وكفى بربك هاديا لك إلى طريق قهرهم، والتغلّب عليهم، وناصرا لك على جموعهم.
﴿ لولا ﴾ أي هلا. ﴿ ورتلناه ﴾ أي وقرأناه عليك شيئا فشيئا على تؤدة. وأصل الترتيل تفليج الأسنان، أي جعل بعضها متباعدا عن بعض، شبّه بها نزول القرآن مفرقا.
تفسير المعاني :
وقال الكافرون : هلا أنزل هذا القرآن دفعة واحدة ولم ينزل على حسب الحوادث، وغفلوا عن أننا أنزلناه مفرقا على حسب الحوادث الطارئة لنثبّت به فؤادك حيالها ؛ ولذلك فرقناه تفريقا.
﴿ ولا يأتونك بمثل ﴾ أي باستشكال يُعدّ مثلا في البطلان يريدون به القدح في نبوّتك.
تفسير المعاني :
فلا يجيئك هؤلاء الكفرة باستشكال يكون مثلا في السخافة إلا رددنا عليهم بالحق الدامغ وبما يُعدّ أحسن بيانا.
﴿ شر مكانا ﴾ أي أشّر مكانا. وأشّر وأخير تحذف منها الألف طلبا للأفصح.
تفسير المعاني :
الذين يحشرون يوم القيامة مقلوبين أولئك أسوأ مقاما وأضلّ طريقا.
﴿ وزيرا ﴾ أي معينا ومقويا، من قولهم آزره يؤازره أي أعانه وقوّاه والأزر القوّة.
تفسير المعاني :
ولقد أعطينا موسى التوراة وجعلنا أخاه وزيرا له وأمرناهما بدعوة فرعون وقومه إلى الإيمان فكذبوهما فأهلكناهم.
ولقد أعطينا موسى التوراة وجعلنا أخاه وزيرا له وأمرناهما بدعوة فرعون وقومه إلى الإيمان فكذبوهما فأهلكناهم.
﴿ وأعتدنا ﴾ أي وأعددنا، من العتاد، وهو الأداة.
تفسير المعاني :
وقوم نوح لما كذبوا أغرقناهم وجعلناهم للناس آية دالة على بطش الله في أخذ الكافرين.
﴿ وأصحاب الرس ﴾ هم قوم كانوا يعبدون الأصنام. والرّس هي البئر غير المطوية. وقيل الرس قرية عظيمة بجهة اليمامة كان فيها بقايا ثمود، وقيل الأخدود، وقيل بئر بأنطاكية.
تفسير المعاني :
وعادا وثمود وأصحاب البئر، وهم قوم شعيب، كل هؤلاء أهلكناهم بسبب كفرهم.
﴿ تبرنا ﴾ أي أهلكنا. يقال تَبر يتْبر تبرا أي هلك، وتبره بمعنى أهلكه.
تفسير المعاني :
وعادا وثمود وأصحاب البئر، وهم قوم شعيب، كل هؤلاء أهلكناهم بسبب كفرهم.
﴿ ولقد أتوا ﴾ يعني قريشا. ﴿ القرية التي أمطرت مطر السوء ﴾ يعني سدوم عظمى قرى قوم لوط أمطرت حجارة. ﴿ نشورا ﴾ أي بعثا بعد الموت.
تفسير المعاني :
ولقد مرّ قومك على مدينة سدوم في تجاراتهم مرارا، أفلم يروا آثار دمارهم ؟ بل هم لا يرجون بعثا بعد هذه الحياة.
وإذا رآك الكافرون ما يتخذونك إلا هزوّا، ويقولون : أهذا هو الذي بعثه الله رسولا إلينا ؟
﴿ إن كاد ﴾ أي إنه كاد أي قارب.
تفسير المعاني :
إنه كاد يضلّنا عن آلهتنا ويصرفنا عنها لولا أن صبرنا عليها فسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضلّ طريقا.
﴿ هواه ﴾ الهوى هو ميل النفس إلى الشهوة، وكل ما تميل إليه من الأباطيل يقال له هوى، جمعه أهواء. ﴿ وكيلا ﴾ أي متولّيا أمره ومدافعا عنه.
تفسير المعاني :
أرأيت يا محمد من جعل هواه إلها له، وانقاد لوساوسه انقيادا أعمى، أفأنت تكون مدافعا عنه ؟
﴿ كالأنعام ﴾ البهائم وهي جمع نعم، وتطلق الأنعام على الإبل والبقر والغنم، ولا تسمى أنعاما إلا إذا كان فيها الإبل.
تفسير المعاني :
أم تظن أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ؟ ما هم إلا كالبهائم، بل هم أضلّ من البهائم سبيلا.
﴿ مدّ الظل ﴾ أي بسطه. ﴿ ساكنا ﴾ أي ثابتا.
تفسير المعاني :
ألم تر إلى ربك كيف بسط الظل وجعل الشمس سببا لوجوده ثم يقبضه تدريجا، ولو شاء لجعله ثابتا لا يتحرك. شبّه ذلك- بفعله التدريجي في الخلق-بالأسباب الطبيعية التي خلقها، وهو دليل على حكمته.
﴿ ثم قبضناه إلينا ﴾ أي ثم أزلناه. فإنه لما عبّر عن مدّه بالبسط عبر عن إزالته بالقبض الذي هو في معنى الكفّ.
تفسير المعاني :
ألم تر إلى ربك كيف بسط الظل وجعل الشمس سببا لوجوده ثم يقبضه تدريجا، ولو شاء لجعله ثابتا لا يتحرك. شبّه ذلك- بفعله التدريجي في الخلق-بالأسباب الطبيعية التي خلقها، وهو دليل على حكمته.
﴿ لباسا ﴾ شبّه ظلام الليل باللباس في ستره. ﴿ سباتا ﴾ أي راحة للأبدان بقطع المشاغل. وأصل السبت القطع. ﴿ نشورا ﴾ أي ذا نشور أي انتشار.
تفسير المعاني :
وهو الذي جعل لكم الليل سترا لتستكنوا فيه والنوم قطعا عن الشواغل وجعل النهار للانتشار.
﴿ بشرا ﴾ جمع بشير وهو مخفف عن بشر.
تفسير المعاني :
وهو الذي أرسل الرياح مبشرة بمجيء رحمته من المطر لنحيى به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقناه بهائم وأناسا كثيرين.
﴿ أناسي ﴾ جمع ناس.
تفسير المعاني :
وهو الذي أرسل الرياح مبشرة بمجيء رحمته من المطر لنحيى به بلدة ميتة ونسقيه مما خلقناه بهائم وأناسا كثيرين.
﴿ صرفناه ﴾ أي كررنا هذا القول على وجوه شتى. ﴿ ليذكروا ﴾ أي ليتذكروا. ﴿ كفورا ﴾ أي كفرا.
تفسير المعاني :
ولقد كررنا هذا القول بينهم على وجوه شتى من التقرير ليعتبروا، فأبى أكثر الناس إلا كفرانا وجحودا.
﴿ نذيرا ﴾ الإنذار الإخبار مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
ولو أردنا لبعثنا في كل قرية نذيرا.
﴿ به ﴾ أي بالقرآن.
تفسير المعاني :
فلا تطع الكافرين فيما يريدونك عليه، وجاهدهم بالقرآن جهادا عنيفا.
﴿ مرج البحرين ﴾ أي خلّى بينهما من مرج دابته إذا خلاها. ﴿ عذب فرات ﴾ الفرات الماء الذي يكسر العطش لفرط عذوبته. ﴿ أجاج ﴾ أي بليغ الملوحة. ﴿ برزخا ﴾ البرزخ الحاجز بين الشيئين.
تفسير المعاني :
وهو الذي خلّى بين البحرين العذب والملح ومنعهما بقدرته من الامتزاج كأنه جعل بينهما حاجزا لا يمكن اقتحامه.
﴿ نسبا وصهرا ﴾ أي قسمه قسمين ذوي نسب، أي ذكورا ينسب إليهم، وذوات صهر أي إناثا يصاهر بهن.
تفسير المعاني :
وهو الذي خلق من الماء، أي من نطفة الرجل، بشرا فجعل منه ذكورا ينسب إليهم وإناثا يصاهر بهن، وكان ربك قادرا على كل شيء.
﴿ ظهيرا ﴾ أي نصيرا.
تفسير المعاني :
ويعبد هؤلاء الكفرة من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرّهم وكان الكافر مناصرا للشيطان على ربه الذي يريد أن يربيه ويهديه.
وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا، لا مسيطرا ولا متسلطا.
قل : ما أسألكم عليه أجرا إلا عمل من شاء أن يتخذ إلى ربه طريقا.
﴿ وسبح بحمده ﴾ أي ونزّهه مثنيا عليه.
تفسير المعاني :
وتوكل على الحيّ الذي لا يموت ونزهه عن مشابهة المخلوقين حامدا إياه على نعمه، وكفى به بذنوب عباده خبيرا.
﴿ استوى على العرش ﴾ استوى أي استقر، والعرش سرير الملك، والاستقرار محال على الله فالعبارة كناية عن استيلائه على الملك وتصرّفه فيه.
تفسير المعاني :
الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استولى على الملك يدبره ويَرُبُّه، هو البليغ الرحمة فاسأل به عالما يخبرك عن حقيقته.
وإذا قيل لهم : اسجدوا له. قالوا : أنسجد لإله تأمرنا بالسجود له ؟ وزادهم ذلك نفورا.
﴿ تبارك ﴾ أي زاد خيره ونما برّه. ﴿ بروجا ﴾ جمع برج، وأصله القصر العالي البناء، وقد اعتبرت للكواكب كالمنازل للقمر. ﴿ سراجا ﴾ هي الشمس.
تفسير المعاني :
تبارك الذي جعل في السماء بروجا للكواكب تنتقل إليها لمصلحة الخليقة، وجعل فيها شمسا تضيء العالم بالنهار وقمرا ينيره بالليل.
﴿ خلفة ﴾ أي ذوي خلفة يخلف كل منهما الآخر.
تفسير المعاني :
وهو الذي جعل الليل والنهار أحدهما يخلف الآخر آية بيّنة لمن أراد أن يتذكّر أو أراد شكرا لله على آلائه.
﴿ هونا ﴾ أي هينين، أو مشيّا هينا، وهو مصدر وصف به.
تفسير المعاني :
وعباد الرحمن المنتسبون إليه صفتهم أنهم يمشون على الأرض متواضعين بسكينة ووقار، وإذا كلّمهم الجاهلون قالوا لهم قولا فيه سلام ورحمة.
والذين يبيتون ساجدين لعظمة ربهم قائمين في عبادته.
﴿ غراما ﴾ أي لازما، ومنه الغريم لملازمته لخصمه.
تفسير المعاني :
والذين يدعونه قائلين : ربنا ادفع عنا عذاب جهنم، إن عذابها يلازم أعداءك ولا يُفلتهم.
﴿ مستقرا ﴾ أي مكان استقرار. ﴿ ومقاما ﴾ أي محل إقامة.
تفسير المعاني :
إنها بئس المكان يمكث فيه وبئس المحل يقام به.
﴿ ولم يقتروا ﴾ يقال قتر يقتر، وقتّر يقتر بمعنى واحد. ﴿ قواما ﴾ أي وسطا وعدلا، سمّى به لاستقامة الطرفين، ككلمة سواء لاستوائهما.
تفسير المعاني :
والذين إذا أنفقوا اعتدلوا في الإنفاق فلم يسرفوا ولم يضيقوا، بل كان إنفاقهم وسطا بينهما.
﴿ أثاما ﴾ الأثام جزاء الإثم.
تفسير المعاني :
والذين لا يعبدون مع ربهم إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ولا يرتكبون إثم الزنا، ومن يفعل ذلك يلق جزاء إثمه.
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويبقى فيه أبدا الآبدين ذليلا محتقرا.
إلا من تاب وآمن وأصلح فأولئك يقلب الله سيئاتهم إلى حسنات، وكان الله غفورا رحيما، فإن التوبة تمحو جميع الذنوب وتغسلها.
﴿ يتوب إلى الله متابا ﴾ المتاب مصدر تاب والمعنى يتوب متابا مرضيا ماحيا للذنوب.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٠:تفسير المعاني :
إلا من تاب وآمن وأصلح فأولئك يقلب الله سيئاتهم إلى حسنات، وكان الله غفورا رحيما، فإن التوبة تمحو جميع الذنوب وتغسلها.
﴿ باللغو ﴾ أي بما لا يتعدّ به من الكلام. يقال لغا يلغو لغوا، أي قال كلاما لا يعتدّ به ولا شأن له فيه.
تفسير المعاني :
والمؤمنون لا يشهدون زورا، وإذا مرّوا بقوم يخوضون فيما لا يعنيهم أكرموا أنفسهم عن مشاركتهم فيه.
﴿ لم يخروا ﴾ أي لم يسقطوا. يقال خرّ السقف يخرّ خرا أي سقط. ﴿ صما ﴾ جمع أصمّ أي طرشا. يقال صمّ يصمّ صمما، أي طرش.
تفسير المعاني :
وإذا ذُكّروا بآيات ربهم لم يجمدوا حيالها طرشا وعميانا.
﴿ قرة أعين ﴾ أي موجبا للسرور. وتأويله أن قرّة إما مشتقة من القرار، فيكون المعنى أن ذلك الشيء تسكن إليه العين سرورا به، وإما من القرّ وهو البرد فيكون برودها كناية عن السرور.
تفسير المعاني :
والذين يقولون : ربنا اجعل من أزواجنا وذرياتنا ما تسّر به نفوسنا وترتاح إليه قلوبنا، وأفض علينا العلم حتى يقتدى بنا الناس في أمر الدين.
﴿ الغرفة ﴾ أي الحجرة، والمراد بها هنا الجنة.
تفسير المعاني :
أولئك يثيبهم الله بالجنة جزاء صبرهم خالدين فيها.
﴿ مستقرا ومقاما ﴾ أي مكان استقرار ومحل إقامة.
تفسير المعاني :
أولئك يثيبهم الله بالجنة جزاء صبرهم خالدين فيها.
﴿ ما يعبأ ﴾ أي ما يبالي. ﴿ لزاما ﴾ أي ملازما، وهو مصدر لزمه يلزمه أي لازمه ملازمة الغريم.
تفسير المعاني :
فقل يا محمد : ما يبالي الله بكم أيها الكافرون لولا عبادتكم، فإنها صلة بينكم وبينه، فقد كذّبتم بدينه، فسوف يكون العذاب ملازما لكم.